| 3 التعليقات ]






ارجو الرد على مشكلتي سريعاً.. أنا شاب كنت أحب فتاة منذ خمس سنوات، مع علم أمي بهذه العلاقة؛ ولكني أخطأت مع هذه الفتاة، وأصبحت حاملاً؛ فخافت من أهلها.. ولأن عمر الطفل كان أربع شهور؛ فكان جوازنا بهذه الطريقة فيه فضيحة ليها ولأهلها؛ فذهبنا لطبيبة ساعدتنا في الإجهاض، وبعد ذلك تعهّدنا على كتمان هذا السر بيننا، ووعدتها بأن أتزوجها.

وعندما فاتحت أهلي بأمر زواجي منها رفضوا، وهاجموني معللين رفضهم بأنها سوف تأخذني منهم، وأنها سوف تعاملهم معامله سيئة -لكنهم كانوا ظالمينها- فألححت عليهم كثيراً، وحاولت إقناعهم بهذا الزواج، ولم أجد أمامي سوى أن أصارحهم بالأمر، وتفاجأت من ردّ أهلي؛ حيث طلبت أمي أن تذهب هذه الفتاة لعمل عملية ترقيع، أما أبي فقال: هي اللي غلطت، دون أن يهتموا بوجود الله، وبأن الدنيا "دين كما تدين تدان"، وبأن لدينا بنات.

فقررت أن أتقدم لها رسمياً دون أهلي، وهي ضغطت على أهلها كي يوافقوا، وبعدها مرضَتْ والدتي كثيراً؛ لعلمها أني تقدمت لها، ولذلك تركت هذه الفتاة في منتصف الطريق دون أن ألقي بالاً بأني ظلمتها وآذيتها.

فماذا أفعل وأنا أعلم أن توبتي غير كاملة؛ لأنني لم أردّ المظالم إلى أهلها خوفاً على أهلي؛ حتى لا يكون موتهم بسببي.

 صديقنا العزيز.. أسأل الله أن يغفر لك ذنبك، وأن يعافيك من عقابه على ما ارتكبْتَ من أخطاء جسيمة، ويبدو من رسالتك يا صاحبي أنك شاب مسئول مقدّر لما فعلته وتتحمل مسئوليته كاملة، وهذا شعور جيد؛ ولذا سأترك أمر توبتك وحسن عودتك إلى الله وتبرئة نفسك من الخطيئة؛ سأتركها تكون بينك وبين ربك، وأدعو الله لك ثانية أن يغفر الله لك ويكفر عنك ذنبك..

أما قصتك فهي قصة متوقعة لا تزيد شيئاً على أي قصة مشابهة، بها نفس المأساة ونفس الألم والمعاناة، ونفس الوجع النفسي الذي يتحمله اثنان أخطآ لحظة ضعف، وتخيلا أنهما بهذا يسلكان طريق السعادة، وإن كانت سعادة لحظة؛ فقد استمر الطريق في شقاء وألم وهمّ وغمّ، وقد زاد الطين بلة أن أهلك لا يشعرون كذلك بأي فادحة في الأمر..

ولست أدري كيف قبلت أمك أن تقول لك هذا الشيء؟! تحاول تبرئتك ولم تضع نفسها في موقف الفتاة أو في موقف أُمّ الفتاة، ولا تدري أنها كلمة ستُكتب عليها في الدنيا والآخرة، وربما عاقبها الله بها في الدنيا؛ فورّطها فيما يشبهها؛ ولكن غَفَر الله لها.

أما والدك فلا تغضب إن قلت لك: إن موقفك خير من موقفه، وإن كان لم يخطئ؛ فهي فعلاً التي أخطأت؛ ولكن ألمْ تخطئ أنت؟ أم أن من يستطيع الهرب؛ فعليه أن يهرب فوراً؟ أين المسئولية إذن؟

كان هذا الخطأ خطأً مشتركاً بينك وبين هذه الفتاة؛ فعليك أن تنظر لها كما تنظر لنفسك تماماً، وأن تعلم أنها إن تابت مما فعلت كما تُبتَ أنت فإن الله يغفر لها، وأنك كما أخطأت وأنت شاب عاقل دفعك الشيطان في لحظة عمى فاتبعته؛ فهي مثلك تماماً؛ حتى لا تنظر لها بنظرة احتقار على أنها أقلّ منك؛ فما والله هي بأقل منك، ولا بأفدح منك جُرماً؛ فعاملها بهذا المنطق.

فعلتَ الصواب حين تقدّمت إليها، وقمت بما يُمليه عليك الواجب والمسئولية، وحين مرضَت أمك تركت خطيبتك.. تركتها إلى ماذا؟ إلى الألم والخوف من الفضيحة، وتركت أهلها إلى العار والشعور بالخزي والفضيحة، تركتها إلى الخوف من الزواج وإلى التستر على ما فعلته بألا تتزوج أو تقوم بغشّ إنسان آخر ليس له ذنب، تركت كل هذا وراء ظهرك، ولا تشعر أنك حطّمت حياة أسرة كاملة وعدد كبير من البشر؛ لأن أمك التي لم تشعر بأي قدر من المسئولية تجاه فتاة مسكينة جَنَيْت أنت عليها.. فأين العدل إذن؟

لا أقول لك أن تعصي أمك؛ ولكن الطاعة في المعروف كما قال عليه الصلاة والسلام، والمعروف هنا ألا تحطم هذه الفتاة؛ فتدفعها إلى أحد أمرين:

أن تحطّم حياتها وتعيش في همّ ونكد بقية عمرها، أو أن تغشّ إنساناً آخر فيصير الظلم والأذى أكبر وأفدح..

أرضِ أمك يا صديقي إلى حين، وقل لها: إنك تركت هذه الفتاة، ولكن أبْقِ علاقتك بها في شيء من الكتمان إلى حين؛ فليس أمامك باب آخر، وبعد هذا استمر في الضغط على أهلك بالتدريج أنك لا تزال تحبها، وأنك تريدها زوجة لك، وأنك راضٍ عن هذا الفعل، حاول وحاول وحاول، لعل الله أن يُتمّ توبتك، وأن يغفر لك.

3 التعليقات

نسمة المستحيل يقول... @ 11 فبراير 2013 في 1:26 ص

مدونه رائعه ومحتوى رائع

Unknown يقول... @ 6 يوليو 2013 في 5:59 م

الله

غير معرف يقول... @ 16 مارس 2014 في 1:30 م

لا طاعه لي مخلوق في معصيه الخالق.....الله يغفر لنا اجمعين

إرسال تعليق