| 7 التعليقات ]

الاسم: نبيل- سوريا
العنوان: قصة "بنى الأصفر" عن الغرب والعري

صديق لي يدرس في إحدى دول أوروبا الشرقية، سافر في منحة لأربع سنوات وقد أمضى إلى اليوم قرابة سنة ونصف، وهو من الشباب الملتزمين والذين يحملون "هموم الأمة" والرغبة في المساهمة في تغيير الواقع السيئ ويحمل مبادئ أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. (فقط لأبين الخلفية الفكرية له).

كنت أتواصل معه بشكل دائم وبشكل يومي أحيانا، لذلك كنت أشعر من كلامه الذي كان يمتزج بين المزاح والجد أنه يفقد توازنه شيئا فشيئا، لكنه لم يبح لي بشيء بشكل صريح، وكذلك في نزلته الأولى إلى سوريا، عدا عن حديثه الدائم عن بعض الأمور التي تتعلق بصعوبة العيش هناك في ظل توافر كل شيء بدون أي رقيب أو حسيب وبقدر كبير من السهولة.

وكان لا يكف عن إخباري بتفشي العري في كل مكان، بدءًا من السكن الجامعي المختلط في أماكن الخدمات، إلى المطاعم والشارع وفي كل مكان.

في نزلته الثانية القريبة أخبرني بكل شيء، وهنا صعقت لسماعي ما حدث معه هناك ولم أتوقع أنه انقلب في ظرف زمني قصير إلى "مبرر" لكل شيء ولم يقتصر الأمر على البنات و"التخبيص" والمغامرات، وإنما امتد إلى الشرب والديسكو، وحين سألته عن الصلاة ضحك وأخبرني أنه قد صلى مرة أو اثنتين، وكان يأخذ كل الأمور بجو من الضحك والمزاح.

لم أعرف وقتها ماذا أقول له لكنني سألته لماذا تخبرني بهذه الأمور بالأصل واستتر على الأقل مما تفعل، لكنه بدأ يخبرني بصعوبة تمضية الحياة هناك بدون أن تندمج كليا أو تعتزل كليا، وأنه كثيرا ما يفكر بما يجري معه وبالبلد ووو، وهو بحاجة إلى من يتكلم معه.


ويوجه كلامه لي قائلا: أنتم تعيشون هنا لكنكم لا تعرفون ما يجري معنا حين نسافر ونرى ما كنا محرومين منه هنا وببلاش ويحدثني عن الإغراء الكبير فوق الوصف وهو أكبر من أن يحتمل.

كنت سابقا أحرضه كثيرا على البحث عن شيء يستغل وقته فيه بأمور قد تساعد على صون نفسه، منها التعرف على بعض المراكز الثقافية مثلا وحضور نشاطات معينة أو أناس معينين أو أي شيء آخر، لكنه على ما يبدو كان لا يستطيع أن يخرج من جو جامعته والسكن المختلط والأصدقاء الكثيرين الذين لا يعرفون حلالا ولا حراما.

الشيء الوحيد الذي لاحظت أنه لم يتأثر بكل ضياعه هو دراسته، فهو مجتهد ولم يسمح لا لمغامراته الجنسية ولا للهو بأن يؤثر عليها فغريب كيف أن أمور مثل الصلاة والمبادئ والأفكار تتأثر ببساطة؟!!!

بصراحة لم أغير تعاملي معه أبدا بل بالعكس أراه يومياً ونتكلم ولكنني أشعر بخيبة أمل من أي فائدة للكلام أو النصيحة.

ما هو المجدي في هذا الوضع وخاصة أنني أتفق معه أن الأمور لا تطاق ولا تحتمل في ذلك البلد حيث البنات والعري ووو، فما الحل في هذه الحالة؟ وما الذي يجب أن أقوله؟ وما هو واجبي تجاهه؟ وهل حقا لا يوجد حل لشاب في مقتبل عمره لتفريغ شهواته الجنسية خصوصا في ظل واقع لا يمانع بأن تفعل كل ما تريد؟!

علما بأنني حاولت أن أقنعه بالزواج ولكنه مصر أنه لا يستطيع ماديا خصوصا أنه ربما العام القادم سيخطب.
فهل ستؤثر هذه الحياة عليه حين يأخذ الدكتوراه ويعود؟ أقصد هل ستكون مجرد مغامرة سحابة صيف طويلة قليلا ستنزاح يوم يعود أم ماذا؟ والحقيقة أنه أعيتني الحيلة والنصيحة معه وأشعر بأنه بمجرد أن تنتهي إجازته سيعود إلى ما كان عليه هناك.


وكأن صاحبك هو أول شاب مسلم ينزل إلى بلد غربي.. فضلا عن أن يكون كما تصفه من الشباب الذي يحمل هموم الأمة.

مشكلة "بنى الأصفر" كما يسمهم العرب منذ أن وصلت فتوحاتهم بلاد الفرنجة هي نفس مشكلة صاحبك وقصة أحد الصحابة في عهد عمر بن الخطاب الذي كان نصيبه من الغنائم إحدى البنات الروميات من بنات "بني الأصفر" والذي امتنع عن صلاة الجماعة من شدة انبهاره بجمال الفتاة الرومية ومكوثه بجانبها في البيت حتى تدخل سيدنا عمر بن الخطاب لإعادته لصوابه، وهي قصة معروفة في تراثنا.

إذن فالأمر ليس قصة التزام أو حمل هموم الأمة أو التخلي عن الصلاة والصيام بسهولة والبحث عن طريقة لتعريف الشهوة الجنسية؛ لأن كل هذا تسطيح للأمور وعدم مواجهة للحقيقة، فهناك مئات الألوف إن لم يكن الملايين من الشباب المسلم الذي ذهب إلى الغرب لمهام مختلفة علمية وتجارية وسياحية، ورأى ما رأى صاحبك من العري ورأى كل شيء متاح بدون رقيب وحسيب كما يقول هو بنفسه، ولا ندري أي رقيب وحسيب يقصد؟ هل يقصد جماعته التي ينتمي لها فكريا أو إخوانه أو أباه وأمه أم أن الرقيب الحقيقي هو الله كما يعرف كل طفل صغير مر على بلاد الإسلام أو مجتمع المسلمين.

بالرغم من ذلك لم تكن ظاهرة الانخراط الجنسي في المجتمعات الغربية ظاهرة منتشرة في واقع المجتمعات المسلمة المسافرة للغرب بل إن العكس صحيح، خاصة مع انتشار المراكز الثقافية والتجمعات الإسلامية في مختلف مناطق الغرب.

إن الكثير من الشباب المسلم الذي كان ينتمي للإسلام انتماء عاديا ازداد انتماؤه للإسلام وحضارته لعوامل عديدة، منها بالطبع حماية نفسه من التآكل أو الضياع وسط هذه الحضارة الغريبة عليه.

لذا فإن صاحبك يجب أن تصل له رسالة واضحة أن ما يفعله جريمة كبرى غير مبررة تدل على ضعف شديد في شخصيته وفي علاقته بالله وأنه يجب أن يفيق قبل فوات الأوان، فلا يوجد شيء في الكبائر وممارسة الزنا وعدم الصلاة يسمى سحابة صيف كبيرة أو صغيرة، لكن يوجد شيء اسمه "نفسي يخرج فلا يعود أو يدخل فلا يخرج".. ورفضه للزواج ليس للأسباب المادية فهناك المئات من الفتيات اللائي على استعداد للزواج به بدون أي تكلفة مادية تحسب، لأنه طالب نابه يدرس دراسات عليا في الخارج وهذا مفهوم معروف في كل مجتمعاتنا. إذن لو كان جادا في الخروج مما فيه لتزوج، ولكن الحقيقة أن توحله في مستنقع المعاصي يعجبه لأنه "حاجة ببلاش" على حد وصفه.

بعد أن تصارحه بحقيقة نفسه عليك بمقاطعته تماما فليس هناك أي معنى لاستمرارك في الحديث معه بصورة طبيعية، بل لابد أن يشعر أنك تتخذ منه موقفا جادا حقيقيا يساوي جرائمه الفادحة في حق الله والتي أقلها هو الجهر بالسوء وبفعل الكبائر، لعله يفيق ويعود إلى رشده.

فأنا استشعرت في رسالتك أن الأمور قد اختلطت عليك حتى أصبح سؤالك هو: كيف يفرغ هذا الشاب طاقته الجنسية؟ وكأن كل الشباب الذين مروا بهذه الظروف ولم يقعوا في الكبائر ولم يستمرئوا الخطيئة لم تكن لديهم شهوة، والمعادلة التي يقدمها خاطئة كاذبة فمن قال إنه إما الانخراط في الاختلاط أو الانعزال؟

أين قصص نجاح الشباب المسلم الذي تفاعل مع هذه المجتمعات وحصل منها على ما يريد من علم وترك آثارا إيجابية دون أن يشعر أنه لا رقيب ولا حسيب وكان الله حاضرا في أنفسهم ربما أفضل مما كانوا في مجتمعاتهم.

قف مع صاحبك موقفا جادا حتى لا تختلط الأمور عليك أو تشوش أفكارك.

7 التعليقات

غير معرف يقول... @ 28 سبتمبر 2009 في 11:09 ص

اختكم فاطمة من مصر
لقد سافر الاف من الشباب كما ذكرت ومنهم علماء مصريين وعلماء عرب وليس علماء فقط ومنهم دعاه وتلاميذ ولكن الاصل فى صدق العمل وليس اقوال من الممكن ان نقول ما نريد لكن لا يمكن ان نعمل الا اذا كنا عازمين على الامور
أما الرياء مثلهم يرتائوا
اللهم نقى اعمالنا من الرياء والنفاق
دائما الطاعة والالتزام صعب كالصعود على السلم أما المعصية فسهل كالنزول من على السلم
جزاك خيرا وباعد عنك اصحاب السؤ

Ahmed يقول... @ 29 سبتمبر 2009 في 9:21 م

جزاك الله خيرا اخت فاطمه على تعليقك ونسأل الله ان يحفظ شباب امتنا من الفتن وان يعصمهم منها وان يثبتنا على الطاعه ويصرف قلوبنا عن المعصيه

طرقعات فجائية يقول... @ 30 سبتمبر 2009 في 8:37 م

اخى الفاضل اسد الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة صاحبك ليست غريبة ولكن الغريب هو تهاوى كل الصروح العالية امام الشهوات فجأة لذلك دائما نسأل الله ان يثبت قلوبنا فاللهم يامثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك واجعل خير اعمالنا خواتيمها

ولك أطيب تحية
الجيــ طارق ــزاوى

غير معرف يقول... @ 30 سبتمبر 2009 في 10:01 م

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اتقى الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلقآ حسن
صدق رسول الله صللى الله عليه وسلم

مسلمة من بلاد الله الواسعة يقول... @ 1 أكتوبر 2009 في 12:03 م

مسلمة من بلاد الله الواسعة
نعم الانفتاح والحرية التي في غير محلها قد تؤدي الى طريق المعصية لكن المهم ان يفكر الانسان ويشعر اين ما كان وفي اي زمان ان الله هو الرقيب اللذي يجب أن يحسب له الحساب لأن هو من يغفر ويعفو ويرحم وهو من يعاقب فهو الغفور الرحيم وهو الشديد العقاب ولندعوا دائما اللهم ارحم و اغفر لي ولوالديي و للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات

غير معرف يقول... @ 1 أكتوبر 2009 في 2:24 م

بسم اللةالرحمن الرحيم يااخى فكر فى مماتك قبل حياتك ولاتنسى ان كل خطوة فى الدنيا هى وسيلة هى خطوةترسم لك النهاية وان لم تكن الخطوة هى الدليل فهى بصيصالنورالذى يأتى من بعيد يأتى من درب ما بدات لكى ترى ما صنعت وكل ما تصنع يكبر صنعك ويعلو قدرك وتحب شأنك ويربك وترى جنتك ويفضو منك العطاءوكل ما حوللك رخاء عندة ترى اخرتك قبل ان ترى حياتكطمان قلبك ويستريح عقلك ويرضاعنك

semsem يقول... @ 2 أكتوبر 2009 في 1:47 ص

بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة انا مش عارفة ابدا منين لانها قصة وان كانت حقيقية فهى غريبة يعنى شاب ملتزم دينيا واخلاقيا وشايل هموم الامة يقع فى الكبائر مرة واحدة ويبرر لنفسه انه البلد دى كل حاجة فيها متاح ومحدش يعرف حجم المعاناة الا اللى يروح البلاد الاجنبية وبعدين بيقول "انتم تعيشون هنا ولكنكم لا تعرفون ما يجرى عندما نسافر" يعنى هو كل الشباب اللى بتسافر لازم تعمل كده على اساس ان ده مش متاح فى بلده وفى اماكن مخصصة لكده و مفيش حد كان هيمنعه لو اتصرف كده فى بلده بس اللى عايز يعمل الغلط هيعمله فى بلده او بلد غريب .
وبعدين هو بيتكلم عن العرى والبنات اللى هناك وانه محروم من كده طب بيشرب ليه ولا دى كمان كان محروم منها فى بلده .
انا رأيى انك متسيبش صاحبك وخليك جمبه حتى لو خد وقت كبير فى اصلاحه لعل الله يهديه ويتوب وواضح من كلامه انه عايز يتكلم مع حد انه شايل هم كبير وانه مش راضى عن اللى بيعمله ومش مقتنع بيه بس يمكن الشيطان كان اقوى منه ولو مش قادر على الاغراءات اللى هناك فالافضل انه يسيب الدراسة هناك من اساسه لانه ايه فايدة انه الواحد يأخد شهادة ويغضب ربنا لان الواحد مش ضامن عمره ممكن لا قدر الله يموت قبل مايتوب .
وفى الاخر اسال الله العلى العظيم ان يهديه ويعيده لطريق الصواب ويهدينا ويهدى امة محمد صلى الله عليه وسلم امين يارب العالمين .  

إرسال تعليق