| 0 التعليقات ]

السلام عليكم..
رجاء ساعدوني، فأنا أحب زوجي كثيرا وهو يقول إنه يحبني أيضا، ولكنني أشعر أنه لا يحترمني ولا يدعمني، هو لا يريدني أن أعمل بالرغم من أننا لا نملك شقة، وحجته في ذلك كما يقول لي إنه لا يريدني أن أتعب، كما أنه يعمل 12 ساعة يوميا، وأنا أجلس وحدي طوال اليوم.

كنا قد اتفقنا قبل الزواج أن يمكنني العمل إذا أردت ذلك، ولكنه الآن لا يريدني أن أخرج خارج المنزل في أي وقت، وإذا خرجنا معا لا يبدو سعيدا.
وعندما يجلس بالمنزل يشاهد التلفزيون أو يجلس على جهاز الكمبيوتر طول الوقت ويتركني وحدي.

أريد أن أعمل وأريد أن أستمر في حياتي معه، ولكن الآن أشعر أنني لا أستطيع البقاء معه.. أشعر بالأسف إذا جرحته أو تسببت له بالألم، ولكنني لا أدرى ماذا أفعل؟
أرجو أن تساعدوني فأنا لا أريد أن أخسره.
وأشكركم كثيرا.


وعليكم السلام ورحمة الله..
هناك نوع من الأزواج يطلب من زوجته أن يكون هو "كل" حياتها، بينما على الجانب الآخر لا تكون هي "كل" حياته.
هذا النوع من الأزواج ليس سيئا، ولكنه فقط يحتاج وقتا وجهدا وحكمة حتى يشعر بزوجته، وحتى يعطيها قدرا أعلى من الاهتمام، وحتى يسمح لها ببعض النشاط أو العمل.

لماذا أقول إنه ليس سيئا؛ لأن هناك أفكارا معينة في عقله، وهذه الأفكار قد يكون بعضها صحيحا، وقد يكون البعض الآخر خطأ نتيجة الجهل أو قلة الخبرة بالمرأة، وبالزواج، وبالتالي فهي تحتاج فقط إلى تصحيح، فهو مثلا قد يكون متصورا أنه ما دام ينفق على بيته بشكل جيد، ويعامل زوجته بشكل لطيف فهو إذن زوج مثالي، وهذا في الحقيقة غير صحيح، فالزوجة تحتاج من زوجها اهتماما أكثر من هذا.

وهو أيضا قد يتصور أنك عندما تعملين ستصابين بالإجهاد مما قد يؤثر على اهتمامك به، وهذا أيضا قد يكون غير صحيح.
هذه الأفكار تحتاج منك -كما ذكرت- وقتا طويلا لتغييرها، ولكن المهم أن يتم هذا بدون "نكد" أو وسائل تؤدي للنفور والملل من ناحيته، بل يجب أن تكوني لطيفة وصبورة، وتختاري الأسلوب المناسب والوقت المناسب.
على الجانب الآخر هو قد يكون مُحقا في بعض أفكاره، فهو مثلا من حقه أن يشاهد التلفزيون، وأن يجلس على الكمبيوتر، فليس معنى أنه يعمل 12 ساعة في اليوم أنه يجب أن يقضي باقي الوقت كله في البيت معك.
وأيضا قد يكون محقا في أن العمل ربما يكون غير مناسب لك الآن، أنا أقول (ربما)!! فقد تكون ظروف العمل في البلد الذي تعيشون فيه، لا توفر عملا إلا لساعات طويلة جدّا، بحيث يصعب عليك فعلا التوازن بين العمل والبيت والزوج، ويكلفك ما لا تطيقين من الجهد.. وربما يعلم زوجك أنك غير معتادة مثلا على الجهد من قبل؛ لذلك يتوقع أن تصابي بالإجهاد، مما يؤثر على علاقتك به.
وكأن خلاصة كلامي هي: بعض أفكار زوجك قد تكون صحيحة، فناقشيها معه ومع نفسك في هدوء، ولا مانع أن تحققي مطلبه، خاصة إن كان محقا، حتى لو كان هذا على حساب رغبتك، وعلى الجانب الآخر، هناك أفكار لديه خاطئة نتيجة الجهل وقلة الخبرة، وهذه عليك أن تغيريها بهدوء ودون صدام أو نكد.
قد تستخدمين "الرقة" حينا أو "البكاء" حينا آخر أو "الحجة والمنطق" أحيانا، ولكن في كل الأحوال بكل حب وصبر.
وربما تقبلين ببعض الحلول الوسط مثل: النشاط الاجتماعي، لبعض الوقت بدلا من العمل لكل الوقت، أقصد أن أقول إن فكرة الحلول الوسط فكرة لا بأس بها في كثير من الأحيان في الحياة الزوجية.
لقد انزعجت جدا عندما قلت: أشعر أني لا أريد البقاء معه!!
أزعجتني هذه الكلمة؛ لأنك رفعت الراية البيضاء مع أول مشكلة.

الحياة الزوجية طويلة، ومليئة بالتحديات، ولا تناسبها أبدا روح الاستسلام، وإنما تحتاج نفسا طويلا وتقبلا للمسئولية وإصرارا على النجاح بإذن الله.

0 التعليقات

إرسال تعليق