| 0 التعليقات ]

زوجي لا يعمل ولا يجتهد للحصول على عمل، ولا يتحمل مسئوليات الأولاد.. فقط يخرج ليرجع بخفي حنين، ولا يكلف نفسه عناء التفكير في أبنائه ولا حتى يساعدهم للتحصيل الدراسي. بالعكس يدخن منهم السجائر ويطلب منهم النقود، لا يطالبهم لا بصلاة ولا يتابعهم في أمورهم اليومية.
مستواي الاقتصادي جيد جدا.. أعول أبنائي بشكل متكامل، مللت الكلام معه، في كل مرة يأتي بكذبة أكبر من سابقتها.
سبق أن تطلقنا وعدت من أجل الأبناء. الآن أصبحت من شدة غضبي أمد يدي عليه وأخاف أن أقوم بجريمة في حق نفسي ويصبح هو المجني عليه.. أنا مللت الحياة أصبحت مثل الآلة أعمل وأكد وأتعب، وهو من كذبة لأخرى حتى إن أبناءه خبروه تماما.
لست صغيرة في السن، لكني أحتاج رجلا يتحمل المسئولية ويشاركني آلامي وأفراحي.

من الواضح أن حياتك الزوجية انقلب فيها مفهوم القوامة، فأنت من ينفق على البيت وأنت من يحرص على تربية الأولاد، بينما زوجك ليس إلا عالة عليك، والأنكى من ذلك أنه نموذج سيئ لأولاده، سواء بكذبه أو عدم شعوره بالمسئولية عنك وعنهم، ونحن نعلم أن الرجل كي يستحق شرف القوامة يجب عليه أن يكون هو المنفق من جهة، وأن يكون هو الأكثر وعيا وخبرة من المرأة من جهة أخرى، بينما في حالتك نجد أن هذا الانقلاب بالقوامة قد تتالت تبعاته لدرجة أن الزوجة الأم أصبحت تضرب الزوج الأب!

تقولين إنك تطلقت وعدت من أجل الأولاد، ولكن رسالتك لا تظهر لنا ما الذي استفاده الأولاد من عودتك إلى عصمة والدهم، وتقولين إنك تخشين أن ترتكبي جريمة بحقه، فلا أدري ما فائدة البقاء في حياة زوجية على هذه الدرجة من النكد والسوء واهتزاز النموذج الأبوي وكذلك اهتزاز النموذج الأمومي؟ خصوصا إذا كانت مشاجراتك معه تحدث أمام
الأولاد، فأي حياة مستقرة هذه التي يكبر فيها الأولاد؟! وما هي مفاهيمهم التي يكونونها عن الزواج والأسرة في هذا الجو الموبوء بالعداء والكره؟!
ثم تذكرين أنك لست صغيرة السن، وكل ما تريدينه هو رجل يشعر بمسئولياته، لا مجرد صورة اللحم والدم، بل روح وضمير وأخلاق، ورغبتك هذه مشروعة وتشاركك فيها كل زوجة، لكن تصرفات زوجك تدل على عدم مسئوليته تماما، فأنت أمام هذه الخيارات:
الخيار الأول: الإبقاء عليه في حياتك مجرد شكل وصورة، مع تنحيته كليا من حياتك وحياة الأولاد، ولا أعتقد أن هذا سهل وممكن؛ لأن نفسيات الأولاد لا يمكن أن تكون مرتاحة لوجود أب صوري، هذا إذا استطعت أنت نفسك تقبل هذا الخيار والعمل به.
الخيار الثاني: السعي لتغييره، لكنك أنت لن تكوني وحدك قادرة على ذلك بعد أن وصلت معه إلى طريق مسدود، ولذلك فمن الأفضل اللجوء إلى إدخال الحكماء في عائلتك وعائلته، بحيث تضعينه وجها لوجه أمام الأقرباء ليتعهد أمامهم بالسعي إلى البحث عن عمل ومشاركتك مسئولياتك المعنوية تجاه الأولاد ريثما يصبح قادرا على المشاركة المادية أيضا، وإذا ناسبك هذا الخيار فاعلمي أنه بحاجة إلى صبر وحلم ولن يحصل التغيير بين يوم وليلة، ويساعدك أن تتذكري مساهمتك أنت شخصيا في الوصول إلى هذا الوضع؛ حيث لم تتفقي معه على قواعد أساسية لعمارة البيت وتكوين أسرة، خصوصا أنك لم تذكري شيئا عن كيفية حصولك على هذا الزوج، وهل كان من الأساس يعمل وفقد عمله أم أنك وافقت عليه على مبدأ "ظل راجل ولا ظل حيطة".
الخيار الثالث: وهو الطلاق، ويمكنك اعتماده إذا لم يعجبك أيا من الخيارين السابقين أو إذا اخترت الخيار الثاني -مثلا- وأعطيته فرصة من 3 إلى 6 أشهر، ثم وجدت أنه لا يقوم بتنفيذ وعوده بالسعي إلى العمل ومساعدتك ماديا ومعنويا، فهنا يمكنك تبرئة ضميرك تجاهه وتجاه الأولاد فالصبر له حدود ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
لكن أرجو أن تعلمي أنك إذا اخترت الطلاق فإن طموحك بالحصول على رجل آخر يشاركك أفراحك وأحزانك ربما لا يكون سهلا تحقيقه، خصوصا مع وجود أولاد، أتمنى أن تجدي فيهم ما يعوضك عن مأساتك مع والدهم، وأن تكون مصلحتهم قبل أي اعتبار.

0 التعليقات

إرسال تعليق