أ- ج / مصر
سيدي الفاضل لا أملك إلا أن أتعاطف معك في كل ما تعانيه ، وأدعو لك بصلاح الأحوال وأن يبعد الله عنك كل هذا الشقاء النفسي الذي تعانيه لأ ن غربة النفس حقاً أقسي انواع الغربة وأشدها قسوة ومرارة ، لكن سيدي الفاضل أدعوك أيضاً لتأمل حياتك بنظرة أكثرة تفاؤلية بمعني أن تنظر إلي نصف الكوب الممتليء فتري جوائز السماء في حياتك مثلما تري البلاء والغربة ، فلك ولدين ولك عمل محترم ترزق منه ، وهي نعم كفيلة بأن تجعلك تحسن الظن بالله سبحانه وتعالي وتعلم أن عطاياه لك بلا حدود ، حتي وإن لم تجد الراحة في بيتك ، لن أقول لك إنك أخطأت بصبرك عليها كل هذا العمر رغم علمك بعيوبها ، لكن الوقت لم يفت بعد لإصلاح الاخطاء وإعادة الأمور إلي نصابها ، قد تقول إنك حاولت أن تصلحها ، وأنك أعطيت ما استبقيت شيئاً وكافحت وتستحق الآن الحياة العادلة المريحة ، بعد ما كافحت وعانيت .
لقد كان الواجب والعرفان يقتضي أن تكون زوجتك هي أقرب الناس إليك في هذه السن الحرجة وأكثرهم بك رحمة ورأفة ، لكنني أقول لك افعل ما بوسعك يا سيدي ، وحاول معها مرة أخري ولا تيأس من إصلاحها ، واعط ولا تندم علي العطاء وقومها بالحسني واللين والكلمة الطيبة ، أو استمتع بها علي عوجها كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم ، وإن أدرت حباً فامنح الحب لمن حولك دون مقابل وإن أردت عطاء واهتمام فامنحهم العطاء أيضاً وثق أنك لن تزرع الخير في أرض بور بل تزرعه في أرض صالحة إن شاء الله وتوقع أن تجني حصاد ما زرعته خير وود ومحبة وحنان .
تجاوز عن أخطاء زوجتك واغفر لها سيئاتها وثق أنك إن كرهت منها خصلة فستجد خصال كثيرة كريمة ، تمسك بهذه الخصال وعززها في زوجتك وادعمها وناضل من أجل الحفاظ عليها وامتدحها فيها كثيراً وستجد أن الأحوال تبدلت نحو الاحسن إن شاء الله ، فتعزي عن وحدتك وإحساسك بالتعاسة بولديك وعملك وكل ما حولك من مزايا حقيقية ، وحاول ألا تطيل اوقات الفراغ علي نفسك واشغل نفسك بأي شيء ولا تفكر إلا في الأمور الإيجابية وابعد السلبيات عن ذهنك وتفائل بالخير تجده إن شاء الله .
0 التعليقات
إرسال تعليق