| 0 التعليقات ]

كل يوم..يموت إنسان وإنسان..ويولد ألف طفل !! 
كل يوم نشتري ملابس وفساتين للطفل 
القادم..وآخرون يعدون كفناً لراحل!! 
كل يوم نضحك ونحتفل..وآخرون يبكون ويتقبلون التعازي 

في فقيدهم !! 
والحياة تستمر.... 
يولد الإنسان باكيا والناس يضحكون من حوله 
تتلقفه الأيدي..تحنو عليه وتربيه وينشأ وينمو..ثم يموت 
يموت ونفس الأشخاص الذين ضحكوا بالأمس 
لقدومه..هم نفسهم اليوم يبكون رحيله! 
والحياة تستمر.. 
يخوض معارك الحياة بضراوتها..وقساوتها 
ويعيش لذات الأيام بمختلف أشكالها وصورها 
يتخاصم مع هذا..ويهجر ذاك.. 
يودع صديقا..ويفارق حبيباً..ويتعرف على آخرون وآخرون 
والحياة تستمر.. 
يكبر..وينسى من رحلوا عنه ومن ماتوا..ينسى أولئك 
الذين دفنهم بيديه ويمشي في زحمة الدنيا على دروب 
لا يعلم منتهاها ,يشهد ماسي الآخرين..يشاركهم 
أفراحهم..يختلط معهم والحياة تستمر

يكبر..وينمو عقله..تزداد تجاربه وخبراته..ينسى 
معظمها..ويغفل عن بعضها 
ويستفيد من البعض القليل المتبقي منها 
يتزوج..ينجب أطفالا..يربيهم..وهم يكبرون..ويصبحون 
أكثر طولا منه فالحياة تستمر .. 
وفي خضم هذه الدائرة التي نسميها حياة..ينسى 
الإنسان لماذا خُلق؟؟ 
وهل من أجل هذه الحياة قد خُلق؟؟ 
يقف قليلا..يتأمل حاله..يتذكر ماضيه..يسترجع أيامه 
ليكتشف أنه نسي في زحمة ذلك الطريق شيئا من 
ممتلكاته فقد صاحبا مخلصا..وودع في إحدى المحطات 
أخا وفياَ في لحظة حزن جارفة..تحاصره نفسه 
تسائله/ أكنت تمشي دون هدف؟؟ 
يأخذ نفساً طويلا..يراجع حساباته ..ليرى أنه فقد الكثير 
وأنه مازال يفقد ويفقد..ثم يعترف: الحيـــاة ستزول!! 
هذه المرة : الحياة ستزول تماما كما زال 
هؤلاء..وستنتهي تماما كما انتهى أولئك الأحبة!! 
الأحبة..أولئك الذين رحلوا..وأولئك الذي فقدتهم 
ترى كم من الأشياء المهمة فقدتها أيضاً؟؟ 
أسمع تثاؤباً بداخلي..ترى من هذا النائم الذي تذكر 
اليوم أن يصحو؟؟ 
هو ضميري إذن! 
عمتَ صباحاً أيها الضمير..ما أطول ما نمت!! 
أكان يجب علي أن أخسر وأفقد وأودع وأنسى كلللللل 
هذه الأشياء من أجل أن تصحو؟ 
لم جرحتُ من جرحت؟ لم ظلمتُ من ظلمت؟ 
لم قسوت؟ لم تكبرت؟ لم خدعت وسرقت ودست على 
كل من حولي بدعوى أن الحياة تستمر؟ 
أوه..عذراً..كنتَ أنتَ نائماً وقتها!! 
ثلاثون أم خمس وثلاثون أم أربعون تلك التي سأكملها 
بداية هذا العام هـ1426؟؟ 
ترى كم من الفرص ضيعت..وكم من دروب الرذيلة قد 
سلكت؟؟ 
أين كان عقلي وقتها؟؟ 
مرة أخرى أعتذر...كنتَ تغط في سبات عميق يا 
ضميري!! 
لكن ألم يكن هناك(منبه) أو (جرس) أو يد توقظ 
نعم..كان يوجد 
كنتَ أسمع (منبه) قوي يقول: 
(ألم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله) 
وكان (رنينه) لا ينقطع..لكنك لم تستيقظ!! 
سهرت كثيرا يا ضميري من أجل حسابات دنيا وتفاهات 
بشر سهرتَ كثيراً..ونمتَ أكثر!! 
كان هناك ( جرس) و(ساعة) مؤقتة لتصحو ولكنك لم 
تفعل واليوم عرفت: 
الحياة لن تستمر.. 
لو كانت هكذا..لاستمر أبي ولم يمت 
لو كانت هكذا..لاستمر صديقي ولم يرحل 
لابد أن هناك نهاية..وأن الحياة بالتأكيد ستزول 
أكنتَ تنتظر حتى أنتهي أنا لتكتشف أن الحياة الدنيا 
ستنتهي؟؟ 
لا تتكلم..أعرف..كنتَ نائما يومها!! 
* * * 
ضاع مني الكثير في طرقات الدنيا ومحطاتها 
وأولئك الذين أخطأت في حقهم..أين سأبحث عنهم 
ليسامحوني؟؟ 
أولئك الذين ظلمتهم..أين سأسافر لهم ليعفوني؟؟ 
وأنا ..كيف سأسامح نفسي..وكيف سأغفر لها وقتاً من 
العمر ولى دون عودة؟؟ 
هناك كلمة كتبتها ولكني ندمت..فأي نوع من 
(المساحات) سيمحيها؟؟ 
أتذكر جملة قلتها..لا بل أكثر..أي صدأ هذا الذي 
سيجعلها طي النسيان؟؟ 
لم أنسَ أخطائي وذنوبي أنا..فكيف سينساها علام 
الغيوب؟ 
(عن اليمين وعن الشمال قعيد) 
سجلا كل كلمة..كل هفوة..كل زلة..كل (تفاصيل)العمر 
لحظةً لحظة.. 
ثم أين ما ضحيتُ من أجله؟؟ أين هو؟؟ 
ســـراب..هو سراب لا محالة.. 
متشعبة هي الطرق التي سلكتها..فهل من دليل 
لعلني ألتقط بعضا من (الدقائق) أو أشتري (لحظة) حياة 
حقيقية لكنها كانت موجودة..وكنت أستثقل مرورها.. 
كانت أمامي وكنت لا أراها.. 
كان كل شيء بيدي..واليوم أحثوه ترابا على وجهي!! 
كيف حصل هذا؟؟ 
عفوا 








صباح الخير ..يا ضمير !!


| 0 التعليقات ]

اعلم أن الصوم من أفضل العبادات وأجّل الطاعات ... كتبه الله على جميع الأمم : 
قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) [ البقرة ـ 183 ] .


فمن فضائل الصيام ..

1) أنه سبب لمغفرة الذنوب 
ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) فمن حقق هذين الشرطين : الإيمان و الاحتساب استوجبت له المغفرة فالإيمان يتحقق بالتصديق والرغبة في ثواب الصيام ، و الاحتساب يتحقق بالعزيمة واغتنام الأيام و الساعات في الصيام من غير كره و لا استثقال وبذلك يستوجب لك الثواب ..
وثواب الصائم لا يتقيد بعدد معين ، بل يعطى أجره بغير حساب ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي .... ) [ رواه مسلم ] ..

2) أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة
عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : ربِّ منعته الطعام والشهوة فشفّعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه ، قال : فيشفعّان ) [ حديث صحيح رواه أحمد وصححه الألباني ] .


| 0 التعليقات ]

و أي شيء أدركه من أدركه فيه الحرمان ؟ و كم بين من كان حظه منه القبول و الغفران و من كان حظه فيه الخيبة و الخسران ؟ فرب قائم حظه من صيامه السهر و رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش .

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل و إكماله و إتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بالقبول و يخافون من رده و هؤلاء الذين قال تعالى عنهم : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) [ المؤمنون ـ 60 ] ، و روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ، ألم تسمعوا لقول الله عزوجل: ( إنما يتقبل الله من المتقين ) [ المائدة ـ 27 ] .
واعلمي أن لله في كل ليلة عتقاء من النار يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار و ذلك في كل ليلة ) [ رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع ] ... فيا من أعتقه مولاه من النار ! إياك أن تعود بعد أن صرت حرا إلى رق الأوزار ، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها ؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها .. 
فيا أخي ويا أختي .. أيام تمر وأعوام تجرِ مسرعة بالعمر إلى نهايته ، فيا ترى أيعود شهر رمضان على العمر وهو موجود في نشاطه وقوته أو لا يعود وقد عارضه القدر المحتوم بالفناء ؟ إن شهر رمضان أهلّ سعيدا واستقبل حميدا ورحل لكم أو عليكم شهيدا .. فاستغل يا عبد الله رمضان واعتبر ... قد يكون هذا الشهر هو آخر رمضان تصومه في عمرك وحياتك .. فكم من صائم معنا العام الماضي من الرجال والنساء الذين تعرفهم أين هم الآن ؟ ‍إنهم في بطن الأرض ! حيل بينهم وبين ما يشتهون ، كانوا يأملون صيام رمضانات عديدة ، ولكن الأجل باغتهم ، أين هم الآن ؟ 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، و رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ..... ) [واه الترمذي و صححه الألباني ] ..
أخي الكريم .. أختي الكريمة .. فها هي أبواب الجنة الثمانية في هذا الشهر فتحت ، ونسماتها على قلوب المؤمنين قد نفحت ، ، وأبواب الجحيم كلها مغلقة .. وأبواب التوبة مفتوحة .. فحاسب نفسك قبل أن تحاسب ، واستغفر لذنبك قبل أنت تسأل ، وتب إلى الله توبة نصوحة .. فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع ] ..


| 0 التعليقات ]

لقد افترض الله -عز وجل- الصيام لحكم يريدها بعباده ، فمنها …
1) أنه عبادة يتقرب فيها العبد لربه 

بترك محبوباته من طعام وشراب ونكاح حبا لله ورجاءاً لما عنده ، فالإنسان لا يترك محبوبه إلا لما هو أعظم عنده منه ، لذلك قدّم رضا مولاه على هواه ..

2) الصيام سبب التقوى 

قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) [سورة البقرة ـ 183 ] ..
ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول الصائم لمن سابه أو شاتمه ( إني صائم ) [ متفق عليه ] ..

3) القلب يخلو للذكر والفكر

لأن تناول الشهوات يستوجب الغفلة وربما يقسّي القلب ، لذلك أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التخفيف من الطعام والشراب بقوله : ( ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه ) [ رواه أحمد وصححه الألباني ] ..

4) التمرين على ضبط النفس والسيطرة عليها 

حتى يقودها إلى ما فيه خيرها وسعادتها ، فالنفس أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربي ، فإذا أطلق المرء نفسه فإنها أوقعته بالمهالك ، وإذا ملك أمرها قادها إلى أعلى المراتب ..

5) تضيق مجاري الشيطان من البدن 

( فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّم ِ) [ رواه البخاري ] ، كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر الشهوة ، لذلك جعل رسول الله يقول : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) [ متفق عليه ]


| 0 التعليقات ]

ذكر فضيلة الشيخ / خالد بن عبد العزيز الهويسين حفظه الله عند شرحه لكتاب ( التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح في كتاب الصوم ) بعض المسائل المهمة الخاصة بالحائض والنفاس في الصوم ، التي يجب على المرأة المسلمة معرفتها لكي لا تقع في المحذور وهي لا تعلم ، وسوف أذكر هذه المسائل على شكل نقاط حتى يسهل على الأخوات معرفتها ، نسأل الله بمنه وكرمه أن يجزي شيخنا / خالد الهويسين خير الجزاء وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته . 

المسائل المتعلقة بالحائض والنفاس في الصيام :-

1 – اجمع أهل العلم على فساد صوم الحائض والنفاس .

2 – لو صامتا ( أي الحائض والنفاس ) مع العلم بحرمة الصيام ، أثمتا على ذلك 

3 – يفسد صومها ( أي الحائض والنفاس ) إذا حاضتا أو نفستا أول النهار أو في آخره حتى لو بقي على غروب الشمس لحظة .

4 – عليهما ( أي الحائض والنفاس ) القضاء مدة ما تركتا من الصوم .

5 – إذا رأت الحائض الدم بعد غروب الشمس فصومها صحيح .

6 – إذا طهرت الحائض والنفاس في أيام حيضها وفي أيام نفاسها ، وجب عليهما الصوم (( بمعنى لو كان عادتها ستة أيام فطهرت في أربعة أيام يجب عليها الصوم والصلاة ) ( وكذلك النفاس لو طهرت قبل الأربعين يجب عليها الصوم والصلاة ) 

7 – المستحب لهما ( أي الحائض والنفاس ) تفقد حالهما حتى لا تتشكك في العبادة 

8 – بالنسبة للحامل والمرضع إذا حافتا على نفسيهما ، أفطرتا وقضتا بعد رمضان وإذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا بعد رمضان ، وهل عليهما كفارة مع القضاء أو لا قولان لأهل العلم :- 
القول الأول :- أن الكفارة تجب على الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما مع القضاء 
القول الثاني :- أنه لا يجب عليهما إلا القضاء فقط 
والأقرب والله اعلم أن الكفارة مستحبة .

9 – إذا رأت الحائض صفرة وكدرة بعد طهرها تمسك وصومها صحيح 
لأنه صح عند البخاري من حديث أم عطية قالت : (( كنا لا نُعدُّ الكدرة والصفرة شيئاً )) 

10 – المستحاضة (( التي معها دم مستديم )) صومها صحيح إلا في وقت عادتها .

11 – وجود النقط الخفيفة من الدم على المرأة أي نزوله على المرأة في وقت العادة يعتبر من الحيض فلا يصح صومها ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بعدم الاستعجال وقال حتى ترى القصة البيضاء )) 

12 – إذا نزل أقل القليل من دم الحيض ولو كان نقطة أو نقطتين قبل غروب الشمس ولو بلحظة فسد صومها وعليها القضاء .


| 0 التعليقات ]

الاحترام المتبادل..

تجنب اللوم وإبداء الملاحظات وكشف العيوب في المجتمعات..وإذا كان لا بد من الملاحظة فمن الأفضل أن تحصل في الوقت الملائم بشكل لطيف لبق بعيدًا عن مسامع الناس وعيونهم..


الشكل الحسن..

الإهتمام بالمظهر ومراعاته في جميع الأوقات هو الطريق الى رضى زوجك ومحبته..

التوافق في العقلية..

المطلوب من الزوجة أن تسعد زوجها.. وتبتعد عن معاكسته ومشاكسته.. ولا تصر على مطالبها وفرض آرائها..

التفاهم..

لا تتوهمي أن هناك حياة زوجية لن يحصل فيها خلافات ومشكلات معينة.. لذلك فالتفاهم يجب أن يسود..والخلاف في حال حصوله يجب ألا يتعدى الخط الأحمر..وبذلك يعود الوئام بعد مرور فترة سوء التفاهم..وينصح علماء الاجتماع الزوجين الجديدين بأن يتفهم كل منهما نفسية الآخر.. وميوله وشعوره وتصرفاته وطباعه.. وعليهما بالتالي تقديم أدنى حد من التضحية كي يستمر الحب وينمو ويملأ البيت فرحًا وبهجة..

لاتكوني الشاكية الباكية..

كثرة إظهار الشكوى والتعب ونقل مشاكل الطفل الصغير والظن أن ذلك ممايستجلب اهتمام الزوج وعطفه واحساسه بها فما أن يجلس إلا وتسرد عليه ماحصل من صغيرها من تعب ومرض أو ماشابه ذلك..
فمحاولة التخفيف وتهيئة الجو المناسب له بعد مايعود من عمله مرهقا هي الأولى..وماأجملها اذا كللت بتخفيف من معاناته وسؤال الله الإعانة له..


عليك بالقناعة..

يقول صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم ولاتنظروا إلى من فوقكم، فهو أجدر أن لاتزدروا نعمة الله عليكم"..
لو أن كل امرأه قنعت بما كتب الله لعاشت في سعادة بالغة وابعدت عن نفسها الكثير من الأمراض النفسية والعضوية..


حلول الأزمات الزوجية..

أي حياة زوجية لا بد أن تتعرض في بعض الأحيان للإصابة بالملل أو الفتور..وتضغط الأزمات المالية أحيانًا بثقلها على الحياة الزوجية مما يزيد الأمور تعقيدًا..

وينصح خبراء علم الاجتماع الزوجين الجديدين باللجوء إلى الحلول التالية:

.اعتماد الحوار في الحياة الزوجيه..
.الجلوس وجهًا لوجه للبحث عن إيجاد حل ملائم لأي مشكلة قد تطرأ..
.محاولة إيجاد هوايات مشتركة بين الزوجين.. فإذا كان الزوج يهوى المطالعة فعلى الزوجة مشاركته في هوايته قدر الإمكان..
.في حال حصول خلاف ما.. حاذري من إدخال ثالث.. بل اعملي على حل كل الخلافات مهما كبرت داخل البيت بينك وبين شريك حياتك..فمن الأفضل عدم إطلاع أي شخص آخر على ما يجري في المنزل..


التجاهل ..
هناك حل بسيط للمشكلات اليوميه قد نغفل عنه احياناً... وهو التجاهل ! ليس كل مشكلة من الواجب ان تطرح لنقاش ! لن ننتهي عندها ! وقد تكبر بعض المشكلات عندما تناقش بطريقة غير صحيحة ..لذلك من المهم تجاهل بعض الأمور وغض الطرف عنها وكانها لم تحدث ...وكما يقال وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** كما ان عين السخط تبدي المساوىء عندها تموت تلك المشاكل في مهدها قبل ان تكبر

| 0 التعليقات ]

جدُ من الزوجات من تتهاون في حق زوجها...وتؤذيه
بالقول او الفعل ..فتجعل منه فاكهة المجالس النسائية
وهنا أورد لكِ أخية موقف الحور العين فيما يحدث بينك

وبين زوجك ..
ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن
معاذ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال :
( لاتؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور
العين :لاتؤذيه قاتلك الله !فإنما هو عندك دخيل يوشك
أن يفارقك إلينا )رواه الترمذي وقال حديث حسن
شرح سنن ابن ماجه للسندي
‏قوله ( لا تؤذيه ) ‏
‏مجزوم بحذف النون ‏
‏( دخيل ) ‏
‏هو الضيف والنزيل وفيه أن الآخرة هي الدار الصافية عن
الكدر حتى أن أهل المرء في تلك الدار لا يريدون التعب
عليه في الدنيا قال تعالى ( وإن الآخرة هي دار القرار )
والله أعلم
أخيتي الحبيبة اصبري على رفيق دربك ...حتى
وان رأيتِ منه مايزعجك ...احتسبي واعلمي
ان ربك..سيعوضك خيرا من عنده بإذنه عزوجل ..
قال تعالى ( وبشر الصابرين )

| 0 التعليقات ]

هذه آفة من الافات التي ابتلي بها كثير من المسلمين في رمضان خاصة 00 وهي كثرة السهر 0

فمنهم من يسهر على لهو محرم او العاب يزعمون انها مسلية لكنها تضيع الوقت وتفني العمر 00
وبالتاكيد وقت المسلم ثمين ان كان في رمضان او غيره , لان الانسان مسؤؤل عن عمره يوم القيامة 000
-- فبسبب السهر ,, تضيع الفرائض او تتاخر عن وقتها , وتكون بدون خشوع بسبب الاعياء الشديد الذي يجعله يصارع النعاس , ولا يفقه من صلاته شيئا , وبعض الناس يصلي الفجر في جماعة ثم يذهب الى النوم ولا يستيقظ الا قبيل صلاة العصر , وبذلك فوّت على نفسه ما قال
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لامتي في بكورها " , وفوّت على نفسه الجلوس
لذكر الله بعد الفجر الى طلوع الشمس , وفوّت ايضا على نفسه بسبب السهر , اداء سنة الضحى وهي صلاة الاوابين , قال عليه افضل الصلاة والسلام " يصبح على كل سلامى من احدكم صدقة , فكل تسبيحة صدقة , وكل تحميدة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وامر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة , ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى "
-- بعض الناس يظن اذا نام في نهار رمضان يكون قد قطع مشقة الصوم , لكنه بذلك لا يعلم انه فقد لذة الصيام , ولا يشعر بالحكمة من مشروعيته , بان يشعر الغني بالجوع , ليتذكر اخاه الفقير
ويذكر نعمة الله عليه بالطعام والشراب التي يتمتع بها طيلة العام ثم تحجب عنه في هذه الايام القليلة فقط 000
-- فلا بد ان يجعل الشخص لنفسه جزءا من الليل ينام فيه لان نوم الليل ليس كنوم النهار ,
وعلى كل انسان ان يلتزم بالوقت الكافي لنوم يستيقظ بعده لصلاة الفجر نشيطا 00
فمن ابتلى بالسهر عليه ان يعمل جاهدا للتخلص من هذه العادة وذلك بطلب العون من الله تعالى ,
ومحاولة تعويد النفس على النوم مبكرا , فان النفس اذا عوّدت اعتادت وتاقلمت على الطبع 0
ومن بعض وسائل التعويد على النوم مبكرا : الابتعاد عن الهاتف واجهزة الاعلام 0
الابتعاد عن التجمعات , الا اذا كانت ذات فائدة او حاجة داعية اليها 00لان الانسان ينشط
للسهر عند وجود اخرين فلا يستطيع النوم من اجل محادثتهم ومسامرتهم 00
-- فلو ان انسانا سهر على تلاوة القرآن ونام عن الصلاة 00 فان سهره هذا حراما 00فكيف بالذي
يسهر على معصية الله وينام عن طاعة الله !!!
ان شهر رمضان شهر عبادة وطاعة 00 لا مجال فيه للمسلم الجاد ان يقضي الليل في اللهو والسهر الفارغ الطويل حتى اذا ما قارب طلوع الفجر وغشيه النعاس تناول لقيمات واوى الى فراشه وغط في نوم عميق وقد لا يصحو لاداء صلاة الفجر 0
--- فالمسلم التقي الواعي تعاليم دينه يعود من صلاة التراويح فلا يطيل السهر لانه سيستيقظ
بعد سويعات قليلة لقيام الليل ويتناول السحور ثم يذهب الى المسجد لاداء صلاة الفجر ...

| 0 التعليقات ]

المسلمون ينتظرون شهر رمضان من السنة إلى السنة طمعاً في الرحمة والمغفرة والعتق من النار وتبدأ العبادات بحماس شديد, وتُنزع الأتربة من فوق المصاحف المتروكة طوال السنة لنبدأ في قراءة يوميه
ويتنافس المسلمون منهم من يقوم بختم القرآن 3 مرات و منهم مرتان و منهم مرة, و منهم أكثر من ذلك. ونصلى التراويح والتهجد ونجد المساجد مملوءة بالمصلين في كل الأوقات حتى أنهم يصلون على الأرصفة, و نرى الأخلاق الحميدة التي لا تظهر إلا في رمضان, و موائد الرحمن, و العطف على الفقراء, فهذا والله الجو الإسلامي الحقيقي و يجب أن يستمر طوال السنة.

لكن....هل سنستمر هكذا حتى بعد رمضان؟

إن رمضان هذا فرصة من ربنا عز وجل حتى نعبده و نكون في أعلى مستويات الإيمان, حتى نكمل لرمضان القادم بنفس المستوى, ثم ندخل رمضان التالي ليزيد إيماننا أكثر وأكثر.


فلكل من عبد الله و شعر بلذة العبادة, لكل من سجد في قيام الليل و بكت عيناه من خشية الله, لكل من ترك معصية و تاب عنها و بُدلت سيئاته حسنات, ماذا ستفعل بعد رمضان؟؟؟؟؟


فإنه من أدهى الأمور أن يُوفَق بعض العباد لعمل الطاعات، والتزود من الخيرات حتى إذا انتهى الموسم على أعقابهم نكصوا، وذلك جناية مخزية، قيل لبشر:إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال:'بئس القوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها' .


أخواتي الكريمات لنكن
ربانيون لا رمضانيون


واعلمي أختي الحبيبة أن استدامة العبد على النهج المستقيم، والمداومة على الطاعة من أعظم البراهين على القبول قال تعالى ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)[سورة الحجر99]. فيجب أن تستمر النفوس على نهج الهدى والرشاد كما كانت في رمضان، فنهج الهدى لا يتحدد بزمان، وعبادة الرب وطاعته يجب أن لا تكون قاصرة على رمضان . قال الحسن البصري:'إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلًا دون الموت، ثم قرأ ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [سورة الحجر 99]'.


فإن انقضى رمضان؛ فبين أيديكم مواسم تتكرر:

- فالصلوات الخمس من أَجلّ الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد.

- ولئن انتهى صيام رمضان، فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض، وعاشوراء، وعرفة، وغيرها .

-ولئن انتهى قيام رمضان، فقيام الليل مشروع في كل ليلة ( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [سورة الذاريات 17].

- ولئن انتهت صدقة، أو زكاة الفطر، فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة.


ولتعلمي أختي الغالية أن من صفات عباد الله المداومة على الأعمال الصالحة(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [سورة المعارج 23]. و (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) [سورة المؤمنون 9].


وللمداومة على العمل الصالح..

لابد أولًا: من العزيمة الصادقة على لزوم العمل، والمداومة عليه، أيا كانت الظروف والأحوال، وهذا
يتطلب منكِ ترك العجز والكسل، ولذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العجز والكسل؛ لعظيم الضرر المترتب عليهما، فاستعيني بالله تعالى ولا تعجزي . واطلبي العون من الله – عز وجل - على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ".


ثانيًا: القصد القصد في الأعمال، ولا تحملي نفسك مالا تطيق: ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:[خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ] رواه البخاري ومسلم.

والبركة في المداومة، فمن حافظ على قراءة جزء من القرآن كل يوم؛ ختمه في شهر، ومن صام ثلاثة أيام في كل شهر؛ فكأنه صام الدهر كله، ومن حافظ على ثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة بنى الله له بيتًا في الجنة ... وهكذا بقية الأعمال .


ثالثًا: عليك أن تتذكر أنه لا يحسن بمن داوم على عمل صالح أن يتركه: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ] رواه البخاري ومسلم .


رابعًا: استحضري ما كان عليه أسلافنا الأوائل: فهذا حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم تخبرنا أم المؤمنين عَائِشَةَ قَالَتْ:' كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنْ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ صَلَّى مِنْ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً'رواه مسلم. وترك صلى الله عليه وسلم اعتكاف ذات مرة، فقضاه صلى الله عليه وسلم في شوال.



وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ: [ يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ] قَالَ:' مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ'رواه البخاري ومسلم. إن معرفة مثل هذه الأخبار تدفعك إلى المداومة على العمل الصالح، ومحاولة الاقتداء بنهج السلف الصالح.



خامساً: الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر.


سادساً: البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل.

سابعاً: الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.


ثامناً: البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.



وأخيرا أوصيكنّ أخواتي الحبيبات بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح. فابدأي من الآن بعمل الطاعات, والقيام وقراءة القرآن فلا زالت الفرصة موجودة وربما توافق توبتكِ ليلة القدر فتكوني من الفائزين, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قام ليلة القدرإيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.


فإن باب التوبة لم يغلق بعد



واجعلوا من رمضان قاعدة للانطلاق ..واستفيدوا من الدروس العملية التي مرت بكم..(ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها) [النحل 92]..فما هكذا تُشكر النعمة, لأن الصائم حقيقة إذا جاء العيد حمد الله وشكره على إتمام الصيام ومع ذلك يبكي خوفاً أن لا يتقبل الله منه صيامه وقيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول.


فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في حال أحسن من حاله السابق وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة (وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) [إبراهيم 7].



يقول عبد الرحمن الميداني: "إن المؤسسات التجارية والصناعية تُجري جرداً سنوياً لمعرفة أرباحها وخسائرها, وإعداد ما يلزم لتلافي الأخطاء في العام القادم, فهل ذات الإنسان أهون عليه من أمواله, وتجارته وصناعته؟".


فالمطلوب منكِ أختي المسلمة أن تستمري على فعل الطاعات (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [ الحجر 99]..هكذا يكون العبد, مستمر على طاعة الله ثابت على شرعه, يعلم أن رب رمضان هو رب الشهور كلها..فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض.


فاجتهدي أختي في الطاعات.. وإياك والكسل والفتور..فإن أبيتِ العمل بالنوافل فعلى الأقل لا تتركي الواجبات وتضيعيها كالصلوات الخمس في أوقاتها وغيرها. ولا أن تقعي في المحرمات من قول الحرام أو أكله أو شربه أو النظر إليه أو سماعه. فلا تدرين متى يلقاكِ ملك الموت..فاحذري أن يأتيكِ وأنتِ على معصية.

| 0 التعليقات ]

نظراً لاقتراب شهر رمضان الكريم وكثرة الأسئلة حول مفطرات الصيام إليكم هذه التفاصيل المتعلقة بالأمور الطبية المفطرة وغير المفطرة منها مثل بخاخ الربو والبنج وقطرة الأذن ووو...
- بخاخ الربو ذهب العلامتان ابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله تعالى- واللجنة الدائمة إلى أنه لا يفطر
لأن البخاخ يتبخر ولا يصل إلى المعدة وإنما يصل إلى القصبات الهوائية وقياساً على المضمضة والسواك.

- الأقراص التي توضع تحت اللسان لعلاج بعض الأزمات القلبية: ولا يدخل إلى الجوف شيء من هذه
الأقراص فإنها لا تفطر.

- منظار المعدة : ذهب جمهور العلماء إلى أن من أدخل شيئا إلى جوفه أفطر ولو كان غير مغذ
قال ابن عباس رضي الله عنهما (إنما الفطر مما دخل وليس مما خرج) رواه البيهقي 4/261 وحسنه النووي وابن حجر.
وذهب بعض المالكية وشيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن ما دخل إلى المعدة لا يفطر إلا ما كان طعاماً أو شراباً.
واختار شيخنا ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - أن المنظار لا يفطر إلا إذا وضع مع المنظار مادة دهنية مغذية
تسهل دخول المنظار فهنا يفطر الصائم بهذه المادة لا بدخول المنظار لأنه لا يفطر إلا المغذي.
وهو مذهب الحنفية حيث اشترطوا استقرار الداخل في الجوف وأن لا يبقى منه شيء في الخارج بينما المنظار لا يستقر في الجوف ويبقى طرفه في الخارج.

- قطرة الأنف : ذهب العلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى إلى أنها تفطر واشترط ابن باز:
إن وجد طعمها في حلقة. واشترط ابن عثيمين:
إن وصلت إلى المعدة لحديث (بالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائماً) رواه أبو داود (142) والنسائي (87) وصححه ابن حبان من حديث لقيط بن صبرة رضي الله عنه.
وذهب بعض المعاصرين إلى أنها لا تفطر لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناهما ولأن الواصل منها أقل بكثير من المتبقي من المضمضة.

غاز الأوكسجين : لا يفطر لأنه ليس أكلا ولا شربا ولا بمعناهما.

- بخاخ الأنف : (حكمة حكم بخاخ الربو)

- البنج : هو أنواع:
1- التخدير عن طريق الأنف بمادة غازية لا تفطر لأن المادة الغازية ليست جرماً.
2- التخدير الصيني (الإبر) لا تفطر لعدم دخول أي مادة إلى الجوف.
3- التخدير بالحقن فإن كان تخديراً موضعياً فلا يفطر لعدم دخول شيء إلى الجوف
4- التخدير الكلي: وفيه أمران:
الأول: فقدان الوعي:
- أن يفقده جميع النهار فالجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة - أن من أغمي عليه جميع النهار
فصومه غير صحيح لحديث (يدع طعامه وشرابه وشهوته) البخاري (1795) من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه فأضاف الإمساك إلى الصائم أما المغمي عليه فلا يصدق عليه ذلك.
- أن لا يستغرق فقدان الوعي كل النهار فذهب مالك إلى عدم صحة صومه وذهب الشافعي وأحمد إلى
صحة صومه وهو الأقرب للصواب لأنه لا دليل على بطلان صومه.
الثاني: قد يرفق مع البنج مادة مغذية فإن حصل ذلك بطل الصيام ولو لم يستغرق جميع النهار.

قطرة الأذن : إن لم يوجد خرق في الطبلة ولم يصل شيء إلى الحلق فالصيام صحيح وإن وجد طعمها أفطر عند جمهور العلماء.

غسول الأذن : غالباً أنه يحتوي على قدر كبير من الماء فإن كانت الطبلة مخرقه ووصل إلى الحلق أفطر
عند الجمهور أما إن لم يصل شيء إلى الحلق فلا يفطر.

- قطرة العين : اختار العلامتان ابن باز وابن عثيمين أن قطرة العين لا تفطر لأنها ليس منفذاً للأكل والشرب
وهو مذهب الحنفية والشافعية في الكحل.

- الحقنة الجلدية أو العضلية: لا تفطران لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناها وهو اختيار العلامتين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى.

- الحقنة الوريدية المغذية: تعتبر من المفطرات لأنها في معنى الأكل والشرب.

- المراهم واللصقات العلاجية: لا تفطر لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا بمعناهما.

منظار البطن : بحيث يُدخل منظار من خلال فتحة صغيرة في جدار البطن لاستئصال المرارة أو تشخيص
بعض الأمراض وهذه المسألة تقاس على الجائفة وهي الجرح في البطن يصل إلى الجوف فقد ذهب المالكية وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية إلى
أنها لا تفطر لأن المسلمين كانوا يجرحون في الجهاد فلو كانت الجائفة مفطرة لبين لهم.

- الغسيل الكلوي : اختار شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله تعالى أنه مفطر لأن غسيل الكلى يزود الجسم
بالدم النقي كما أنه قد يزود بمادة مغذية وهو مفطر آخر فاجتمع مفطران.

- المهبلي والتحاميل والمنظار المهبلي: الغسول ذهب المالكية والحنابلة إلى أن المرأة إذا قطرت في قبلها مائعاً لا تفطر بذلك.

الحقنة الشرجية الجمهور من الأئمة الأربعة تفطر لأنه يصل إلى الجوف. واختار شيخ الإسلام ابن تيمية
وهو مذهب الظاهرية أنها لا تفطر لأن الحقنة الشرجية لا تغذي بل تستفرغ ما في البدن كما لو شم شيئا من
المسهلات وهو اختيار العلامة ابن عثيمين إن كانت المادة دواءً وليست مغذية.

- التحاميل : لا تفطر وهو اختيار العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى لأنها تحتوي على مادة دوائية
وليس فيها سوائل وليست أكلاً وشرباً ولا بمعناها.

- - التبرع بالدم : يقاس على الحجامة من قال بأنها تفطر يفطر بذلك وإلا فلا واختيار العلامتين ابن باز وابن عثيمين أنه يفطر.

- أخذ عينه من الدم للتحليل: لا يفطر لأنه قليل.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه د. نايف بن أحمد الحمد

| 0 التعليقات ]

توالت الأيام، وتعاقبت الأشهر وها قد هل علينا شهر الصيام، شهر الذكر والبر والإحسان، شهر الإرادة والصبر والأجر، شهر التعبد والقيام والتهجد، شهر صحة الأبدان و زيادة الإيمان ..

رمضان شهر الصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح تقرباً إلى الله تعالى.

وقته: من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وحكم صيام رمضان واجب وهو الركن الرابع من أركان الإسلام لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة:183] ويجب صيام رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصوم رجلاً كان أو امرأة.


شروط صيام رمضان:

1- الإسلام: فلا يجب على كافر حتى يسلم.

2- العقل: فلا يجب على مجنون حتى يعقل.

3- البلوغ: فلا يجب على صغير حتى يبلغ، ولكن يؤمر به الصغير إذا طاقه ليعتاده.

4- القدرة على الصوم: فلا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه ويطعم عن كل يوم مسكيناً.

5- التمييز: فلا يصح من الصغير حتى يميز.

6- انقطاع دم الحيض: فلا يصح من الحائض حتى ينقطع دمها.

7- انقطاع دم النفاس: فلا يصح من النفساء حتى تطهر.

8- النية: من الليل لكل يوم من الصوم واجبة فلا تصح بغير نية، والنية محلها القلب إلا النفل فلا يجب فيه تبييت النية.


وللصيام سنن ستة وهي:

1 - تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل ما لم يخش طلوع الفجر.

2 - تعجيل الفطر إذا تحقق غروب الشمس.

3 - الزيادة في أعمال الخير والإكثار من نوافل الصلاة والصدقة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار.

4 - وأن يقول إذا شُتم: إني صائم، فلا يسب من سبه بل يقابل ذلك بالإحسان ليفوز بالأجر ويسلم من الإثم.

5 - وأن يدعو عند فطره بما أحب، ومن ذلك أن يقول: ( اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ).

6 - أن يفطر على رطب فإن عدمه فعلى تمر فإن عدمه فعلى ماء.


وأيضاً المفطرون في رمضان لهم أحكام وهي إباحة الفطر في رمضان لأربعة أقسام من الناس وهم:

1 - المريض الذي يتضرر به والمسافر الذي له القصر: فالفطر لهما أفضل وعليهما القضاء، وإن صاما أجزأهما.

2 - الحائض والنفساء تفطران وتقضيان، وإن صامتا لم يجزئهما.

3 - الحامل والمرضع: إذا خافتا على ولديهما أفطرتا وقضتا وأطعمتا عن كل يوم مسكيناً.
وإن صامتا أجزأهما، وإن خافتا على نفسيهما أفطرتا وقضتا فقط.

4 - العاجز عن الصوم لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد أي كيلو ونصف تقريباً.


خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:

1 - خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

2 - تستفغر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

3 - يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.

4 - تصفد فيه الشياطين.

5 - تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.

6 - فيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم خيراً كثيراً.

7 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.


الأعمال الصالحة التي تجب أو تتأكد في رمضان:

1 - الصوم: قال صلى الله عليه وسلم : « كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك » [أخرجه البخاري ومسلم]. لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط وإنما كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس له حاجة في أن يضع طعامه وشرابه » [أخرجه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم : « الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم » [رواه البخاري ومسلم].

فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء كما روي ذلك عن جابر.

2 - القيام: قال صلى الله عليه وسلم : « من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [رواه البخاري ومسلم] وهذا تنبيه مهم ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب من القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة » [رواه أهل السنن].

3 - الصدقة: « كان رسول صلى الله عليه وسلم الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة » [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الصدقة في رمضان » [أخرجه الترمذي]. ولها أبواب وصور كثيرة منها:

أ - إطعام الطعام: قال تعالى: { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً } [الإنسان:8-12].

فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. وسواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح فلا يشترط في المطعم الفقر، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم » [رواه الترمذي]. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم. منهم الحسن وابن المبارك.

ب - تفطير الصائمين: قال صلى الله عليه وسلم : « من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء » [رواه الترمذي].

4 - الاجتهاد في قراءة القرآن: احرص أخي في الله على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع، فقد كان السلف رحمهم الله يتأثرون بكلام الله عز وجل.

أخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ } [النجم:60،59] بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يلج النار من بكى من خشية الله » [رواه الترمذي].

5 - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا صلى الغداة (الفجر) جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس » [أخرجه مسلم].

وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة » [صححه الألباني].

وهذا في كل يوم، فكيف أيام رمضان أيام الرحمة والمغفرة؟

6 - الاعتكاف: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً » [أخرجه البخاري].

7 - العمرة في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « عمرة في رمضان تعدل حجة » [أخرجه البخاري].

8 - تحري ليلة القدر: قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر:1-3]. وقال صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [أخرجه البخاري] وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله في ليالي العشر، رجاء أن يدركوا ليلة القدر، وهي في العشر الأواخر من رمضان وهي في الوتر أحرى. وفي الحديث عن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال صلى الله عليه وسلم : « قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » [رواه أحمد].

9 - الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: فأيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتمنها بالإكثار من الذكر والدعاء وخاصة في أوقات الإجابة ومنها:

أ - عند الإفطار، فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.

ب - عند ثلث الليل الأخير، حيث ينزل ربنا تبارك وتعالى يقول: « هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له »

ج - الاستغفار بالأسحار، قال تعالى: { وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18].

د - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة وأحراها آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.


ملاحظات ومخالفات يجب تجنبها وأنت صائم:

1 - جعل الليل نهاراً والنهار ليلاً.

2 - النوم عن بعض الصلاة المكتوبة.

3 - الإسراف في المأكل والمشرب.

4 - التلثم والعصبية الزائدة أثناء قيادة السيارة.

5 - إضاعة الأوقات.

6 - تبكير السحور والنوم عن صلاة الفجر.

7 - قيادة السيارة بسرعة جنونية قبيل موعد الإفطار.

8 - عدم تأدية صلاة التراويح كاملة.

9 - افتراش الأرصفة واجتماع الشباب على معصية الله.

10 - الاجتماع مع زملاء العمل وقت الدوام وتجريح الصيام بالغيبة والنميمة.

11 - انشغال المرأة غالب وقتها بالمطبخ.


وللصيام فوائد أخرى:

1 - يجب على الصائم أن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً لا لشيء آخر.

2 - قد يعرض للصائم جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء وغيره إلى حلقه بغير اختياره، كل هذه الأمور لا تفسد الصوم بغير قصد.

3 - يجوز للصائم أن ينوي الصيام وهو جنب ثم يغتسل بعد طلوع الفجر، أما المرأة الحائض والنفساء إذا طهرت قبل طلوع الفجر فلتغتسل وتصلي المغرب والعشاء وتصوم.

4 - يجوز للصائم أن يتسوك في أول النهار وآخره وهو سنة في حقه كالمفطرين.

5 - وجول استغلال أوقات رمضان بالأعمال الصالحة من الصلاة والصدقة وقراءة القرآن وذكر الله ودعائه واستغفاره.

فرمضان مزرعة للعبادة وتطهير القلوب من الفساد.

6 - تهذيب الروح وصفاء النفس من السب وإيذاء الناس.

7 - لا يفسد صوم من طار إلى حلقه دخان أو غبار بغير قصد لعدم إمكان التحرز منه.

8 - لو أراد أن يأكل أو يشرب من وجب عليه الصيام في نهار رمضان ناسياً أو جاهلاً وجب على من رآه إعلامه، وذلك من التعاون على البر والتقوى.

9 - يجب على الصائم وغيره حفظ جوارحه عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع إلى المحرم والأكل والشراب المحرم.

10 - يستحب الجود في رمضان وتلاوة القرآن اقتداءً بالنبي واحتساباً للأجر.

11 - من أسباب المغفرة والتوبة في رمضان: صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله تعالى وتفطير الصوام والصدقة.

12 - أفضل الصقدة صدقة في رمضان.

13 - الصوم لمن أبيح له الفطر ما لم يشق عليه لقوله تعالى: { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ } [البقرة:184].

14 - قيام ليلة القدر، فهذه الليلة خير من ألف شهر، فقد نزل فيها القرآن لقوله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [البقرة:185].

15 - تسنغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

16 - شهر رمضان شهر الصبر. والصبر ثوابه الجنة.

17 - يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان وذلك أن العامل يؤتى أجره إذا قضى عمله.

18 - في رمضان تنزل الرحمة وتحط الخطايا ويستجاب الدعاء.


توجيهات يجب اتباعها في رمضان

1 - صم رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى ليغفر لك ما مضى من ذنوبك.

2 - احذر أن تفطر يوماً من رمضان بغير عذر، فإن حصل منك ذلك فعليك بالقضاء والكفارة مع التوبة الصادقة.

3 - فطّر عندك بعض الصائمين لتنال مثل أجرهم.

4 - حافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة لتنال ثوابها ويحفظك الله بها في رمضان وفي غيره.

5 - أكثر من الصدقة فإن أفضل الصدقة في رمضان.

6 - احذر أن تضيع أوقاتك بدون عمل صالح فإنك مسؤول عنها ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت.

7 - اعتمر في رمضان فإن العمرة في رمضان تعدل حجة.

8 - أخرج من صيامك بتقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه والاستقامة على طاعته بفعل جميع الأوامر وترك جميع المناهي.

9 - لا يخرجك الصيام عن حدك فتغضب لأتفه الأسباب بحجة أنك صائم بل ينبغي أن يكون الصيام سبباً في سكينة نفسك وطمأنينتها.

10 - أكثر من الذكر والاستغفار وسؤال الله الجنة والنجاة من النار في رمضان وغيره، ولا سيما إذا كنت صائماً وعند الفطر وعند السحور فإنها من أهم أسباب المغفرة.

11 - صم ستة أيام من شوال « من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله » [رواه مسلم].

12 - استمر على الإيمان والتقوى والعمل الصالح بعد رمضان حتى الموت، لقوله تعالى: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [الحجر:99].

13 - أكثر من الصلاة والصوم والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

14- إن المسلمين قد أجمعوا على فريضة صوم رمضان، فمن أنكر فريضة صوم رمضان فهو مرتد كافر يستتاب.

15 - فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله تسعة رمضانات، والصوم فريضة على كل مسلم بالغ عاقل.

16- احفظ لسانك عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فإنها تنقص أجر الصائم.


زكاة الفطر

1 - هي زكاة البدن والنفس الواجبة بسبب الفطر من صوم رمضان.

2 - تجب على كل مسلم عن نفسه وعمن تلزمه نفقته.

3 - مقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فائضاً عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته.

4 - مقدار الصاع النبوي أربعة أمداد، والمد ملء الكفين المتوسطين، ومقداره بالكيلوات: ثلاثة كيلو جرام تقريباً.

5 - والأفضل فيها الأنفع للفقراء.

6 - ووقت إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ويجوز قبله بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد لغير عذر شرعي، فإذا فعل لم تقبل منه وتكون صدقة من الصدقات.

7 - مكان إخراجها البلد الذي أنت مقيم فيه وقت الإخراج.

8 - ولا يجوز فيها إخراج القيمة لأنه بخلاف السنة.

9 - ومصرفها مصرف الزكاة والأولى بها الفقراء والمساكين والمدينون.

10 - والواجب أن تصل إلى مستحقها أو وكيله في وقتها.


وفي النهاية:

أنصحك أخي في الإسلام ألا تفرط في صيام يوم من رمضان فإن أفطرت فلن تستطيع تعويضه بنفس الأجر والحسنات ولو صمت عمرك كله، ويجب عليك أخي في الإسلام بعد نهاية شهر رمضان أن تستمر على طاعة الله واجعل شهر رمضان بداية لتغيير العادات والسلوكيات الخاطئة إلى عبادات وأعمال فاضلة.

أسأل الله أن يتقبل أعمالك وأن يجعلك من عتقائه من النار ومن المقبولين. اللهم آمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر: من مطوية \"أقبلت يا رمضان \" عن : دار القاسم

| 0 التعليقات ]

ورد في مسند الإمام أحمد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت»




رواه أحمد (1/199)،وأبوداود، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر، رقم (1425)، والترمذي، كتاب الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، رقم (464)، والنسائي،كتاب قيام الليل،باب الدعاء في الوتر، رقم(1745)، وابن ماجة، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في القنوت في الوتر، رقم (1178).



الشرح



«
اللهم اهدنا فيمن هديت» أي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به؛ وذلك لأن الهداية التامَّة النافعة هي التي يجمع الله فيها للعبد بين العلم والعمل؛ لأن الهداية بدون عمل لا تنفع، بل هي ضرر؛ لأن الإنسان إذا لم يعمل بما علم صار علمه وبالاً عليه.



مثال الهداية العلمية بدون العمل: قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } [فصلت: 17]، أي بينَّا لهم الطريق وأبلغناهم العلم، ولكنهم ـ والعياذ بالله ـ استحبوا العمى على الهدى.



ومن ذلك أيضًا من الهداية التي هي العلم وبيان الحق، قول الله تبارك وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلّم: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]، أي تدل وتبين وتعلم الناس الصراط المستقيم. وأما الهداية التي بمعنى التوفيق فمثل قوله تعالى {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [القصص: 56].



هذه هداية التوفيق للعمل، فالرسول صلى الله عليه وسلّم لا يستطيع أن يوفق أحدًا للعمل الصالح أبدًا، ولو كان يستطيع ذلك لاستطاع أن يَهْدِي عمه أبا طالب، وقد حاول معه حتى قال له عند وفاته ـ أي قال لعمِّه عند وفاة عمِّه: «يا عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله»، ولكن قد سبقت من الله ـ عزَّ وجلَّ ـ الكلمة بأنه من أهل النار ـ والعياذ بالله ـ فلم يقل: «لا إله إلا الله»، وكان آخر ما قال: «هو على ملة عبد المطلب»(1)، لكن الله ـ عزَّ وجل ـ أذن لرسوله صلى الله عليه وسلّم أن يشفع له، لا لأنه عمه، لكن لأنه قام بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلّم وعن الإسلام، فشفع النبي صلى الله عليه وسلّم في عمه فكان في ضحضاح من نار وعليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه وإنه لأهون أهل النار عذابًا، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار».



(1) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب قصة أبي طالب، رقم(3884)، ومسلم، كتاب الإيمانرقم(24).




فإذا قلنا في دعاء القنوت: «
اللهم اهدنا فيمن هديت» فإننا نسأل الهدايتين، هداية العلم وهداية العمل، كما أن قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، يشمل الهدايتين هداية العلم، وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتين: هداية العلم وهداية العمل.




وقوله: «
فيمن هديت» هذه من باب التوسل بإنعام الله تعالى على من هداه، أن ينعم علينا نحن أيضًا بالهداية. ويعني: أننا نسألك الهداية فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلك فإنك قد هديت أناسًا آخرين.






«
وعافنا فيمن عافيت» عافنا من أمراض القلوب وأمراض الأبدان. وينبغي لك يا أخي أن تستحضر وأنت تدعو، أن الله يعافيك من أمراض البدن، وأمراض القلب؛ لأن أمراض القلب أعظم من أمراض البدن ولذلك نقول في دعاء القنوت: «اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا».



أمراض الأبدان معروفة لكن أمراض القلوب. تعود إلى شيئين:



الأول: أمراض الشهوات التي منشؤها الهوى.
الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل.



فالأول: أمراض الشهوات التي منشؤها الهوى، أن يعرف الإنسان الحق، لكن لا يريده؛ لأن له هوًى مخالفًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم.



والثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل؛ لأن الجاهل يفعل الباطل يظنه حقًّا وهذا مرض خطير جدًّا. فأنت تسأل الله المعافاة والعافية من أمراض الأبدان، ومن أمراض القلوب، التي هي أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.






وقولنا: «
و تولنا فيمن توليت» أي كُنْ وليًّا لنا، والولاية نوعان: عامَّة وخاصَّة.



فالولاية الخاصَّة: للمؤمنين خاصَّة، كما قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 752]، فتسأل الله تعالى الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عزَّ وجلَّ والتوفيق لمايحبه ويرضاه.



أما الولاية العامة، فهي تشمل كل أحد، فالله ولي كل أحد، كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 16]، وهذا عام لكل أحد، ثم قال: {ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام: 26].



لكن عندما نقول: «اللهم اجعلنا من أوليائك»، أو «اللهم تولنا»، فإننا نريد بها الولاية الخاصة، وهي تقتضي العناية والتوفيق لما يحبه ويرضاه.





وقولنا: «
وبارك لنا فيما أعطيت» البركة هي الخير الكثير الثابت، ويعيد العلماء ذلك إلى اشتقاق هذه الكلمة، فإنها من البِرْكة، بكسر الباء وهي مجمع الماء، فهي شيء واسع ماؤه كثير ثابت. فالبَرَكَة هي الخيرات الكثيرة الثابتة. والمعنى أي: أنزل لي البركة فيما أعطيتني.




«
فيما أعطيت
» أي أعطيت من المال والولد والعلم وغير ذلك مما أعطى الله عزَّ وجلَّ، فتسأل الله البركة فيه؛ لأن الله إذا لم يبارك لك فيما أعطاك، حرمت خيرًا كثيرًا.



ماأكثر الناس الذين عندهم مال كثير لكنهم في عداد الفقراء؛ لأنهم لا ينتفعون بمالهم، يجمعونه ولا ينتفعون به. وهذا من نزع البركة.



كثير من الناس عنده أولاد، لكن أولاده لا ينفعونه لما فيهم من عقوق، وهؤلاء لم يُبَارَكْ لهم في أولادهم.



تجد بعض الناس أعطاه الله علمًا كثيرًا لكنه بمنزلة الأمي، لا يظهر أثر العلم عليه في عبادته، ولا في أخلاقه، ولا في سلوكه، ولا في معاملته مع الناس، بل قد يُكْسِبه العلم استكبارًا على عباد الله، وعلوًّا عليهم، واحتقارًا لهم، وما علم هذا أن الذي منَّ عليه بالعلم هو الله، تجده لم ينتفع الناس بعلمه، لا بتدريس، ولا بتوجيه، ولا بتأليف، بل هو منحصر على نفسه، وهذا بلا شك حرمان عظيم، مع أن العلم من أبرك ما يعطيه الله للعبد؛ لأن العلم إذا علَّمْته غيرك ونشرته بين الناس، أُجِرتَ على ذلك من عدة وجوه:



الأول: أن في نشرك للعلم نشرًا لدين الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فتكون من المجاهدين في سبيل الله؛ لأنك تفتح القلوب بالعلم، كما يفتح المجاهد البلاد بالسلاح والإيمان.



الثاني: من بركة نشر العلم وتعليمه أن فيه حفظًا لشريعة الله عزَّ وجلَّ، وحماية لها؛ لأنه لولا العلم لم تحفظ الشريعة.



الثالث: من بركة نشر العلم، أنك تُحْسِن إلى هذا الذي علمته؛ لأنك تبصره في دين الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فإذا عبد الله على بصيرة كان لك مثل أجره؛ لأنك أنت الذي دللته على الخير، والدال على الخير كفاعله.



الرابع: أنَّ في نشر العلم وتعلميه زيادة له، فعلم العالم يزيد إذا علّم الناس؛ لأنه استذكار لما حفظ وانفتاح لما لم يحفظ، كما قال القائل:


يزيد بكثرة الإنفاق منه وينقص إن به كفًّا شددتا أي: إذا أمسكته ولم تعلمه نقص.




«
وقنا شر ما قضيت
» الله عزَّ وجلَّ يقضي بالخير ويقضي بالشر. أما قضاؤه بالخير فهو خير محض في القضاء والمقضي.



مثال القضاء بالخير: القضاء للناس بالرزق الواسع، والأمن والطمأنينة، والهداية والنصر.. إلخ. هذا خير في القضاء والمقضي.



القضاء بالشر: خير في القضاء، شر في المقضي.



مثال ذلك: القحط (امتناع المطر) هذا شر، لكن قضاء الله به خير، كيف يكون القضاء بالقحط خيرًا؟ لو قال قائل: إن الله يقدّر علينا القحط، والجدب، فتموت المواشي، وتفسد الزروع، فما وجه الخير؟



نقول: استمع إلى قول الله سبحانه وتعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 14]، إذًا لهذا القضاء غاية حميدة، وهي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من معصيته إلى طاعته، فصار المقضي شرًّا والقضاء خيرًا.

وعلى هذا فـ«ما» هنا اسم موصول.



والمعنى: قِنَا شرَّ الذي قضيت، فإن الله تعالى يقضي بالشرِّ لحكمة بالغة حميدة، وليست (ما) هنا مصدرية أي شر قضائك لكنها اسم موصول بمعنى الذي، لأن قضاء الله ليس فيه شر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم فيما أثنى به على ربه: «والخير بيديك والشر ليس إليك» لهذا لا ينسب الشر إلى الله سبحانه وتعالى.




«
إنك تقضي ولا يُقضى عليك» الله عزَّ وجلَّ يقضي قضاء شرعيًّا وقضاء كونيًّا، فالله تعالى يقضي على كل شيء وبكل شيء؛ لأن له الحكم التام الشامل.





«
ولا يقضى عليك» أي لا يقضي عليه أحد، فالعباد لا يحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يُسألون عما عملوا، وهو لا يُسأل: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 32].




«
إنه لا يذل من واليت، ولا يعزّ من عاديت» وهذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: «وتولنا فيمن توليت»، فإذا تولى الله الإنسان فإنه لا يذل، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يعز.



ومقتضى ذلك أننا نطلب العز من الله سبحانه، ونتقي من الذل بالله عزَّ وجلَّ، فلا يمكن أن يذل أحد والله تعالى وليه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية. وبماذا تكون هذه الولاية؟



هذه الولاية تكون بوصفين بيّنهما الله عزَّ وجلَّ في كتابه، فقال عزَّ وجلَّ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 26، 36]، وصفات أحدهما في القلب، والثاني في الجوارح. (الذين آمنوا) في القلب، (وكانوا يتقون) هذه في الجوارح، فإذا صلح القلب والجوارح؛ نال الإنسان الولاية بهذين الوصفين، وليست الولاية فيمن يدعيها من أولئك القوم الذين يسلكون طرق الرهبان وأهل البدع الذين يبتدعون في شرع الله ما ليس منه، ويقولون نحن الأولياء. فولاية الله عزَّ وجلَّ التي بها العز هي مجموعة في هذين الوصفين:الإيمان والتقوى.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أخذًا من هذه الاية: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 36]، «من كان مؤمنًا تقيًّا كان لله وليًّا»، وصدق رحمه الله؛ لأن هذا الذي دلَّ عليه القرآن.





«
ولا يعزّ من عاديت» يعني أن من كان عدوًّا لله فإنه لا يعز، بل حاله الذل والخسران والفشل، قال الله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ} [البقرة: 89]، فكل الكافرين في ذل وهم أذلة. ولهذا لو كان عند المسلمين عز الإسلام وعز الدين وعز الولاية؛ لم يكن هؤلاء الكفار على هذا الوضع الذي نحن فيه الان، حتى إننا ننظر إليهم من طرف خفي، ننظر إليهم من طريق الذل لنا، والعز لهم؛ لأن أكثر المسلمين اليوم مع الأسف لم يعتزوا بدينهم، ولم يأخذوا بتعاليم الدين، وركنوا إلى مادة الدنيا، وزخارفها؛ ولهذا أصيبوا بالذل، فصار الكفار في نفوسهم أعز منهم. لكننا نؤمن أن الكفار أعداء لله وأن الله كتب الذل على كل عدو له، قال الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ فِي الأَذَلِّينَ} [المجادلة:02]. وهذا خبر مؤكد،ثم قال: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة: 12]، فمن عادى الله عزَّ وجلَّ فهو ذليل لا يمكن أن يكون عزيزًا إلا في نظر من لا يرى العزة إلا في مثل ما كان عليه هذا الكافر، وأما من نظر أن العزة لا تكون إلا بولاية الله عزَّ وجلَّ والاستقامة على دينه فإنه لا يرى هؤلاء إلاَّ أَذَلَّ خلق الله.






«
تباركت ربنا وتعاليت» هذا ثناء على الله عزَّ وجلَّ بأمرين: أحدهما التبارك، والتاء للمبالغة؛ لأن الله عزَّ وجلَّ هو أهل البركة «تباركت» أي كثرت خيراتك وعمت ووسعت الخلق؛ لأن البركة كما قلنا فيما سبق هي الخير الكثير الدائم.




وقوله: «
ربنا» أي يا ربنا، فهو منادى حذفت منه ياء النداء.
وقوله: «وتعاليت» من العلو الذاتي والوصفي. فالله سبحانه وتعالى عليٌّ بذاته وعليٌّ بصفاته. عليٌّ بذاته فوق جميع الخلق، وعلوه سبحانه وتعالى وصف ذاتي أزلي أبدي، أما استواؤه على العرش فإنه وصف فِعْلِيٌّ يتعلق بمشيئته سبحانه وتعالى،والعرش:هو أعلى المخلوقات، وعليه استوى الله عزَّ وجلَّ، يعني علا عليه علوًّا يليق بجلاله وعظمته، لا نكَيِّفُه ولا نمثِّله وهذا العلو أجمع عليه السلف الصالح لدلالة القرآن والسنة والعقل والفطرة على ذلك.



وأما العلو الوصفي فمعناه أن الله له من صفات الكمال أعلاها وأتمها، وأنه لا يمكن أن يكون في صفاته نقص بوجه من الوجوه.





وفي دعاء القنوت جملة يكثر السؤال عنها مما يدعو به أئمتنا في قنوتهم، يقولون: «
هب المسيئين منا للمحسنين» فما معناها؟



أقرب الأقوال فيها أنها من باب الشفاعة، يعني أن هذا الجمع الكبير فيهم المسيء، وفيهم المحسن، فاجعل المسيء هدية للمحسن بشفاعته له فكأنه قيل وشفع المحسنين منا في المسيئين.
تم بحمد الله وتوفيقه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.








سُئل فضيلة الشيخ العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ هل تجوز الزيادة على هذا الدعاء الذي علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلّم الحسن بن علي رضي الله عنهما ـ فأجاب فضيلته ـ رحمه الله ـ.



لا بأس أن يزيد الإنسان على هذا الدعاء في قنوت الوتر؛ وإن كان وحده فليدعُ بما شاء، ولكن الأفضل أن يختار الإنسان جوامع الدعاء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يدعو بجوامع الدعاء ويَدَعُ ما دون ذلك، وينبغي للإمام أن لا يطيل على الناس وأن لا يشق عليهم.







المصدر :
شرح فضيلة الشيخ العثيمين رحمه الله لدعاء قنوت الوتر.
http://www.ibnothaimeen.com

| 0 التعليقات ]

زينة رمضان..
حبل متين يربط بين البيوت وبعضها!

قبل أسبوع أو أقل أو أكثر قليلاً من بداية شهر رمضان، تجد الأطفال من حولك يتجمّعون ويُخططون ويعدون العدة للكيفية التي سيصنعون بها زينة رمضان، وقبل كل شيء لابد من جمع المال اللازم لهذه العملية، وكل واحد وحظه، فإذا كانت العملية بسيطة وصغيرة وستقتصر على شوية ورق وشوية نشا والسلام، فلن يتجاوز ما ستدفعه الجنيهات الخمس، أما إن تطلب الأمر زينة فاخرة والعديد من لمبات الإضاءة وعدداً من الفوانيس، فإنك ستدفع من جيبك عشرة جنيهات كاملة وقد يزيد المبلغ على هذا، ورغم ذلك فلا تجد من يرفض أن يدفع أو يرد الأطفال ويكسر فرحتهم وبهجتهم، أنت نفسك تدفع وأنت سعيد وتتذكر أيام كنت طفلاً تصنع الزينة من ورق كراساتك القديمة التي لا تحتاج إليها، بل إن البعض كان يحتفظ في نهاية كل عام دراسي بما لديه من كراسات ويقول سأحتفظ بها لكي نصنع بها زينة رمضان.. يا لها من أيام جميلة بالفعل..

نعم.. لقد كان كل طفل يجود بذخيرته من الكراسات القديمة والحبال وقليل من النشا وكل ما يلزم لعمل فروع الزينة، التي سينافس بها زينة الشوارع الأخرى في المنطقة.

الزينة مثلها مثل جميع مظاهر رمضان أصابتها رياح التغيير، زمان كنا نصنعها من ورق الكراسات أو الأكياس البلاستيكية باستخدام المقص، نقطع الورقة على شكل نجمة أو هلال أو فانوس، أو مثلث أو أي شيء آخر، ثم نثني طرف الورقة ونضع به قليلاً من عجين النشا ثم نضع الورقة على الخيط المشدود، وبعد أن يمتلئ الخيط بالأشكال الورقية، نقوم بتعليقه بعرض الشارع، وهكذا حتى يغطى الشارع بأوراق الزينة، ولم يكن الورق وحده هو زينة الشارع، ولكن كان هناك فانوس كبير يُوضع في منتصف الشارع أو الحارة لتتجلى المظاهر الاحتفالية بالشهر الكريم.

وفي السنوات الأخيرة هبّت رياح التغيير على هذه المظاهر، فتحوّلت الزينة الورقية إلى زينة بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان، فتجدها على شكل أهلة ونجوم ومساجد وفوانيس مرصعة بالأهلة الصغيرة والعديد من الأشكال الأخرى، بل إن الزينة لم تنجُ من التنين الصيني -مثل الفانوس- فظهرت في الأسواق مؤخراً الزينة الصيني الكهربائية وهي عبارة عن أفرع من اللمبات الصغيرة على شكل نجوم تضيء وتطفئ في منظر بديع.

إن أفرع الزينة تقرّب بين الجيران وبعضهم، فلو أن بالنفوس حقداً أو غلا بين الجيران وبعضهم، تأتي زينة رمضان لتصلح بين المتخاصمين، فكيف سيعلّق الجار الزينة مع جاره وبينهما مشاحنة؟!! هي الزينة إذن التي ستؤلف القلوب وتقرّب بين الجيران وتوثق وصال الحب بينهم، فتشعر أن خيوط الزينة تربط برباط بين البيوت وبعضها فتزيد التماسك بين أصحابها.. كل زينة ورمضان وأنتم بخير...



| 0 التعليقات ]


يستعد إبراهيم لمغادرة المنزل في أول أيام الشهر الكريم وهو يقدم قدماً ويعود بالأخرى في محاولة للتغلب على الكسل الذي يلاحقه عادة في رمضان بسبب الروتين اليومي -العمل-.. ينجح إبراهيم أخيراً في اجتياز حاجز السرير بمساعدة زوجته بسمة التي لا تكف عن الصراخ: قووووووووم بقى يا إبراااااااااااااااااااااهيم.

يرتدي إبراهيم ملابسه ويركب الأسانسير الذي تفوح منه رائحة عطر حريمي زكية.. يقول في عقل باله ده إيه الريحة الحلوة دي.. فيتذكر الشهر الكريم الذي يعيشه هذه الأيام قائلاً: أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم.

وبمجرد أن يصل إلى باب العمارة يجد الست شوشو –ولا مؤاخذة الراقصة- تركب سيارتها وهي ترتدي الحجاب في سابقة هي الأولى من نوعها لراقصة لم تغطِ رجلها، وقررت أن تغطي شعرها؛ بل وبملابس محتشمة لا سمح الله.

فيقول إبراهيم في عقل باله: فعلاً الحلو ما يكملش، دي فتحة الفستان بتاعة الست شوشو وصلت لحد الـ(تيييييييت).. أستغفر الله العظيم.. طب ينفع الكلام ده في رمضان يا جدعان.. يا رب صبر الواحد على اللي بيشوفه، والحمد لله إن ربنا سمح لنا بالنظرة الأولى؛ وإلا كانت الدنيا خربت وما نفعلناش صيام.. المهم لما أتمشى لحد المحطة علشان ألحق الأتوبيس.

فجأة يسمع إبراهيم صوتاً رقيقاً ولا أنعم ولا أجمل ولا......
فيلتفت ليجد الست شوشو تنادي عليه..

الست شوشو: كل سنة وأنت طيب يا أستاذ إبراهيم

إبراهيم ونظره متجهاً نحو الأرض: وإنتي طيبة يا ست شوشو.

شوشو: ما تيجي يا أخويا أوصلك في طريقي بدل بهدلة المواصلات دي في أيام رمضان، وأنت صايم كده.

إبراهيم في عقل باله: يا نهار أسود، هو أنا ناقص، ما كفاية ريحة البرفان واللبس بتاعك، أركب معاكِ، ده صيام إيه ده....

الست شوشو: قلت إيه يا أخويا ساكت ليه؟ ما تيجي.

إبراهيم: لا والله يا ست متشكرين أصل متعود أروح مع أصحابي.

وبالفعل تخلص إبراهيم من براثن الست شوشو الرقّاصة... ووصل لمكتبه وهو يستغفر الله العظيم.. حتى دخل عليه المدير.

المدير: أستاذ إبراهيم كل سنة وأنت طيب، عايزين منك خدمة

إبراهيم: وأنت طيب يا ريس، أنت تأمرني.

المدير: لأ ما فيش بس فيه واحدة متعينة جديد من طرف رئيس مجلس الإدارة، وعايزينك تدرّبها على الشغل، اتفضلي يا أستاذة مع الأستاذ إبراهيم، هو اللي هيتولى مسئولية تدريبك، ولو فيه حاجة ارجعي لي، أنا في المكتب اللي جنبكم.

فجأة تصطدم عينا إبراهيم بفتاة في النصف الأول من العشرينات مرتدية ملابس فاخرة بشعار إليزابيث أردن.

شرد إبراهيم بخياله للحظة في البنت بقوامها الممشوق، ثم عاد للواقع مرة أخرى: أستغفر الله العظيم، هو إيه اللي بيحصل لي ده؟!! هو في مؤامرة علشان ما أكملش صيامي.

قاطعته البنت الجديدة قائلة: أقعد فين يا أستاذ .... ؟

فرد: إبراهيم، اسمي إبراهيم.

البنت: هنبدأ منين يا أستاذ هيما

إبراهيم: والنعمة إبراهيم، والله يبارك لك عايزين نكمل اليوم على خير..

وبالفعل نجح إبراهيم للمرة الثانية في اجتياز الاختبار الصعب، ونزل إلى الشارع متأهباً للعودة إلى البيت لقراءة بعض آيات القرآن قبل المغرب، والاستغفار عن هذا اليوم الغريب.. الذي تكاتف فيه الجميع للتحرش بهيما؛ عذراً أستاذ إبراهيم.

ركب إبراهيم الأتوبيس المكيف الـ (C.T.a) ومدد رأسه على الكرسي المقابل، وبعدما سار لبضعة أمتار صعدت سيدة في منتهى الشياكة والأناقة بجواره وسألته: هو مش حضرتك برضه الأستاذ!!!!!!!

فانتفض إبراهيم قائلاً:
لأ مش هو.. ولو هو يبقى مش هو.. ومش هابص، ومش هشم.. وكل النظرات الأولى خلصت خلاص.. وهاصوم يعني هاصوم.. وأقول لك كمان: على جنب يا أسطى.

| 0 التعليقات ]

"عبقرية محمد"..
عندما يأخذنا العقاد للتبحر في سيرة خير الخلق أجمعين

كتاب "عبقرية محمد" للعقاد يُمثّل دفاعاً عقلانياً ومنطقياً لبعض الادّعاءات والافتراءات الغربية المنشأ، التي حاولت وقت ظهور الكتاب تشويه صورة سيد الخلق أجمعين، فتارة تقول بأن "بطولة محمد إنما هي بطولة سيف ودماء"، وأنه "مفرط الجنسية لتزوجه تسع زوجات".. وغيرها من المزاعم التي حاول العقاد أن ينفيها من خلال المعايشة القريبة من خير خلق الله وقدوتهم الصالحة محمد "صلى الله عليه وسلم" عبر عدسة محايدة لا تعرف الانحياز والمحاباة، تصوّر النبي الكريم العسكري الشجاع والسياسي المحنك والزوج العادل والأب الحنون والعابد الشكور لرب العالمين وغيرها من الصفات التي يتحلّى بها (صلى الله عليه وسلم) ونكاد لا نعرف عنها شيئاً!

يبدأ الكتاب بحكاية أبرهة الحبشي وجيشه الجرار الذي حاول هدم الكعبة الشريفة، ومن ثم ولادة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وقصة يتمه وموت أمه وهو بعد في السادسة من عمره.

"عمر بن الخطاب"..
ومحاولة قتل الرسول!

"أريد هذا الصابئ الذي فرّق أمر قريش وعاب دينها.. أريد أن أقتل محمداً"!

انطلقت تلك الكلمات كالحمم الملتهبة من صدر "عمر بن الخطاب" الثائر على مُعلّم البشرية "محمد" (صلى الله عليه وسلم) وعلى دينه الجديد، الذي انتشر بين أبناء قبيلته انتشار النار في الهشيم و..

ويخرج عاقداً النية على قتل الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فيُقابل في طريقه "نعيم بن عبد الله" الذي يخبره بإسلام أخته "فاطمة بنت الخطاب" وزوجها "سعيد بن عمرو" فيستشيط "عمر" غضباً، بعدما تملّكه الشيطان وراح يصبّ في أذنه سيلاً من الأفكار السوداء، حتى يصل إلى بيت أخته وزوجها؛ فيكاد يبطش بزوج أخته، وما أن تحاول "فاطمة" أن تحول بين أخيها وزوجها، يلطمها "عمر" لطمة قوية، تسيل على أثرها الدماء منها فتقول له:

"نعم.. لقد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله.. فاصنع ما بدا لك!".

فيرق قلب "عمر" لرؤية أخته غارقة في دمائها، ويقوم بقراءة الصحيفة التي تحتوي على سطور من سورة "طه" كانت بيد أخته بعد اغتساله و...
"ما أحسن هذا الكلام وأكرمه"

نعم.. لقد استجاب الله لدعاء نبيه (صلى الله عليه وسلم):
"اللهم أيد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطاب"
ويذهب "عمر" على الفور إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)؛ ليُعلن إيمانه بالله ورسوله وبما جاء من عند الله.

والسؤال الآن: لماذا ذكر العقاد قصة إسلام "عمر بن الخطاب"؟!

الحقيقة.. أراد "العقاد" أن يُبيّن الحقيقة الغائبة عن البعض الذين يصرّون على تشويه الإسلام بكل صورة من الصور، واعتباره ديناً إرهابياً نشأ وترعرع على الكراهية اللدودة التي لا تُقيم وزناً للحياة البشرية، والذين يخدعونك بقولهم إن السيف هو لغة الإسلام "الأولى والأخيرة"، وإن الدعوة الإسلامية قامت على وعود بلذات النعيم ومتعة الخمر والحور العين!

وبمنطق الحكيم، يُدافع "العقاد" عن الإسلام مستلهماً روح المنطق والعقل قائلاً:
"لم تكن حروب النبي (صلى الله عليه وسلم) كلها إلا حروب دفاع وامتناع.. وليست حروب هجوم"!

نعم.. لقد ظل المسلمون يتعرّضون لسيوف مشركي قريش ثلاث سنوات كاملة دون أن يبادلوهم "حرباً بحرب" أو "أذًى بأذى" أو"كيداً بكيد"، مصداقاً لقوله تعالى:
{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}

انظروا ماذا فعل الكفار بخير خلق الله (صلى الله عليه وسلم)؛ فها هم يسلّطون عليه سفهاءهم فيغمروه بـ"روث البهائم" وهو ساجد يُناجي ربه ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

هكذا كان رد الرسول (صلى الله عليه وسلم) على مَن يقذفون شخصه الكريم بالحجارة والسباب، والدم يسيل من جسده الشريف!!
يا الله.. أهكذا تردّ على السفهاء يا رسول الله بالدعاء لهم!!

ولما يئسوا من إضعاف شوكة هذا الدين الجديد، بعثوا رسالة تهديد ووعيد إلى "عبد المطلب" عم الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) لينقلها إلى ابن أخيه و...

"والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني.. والقمر في يساري.. ما تركت هذا الأمر حتى يقضيه الله أو أهلك دونه.."

وعن الاعتقاد الآخر الذي يقول بأن الإسلام استخدم سلاح "الإغراء" بلذات النعيم ومتعة الخمر والحور العين لكي يدخل الناس في غمرة هذا الدين، يتساءل العقاد متعجباً: "أو لو كان محمد (صلى الله عليه وسلم) استخدم سلاح الإغراء في دعوته فعلاً كما يزعم البعض، لماذا لم يستجِب له فسقة المشركين أمثال "أبو لهب" الذين يلهثون وراء المتع الدنيوية بدلاً من محاربة هذا الدين بكل قوتهم؟!".

وأعظم مثال على هذا -والذي ينفي كل الكلام عن التهديد والإغراء- هو دخول "عمر بن الخطاب" في دين الإسلام.

"نابليون بونابرت" أعظم قائد عسكري عرفه التاريخ.. معلومة ناقصة أيها القارئ!


يحاول "العقاد" أن يرسم لنا بريشته الإبداعية الخاصة الخط الفاصل بين الماضي والحاضر، أو بمعنى آخر يُحاول أن "يخترق" الحواجز التي تفصل بيننا وبينه عن طريق الإقناع والمنطق!

كيف؟!

عن طريق عقد مقارنة بين "الكورسيكي القزم" كأحد أبرع القادة المحدثين وبين الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الناحية العسكرية. (طبعاً من الناحية الخططية والفنية البحتة فقط فلا يوجد مجال للمقارنة بين أحد من الخلق والنبي عليه الصلاة والسلام).
كان "نابليون" يُؤمن بالمثل القائل: "اتغدّى بيه قبل ما يتعشى بيّ"؛ فحروب "نابليون" كانت قصيرة خاطفة، تعتمد كل الاعتماد على القضاء المطبق على "رأس الأفعى" أو ضرب جيش العدو ضربة موجعة "لا يقوم له بعدها قائمة" و...

ولكن النبي (صلى الله عليه وسلم) سبق "الكورسيكي العبقري" في هذا التكنيك العسكري؛ فصحيح أنه لا يبدأ بالعدوان، ولكنه لا يترك فرصة للعدو "يلتقط فيها أنفاسه". عند علمه (صلى الله عليه وسلم) بالعزم على قتاله، أخذ يسارع في مواجهته في ساحات القتال، ولا يبالي مطلقاً لكل "المنافقين المتخاذلين" الذين يتوقعوا هزيمة المسلمين هزيمة نكراء تحت حوافر خيول المشركين!

كما أن "نابليون" يُؤمن إيماناً مطلقاً بالجانب المعنوي في أي حرب من حروبه، ولكنه في حقيقة الأمر لم يكن يهتم بالجنود بقدر ما يهتم بمجده الشخصي؛ فهو الذي قال: "لم يولد الجنود إلا ليموتوا"!

منتهى اللا مبالاة.. وقمة الأنانية!!

أما الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فكان يستخدم سلاحاً أمضى ألف مرة من سلاح نابليون "المزعوم"..

سلاح الإيمان!

فنجده (صلى الله عليه وسلم) يَنهي أصحابه عندما يقولون له أنت سيدنا قائلاً:
"لست سيداً لأحد.. إنما أنا عبد الله ورسوله"

وهو (صلى الله عليه وسلم) الذي قال: "خل عنه يا عمر.. فوالذي نفسي بيده لكلامه أشد عليهم من وقع النبل"!!

إذن إنها حرب نفسية ما في ذلك من شك.. وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) خير من شدد على هذه النقطة في كل معركة بينه وبين المشركين.

وما كان لرجل مثله أن يهاب سهام العدو!

تشكك بعض المستشرقين في شجاعة النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم)؛ فزعموا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) اكتفى في مشاركته للمسلمين في الغزوات المختلفة بتجهيز السهام فقط؛ لأنه عمل أقرب إلى طبيعته (صلى الله عليه وسلم) السمحة وخلقه، عن القتال في ساحات المعارك!!
أو نسى هؤلاء قول أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب":

"كنا إذا حمى البأس اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وسلم).. فما يكون أحد أقرب منه إلى العدو"؟!

أم تناسوا شجاعته الفريدة عندما فرّ معظم أصحابه يوم حنين، فأبى إلا أن يشق طريقه وسط ساحة المعركة بمفرده قائلاً:
"أنا النبي لا كذب... أنا ابن عبد المطلب"!

ويقول "عمران بن حصين" في شجاعته (صلى الله عليه وسلم):
"ما لقي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتيبة إلا كان أول من يضرب".

ومع هذه الشجاعة المنقطعة النظير، نراه (صلى الله عليه وسلم) يقف في صلاته خاشعاً عابداً لرب العالمين، يتلو سورة طويلة من القرآن الكريم، فيسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلفه (صلى الله عليه وسلم)، فيُضحي بـ"قرة عينه" ويُنهي صلاته رحمة بالرضيع الذي يتضرّع إلى أمه!!
أي رحمة هذه جمعتها في قلب رسولك يا رب!!

وهو (صلى الله عليه وسلم) الذي يقف فوق المنبر ليقول لأصحابه:
"من كنت جلدت له ظهراً.. فهذا ظهري فليقتد منه.. ومن كنت أخذت من ماله شيئاً.. فهذا مالي فليأخذ منه".

محمد (ص)
دبلوماسي من الدرجة الأولى!

ينتقل بنا "العقاد" إلى نقطة أخرى تتجلى فيها عبقرية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهي: الحنكة والقدرة الدبلوماسية.

فنجده (صلى الله عليه وسلم) يعقد صلحاً مع "قريش" يسمّى "صلح الحديبية"، بعدما سار (صلى الله عليه وسلم) بـ1500 من المهاجرين والأنصار لا يحملون سيوفاً لقضاء مناسك العمرة وذلك في شهر ذي القعدة الذي يحرم فيه القتال، ولكن "قريش" منعته وأصحابه من دخول "مكة" على أن يدخلها (صلى الله عليه وسلم) معتمراً العام المقبل و....
ووافق النبي (صلى الله عليه وسلم) على شروط الصلح ومنها: (أن يرد المسلمون من يأتيهم من "قريش" مسلماً دون أذن وليه، في الوقت الذي لا ترد "قريش" من يعود إليها من المسلمين، ومن أراد من العرب مخالفة "محمد" (صلى الله عليه وسلم) فلا لوم عليه، ومن أراد مخالفة "قريش" فلا لوم عليه كذلك)!!!
من هذه الشروط يُقدّم لنا "العقاد" "محمد بن عبد الله" (صلى الله عليه وسلم) السياسي المحنك الذي استطاع أن يخدع المشركين بدهائه الشديد.

كيف؟!!!

من الوهلة الأولى، قد يسارع البعض متسائلاً: لماذا لم يشترط النبي (صلى الله عليه وسلم) على "قريش" أن ترد إليه من يقصدها من أصحابه، مثلما اشترطت "قريش" عليه (صلى الله عليه وسلم) أن يرد من يأتيه منها؟!

السبب واضح جداً؛ فالمسلم الذي يترك النبي (صلى الله عليه وسلم) باختياره ليلحق بـ"قريش" لا يستحق أن يكون مسلماً من الأساس..

أما عن هؤلاء الذين يرغبون في الدخول في دين الإسلام من "قريش" وعادوا مكرهين إليها، فيقول "العقاد" إن الصلة بينهم وبين الإسلام لا تنقطع بالقرب أو البعد؛ فإن كانوا ضعاف الدين "فلا خير فيهم"، أما أقوياء الإيمان فسيبقون على دينهم ولا خسارة على المسلمين.

رسالة محمد (ص)
التي رق لها قلب النجاشي!!

وينتقل بنا "العقاد" إلى صفة أخرى تتجلّى فيها آيات العبقرية المحمدية..
عبقرية التبليغ..

فها هو (صلى الله عليه وسلم) يبعث رسالة إلى النجاشي "ملك الحبشة" النصراني، يدعوه فيه إلى الدخول في زمرة الدين الحق..
دين الإسلام..

فيقول (صلى الله عليه وسلم) فيها:

"سِلم أنت.. فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده ونفخه".
"وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله".

"وقد بعثت إليك ابن عمي جعفراً ونفراً معه من المسلمين، فإذا جاءوك فأقرهم ودع التجبر.. فإني أدعوك وجنودك إلى الله فقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي.. والسلام على من اتبع الهدى".

نعم.. فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يعلم أن النجاشي "نصراني"، مما جعله يشير في خطابه إلى المسيح عليه السلام وأمه، وكيف تتفق صفات الله والمسيح في دين "النجاشي" وفي دين الإسلام.

وكيف لا؟! والرسول (صلى الله عليه وسلم) هو القائل:
"الأنبياء أخوة، أمهاتهم شتى ودينهم واحد".

وها هو "جعفر بن أبي طالب" يقرأ على "النجاشي" صدراً من سورة "مريم" و....
"إن هذا والله والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة"
و...

وبكى "النجاشي" وأساقفته حتى "ابتلت" لحاهم ورفض أن يسلم هذا الوفد المسلم لـ"صناديد قريش" بقيادة "عمرو بن العاص"قائلاً:
"انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبداً ولا أكاد"!!

محمد (ص) مفرط الجنسية..
خاب ظنكم أيها المستشرقون!!

يتعجب "العقاد" من بعض المستشرقين الذين "يفترون" على النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) ويطالعوننا من حين لآخر بـ"إعجازاتهم النقدية"؛ فمنهم من يُحلل زواج الرسول (صلى الله عليه وسلم) من تسع زوجات على أنه دليل لفرط الميول الجنسية!!

عندئذ، يقدّم لهم "العقاد" تفسيراً منطقياً لادعاءاتهم؛ فيذكر أن لا أحد يصف المسيح عليه السلام بأنه "قاصر الجنسية"؛ لأنه لم يتزوج قط، وكذلك لا نستطيع أن نقول إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) "مفرط الجنسية"؛ لأنه تزوج تسع نساء.

ويجب أن ندرك أن الزواج هو سُنة الحياة، وهو يقوم على التآلف بين الجنسين القائم على الفطرة السليمة.

من هنا، يتضح أنه لا عيب على حب الرجل للمرأة، ولكن العيب كل العيب أن يطغى هذا الحب على الإنسان فيشغله عن غرضه في الحياة..
عبادة الرحمن..

وكيف تغلّب على الرسول (صلى الله عليه وسلم) لذات حسه وقد اعتزل نساءه شهراً أو تسعة وعشرين يوماً؛ لأنهن سألنه الزينة كي يتحلين بها لعينه فرفض (صلى الله عليه وسلم)؟!!
أهذا فعل رجل تتملكه لذة الشهوة والحس؟!!

وماذا عن زواجه (صلى الله عليه وسلم) من خديجة "أم المؤمنين" وهو في الخامسة والعشرين وهي في نحو الأربعين؟!! ولماذا ظلّ على وفائه لها ولم يتزوج غيرها حتى قارب الخمسين من العمر؟! ولماذا فضّلها على "عائشة" رضي الله عنها في صباها وهي أحب نسائه إليه، مما جعل "عائشة" تغار منها حتى في قبرها؟!

دعونا نستمتع برد الرسول (صلى الله عليه وسلم) على عائشة عندما قالت له:
"هل كانت إلا عجوزاً بَدّلك الله خيراً منها.."
فيقول لها غاضباً: "لا والله ما أبدلني الله خيراً منها.. آمنت بي إذ كفر الناس.. وصدّقتني إذ كذّبني الناس.. وواستني بمالها إذ حرمني الناس.. ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء"!!

نعم... الوفاء هو كلمة السر يا سادة.. ولا عزاء لما يحدث الآن بين الأزواج!!

ويسترسل "العقاد" في تقديم الدلائل المنطقية لزواج النبي (صلى الله عليه وسلم) بتسع زوجات، فيتساءل: أو لو كانت لذات الحس هي كل ما يبغي النبي من الزواج لماذا لم يتزوج بنات أبكار؟!
الحقيقة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يتزوج بكراً غير عائشة رضي الله عنها!

ونجد أن زواجه من "سودة بنت زمعة" كان حماية لها بعد موت زوجها من أن تعود إلى أهلها في الحبشة فتصبأ وتُؤذى!!
كما أنه (صلى الله عليه وسلم) قد تزوّج "أم سلمة" وهي كهل مسنة، عندما قال لها بعد وفاة زوجها:

"سلي الله أن يؤجرك في مصيبتك وأن يخلفك خيراً.."
فقالت: "ومن يكون خيراً من أبي سلمة؟!!"

وتزوجها النبي (صلى الله عليه وسلم) خير الخلق أجمعين؛ جبراً لخاطر المرأة التي استشهد زوجها في غزوة أحد.

وتعالوا نرى حب ووفاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) للفاروق "عمر بن الخطاب"، ذلك الرجل الذي كان لا يكلّ ولا يملّ من تذكير نفسه:
"ما تقول لربك غداً؟"

فبعد موت زوج "حفصة بنت عمر بن الخطاب"، عرضها أبوها على "أبي بكر" فسكت وعلى "عثمان بن عفان" فسكت و...
"يتزوج حفصة من هو خير من أبي بكر وعثمان"
ومن خير منك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟!!

ويا للأسف... نسي هؤلاء المستشرقون أن الرجل الذين يلصقون به عنوة صفة "محب اللذة الحسية" لم يكن يشبع في بعض أيامه من خبز الشعير!!
وها هي "عائشة" رضي الله عنها تشفق من حال النبي وهي ماسكة بيدها على بطنه الشريفة التي تتألم من الجوع قائلة:

"نفسي لك الفداء لو تبلغت من الدنيا بقوتك"
فيرد عليها: "يا عائشة! مالي وللدنيا.... إخواني من أولي العزم من الرسل صبروا على ما هو أشد من هذا"...

ونجده يموت (صلى الله عليه وسلم) ودرعه مرهونة ولا ميراث لأهله مما ترك من عقار!

الغرب يعترف..
قوة "محمد" قوة إيمان عميق!!

يقول "ماركس دودز" في كتابه "محمد وبوذا والمسيح":
"لم يقم أحد في العالم مثل ما أقام محمد من إيمان بالوحدانية دائم مكين، على الرغم من صبره على إيذاء قومه عابدي الأصنام، ونفيه وحرمانه وفقد مودة الأصحاب بغير مبالاة.. كل هذا يدل على العمق والقوة في إيمانه برسالته".

ويقول "توماس كارليل" في كتابه "الأبطال":
"من العار علينا أن نستمع إلى الاتهامات الباطلة التي وُجهت إلى الإسلام ونبيه محمد؛ فمحمد هو السراج المنير لملايين من البشر.. وهو الرجل العظيم الذي علّمه الله الحكمة والعلم... وكلمته هي صوت صادق صادر من السماوات العلا."

ويقول الباحث الأمريكي "مايكل هارت" في كتابه "المائة: تقويم لأعظم الناس أثراً في التاريخ":
"الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) كان دوره أخطر وأعظم في نشر الإسلام وتدعيمه وإرساء قواعد شريعته أكثر مما كان لعيسى عليه السلام في الديانة المسيحية.. ففي القرآن الكريم وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم وآخرتهم.. ولا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يُشبه القرآن الكريم".

وغيرها من الأقوال لمستشرقين معتدلين يؤمنون بالأثر العظيم الذي تركه "محمد" (صلى الله عليه وسلم) ودينه الإسلام على التاريخ.

ويوضّح لنا "العقاد" سبب اختيار يوم الهجرة بدءاً لتاريخ الإسلام، ولما لم يكن يوما آخر مثل "يوم بدر" ذلك اليوم الذي انتصر فيه المسلمون نصراً ساحقاً، أو "يوم ميلاد النبي" أو يوم "حجة الوداع" على الرغم من أثر هذه الأيام الكبير في حياة المسلمين؟!!
إذن لما "يوم الهجرة" بالذات؟!
الإجابة واضحة تماماً؛ لأن العقائد تقاس بالشدائد ولا تقاس بالفوز والنصر.

وها هو (صلى الله عليه وسلم): {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

ونجد أيضاً أن يوم ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن معجزة الإسلام كما كان ميلاد "عيسى" معجزة المسيحية.
لذلك كان ولابد أن يكون يوم "الامتحان الأول" هو أنسب الأيام لابتداء التاريخ في الإسلام و ..

ورغم أنف المؤرخين!!