| 0 التعليقات ]

أنا عندي 32 سنة، من وسط اجتماعي جيّد جداً.. مثقف جداً، منظّم، ميسور الحال والحمد لله، وأمتلك شركة صغيرة ناجحة، متزوّج من 6 سنين، ولديّ طفلان؛ الأكبر 5 سنوات.. أما عن زوجتي وأهلها؛ فهم عكسي في كل السابق.

بدأت زوجتي تتمرّد عليّ، لدرجة إنها بتتكلم في إحدى جلسات الصلح الأربعة عن الإنفاق في الأكل؛ علماً بأنني أنفق من 2200-2700 جنيه شهرياً؛ إلا أنه جهل وسوء تدبير منها.. كلما رأتني أكبر في عملي تتمرّد وتطمع وتطلب هدية ذهب مثلاً.

المهم أحسست بشيء غير طبيعي، فذهبت واشتريت جهاز حديث لتسجيل المكالمات التليفونية، وبدأت أسجّل وأسمع على مدار 38 يوماً، وفوجئت وصُعِقت عندما سمعت بأذني التالي:

1-    تشتمني هي وأهلها وكل شخص تتكلّم معه، ويتبادلون شتيمتي.. وبألفاظ قذرة جداً لم أسمعها أبداً من زوجتي ولا من أي فرد في عائلتي بالكامل.
2-    تكذب عليّ.
3-    النفاق الشديد.
4-    بتحوّش فلوس من مصروف البيت أكثر من 6 آلاف جنيه، طبعاً بدون علمي، وعندما أسألها عن المصروف تقول في براءة: الفلوس خلصت.. ولكنها لم تسرق من جيبي فلوساً كما كانت تنصحها أمها بسرقة 10 جنيه كل يوم بذريعة أنها لا تعلم القادم من الأيام معي.
5-    تحاريض مسممة من أمها التي تفتقر إلى أي حكمة، كالرد عليّ وسرقة فلوس من جيبي ووو... وهذا بحكم الجهل.
6-    أفشت كل أسراري الشخصية والعملية الهامة لأهلها وأي أحد تكلّمه حتى الجارة الجديدة.. لدرجة أنها تفشي موعد العلاقة الزوجية.

هذا ما سمعته.. هذه واحدة تانية خالص.. هي ليست زوجتي أو كيف تستطيع التمثيل 6 سنوات؟ لا أعلم!! وأنا لا أستحق واحدة هكذا.. وبعدها طردتها وذهبت عند أهلها 4 شهور.

المهم أنني أعيش في حالة اكتئاب شديدة الآن؛ لدرجة أنني أحياناً أكون غير قادر على التواصل مع الآخرين، وخاصة عندما أسمع التسجيلات مرة أخرى.

المهم أنا أعشق أطفالي ولا أستطيع البعد عنهم، وهذه مشكلتي، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أعيش في نفاق ولا أستطيع العيش مع هذه الإنسانة الخائنة وهذا الوسط السيئ، وأعترف أني اخترت الخطأ؛ ولكن كيف الإصلاح.

طبعاً هي لا تعلم حتى الآن أنني كشفتها على حقيقتها؛ لأنني طبعاً لو قلت لها ما سمعته فسيكون مع الطلاق؛ لأن كرامتي تؤلمني الآن فما بالك لو عرفت أني سمعت وموافق ومستمر معها.. حتى ولو كان علشان الأولاد.. يكفي أنني بلا كرامة الآن أمام نفسي؛ ولكني باحاول إقناع نفسي أن ما أفعله حِكمة كي أواسيها.

 فماذا أفعل؟.. هل أكشف التسجيلات وأطلّقها وأرتاح من هذه الناحية وأتعب من ناحية الأولاد.. أم أظلّ هكذا كاتماً لهذا الموضوع متحاملاً على نفسي وأعيش وسط أولادي صحيحاً، ولكن بلا راحة أبداً وبلا أمانٍ، وحياتي كئيبة؟
أرشدوني؛ لأنني بقالي 5 شهور بافكر ومش عارف آخد قرار أندم عليه بعد كده.. وشكراً جزيلاً لكم.

m.eldriny


الصديق العزيز.. كثيراً ما يكون الجهل بما يدور حولنا أرحم من البحث والتقصّي للوصول للحقائق، وربما كان التجاهل علاجاً في كثير من الأحوال، ولهذا أمرنا رب العزة بقوله: {ولا تجسسوا}.. أنت تجسست عليها فما كان من نتيجة سوى اكتشاف ما يُصعّب عليك الحياة.. وكثيراً ما نسأل عن أشياء تسوؤنا إن ظهرت.

ولكن يا صديقي ما حدث قد حدث؛ فدعنا لا نطيل اللوم أو العتاب؛ بل نوضح خُلقاً يرحمنا من كثير من المهالك.
ثانياً: من الواضح أن هذه الزوجة تربّت في بيئة ليست صالحة لخلق زوجة طيبة مطيعة تُرضي ربها في زوجها، وتحمد الله على أن رزقها العفة على يد زوج صالح.. وكثير من النساء يقعن فيما وصفه النبي بقوله: "يكفرن العشير".. أي وقت غضبها تتعامل وكأنك لم تفعل فيها خيراً قط.. وهو أمر في طبائع النساء ولن تُغيّر منه شيئاً.

هي ضحية هذه البيئة وهذه الأم التي لا تعرف كيف تنصحها، بل وتوجهها لما فيه هلاكها في الدنيا والآخرة، ويدمّر أسرتها؛ فالتمِسْ لها بعض العذر في هذا.. فكثير من الأمّهات يفكّرن بطريقة خاطئة وينساق وراءهن بناتهن.. فتكون الكارثة.. فلا تترك بيتك وأولادك يقعون ضحية لهذه الأم فتكون مشتركاً معها في ظلم أولادك وظلم نفسك.

أما عن شتائمها لك في ظهرك؛ فهي كبيرة في حق هذا الميثاق الذي صاغه الله بالمودة والرحمة؛ غير أن من تربّت مع هكذا أم قد تفعل ذلك بجهل، وهي تظنّ أن ذلك يُشعر أهلها أنها لا تطيقك؛ مما يؤكد أنها تقع تحت تأثير شيطانين؛ شيطان من الإنس يوسوس لها بما يدمّرها ولو كانت أمها دون أن تدري، وشيطان من الجن ستكون لحظة سعادته وقت هدم هذا البيت.

ولتعلم يا أخي أن الصبر على الزوجة ليس ضعفاً ولا يسيء لكرامة؛ بل الصبر والحلم يرفعان منزلة الرجال.
تذكّر يا أخي نبي الله نوحاً ونبي الله لوطاً وزوجتيهما اللتين خانتاهما؛ في حين لم يطلّق أحدهما زوجته بل صبر عليها، والجزاء عند الله، ولو كان في قلب واحدة منهما ذرة خير لهداها الله بصبر زوجها عليها.. والله يقول في قرآنه: {وأصلحنا له زوجه}.

من المؤكد أنها تزوّجتك؛ لأنها تحبك وترغبك زوجاً ولو كانت البيئة المحيطة بها صالحة لربما صلحت.

وإنني أرى -مجتهداً والرأي لك- أنك أمامك أحد أمرين:
الأول: أن تمنحها الثقة والأمان، وأن تُحرق هذه التسجيلات، وتعفو عما سلف، ولْتبدأ في التغيير من عندك.. وبدلاً من أن تسرق من جيبك كل يوم 10 جنيهات فلْتُعطها إياها بيديك وأَمّنها، واصبر وما صبرك إلا بالله؛ عسى الله بحسن معاشرتك أن يهديها.

والثاني: أن تتحدّث إليها بعيداً عن كل الأشخاص، وأخبرها أنك علمت بعض ما فعلته، وأنك تسامحها على أن تبدأ من جديد صفحة بيضاء، وأن تتقي الله فيك وفي أولادك.. فإن أبت وتجبّرت وأصرّت فلا أنصحك سوى بما نصح به سيدنا إبراهيم ولده في شأن زوجته الشكاءة وقال له "غيّر عتبة الدار".. أي تخيّر غيرها.

أمامك الخياران، ولكن في كل الأحوال عليك أن تحسم أمرك وتواجهه بشجاعة العفو أو بشجاعة الانفصال بهدوء بعد أن تكون قد حاولت أن تُبصّرها بما فعلت، وإن كنت أُغلّب الحل الأول؛ لأن الصبر وطَيّ الألم مع العفو ربما يكونان كفيلين بإصلاحها.

أما أن تعيش في كل هذا العذاب فهو ما لا يرضاه لك أحد، فترفّق بنفسك لأجل نفسك ولأجل أولادك؛ ليس لأجلها هي.. وربما جعل الله هدايتها وصلاح أمرها على يديك فتكون قد كسبت زوجة.. وقبل ذلك كسبت رضاء ربك.
 وفقكَ الله تعالى.

0 التعليقات

إرسال تعليق