| 0 التعليقات ]

إحنا أربع أخوات ووالدتي غريبة عن البلد (عراقية)، وعندي اتنين أخوات ما كملوا تعليمهم، ما فيش غيري أنا وأخوي اللي تعليم عالي، وتعبنا أوي في حياتنا، ووالدتي عانت الكثير كي تصل بنا إلى بر الأمان. المشكلة إن إخواني الولاد ما بيشتغلوا، ومعتمدين كل الاعتماد على والدتي، وطبعا ما في غيرها سند لينا بعد الله سبحانه وتعالى.

والمشكلة إن والدتي اتحاربت كتير من أهل والدي، وبعدوا عننا، وكمان إخواتها بعد ما أخذت ورثها تركوها 25 سنة غربة بعيد عن أهلها، وكان والدي مقتدر ماديا، وكان عندنا شركة وكنا مبسوطين جدا؛ لكن كل ده راح وراح معاه والدي وتعب وتوفي، ووالدتي تولت بعده المسئولية.

ولأن الدلع كان له أثر كبير علينا؛ خلق مننا أشخاص ضعفاء ما نتحمل أي مسئولية، والظروف اللي مرينا بيها في حياتنا كمان أثرت تأثير سلبي علينا.

الحمد لله إحنا راضيين باللي الله قسمه لينا؛ لكن إحنا تايهين في الدنيا، نعمل إيه؟ والظروف الماديه كمان الله يعلم بيها، وأنا بافكر كتير في المستقبل؛ نفسي آخد كورس لغات وأتخرج وأشتغل الوظيفة اللي أتمناها؛ نفسي أكون مضيفة طيران؛ لكن إزاي وإحنا ظروفنا كده، والفلوس هي العائق الوحيد في حياتنا، وكل ده وأكتر من كده بكتير؛ لكني باحاول أختصر بقدر الإمكان.

وغير كل ده دخل جوانا اليأس -أستغفر الله- إحنا ما نيأس من رحمة الله؛ لكن بنشعر بالعجز؛ حتى أختي الكبيرة تزوجت واحد متزوج مرة قبلها غصب عنها، ومن بيئة ما تناسبنا. إحنا كلنا بشر وما فيش حد أحسن من حد؛ لكن مستوى التفكير والنسب والله أقل مننا بكتير.

وأنا دلوقت كمان بافكر أقبل بابن خالتي اللي مش معاه شهادة، وأنا طالبة في كلية حقوق؛ لكنه غني ومعاه فلوس، هو من العراق؛ لكن باعمل كده علشان أهلي والله يشهد.

أنا نفسي أدرس اللغات وآخد شهادتي. الحمد لله ماما معانا للآخر؛ لكن هي الفلوس اللي تعجزنا، إزاي بعد اللي كنا فيه والمستوى الاجتماعي اللي عشنا فيه دلوقت نعاني من قله الفلوس وكل اللي كان حاببنا بعد عننا.

أنا ما أطلب مساعدة مادية، أنا كل اللي عايزاه مساعدة معنوية دفعة للأمام تساعدنا على تخطي الصعاب في حياتنا وجزاك الله خيرا.
 نانو

  

على قدر ما ترين أنت يا صديقتي في قصة حياتك من موجبات اليأس، أرى أنا من بشائر رحمة المولى سبحانه وتعالى، وحسن وعده للصابرين؛ فإن الأمور عندما تضيق لهذه الدرجة، ونشعر أننا وصلنا للقاع، يكون هذا هو الوقت المناسب لانفراج كل شيء، لأنه ليس بعد الوصول للقاع، إلا العودة للارتفاع للسطح من جديد.

كثيرون مروا -ويمرون وسوف يمرون- بما هو أسوأ من ظروفك يا صديقتي، لكن لو توقّف كل منا ليبكي حظّه ويندب ظروفه، لو أقلع كلٌ منا عن الفعل، وصادر على رحمة الله سبحانه، لما استطاع أي أحد أن يحقق أي شيء! إنه الحزن الذي يدفعنا للبحث عن الفرح، والظلام الذي يزرع في أحشائنا التوق للنور، والأبواب المغلقة التي تعلّمنا التفتيش عن المفاتيح والتنقيب عن النوافذ التي تسمح لنا بالدخول.

فالحياة السعيدة ليست هي التي تخلو من المشاكل -فبعض الدول ذات الرفاهية المبالغ فيها تعاني من كثرة حالات الانتحار-  ولكن التي نُجابِهُ فيها المشاكل، ونصارعها وجها لوجه، فنؤكد بشريتنا، ونستخدم فيها جميع أسلحتنا، للتغلب عليها وتذليلها، وتحقيق الانتصار.

فلا تقنطي من رحمة الله سبحانه وتعالى يا صديقتي أبدا، هذه هي الخسارة الحقيقة بل مصيبة المصائب، وتحايلي لتحقيق حلمك، فربما يمكنك تعلم اللغة عن طريق استعارة كتاب من مكتبة عامة، عن طريق الإنترنت، عن طريق اللجوء لصديقة تتقنها، وحتى إن لم تكن هذه هي أفضل الوسائل؛ فعلى الأقل أنت بهذا الفعل تتحركين للأمام، وتأخذين بالأسباب، لعل الله سبحانه وتعالى يكرمك.

لا توافقي على العريس الغني؛ لأنك لن تكوني سعيدة؛ فليست التضحية بنفسك -من وجهة نظري- هي أفضل الحلول لمشاكلك! وربما يكون البحث عن عمل ملائم، أنسب كثيرا من هذا القرار الصعب.

وأهم شيء أن تعتمدي على الله، وتثقي أن فرجه آت، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك، لم يكن ليصيبك، والله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به.

أسأل الله أن يفرج كربكِ، ويعوّضكِ خيرا عن كل ما لاقيته، ويعِنكِ على الأيام القادمة، ويلهمك التصرف الملائم والقرار السديد لكل الخيارات التي نجد أنفسنا طوال الأربع والعشرين ساعة مضطرين للمفاضلة بينها!

0 التعليقات

إرسال تعليق