| 0 التعليقات ]

(أنا مش عارفه أقول إيه؟.. أنا فتاه جامعية محاصرة بالتقاليد والعرف بحب واحد جدا ومقدرش أتصور حياتي من غيره وهو ناوي يتقدم لي كمان سنة وطلب مني كتير أنى أصارح أهلي بعلاقتي بيه بس أنا مش قادرة لأن أهلي ناس صعبة جدا ومش بيعترفوا بحاجة اسمها حب وأنا كل علاقتي بيه كلام بالتليفون وكلام كله احترام.
بس بنطمن على بعض، وأنا كل اللي تاعبني أنى مش عارفه إذا كانت علاقتي بيه صح ولا لأ.. وإحنا متفقين على الزواج، عشان خاطري متقلوش ابعدي عنه لأني مقدرش، ولا هو كمان يقدر، أنا بدور على حل تاني مش قادرة وكمان مامتى عمرها ما حاولت تتكلم معايا برغم أنها عارفه أنى في اكتر سن بحتاج لها فيه، وغير كده أنها بتشك في كل حاجة بعملها وبتراقبني دايما وكل ما أنا امسك التليفون لازم تشوف أنا بكلم مين، بتحسسني دايما أنى مش موضع ثقة بالنسبة ليها خلتني أحس أنى إنسانة مش كويسة..
دا حتى كل اما تشوفتي بكلم زوج أختي اللي هو المفروض اخويا تتنرفز عليا وتحسسني أن في بيني وبينه حاجة أنا مش عارفه.. أنا اختنقت من شكها الزايد دا.. وإهمالها ليا وعدم محاولتها أنها تتكلم معايا هي لو اتكلمت معايا هقولها على الإنسان دا وهستريح  كتير نفسي اكلمها بس هي كل يوم بتبني سد بيني وبينها ساعدوني أنا مخنوقة مش عارفه اعمل إيه ساعدوني......؟؟!))

هل أستطيع أن أفتي لك بتذوق الطعام قبل أذان المغرب ولو بثانية واحدة مهما كنت أشعر بمدى تضورك جوعاً يا صغيرتي؟
فلعل الله -عز وعلا- جعل من تمام استحقاقنا لكلمة إنسان هي أن نمر باختبارات جادة تجعلنا نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره، وانظري للغصة التي تجدينها في ضميرك.

فستكتشفين فورا أنها ترجع لأنك تعلمين بشفافية فطرتك أنك هكذا لست على الطريق السليم حين تتواصلين معه، فهل تكبلينني برجائك أو بقصور والدتك في علاقتها معك لأقول لك ما لا أملك أن أقوله؟
فلن أستطيع أن أقول لك استمري في علاقتك بمحبوبك عامًا جديداً دون رباط شرعي، لكن أستطيع أن أقول لك إن الشوق للطعام يزيده جمالاً في أعيننا، ويختبر قوتنا الداخلية التي سنحتاج إليها في معترك الحياة ما دمنا نحياها، فذاك العام سيمنحك قوة إرادة وكذلك سيختبر في نفس الوقت مدى قوة الرغبة في الارتباط وصدق المشاعر بينكما، وبرغم يقيني بأن بذرة الحب تحتاج للإرواء لتكبر وتعطي أوراقاً خضراء مشرقة، فإننا عند الاضطرار نحتاج أن "نجمد" البذور ونحتفظ بها في أعمق مكان لنحافظ على نقاوة مكوناتها ونضارتها حتى يحين وقت زرعها وإروائها لتستمتع بالنور والحرارة والغذاء السليم فتعطينا زهوراً جميلة لأنها نبتت في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة.
وكذلك هذا لا يمنعني أن أقول إن محبوبك صريح وواضح فله الشكر على وضوحه وعليه عتاب أنه لم يتمكن من "الفرملة" حتى ينال رضا الله وتوفيقه بالزواج منك.
"فلتجمدي" علاقتك به ابتغاء مرضاة الله -عز وعلا- ولتحتفظي بتلك المشاعر لتظل طاهرة نقية في قلبك بلا اتصال بلاتواصل بلا حديث "وقد" يفكر محبوبك أن يبتكر طريقة "مشروعه" للاطمئنان عليك بشكل عام وأمام أهلك ودون احتكاك خاص بك كأن يتصادق مثلا مع أخيك ليمهد لنفسه طريقا منطقيًّا عبر هذا العام ليتزوجك، حتى يحين الوقت ليدق بابك ويجلس مع أبيك ليفوز بك زوجة برضا من الله وبمباركة الأهل.

ولا أخفي عليك خوفاً أستشعره إذا ظللتما هذا العام كما كنتما من تواصل أن يكشفه الله لأي سبب فيكون كشفه سبباً قوياً لزيادة فقدان ثقة والدتك بك وتدهور العلاقة بينكما وكذلك لرفضه دون أن يأخذ فرصة حقيقية مع أسرتك للتقدم لك.
أما والدتك؛ فهي كأي أم تخاف على ابنتها في ظل ما تراه وتسمعه كل يوم وكل لحظة، فيخونها تعبيرها عن هذا الخوف والطريقة التي تحافظ بها عليك من أي سوء يصيبك، كما تصور لها أحاسيسها وتفكيرها، ولكن الأمانة تقتضي أن أقول إنه حين نتحدث عن الثقة فينا نحتاج أن نعترف أننا نحن من يبني جسر الثقة بيننا وبين الآخرين بأفعالنا أكثر من رجائنا إياهم للثقة فينا، وكذلك القرب من الآخرين يحتاج منا أن نعرف أنه "قرار" نبادر به نحن قبل أن ننتظر الآخر أن يبادر هو بالقرب منا، فحين نقرر أن فلانا سنتركه يقترب منا فإننا نتركه يقترب لأنه جدير بهذا القرب على أن نقترب بمهارة، ولا تتصوري أن القرب من الأم يأتي تلقائيًّا خاصة حين لا تكون على دراية كافية بطرق التعامل مع الأبناء أو حين تكون تحت تأثير سطوة وسيطرة الأخبار السيئة التي تحملها لنا الحياة كل يوم في أخبار الحوادث أو مما يحدث مع أناس كنا نعرفهم عن قرب!
فلتقرري أنت الاقتراب ولتفسحي أنت لها المجال لصداقة بينكما ولتبدئي بأهم مفتاحين؛ الأول: نوع شخصيتها، الثاني: اهتماماتها أو ما يشغلها وتحتاج المساعدة فيه حتى وإن كانت شئون المنزل!! لتمهدي لنفسك قرباً منها سيفيدك كثيرا في كل الأمور فلا تنتظري الأقدار أن تدبر لك كل شيء.
 فصيامك عن التواصل مع محبوبك وانشغالك ببناء تواصل طيب مع والدتك سيصقلان إرادتك وشخصك برغم ألمك، وحين يصير محبوبك زوجاً لك وأنت تنعمين برضاء الله وبقربك من والدتك ستنظرين لآلامك بأنها كانت مهمة وضرورية؛ لأن ما حققته من نجاح على مستوى نفسك ومستوى حياتك وعلاقاتك كان يستحق تلك المقاومة والألم عن جدارة.

0 التعليقات

إرسال تعليق