| 0 التعليقات ]

بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.
تحية إلى جميع القائمين على هذا الموقع الطيب والمبارك ولكم جزيل الشكر والعرفان لكل ما تقدمونه من نصائح واستشارات.

أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة على خلق ودين، ولله الحمد والمنة عشت طفولتي على حلم واحد ألا وهو الزواج، وإلى أن كبرت تقدم لي القليل من الأهل ولكن لم يكن هناك نصيب.
منذ 3 أشهر تعرفت على رجل متزوج في الأربعين من خلال مقر العمل الذي نعمل فيه وكان طيبا في معاملته معي ومع الآخرين.
توصلت إلى رقم جواله وكنت أحاول ونحاول الصد للمشاعر وألا تكون محادثتنا خارج نطاق العمل لكنني وفي شدة حاجتي للعاطفة تعلقت به وأرى فيه زوجا لي ومع الأيام هو كذلك تعلق بي، ونتمنى الزواج ونخشى الحرام، لكن المشكلة هي أنه متزوج ويخشى ردة فعل زوجته بالرفض أو طلب الطلاق وكذلك الخوف من أهلي أن يرفضوه.
فالخوف أصبح يهددنا ويقلقنا كثيرا ونخشى المستقبل كثيرا، فكيف نفتح الموضوع للأهل؟ وهل سيتقبل أهلي زواجي من متزوج؟
وكيف يفتح هو موضوع الزواج الثاني مع زوجته ويخبرها بالأمر!
هو يحب زوجته أيضا ويريدني وأنا أريده.. فكيف نطرد الخوف؟
علما بأني استخرت والحمد لله شعرت براحة للرجل هذا، ونحن في شهر رمضان الكريم.. أرجو دعواتكم لي بالستر والزواج.

الاجابه

من حقك بالتأكيد أن تفكري بالزواج وتسعي إلى تحقيق حلمك بتكوين أسرة، وإن كنت تعجبت من عبارتك (عشت طفولتي على حلم واحد ألا وهو الزواج) ولذلك تمنيت لو فسرت لنا سبب أن تكوني في طفولتك متعلقة بحلم واحد هو الزواج، كما تمنيت لو كان بإمكانك أن تبحثي عن تحقيق حلمك بعيدا عن هذا الرجل المتزوج، ومع ذلك أنا أعذرك لأن بعض البيئات الأسرية تجعل الزواج محور حياة الفتاة إلى الدرجة التي تحلم به منذ طفولتها، وأيضا أعذرك في تعلقك بهذا الرجل المتزوج لأن غالبية البيئات الخليجية لا تجد حرجا في الزواج الثاني.
مع ذلك يبدو أن مشكلتك مع أهلك أبسط بكثير من مشكلة هذا الرجل مع زوجته، فلا أعتقد أن أهلك سوف يكونون عقبة أمام ارتباطكما مثلما سوف تكون زوجته، لأنها إذا وافقت على أن يتزوج زوجها منك فيمكنك مصارحة أهلك أن زوجته موافقة وأن عمرك كبير نسبيا، خصوصا أنه في بعض البيئات العربية تعتبر الفتاة عانسا متى تجاوزت الخامسة والعشرين إن لم يكن أقل، ومع بعض الإصرار من طرفك ووقوف الرجل بجانبك فلا أعتقد أن هناك حربا كبيرة سوف تشتعل في بيت أهلك بسببك.
لكن الحرب الحقيقية هي التي سوف تكون في بيت ذلك الرجل، ولذلك فهو يلام أكثر منك بموافقته على البدء بعلاقة عاطفية معك رغم أنه متزوج، وهو يعرف أن زوجته سوف ترفض زواجه، وربما تطلب الطلاق، وأنت لم تذكري شيئا عن وجود أولاد بينهما مما قد يصعّب الموقف بالنسبة له، إذا كانوا صغارا محتاجين له، بعكس ما لو كانوا كبارا معتمدين على أنفسهم.
أنصحك بأن تهدئي من عواطفك تجاهه، ولا يبرر لك الفراغ العاطفي وشدة الحاجة للعاطفة -كما ذكرت- ألا تفكري بعقلك، وعليك أن تتركيه هو ليتفاهم مع زوجته، بشرط أن تنصحيه بمراعاة الله في كل أمر، وأن يأتي في الأولويات مصلحة الأولاد إن وجدوا، لأن أي مشكلة بينه وبين زوجته، سوف تنعكس بالضرورة على نفسيات الأطفال، وسوف يكونون هم الضحايا إن لم يتم إبعادهم عن مشكلات الأبوين، فهل هو على قدر كاف من النضج ليعرف كيف يخرج من هذه الحرب بأقل الخسائر الممكنة؟
لا أنصحك بقبول أي نوع من الزواج الذي لا يحترم كرامة المرأة كالمسيار والعرفي، ومع أنك لم تسألي عن ذلك، لكن ربما يزداد عندك ضغط الحاجة العاطفية فتوافقي على الزواج بأي شكل، فأنت تحت ضغط الحاجة العاطفية بدأت، ويخشى أن تبقي اختياراتك الحياتية رهنا لهذه الحاجة، ولذا أنصحك بالسيطرة على العاطفة، وأنت ما زلت على البر كما يقال، فلا تقومي بأي خطوة إيجابية قبل أن يقوم هو بمناقشة الأمر مع زوجته، ولا أعتقد أنها سوف توافق، ومع أنه بنظري لم يشرع الزواج الثاني إلا لأنه حل لبعض المشكلات القائمة في المجتمع، ومنها حب الرجل لامرأة غير زوجته، فقد كان من الأفضل ألا يحصل هذا الحب بينكما من الأساس.
لست ضد الزواج الثاني أبدا، ولكنني ضد أن يقوم قرار الزواج على مجرد الحاجة العاطفية دون أن يكون العقل دليلا للاختيار، ومع ذلك فالطريق أمامكما غير مسدود إذا عرف هو كيف يتدبر الأمر مع زوجته، وأنا لا أستطيع أن أنصحه كيف يجعل زوجته توافق على زواجه، لأنه لا يوجد زوجة -شابة خصوصا- تقبل أن يكون لها ضرة تشاركها زوجها، ويمكنك أن تقترحي عليه أن يكتب لنا بعض التفاصيل عن عمرها وعملها وعدد الأولاد، وأن يجيب على هذا السؤال: إذا كان يحبها وحريصا عليها.. فلماذا يرغب بالتعدد؟

0 التعليقات

إرسال تعليق