| 0 التعليقات ]




سؤال يقول:

ما حكم الزوجة التي ترفض أن تسافر وتعيش مع زوجها في مكان عمله بإحدى الدول العربية؛ بحجة أنها لا تريد أن تترك وظيفتها في مصر؟

تكلّم الفقهاء عن هذه الحالة: حالة أنني تزوجتُ امرأة، ثم بعد ذلك سافرتُ لأجل العمل، لأجل طلب العلم، لأجل السياحة، لأجل أي معنى من المعاني التي استوجبت سفري.. فهل تُلزم شرعاً بأن تنتقل معي؟

اختلف الفقهاء في هذه الحالة، وجمهورهم -والمُفتَى به- أن المرأة لها أن تبقى في المدينة التي تزوّجت فيها، وأن ترفض الانتقال.. حرية الانتقال وعدم الانتقال، من الحريات التي أصبحت أساسية في حقوق الإنسان في العالم، وعندما يسألنا العالَم عن موقف الإسلام من حرية الانتقال؛ فنحنن نقول له: نعم الإسلام يُقِرّ حرية الانتقال، كما أن أنه يُقرّ الحريات الأخرى التي هي من حقوق الإنسان.. حرية العمل، وحرية الانتقال، وحرية الانتماء السياسي، وحرية الرأي والتعبير.

ربنا سبحانه وتعالى أعطى للناس خياراً وصل إلى الكفر والإيمان، قال {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}؛ ولكن بعد وعي بما يترتب عليه الكفر والعياذ بالله تعالى.. نعم نحن لا نريد منافقين؛ نحن لا نريد أناساً يقولون: نحن من المؤمنين، ويستبطنون الكفر والعياذ بالله؛ لأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}.. ولكن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ووصلت الحرية إلى هذا الحد، بعدها لا بد علينا أن نقول: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا، وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ، بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}؛ فنعم نحن نترك للإنسان بعد بيان الحقيقة، هناك جنة وهناك نار، هناك كفر وهناك إيمان، افعل أيها الإنسان ما شئت، واعلم أن نهاية الإيمان الجنة، وأن نهاية الكفر النار.

هذا السؤال الذي معنا تكلّم فيه الفقهاء؛ فاخترنا الذي يتواءم مع طبيعة العصر، مفاهيم العصر، عرْض الإسلام على العالمين، وهو أن المرأة لها ألا تنتقل، وأن تختار بلدها الذي تزوجت فيه، وأنها يجوز لها شرعاً ألا تنتقل مع زوجها؛ فإذا انتقلت فبها ونِعمتْ، وهو فضل تفضّلت به هذه المرأة يجب على الرجل أن يحمله جميلاً ومنّة في صدره، وأن يعتبر هذا الانتقال فضلاً منها، كما أن للنساء أفضالاً كثيرة من: خدمة البيت، وتربية الأولاد، ونحو ذلك.. وسنة حسنة سارت عليها النساء؛ ولذلك فنحن ندعو الناس إلى إبقاء الأسرة كما هي، وأنت تتفضل المرأة بذلك تفضّلاً وليس فرضاً عليها.

إلى لقاء آخر، أستودعكم الله،،،

0 التعليقات

إرسال تعليق