| 0 التعليقات ]


أنا مرتبط ببنت زميلتي في الكلية ربنا يعلم ن بحبها قد إيه.. بس اللي حصل إن فيه دكتور عندي في الكلية حطني في دماغه وخلاني أرسب في المادة بتاعته.. وهي مادة أساسية وهاضطر أعيد السنة على المادة دي بس.. وزميلتي ده كانت قدي في الدراسة بس أنا أكبر منها في السن بسنتين.. بس الوضع دلوقتي إن هي هتبقى أكبر مني في الدراسة.. بعد ما حصل كده أنا قلت لها لازم نبعد عن بعض عشان كده الظروف اتصعبت أوي وأنا شايف إني حرام أظلمها.. أنا عارف إن هو ده أكتر حل منطقي بس هي مش موافقة عليه وبتقول لي شوف حلّ تاني غير إن إحنا نبعد عن بعض، بس الفكرة إن حتى لو هي موافقة الموضوع لسه فيه أهلها لسه فيه ظروف الشغل والحاجات ده بعد التخرج، وأنتم عارفين الدنيا صعبة إزاي وأهم حاجة إن أنا خايف أظلمها وخايف آجي في يوم أحس إن هي ندمانة، وباقول أبعِد عنها دلوقتي ونتعب إحنا الاتنين أحسن ما نتعب أكتر بعد كده مع إن نفسي نفضل مع بعد بس على طول بافكر طيب وبعد كده؟؟ أنا على فكرة مجال شغلي كويس ولما أتخرج إن شاء الله هابقى مهندس بس أنا شايف الدنيا ظلام أوي.. أنا مستني منكم رد يساعدني في هذه الحيرة ويا رب يكون حل عملي مقنع مش بس كلام نظري...أنا شبه واخد القرار إن احنا نبعد بس قلت أسألكم يمكن يكون فيه حاجة تانية تقنعني ولا خاب من استشار..


m. m  

عزيزي..
المغزى الحقيقي للعلاقة العاطفية هو "المشاركة", فأنت وفتاتك حين ترتبطان عاطفيًا فقد قَبِلَ كل منكما -بكامل إرادته- أن يندمج بحياته مع الطرف الآخر، بحيث تشتركان في النجاحات والإخفاقات ولحظات الضيق والرخاء.

وهذا الكلام عملي وليس عاطفيًا أو نظريًا. فعمليًا، لا تنجح علاقة عاطفية دون وجود حِس المشاركة هذا، والالتزام به. وعمليًا أيضًا، لا يمكن لأي من طرفي علاقة عاطفية أن يتخذ قرارًا دون أن يضمن التزام الآخر بذلك القرار وتقبله له.

بناء على هذا الكلام، فإن إخفاقك الدراسي -العابر- ليس هزة تعرضت لها وحدك، بل هو مشكلة أصابتك أنت وفتاتك معًا، طالما أنه حدث بعد ارتباطكما لا قبله، أي بعد موافقة كل منكما ضمنيًا على أنه جزء من حياة الآخر.

ودعنا نستمر في التفكير بعملية ونسأل: ماذا ستخسر لو تمسك كل منكما بالآخر خلال الأزمة؟ أنت تقول إنك تخشى أن تشعر فتاتك بالندم يومًا ما لصبرها إلى جوارك، ولكن يا عزيزي ألا ترى في تساؤلك هذا افتراضًا غير عملي للفشل المؤكد؟ وأنت من تطلب تفكيرًا عمليًا عليك أن تلتزم أنت نفسك بهذا وتضع سيناريو لكل من نجاحك وفشلك على السواء.

إن المشكلة التي تعانيها يا عزيزي هي أنك تلقيت أولى ضربات الحياة لك أو كما يمكن أن أقول "تعرفت على وجه جديد من العالم الحقيقي" فأنت الآن في مرحلة الصدمة الأولى، ومن الطبيعي أن يفتقر تفكيرك لبعض العناصر الإيجابية، ولكن دعني أنبهك إلى أن طريقة تعاملك مع الضربات والمشكلات التي تواجهها وأنت شاب، ستحدد أسلوب تعاملك المستقبلي معها وأنت رجل ناضج مسئول ربما عن زوجة وبيت وأسرة، فأي الرجلين تريد أن تكون، القوي الذي يتلقى المشكلة بهدوء أعصاب ويتعامل معها بحزم وقوة أم الضعيف الذي يسقط أمام أبسط مأزق ويستسلم لليأس والانهزامية؟

فلنعد لموضوعنا، ما أراه هو أن تستمر في التمسك بفتاتك، فإذا صبرت معك على مشوراك فستكون قد كسبت شريكة حياة مثالية تستطيع أن تعتمد عليها بإذن الله في الوقوف إلى جوارك أمام كل مصاعب الحياة، وستجد فيها خير عون لك على كل شيء يواجهك خلال رحلة كفاحك، أما إن جاء يوم وضَعُفَت عن الوقوف إلى جانبك أو ندمت عليه، فلن تكون قد خسرتَ شيئًا يا عزيزي، فلا يشينك ضعف شريك حياتك عن مجاراة إصرارك على النجاح. ولن تكون قد ظلمتها، فطالما أنها اتخذت قرارها بالوقوف إلى جانبك بكامل إرادتها الحرة فليس عليك ذنب في تحملها أية مصاعب لأجل الوقوف معك.. فما معنى الحب سوى المشاركة في السراء والضراء؟

تبقى لي كلمة أخيرة. أنت تقول إنك ترى كل شيء مظلمًا أمامك، يا عزيزي، أليس فوق كل تلك المصاعب والمشاكل والمتاعب إله كبير أرحم بنا من أنفسنا؟ لماذا نخرجه من حساباتنا عندما نقع في مأزق أو نبحث عن حل لمشكلة؟

إن التفكير العملي السليم أن تتوكل على الله وتطلب منه العون بصدق، ثم تبدأ في البحث عن حلول للتغلب على مشكلتك، ولكن أن تقف "محلك سر" وتضيع الوقت والجهد والأعصاب في الرثاء لنفسك، هذا أبعد ما يكون عن العملية والإيمان بعون الله لعبده. وصدّقني، أن تحاول مرة وثانية وعاشرة سعيًا لتحقيق ما تريد، ثم الفشل -لا قدر الله- أهون ألف مرة من أن تستسلم للأمر الواقع وتعذّب نفسك بالسؤال الأبدي "ماذا لو كنت قد حاولت" بينما أنت ترى من حولك يكافحون ويتعرضون للأزمة تلو الأخرى ولكن يصمدون أمامها.

فكر في كلامي هذا.. وتوكل على الله وتعامل بصلابة مع أزمتك، وإلا فستكون قد اخترت لنفسك أن تكون ذلك الضعيف الخانع الذي لا يستحق سوى الشفقة. ولا أراك ترضى ذلك لنفسك.
وفقك الله وهداك يا عزيزي..

0 التعليقات

إرسال تعليق