| 0 التعليقات ]

أنا آنسة عندي 22 سنة.. اتخرجت من سنتين وباشتغل حالياً في مدرسة لغات.

وأنا في الكلية اتخطبت لزميل ليّ بعد قصة حب دامت 6 سنين، ولم يعكّرها سوى خلافات عادية بين أي اتنين؛ ولكنها -ونظراً لحكمة من الله عز وجل- لم تكتمل وانفصلنا، وبعدها عشت أصعب فترة في حياتي، واعتقدت بيني وبين نفسي إني مش هاقدر أحب بعده.

مشكلتي بتتلخص في إني متقدم لي حالياً واحد.. هو يبقى أخو زوج صاحبة ماما في الشغل، هو بيشتغل في شركة كويسة، وصاحبة ماما رشحتني ليه لأنها تعرفني من زمان؛ لكن هو ما شافنيش، هو مسافر تبع الشغل في السعودية، وهيقعد فترة، وهم طلبو إن أخته تيجي تشوفني ولو كده أتعرف عليه عن طريق النت ونتكلم، ولو حصل قبول وكده أخته هتجيب لي دبلة وينزل على الصيف اللي جاي يجيب لي شبكة ونتجوز على طول.. وده معناه إنه لا هيشوفني ولا أشوفه إلا ساعة الجواز.

أنا عاجبني مركزه وشغله؛ بس خايفة من الطريقة دي!! أتخطب لواحد عمري ما شفته على الحقيقة، كلها صور على النت وكلام، وهو كمان عمره ما شافني!! وفي نفس الوقت خايفة لو طلبت إنه ييجي يخطبني وبعدين يسافر هتبقى هي هي نفس المشكلة إنه برضه مش هيبقى معايا ومش هاحتكّ بيه ومش عارفة أردّ أقول إيه.

وخايفة تكون فرصة وباضيّعها عليّ وماما نِفسها تفرح بيّ.. هي صعبانة عليّ أكتر من نفسي والله.

ساعدوني؛ لأنهم مستعجلين على الرد أرجوكم
.

meno


أولاً أحييكي على إدراكك أن عدم استمرار قصة ارتباطك الأولى؛ إنما مردّه بالأساس لحكمة يعلمها الله، وهكذا مردّ معظم الأمور في حياتنا، دائماً لحكمة لا يعلمها إلا الله عزّ وجل.

ثانياً أنا بالطبع متفهّم لخوف والدتك عليك وهو خوف مبرر وأتفهم أيضاً رغبتها في إتمام زواجك حتى يهدأ بالها وتطمئن عليكِ، والهدف لا شكّ نبيل؛ ولكن الوسيلة نفسها يحوم حولها عدد من علامات الاستفهام.

المشكلة لا تكمن في كونه يعمل بالخارج؛ فهذه الظروف شائعة ويمكن التعايش معها؛ ولكن الطريقة التي يسعى هو إلى إتمام الزواج بها طريقة لا تصلح للزواج؛ بل للشراء.. ولنناقش بالمنطق وبالهدوء التالي:

أولاً: فكرة أن تَراكِ أخته و"تعاينك"؛ فهذا يعني أنها تُعاين بضاعة، تُعاين جسداً ولا تُعاين روحاً لأنه لو كان مهتماً فعلاً كي يتعرف على الروح التي سيعيش معها لنزل هو بنفسه، وبالتالي فهو يُنيب أخته عنه في المهمة السهلة وهي معاينة الشكل.

ثانياً: هناك حالة من اللامبالاة من قِبَله في مسألة الزواج لا أرتاح لها؛ ففكرة أن تشتري أخته أو أمه الدبلة وترتديها مع نفسك؛ بينما يتسلم هو العروسة على المفتاح؛ فتلك فكرة رخيصة نوعاً ما، وفيها قدر من المهانة، ويسيطر عليها الطابع الخليجي التقليدي في الأفلام عندما يقول العريس البترولي لعروسته (أنا مش هاخلّيكي ناقصك حاجة وهاملأ لك التلاجة كل يوم).

ثالثاً: فكرة التعارف على الإنترنت هي فكرة فاشلة بالدرجة الأولى؛ لأنه عادة ما يشوبها الاصطناع وتفتقد لكثير وكثير من عناصر التواصل ويسقط منها أشياء كثيرة لا يمكن قياسها من خلال الإنترنت، مثل سرعة الانفعال وطريقة النقاش، مدى احترامه للمرأة ككائن أُنثوي يجب الحفاظ عليه.. إلى آخره من أشياء لا يمكن قياسها إلا من خلال التواصل المباشر.

النقطة الأخيرة والتي أخشى منها بشكل خاص، هي فكرة أن تسافرا سوياً مباشرة عقب الجواز الذي لم يسبقه أية معرفة بينكما وتكونين وحدك في الغربة مع شخص لا تعرفينه ولا تعرفين طباعه ولا تعرفين أي شيء عنه.. أنا هنا لا أتحدث عن ضرب أو إهانة؛ وإنما أتحدث عن تعامل، عن أسلوب نقاش وحياة، كلها أمور ستصطدمين بها في الغربة؛ وعليه سيكون من الصعب عليك أن تتحملي كل هذه الاختلافات والصدمات وحدك.

لو تدبّرنا قليلاً سنجد الحل سهلاً ومتاحاً، وقد ذكرتِهِ أنت بنفسك في قلب الفضفضة، وهو أن يتم خطبتكما لسنة أو سنتين؛ بحيث يتسنّى لكما رؤية بعضكما البعض؛ صحيح أن الفترة ستكون أقل بكثير من العادي؛ ولكنها فترة ستكون كافية للتعرّف على أية عيوب ظاهرة، أما العيوب غير الظاهرة؛ فهي في الغالب تكون أقل وطأة من الأخرى الظاهرة، ويمكن تلافيها بعد الجواز.

0 التعليقات

إرسال تعليق