| 0 التعليقات ]

الاخوة الأكارم :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :

فهذه رسالة جاءتني عبر البريد الالكتروني يطلب مني صاحبها طرحها على الاخوة هنا لعل منهم مَن يأتي بجواب شرعي سديد ينهي المشكلة ، وهذا نصها :

[ هذه امرأة متزوجة وقد سافر زوجها إلى مكان ما لطلب الرزق ، وبعد أيام قليلة من سفره جاءتها العادة الشهرية ، وبعد مضيها حصل تعارف بينها وبين رجل ، وقد أغواهما الشيطان فواقعها ، ثم حَمَـلت منه بولد عمره الآن أقل من خمس سنوات ، وزوجها يعتبره ولداً له لأنه وُلد بعد سفره بأقل من عشرة أشهر ، وهي كذلك توهمه أنه ولد له ، وهذا الطفل يُنسب لزوج المرأة ، وبعد كل هذه السنوات بدأ ضمير المرأة يؤنبها فأصبحت في قلق كبير ، ولا تدري ماذا تفعل مع زوجها ومع هذا الطفل ؟! ، هي خائفة من الرجم خوفاً شديداً كونها زانية محصنة فإن أقرت فهذا هو مصيرها ، وفي نفس الوقت هي قلقة من حال الطفل وزوجها وتخشى إن هي أخبرت زوجها أن تحصل أمور لا تُحمد لها عقبى قد تودي بحياة الجميع ، وقد سألَتْ عِدة من طلبة العلم في أماكن متفرقة وقد احتار بعضهم في أمرها علماً بأنها تائبة لربها متعلقة في نفس الوقت بزوجها ، وزوجها متعلق بها ، وهي راحمة هذا الطفل لاسيما وأن زوجها - الذي يعتبره ابناً له - متعلق به ويعقد عليه آمالاً كما هي حال الآباء مع أبنائهم ، والطفل متعلق بهذا الزوج على اعتبار أنه والده ، فما هي ردة فعل الزوج لو عرف الحقيقة !! ، ولا تدري هذه المرأة - النادمة على ما جرى منها أشد الندم - ماذا تفعل أمام هذه القضية الشائكة المعضلة المرهقة ؟ ، آملة منكم أن تجيبوها بجواب شرعي سديد يُنهي مأساتها ، وجزاكم الله خيراً ؛ أرجو عدم نشر بريدي ولا إعطاءه أحداً فسوف أتابع الساحة الاسلامية وأقرأ الاجوبة إن شاء الله ، والسلام عليكم ] انتهت الرسالة ..
وقد طلب مُرسلها نشرها كاملة هنا ، ولا أقول بعد تلبية طلبه إلا أنها فِعلاً قضية شائكة خطيرة ! ، وما أكثر القضايا المشابهة اليوم - نسأل الله السلامة والعافية - ! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ونعوذ بالله من خطوات الشيطان الرجيم .

لا حول ولاقوة إلا بالله . .
أسأل الله العظيم أن يغفر لهذه الزوجة ما فعلت ، وان يكفّر عنها خطيئتها ..

لقد وصف الله تعالى الصالحات بأنهنّ " قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله " وانتهاك الزوجة حرمة هذه الشعيرة الغليظة التي بينها وبين زوجها صورة من صور عدم حفظ الغيب بل هي ( الخيانة ) !
والله تعالى يقول : " يا أيهاالذين ءامنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون "
وامانة ( الزوجيّة ) من أعظم الأمانات التي شدّد الله تعالى بشان رعايتها وصيانتها وحسن حفظها وصدق الوفاء بها من طرفي العلاقة ( الزوج والزوجة ) ..

وها هنا يجدر التنبيه على أمور :



1 - أن على هذه الزوجة أن تصدق في التوبة من هذاالذنب ، بكثرة الاستغفار والإنابة إلى الله ، وأن تظهر أثر توبتها في حسن استقامتها وحسن تبعّلها وعشرتها لزوجها . كما تظهر في قطع كل طريق يوصلها إلى هذاالمنكر سواءً كان رقماً أو بريداً الكترونيّاً أو موقعاً أو نحو ذلك .. وان لا تفتح على نفسها هذا الباب مرّة اخرى . 2 - عليها أن تستر على نفسها ولا تخبر زوجها بما فعلت ، فإن الفضح ومصارحة الزوج أو غيره بمثل هذه الجريمة - حتى التصريح بها على صفحات الانتر نت بمثل هذه الصورة - أخشى أن يكون من المجاهرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف سترالله عنه " ومعنى نفي المعافاة معنى شامل .. فقد لا يُعافى المجاهر من شؤم الذنب وقد لا يُعافى من تركه وقد لا يُعفى بالسّتر منه ..
لذلك كان جدير بهذه الأخت إن كانت متحيّرة في أمرها أن تطرق الطرق الأقل في نشر مثل هذه الصورة على الناس أو الملأ حتى ولو أن الواقع أن حالها ها هنا مجهول !!
لكن مثل هذا ربما يؤثّر عليها هي في استمراء الذنب مرة أخرى - والشيطان على ذلك حريص - ، أو ربما يجرّ عليها من الحرج مستقبلاً مع زوجها أو مع من تعرف سيما وان السؤال ذُكرت فيه تفاصيل ربما يعرفها الزوج من نفسه لو قرأ مثل هذا أو حُكي له هذا بطريقة ما !
لذلك نصيحتي لكل أخ أو أخت وقع في معصية أن يجتهد قدر المستطاع أن يستر على نفسه ما استطاع ، وغن احتاج - في أضيق الحالات - أن يسأل عن حلّ او كفارة فليسأل بطريقة تكون أقرب إلى الستر من العلانية !!


- يُنسب غلى زوج هذه المرأة ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " ، ومعنى ذلك : أن المرأة التي دخل بها زوجها دخولاً صحيحاً بعقد صحيح تعتبر فراشه والولد يُلحق به ، ومن دخل عليها دخولاً غير صحيح بلا نكاح فهي ليست فراشاً له .
ولذلك هو يُلحق بزوجها ويرث منه .
وقد سًئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل له جارية وله ولد فزنى - الولد - بالجارية وهي تزني أيضاً مع غيره فجاءت بولد ونسبته إلى ولده فاستلجقه ورضي السيد فهل يرث إذا مات مستلحقه أم لا ؟
فأجاب رحمه الله : إن كان الولد استلحقه في حياته وقال : هذاابني لحقه النسب وكان من أولاده إذا لم يكن له اب يعرف غيره ، وكذلك
3 - بالنسبة للولد :
إن علم أن الجارية كانت ملكا للإبن فإن الولد للفارش وللعاهرالحجر . أ.هـ

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن امرأة متزوجة ولها ثلاثة أطفال، وحملت بالطفل الرابع سفاحا، فهل يجوز لها أن تجهض الجنين، أو تحتفظ به. وإذا احتفظت به فهل تخبر زوجها أم لا ؟ ثم ما هو الواجب على الزوج في هذه الحالة؟

فأجاب : "لا يجوز لها إجهاض الجنين. والواجب عليها التوبة إلى الله سبحانه، وعدم إفشاء الأمر، والولد لاحق بالزوج ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الولد للفراش ، وللعاهر الحجر) أصلح الله حال الجميع " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (21/205) .
وعلى هذا فتوى اللجنةالدائمة :
http://islamqa.com/index.php?ref=95024&ln=ara

4 - أخيراً ..
كلمة أهمس بها في أذن كل زوج استرعاه الله أمانة الزوجة والأولاد .. أن لا يضيّع رعيته بسوء العشرة أو فتح باب الشرّ على أهله إمّا بسوء عشرته أو تقصيره في عفّة اهله وصيانتهم أو إدخاله عليهم ما يثير الغرائز كالفضائيات ( والانتر نت ) - بلا رقيب - أو يتساهل في شأن الإختلاط ونحوه .. أن يتق الله في رعيته ..
وأن يحذر فلربما يلحقه ذنب ( زنا ) زوجته بسبب تفريطه أو تقصيره ..
فإن بعض الأزواج بفعاله واخلاقه يجرّ زوجته إلى مثل هذه الفعال الشائنة ..

حمانا الله وإياكم منها ..


0 التعليقات

إرسال تعليق