| 0 التعليقات ]




أنا امرأة عمري 27 سنة، متزوجة ولديّ طفلان، منذ زواجي -في عمر 21- وأنا أعيش مع زوجي في الخارج، ولم أعُد سوى منذ عامين تقريباً.

زواجي تم بضغط من أهلي، كنت أرفض هذا الرجل، وكنت أحب ابن عمي، وهو في نفس عمري؛ ولكن أسرتي فضّلت العريس الجاهز.

مشكلتي بدأت منذ أن عدت من الخارج ورأيت ابن عمي، شعرت بعدها بكُره كبير لزوجي.. بعد فترة وجدت رقماً غريباً يرنّ عليّ، كلمته رفض يقول مين؛ ولكن أنا عارفة إن هو حبيبي.. ولما عرف إني عرفته، قال لي إنه يحبني، ولم يستطع نسياني، وبدأنا نعود إلى قصة الحب القديمة.. والذي جعلني أنساق خلفه إهمال زوجي لي.

وبدأ الحب يزداد بيننا، وأصبحنا نلتقي.. وتطوّر الموضوع إلى أن أصبح يأتي لي في بيتي عند غياب زوجي، ونشأت علاقة حرام بيننا.. أنا كارهة نفسي، وضميري يعذبني؛ ولكن لا أستطيع أن أقف وقفة لكي أعيد الأمور إلى طبيعتها.

أنا أمام حبيبي لا أستطيع أن أفعل شيئاً سوى ما يقوله هو لي.. كيف أستطيع السيطرة على نفسي؛ لكي أقف أمام حبيبي، وأبتعد عما يغضب الله؟ أنا أتمزق من داخلي ساعدوني ولكم الشكر.

كم من الأخطاء تُرتكب باسم الحب، والحب بريء من كل خطأ، وكل إثم ألصقتموه به.. وكم من مبررات تسوقونها لأنفسكم لارتكاب جرائم الحب المزعومة؛ متعللين بإهمال الزوج وعدم القدرة على البُعد، وسطوة الحب عليكم.

مع الأسف صديقتي؛ فأهلك كانوا مُحقّين في رفض هذا الحبيب الخائن؛ لأن من يخون عِرض شخص مسلم وينتهك حرمة بيت مسلم؛ فهو غير جدير بكل أنواع الثقة.

وسواء كان رفض أهلك ساعتها لأسباب ظاهرية أو لقلق خفي من شخصه؛ فقد شاء الله تعالى أن يحميك ويعصمك من شرّ هذا الفتى؛ فمن يخون مرة يخون مرات.

والقلب بيبن أصبعين من أصابع الله يقلبه كيف يشاء؛ فلعلنا نحب اليوم شخصاً وغداً -وبقدرة قادر- نعشق غيره، ولا يبقى إلا الخشية من الواحد القهار، والأخلاق الفاضلة والتربية القويمة التي يزكّيها مسئولية الأمانة الكبرى، والعهد مع الله، ويليها عهد الزوج ورباطه المقدس الذي وثّقه الله تعالى؛ فعَهِد إلى كل منكما -أنت وزوجك- بحفظ عهد الآخر وعرضه.

والآن تقولين إنك بعد عودتك ورؤيتك له لم تتمالكي نفسك، وسِرت نحو طريق الضياع مع هذا الخائن الفاشل.. والأمر صديقتي ليس حبه؛ بل هو الشيطان الذي يقف على رأس كل خطيئة ليزيّنها ويرمي لكم بحبل الوصل؛ فتلحقوه، ليقودكم بخطوات كالسحر إلى براثن الذنب.

عذراً صديقتي لهذه اللهجة القاسية؛ لكنها الحقيقة التي يجب أن تفهميها وتعيها، وتقفي أمامها، وأن تفيقي من سكرة المرض الشيطاني الذي ألقيت بنفسك فيه.

أعتقد أن سنوات ست قضيتها بعيداً عن حبيبك لم تكن كافية لقتلك، ولم يكن إهمال زوجك والخلاف معه مؤذناً بالانفصال وعدم القدرة على الحياة معه.. لم تكن هذه الحياة يوماً غير جديرة بالعيش، ولم تخرج عن نطاق الآدمية؛ لكنه تزييف الشيطان للحقيقة.

ولم يحاول هذا الحبيب يوماً أن يتصل بك في غُربتك، ولا حتى لسماع صوتك.. هل تعلمين لماذا؟

ليس لأنه إنسان محترم أو رجل يصون الأمانة؛ بل لأنه عاش حياته كما أمكنه ساعتها، وعند عودتك رأى منك تسلية وترفيهاً ولحظات خيال قديمة، تصوّر فيها أن تكوني زوجته ليستحلّك؛ فدخل باسم الحب لانتهاك الذي أراده بالحلال فلم يدركه؛ فأخذه بالحرام.

صديقتي.. ليست حياتك بهذا السوء، وليس الحبيب بهذه المثالية التي تصورينه بها في خيالك؛ بل هو شبحه وشيطانه الذي يملأ أحلامك.

صديقتي.. إن خنت العهد مرة فتوبي إلى الله تعالى ولا تخونيه مرتين.. اطلبي من زوجك أن تسافري معه مرة أخرى وتبتعدا عن مكان الذنب، وأن تتوبي توبة نصوحة وتقطعي علاقتك بهذا الشيطان.. فإن لم تُتِح الظروف لكما ذلك؛ فقفي مرة واحدة مع نفسك وكوني قاسية مع هذا الحبيب.. فقط مرة واحدة، وثقي أن الله تعالى سيتكفل بكفّ أذاه عنك يقول تعالى في الحديث القدسي: "وما تقرب عبدي إليّ شبراً حتى تقربت إليه ذراعاً، وما تقرب إليّ ذراعاً حتى تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة".

قفي أمامه، وواجهيه وأنت حاسمة وقاطعة، وفي مكالمة قصيرة للغاية، بأنه يجب أن يبتعد؛ لأنكما أخطأتما، وأنكما لستما أهلاً للأمانة، ولا تنتظري ردّ فعله؛ بل أنهِ مكالمتك بقرار الانفصال، ولا تردي عليه ثانية، ولا تعطِه فرصة لمكالمتك ولا مقابلتك ولا الاتصال بك بأي شكل.

فإن كان قلبك غالباً عليك؛ فعليك أن تختاري الطريق الآخر، وهو أن تنفصلي عن زوجك، وتتحملي لقب مطلقة وتربية أبنائك وحدك، أو الانفصال عنهم.. فاختاري إحدى النارين؛ على أن تُرضي ضميرك وترضي ربك..

لكن لا أعتقد ساعتها أن مثل هذا الحبيب سيأمن لك، أو سيحمل مسئولية الزواج بك، ولن يكون أهلاً لذلك.

استعيني بالله على قضاء أمورك، واطلبي منه التيسير.. غفر الله لك وأعانك على طاعته وهدّأ نفسك بكل الخير والحق.

0 التعليقات

إرسال تعليق