| 2 التعليقات ]

عنوان الرساله: مشاكل
الرساله: السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته

رمتني الدنيا من كثره المصائب وانا احاول ان اتحمل ولكنني لم يبقي معي الامل في انتظار النجاه من الحبيب الغالي رب العالمين
ماذا افعل؟؟
هل اعود الى الاخطاء في حياتي؟؟؟
مع جزبل الشكر


الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، صلوات ربي البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد اشرف المرسلين وحبيب رب العالمين وعلى جميع اخوانه من النبيين والمرسلين وآل كل والصالحين وسلام الله عليهم اجمعين

اما بعد

فقد ثبت في الحديث ان بعض المؤمنين من كثرة البلاء الذي ينزل عليهم في الدنيا يخرجون من الدنيا وما عليهم خطيئة، الله يطهرهم من كل خطاياهم بهذه البلايا فلا يكون عليهم شىء في قبورهم ولا في آخرتهم حتى ان بعض الناس تصيبهم عقوبة في الدنيا على الصغائر التي عملوها لان الصغائر بعض الناس الله لا يعاقبهم عليها وبعض الناس يعاقبهم عليها.



كان رجل من الصحابة رأى امرأة اعجبته فصار يتبعها بنظره ثم وهو بالطريق اصطدم وجهه بجدار فسال دمه فجاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم الله اراد بك خيراً وان هذا جزاء تلك النظرة. فيفهم من هذا ان بعض الناس الله يجازيهم على معاصيهم في الدنيا، واما اكثر الناس فان الله يؤخر لهم عقوبتهم الى الآخره لكن الذي يجازيه الله في الدنيا يكون احسن من الذي يؤخر له العذاب الى الآخره لان هذا بهذه المصائب تسقط عنه العقوبة في الآخره. ثم ان كثيرا من الناس يكفرون كفريات شنيعه شناعه كبيره وهم بحسب الظاهر يتقلبون في النعيم فهؤلاء لا يدل حالهم على انهم من المرضيين عند الله لان الله عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب وقد جاء في الحديث ان امرأة عرضت بنتها على الرسول صلى الله عليه وسلم فصارت تمدحها للرسول بالجمال وبانها تامة الصحة حتى انه لم يحصل لها صداع فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها وذلك لان الذي يكون في الدنيا متقلباً في الراحات من غير ان يصاب بالبلاء قليل الخير في الآخره، قليل الخير في الآخره عند الله. فالذي اراد الله به خيرا يبتلى في الدنيا بعض الناس الذين يبتلون في الدنيا من شدة غرورهم يقولون الله يحبني وكلامهم هذا عكس الحقيقة لو كان الله يحبهم كان سلط عليهم البلاء والبلاء انواع عديده اوجاع الجسم بلاء والفقر الشديد بلاء واذى الناس بلاء، فمن اراد الله به خيرا يبتليه ومن الجهل الشديد الفظيع ان بعض الناس اذا اقبلوا على الطاعة ثم اصابتهم المصائب يتشائمون فيقولون نحن كنا في راحة ونعيم لكن منذ بدأنا بالطاعة اصابتنا المصائب فينفرون من التزام العبادة ويقولون الطاعة ما نفعتنا، يعرضون عن الطاعة ويعودون الى ما كانوا عليه. فاذا لقيتم انسانا كان على حالة سيئة واعراض عن الطاعة ثم اقبل على الطاعة علموه ان الذي يقبل على الطاعة قد تصيبه مصائب ما كانت تصيبه من قبل يقال له لا يغرنك الشيطان لانه قد يقول لك انت كنت في راحة وبسط قبل ان تقبل على الطاعة فهذه الطاعة صارت شؤماً عليك قد يقول له الشيطان ذلك ليعود الى الانغماس في المعصية والبعد عن الطاعة الذي كان فيه، فيقال له اياك ان تنقلب الى ما كنت عليه. كثير من الناس بعد الاقبال على الطاعة تصيبهم المصائب فينقلبون من الطاعة الى ما كانوا عليه من الفساد لكن من عرف الدين كما يجب لا يؤثر فيه ذلك بل ان بعض الناس يصل الى حد انه يكون فرحه بالبلاء اكبر من فرحه بالبسط والراحة وهؤلاء هم الأولياء فانهم يفرحون بالبلاء حتى قال بعض الصوفيه الصادقين ورود الفاقات اعياد المريدين معناه ورود المصائب عيد للمريدين اي لطلاب الآخره المقبلين عليها فأن هؤلاء ان بلغهم الفقر بعد ان كانوا بحالة بسط يعتبرونه عيداً فيزيدون في الطاعة بدلا من ان ينقلبوا او يخففوا. بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يفتح الله للرسول الجزيرة العربية كانوا يأتون الى المدينه غرباء ليس لهم فيها لا اهل ولا معارف وهم بحالة بؤس وفقر شديد حتى ان احدهم ليس له الا ثوب واحد يربطه على رقبته وينزل الى ركبتيه، يبدأ بستر ظهره به ثم يجعل طرفيه الى خلف ومع هذا كانوا يقومون بالليل ويصلون ويجلبون الماء للمصلين. همتهم قويه ثم هؤلاء بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم الله بسط على بعضهم الرزق فصار احدهم يملك ما يكفي مئة نفس واكثر كان سيدنا علي رضي الله عنه فقيراً الى حد بعيد حتى انه مرة من الجوع خرج فلقيه يهودي له بستان وفي بستانه بئر فظنه اليهودي بدوياً ولم يعرف انه من علية قريش من حيث النسب ومن حيث وضعه الخاص انه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج فاطمه ظنه بدويأً فقيراً جاء الى المدينة ليتعيش فقال له تخرج لي من بئري سبعة عشر دلواً واعطيك سبعة عشر حبة تمر فوافق فاخرج له سبعة عشر دلواً واخذ سبعة عشر حبة تمر وانصرف. كان احدهم يصبر على حبة تمر او حبتين او نحو ذلك ومع ذلك كانوا اقوياء في العبادة في قيام الليل والصيام وغير ذلك من الطاعه. بهؤلاء نصر الله هذا الدين ثم سيدنا على رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الله بسط عليه الرزق فصار زكاة ماله اربعين الف درهم ثم وزع هذا المال ما امسكه عليه ولما مات ما وجدوا عنده الا سبع مئة درهماً فقط، هذا الغنى فرقه في طاعة الله. ثم إن هؤلاء الصحابة من شدة الهمه في الطاعة وصدق الرغبه في الآخره مع هذا البؤس الشديد الذي كانوا فيه كانوا إن دعوا الى الجهاد يخرجون اذا استنفروا يستنفرون، واما بالنسبة للطعام فكانوا يأتون الى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ قسماً منهم يطعمهم وبعض الصحابه يأخذون قسماً فيطعمونهم لأن هؤلاء الصحابه ليس لهم اهل ولا مال ولا معارف صبروا على هذا الفقر والبؤس صبراً تاماً وكانوا بعدما يأكلون يعودون الى المسجد ليناموا فيه. كان منامهم في مؤخر المسجد فلو كان الصحابة مثلنا يلتزمون التنعم بالاكل اللذيذ والثياب الفاخره ما انتشر الاسلام بل كان بقي بالجزيره العربيه.

فاصبر اخى واحتسب واعلم ان ما بك من كثره المصائب هو من حب الله لك وانه اصطفاك ليطهرك وليبلغك مكانه فى الجنه ما كنت ستصل لها بعبادتك فان الله تعالى يثيب الذين صبروا على البلاء والمصائب خير الثواب حتى ان الناس كانت تتمنى يوم القيامه لو كانت القوارض تقرضهم لينالوا مثل هذا الثواب واعلم اخى ان اشد الناس ابتلاء هم الانبياء فامثل ثم الامثل كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة اشتد
بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
"..
وتذكر قول الحبيب ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها
(رواه مسلم632/2
ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه
فرحاً
رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74
اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء
هذا وما كان من خطأ فمنى ومن الشيطان وما كان من توفيق فمن الله وحده

2 التعليقات

غير معرف يقول... @ 17 أبريل 2011 في 5:14 ص

جزآك الله خيـر ، نعم انا صارت معي ولكن احمد الله على قدر ومكتوب لي ، اللهم تب علينا واحسن خوآتيمنا اللهم ارحم وآلدي ونقه من الخطآيا كما ينقا الثوب الابيض من الدنس الله ارفعه عندك في جنة الفردوس ختآم كلامي ارجو من الاخوه الزآئرين الدعاء لوآدتي بالشفاء العاجل وان يلهمنا الصبر وفي قوله عز وجل سبحآنه(اهدناالصرآط المستقيم صراط اللذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولآ الضالين )آمين. اللهم اجزه جنة الفردوس الاعلى من كتب كل حرف في هذه المقاله واخر دعوآنا ان الحمد الله . اللهم صلي وسلم على سينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين ، اللهم ارحم اموآتنا واموات المسلمين . اللهم فرج كربنا واشرح صدورنا عن الهم والغم واحمينا برحمتك يا ارحم الرآحمين

غير معرف يقول... @ 21 أبريل 2012 في 11:33 م

وكثرة الاستغفار نافعه والصدقه وأعمال الخير لدفع البلاء


جزاكم الله خيرا

إرسال تعليق