| 0 التعليقات ]

الاسم: امل
عنوان الرساله:مشكله خاصه
الرساله: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنا فتاة مسلمة على قدر من الالتزام كما يرى البعض أحب الله عز وجل و هدفي أن اقدم ما أستطيع به خدمة ديني المشكلة أن من هناك شخص على قدر كبير من الاحترام أشعر بانه يكن لي مشاعر من الحب و قد حاول عديدا و انا في الجامعة التحدث معي و التقرب لي و لكني كنت ابتعد عنه و ارفض ذلك بشدة علما بأني كنت اكن له مشاعر اعجاب و لكني كنت ارفض اقامة اي علاقة مع أي شاب و بعد مدة طويلة ظهر لي زميل كان يحبني بشدة و يرغب بالزواج مني و لكني لم أكن اشعر به و كان أصدقائي و امي يلوموني بشدة على عدم موافقتي و لكني كنت لا اشعر بالقبول من ناحيته و كنت اشعر بان مشاعري تتجه لهذا الشاب و لكني كنت اكره ان اشعر بمشاعر تجاه لن يكون زوجي فكنت ادعوا الله كثيرا ان لم يكن هذا الشاب من نصيبي ان يصرف قلبي عنه و لكني كنت افاحأ ان مشاعري و تعلقي به يزداد يوما بعد يوم فشعرت بأنه اختيار الله لي فأخبرته أني اعلم انه يحبني و اني أكن ل نفس المشاعر و أني على استعداد لقبوله زوجا لي و لكني فوجئت به يقول لي انه كان حلمه منذ زمن ان يتكلم معي و لكنه ظروفه صعبه جدا ( و هذا حقيقة فلقد علمت انه ترك عمله و انه لا يعمل و انه يبحث عن فرصة سفر )و قال لي اني استحق من هو أفضل منه و على نسيانه تمامه احيانا اشعر بأنه يحبني جدا و اشعر بضعفه عندما يعود للاتصال بي متعللا بأي حجة و سعيه في أن يراني و لو من بعيد و اشعر بحبه في خوفه علي و رفضه الحديث عني لأي حد و في احترامه لي و تحمله لتحدثي معه بشدة أو بعصبية علما بأنه عصبي يتمتع بشخصية قوية و لا يقبل من أحد أن يحدثه بهذه الطريقة و لكني استعجب من تهربه من الحديث عن مشاعره تجاهي و عندما سألته بشكل مباشر قال لي بان مشاعره تجاهي مشاعر أخوه علما بأن على يقين تام من كذبه .
أنا أشعر بحيرة شديدة فهل احساسي الشديد بمحبته لي وهم . أم أنه حقاَ يحبني و على ان اصبر عليه و انتظره فإنه حقاً يستحق فهو يتمتع بخلق عالي و على قدر كبير من الالتزام كما إننا متفقين الى حد كبير في الاهداف .
أنا في انتظار راي حضرتك .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
اعتذر لك اختى على النشر ولكنى لم اتمكن م مراسلتك خلال البريد الذى ذكرتيه فهناك خطأ فيه وبعد

فإنك وصفت نفسك بأنك فتاة متدينة، ولنعم الوصف هو، نعم ..إن خير ما يمنّ الله - جل وعلا - به على عباده هو أن يرزقكم طاعته، وأن يرزقهم التمسك بحبله المتين، فإن هذا ليس فقط من النعم العادية، بل أعظم نعمة على الإطلاق، قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} وأنت - بحمد الله - ظاهر فيك الخير والفضل والعفة أيضاً، فأنت لا تبتغين الحرام، وإنما تبتغين الحلال الذي شرعه الله عز وجل، وتنشدين أن يكون لك زوج صالح يعينك على طاعة ربك، وتنشئين معه الأسرة الصالحة، وهذه نية ومقصد حسن - ولله الحمد - إلا أن هذه المشكلة التي أشرت إليها تحتاج إلى وقفات ثلاث، وهي التي تبين لك معالم الطريق بإذن الله عز وجل:

فأول وقفة هي أن تزِني - يا أختي - هذه العلاقة التي هي بينك وبين هذا الرجل بميزان الشرع، أن تزنيها بكتاب الله - عز وجل - وبهدي رسول الله - صلوات الله وسلامه عليه - فهل يجوز لك وأنت الفتاة المؤمنة الصالحة - إن شاء الله - أن تقيمي علاقةً مع رجل أجنبي بنية الصداقة، ثم بعد ذلك يتطور الأمر ليصبح حباً تجدينه بقوة في نفسك، حتى إنك لتصرحي بأن قلبك معلقٌ به؟

فالجواب: أن تعلمي أن العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه لم يجعل لها - جل وعلا - إلا موضعاً واحداً، ولا موضع غيره..إنه الزواج، فهنالك تنطلق المشاعر الكريمة انطلاقتها الرحيبة الواسعة، وهنالك يكون الحب الطاهر، وتكون الرحمة التي يجدها كل من الزوجين في جذر قلبه، وهنالك السكينة والطمأنينة التي تغشاهما، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

وأما ما سوى ذلك من العلاقات فهي علاقات قد حرمها الله - عز وجل - فكيف يكون هنالك صداقةٌ بين رجل وامرأة أجنبية عنه واختلاط وكلامٌ ومحادثات أو لقاءات وغير ذلك من الأمور، والله - جل وعلا - قد حرم مجرد النظر بين الرجال والنساء بدون عذر شرعي، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}؛ ولذلك بين - صلوات الله وسلامه عليه - هذا المعنى أتم البيان عندما سئل عن نظرة الفجأة، وهي أن تنظري إلى رجل بغير قصد منك، أو ينظر منك بغير تعمد، فما هو الجواب؟ قال: (اصرف بصرك) أي حول نظرك عنه، وتشاغلي بنظرك عن النظر إلى الرجل الأجنبي عنك، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه.

وخرّج الإمام أحمد في المسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك) فهذا هو الحكم الواضح البين في هذا ، فيلزمك - يا أختي - التوبة إلى الله - جل وعلا - من هذه العلاقة حتى ولو كنت غير عالمة بحكمها فقد عرفت الآن، ويُشرع لك أن تستغفري من الخطأ حتى ولو لم تكوني قاصدةً إياه، فقد كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي) والحديث مخرج في الصحيح....فهذه الوقفة الأولى.

وأما الوقفة الثانية: فهي في أمر تصريحك له بالزواج، وحثّه على أن يتقدم إليك، فإنه يجوز للمرأة المسلمة أن تعرض أمر الزواج على الرجل المسلم الصالح في دينه، فهذا أمرٌ لا حرج فيه إذا كان صالحاً في دينه صالحاً في خلقه، وتم العرض بطريقة مأمونة ليس فيها خلوة محرمة بينهما أو نحو ذلك، ولم يؤد ذلك إلى أي علاقة من العلاقات التي نهى الله تعالى عنها، فهذا أمرٌ جائز لا حرج فيه، وقد ثبت ذلك عن النبي - صلوات الله وسلامه عليه - وصرّح به أئمة الإسلام عليهم جميعاً رحمة الله، بلا خلاف بينهم، بجواز ذلك بالشروط المرعية في هذا، فهذا أمرٌ لا يقدح في دينك ولا في عزتك ولا كرامتك.

وأما عن جوابه لك، فهذه هي الوقفة الثالثة: فواضح أنه اعتذر منك اعتذاراً إنما يريد أن يخرج به من الأمر، فهو لا يرغب في الزواج منك، ولو رغب لكان الأمر واضحاً وبيّناً، وأما هذا العذر الذي ذكره بان مشاعره تجاهك هى مشاعر اخت لا اكثر من هذا فمن يعلم اختى بصدق مشاعره هذه فمن فمحتمل كبير ان تكون صحيحنه وانك تتوهمين انه يحبك وان هذا بمخيلتك فقط فهذا إنما صدر منه اعتذاراً عن هذا الزواج، وقال هذا الكلام ليردّك رداً لا يجرحك، فلا يريد أن يقول لا رغبة لي فيك، فقال هذه الكلمة التي قد سمعتها منه.
وهذا يحتاج منك أيضاً إلى وقفة رابعة: وهي الخاتمة - بإذن الله عز وجل - فاعرفي - يا أختي - أن الله قد أنعم عليك الآن بخاطبٍ قد تقدم إليك، فإن كان هذا الخاطب صالحاً في دينه وخلقه فلا تلتفتي إلى غيره، ووافقي عليه، وأنقذي نفسك من علاقةٍ لا طائل من ورائها عدا الآثار التي تترتب عليها، وها هو الطريق واضحٌ أمامك، فطالما أن هذا الخاطب الذي تقدم إليك صاحب دين وخلق فلا تترددي في اغتنام الفرصة التي قد سنحت لك، ولا تضيعها من بين يديك، ولا حاجة لك - يا أختي - بأن تدعي الله - جل وعلا - أن يكون ذلك الرجل من نصيبك، بل ادعي الله - جل وعلا - أن يرزقك الزوج الصالح، فإنك لا تعرفين أين الخير، ولا تعرفين ما هو الصواب في هذا، فعليك بالاستخارة، وعليك بالتوكل على الله جل وعلا، وليكن دعاؤك اللهم ارزقني الزوج الصالح، كما قال عباد الرحمن: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) ولكن إن شئت أن تدعي بأن تقولي: اللهم إن كان ذلك الرجل خيراً لي اللهم فزوجنيه، فهذا أمر جائزٌ لا حرج فيه، وإن شئت بأن تدعي بأن يكون زوجك بدون هذا القيد فهذا جائز، ولكن الأولى لك أن لا تفعلي ذلك حتى تصرفي قلبك عنه.

فانظري في مصلحتك وخذي بالحزم في هذه الأمور، ولا تفوتي الفرصة إذا عرضت لك، فإنك لست في كل يوم تُخطبين، فاعرفي هذا، واتق الله عز وجل - يا أختي - في علاقتك مع هذا الرجل، وتوبي إلى ربك جل وعلا منها، فإنها من العلاقات المحرمة حتى ولو كانت خالية من الفواحش، فإن وجود العلاقة فقط بين الرجل والمرأة على هذا النحو هو من المحرمات التي نهى الله جل وعلا عنها، كما قد بينا لك ذلك في أول الكلام، وأنت فتاة عفيفة كريمة - ولله الحمد - فما عليك إلا بأن تنوي النية الصالحة، وستجدين قول الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب} وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (إنك لن تدع شيئاً لله إلا بدل الله ما هو خيرٌ لك منه).

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك الزوج الصالح



0 التعليقات

إرسال تعليق