| 0 التعليقات ]

أنا مش عارفة هي مشكلة ولا لأ وممكن إنتم تشوفوها إزاي، أنا مشكلتي إني باخاف أوي من كل حاجة حتى في العبادات والعلاقة بربنا، الحمد لله باصلي كل الفروض ونوافل وباصوم وباقرأ القرآن، وإلى حد ما كويسة بس جوايا إحساس مرعب بيقتلني وهو إن ربنا ما بيحبنيش ومش هيقبل مني الصلاة ولا الصوم ولا أي عبادة. أنا ما أعرفش ما لي، بس أنا باخاف ربنا أوي وباعمل كل اللي أقدر عليه علشان أقرب منه.. أنا مؤمنة بربنا الحمد لله وأحسن الظن به بس الخوف شعور غريزي لا إرادي. أنا آسفة للإطالة بس يا ريت حد يرد عليّ ويريّح بالي من الإحساس بالخوف اللي ماليني.

salena


أسعدتني رسالتك يا عزيزتي الطاهرة، وأعلم أنك تتّقين الله وتخافين عقابه وهذا جميل جدا، فسيدنا أبو بكر الصديق قال لو إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر ربي.. أي ما اطمأننت أن يتركني ربي لنفسي في لحظة فأقع فريسة للشيطان حتى نتعلم أن الله هو الذي يعين الإنسان على العبادة وعلى الصلاح وليس الأمر شطارة من أحد..

ولكن الله جميل يحب الجمال.. والله طيب لا يقبل إلا طيبا.. تلك من صفاته سبحانه التي أخبرنا عنها رسول الله.. الله جميل وطيب فكيف بالجميل الطيب أن يرد من وقف على بابه طالبا رضاه.. وكيف بالجميل الطيب أن يترك من لجأ إليه..

إن حياتنا الإيمانية لها جناحان يا صغيرتي: جناح الخوف وهو موجود وقوي عندك.. وجناح الرجاء وهو ما أنت في حاجة إليك حتى يطير قلبك فرحا بحب الله والوقوف على باب طاعته..

أتدرين ماذا يقول الله تعالى لمن هو مثلك: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}.. هل الله يريد لنا العذاب والحيرة وأن نعبده على خوف.. الله يريد عبادا يعبدونه على حب.. عبادا يثقون في أن رحمته سبقت غضبه، وعفوه سبق عقابه..

ثم إنك من الذين أحسن الله إليهم بالطاعة والقرب فكيف يوفقك للطاعة ثم لا يتقبلها.. كيف يعطيك الخوف منه ثم لا يعطيك الرجاء فيه؟ أحبي الله واعبديه عن حب لا عن خوف يزرعه الإيمان ثم يتدخل الشيطان ليحوله إلى مرض ليفسد علينا فرحتنا بعطاء الله.. لك أن تفرحي بنصر الله على نفسك وعلى شيطانك فلجأت إليه.. لك أن تفرحي بنصر الله على خواطرك التي تبعدك عنه.. لا أن تركني للخوف الذي يفسد عليك حلاوة الإيمان..

أتدرين.. لقد أرادت الجبال أن تدك ابن آدم لمعاصيه والسماء تنطبق عليه والأرض أن تنخسف به فما كان من الله الرحيم إلا أن قال لهم: لو خلقتموه لرحمتموه.. هذا من رحمته بالعصاة والمذنبين فكيف برحمته بعباده الطائعين..

إن من حسن الظن ألا نترك للشيطان سبيلا يفسد علينا فرحتنا بالله.. فافرحي بما وفقك إليه من الطاعة وما وجهك إليه من الصالحات ولتستشعري قربه يهدأ قلبك وينشرح صدرك فمن لم يفرح بربه وبطاعته له لا يتذوق طعم الفرحة الحقيقية أبدا..

أسعد الله قلبك وملأه رجاء فيه وحبا له وسعادة بقربه.. وأسعد بك من يتزوجك وأسعدك بالزوج الصالح فإنك تستحقين ذلك وما ذلك على الله بعزيز.

0 التعليقات

إرسال تعليق