| 0 التعليقات ]



السؤال الذي ورد إلينا يقول:

ما حُكم الديْن المنسي؛ يعني شخص أعطى للثاني ديْناً ونساه المدين من زحمة الحياة، ويقول: بعدما نسي هذا الأمر تماماً، هل يجوز للدائن أن يذكّره؟ وإذا كان في غير حاجة إلى هذا المال؛ يعني الدائن غني وليس في حاجة إلى هذا المال؛ هل شرعاً يجوز له أن يذكّره؟

نعم يجوز له أن يذكّره؛ لأن قضاء الديْن لا علاقة له بيُسر أو عُسر، باحتياج أو عدم احتياج الدائن؛ فهو حقه مهما كان غنياً، ومهما كان هذا الديْن قليلاً.

إذن فيجوز أن يذكّر الدائن المدين الذي أخذته الحياة ودوامة الحياة؛ حتى لو أنه رأى عليه نوع يسار وكذا، ومتأكد أنه قد نسي هذا الدين؛ فإذا تركه له وعفا عنه؛ فهو أعلى وأفضل وأحسن؛ برغم أن هذا العفو والترك سُنّة، وأن الإنظار للمُعسر فرض؛ {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}؛ إذن هنا من الحالات القليلة جداً في الشريعة، التي يكون ثواب السنة فيها أعلى من ثواب الفرض.. الفرض أنني إذا رأيت المدين مُعسراً ضعيفاً لا يستطيع أن يسدّد الآن، فَرْض عليَّ أن أنتظر يساره وسعته؛ فإذا عفوت عنه فهذه سنة؛ ولكن عند الله هذه السنة لها أجر أكبر بكثير من التزام الفرض، وهو أن أشغل ذمته وأؤجله، التأجيل فرض والعفو سنة، وهنا في هذه الحالة -وهي حالات قليلة في الفقه الإسلامي- يبقى السنة أفضل من الفرض.

حالة ثانية مثلاً، وهي البدء بالسلام وردّ السلام؛ البدء بالسلام سنّة ورد السلام فرض.. شخص ألقى عليّ السلام لا بد عليّ أن أجيبه، واجب؛ ولكن سبحان الله السنة هنا في هذه الحالة أثوب وأكثر أجراً عند الله سبحانه وتعالى من القيام بالواجب.. في كل الشريعة الواجب عليه أجر أكبر من السنن، أكبر من النوافل؛ إلا في مسائل قليلة؛ منها بدء السلام سنة، ولكن رد السلام وهو واجب، فرض؛ إلا أن السنة هنا ستأخذ أجراً عند الله أكثر من الفرض، ومنها العفو عن المدين؛ فإن هذه سنة؛ لكن أجرها أكبر بكثير من الفرض الذي هو إنظار وتأجيل وعدم مطالبة -إلى حين- للمدين؛ إذن فمَن نَسِيَ الدين، ووجدتُ أنني أعفو عنه؛ فهذا فضل كبير جدًا، أستطيع أن أتمتع به، وأن أفعل هذه السنة، وهي قطعاً أفضل من الفرض.

إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،،

0 التعليقات

إرسال تعليق