في بداية تعرّفنا على بعض أنا كنت باعاني من نوعين من الاكتئاب الشديد وهم البوليميا والأنوروكسيا, وده كان مخليني انطوائية جدا على نفسي وباضحك قدام الناس بس جوايا باكره نفسي, لحد ما رحت المستشفى؛ لأن ده أثّر على الجهاز الهضمي عندي, ورفضت أروح لدكتور نفسي لأن إحنا عيلة محافظة وأنا مش عايزة أتعالج، أنا من اكتئابي أحيانا باتصرف تصرفات مش عايزاها بس غصب عني.
بعد فترة قصيرة من تعرّفنا ارتحت له أوي لدرجة إني سلمته كلمة السر لإيميلي وهو فتحه وهنا كانت الصدمة والجرح إني كنت باكلم كم هائل من الشباب وكتير منهم كان بيقول لي حبيبتي! طبعا أنا مش كده بطبيعتي أنا فتاة خجولة جدا ومتدينة ومحجبة ده أنا باخجل أبص في عين أي شاب بس أعمل إيه؟ ماكنتش في وعيي، كنت باهرب من حياتي بأي طريقة, ده مش عذر ليّ على اللي عملته أنا أستاهل الموت، وهو اتجرح جامد أوي مني وبالرغم من جرحه رفض يسيبني؛ لأنه ما يقدرش يعيش من غيري، بس جرحه ده عمره ما هيقدر ينساه وغيرته بقت تخوفني.
أنا السبب وأنا أستاهل بس أحيانا باقول لو أبعد عنه هيكون أحسن عشان يرتاح ويعرف يركز في دراسته، هو من كتر تفكيره فيّ مش بيذاكر وضيع أحلامه, وساعات باقول لا ده أنا لو بعدت عنه يوم هيموت، أنا برضه ما أقدرش أبعد عنه ومش عارفة إزاي أداويه؟ اتفقنا مفيش شباب بحياتي وفعلا مسحتهم بس من يومين واحد بعت لي من زمان ما كلمتوش وكان بيناديني أختي بس فرديت عليه، وقلت لحبيبي بسرعة إني أرسلت لشاب ظنا مني إنه خلاص بقى بيثق فيّ، بس للأسف ولغبائي جرحته جرح أكبر، ما أقصدتش أجرحه أو أخلف بوعدي والله العظيم، ما أعرفش هي كانت لحظة تسرع وأنا غلطت وندمانة والندم بيقتلني مع إني ما قلتش غير "أنا تمام أنت إزيك".
أنا باكره نفسي ونفسي أموت وبافكر في الانتحار، مش عارفة أتنفس ولا عارفة أعيش، إزاي وليه أجرحه وأنا مش عايزة ولا قصدي حتى! إزاي أحمله جراح وهموم فوق طاقته.. أعمل إيه؟؟ أنا ليه كده؟ أنا باكره نفسي والله العظيم باكتب رسالتي ودموعي هتعميني.. ده حتى كل ما أجرحه حبه بيزيد، أنا مش قادرة أتحمل مش قادرة أحس إنه مجروح.. ساعدوني إزاي أداويه ده حاول ينتحر علشاني, هو مش كده مع أي حد بس معايا بيكون ضعيف لحد الموت.. نفسي أخلي حبه ليّ يقلّ.. مش قادرة أتحمل.. ساعدوني.
ش
لا حول ولا قوة إلا بالله! لم أفهم معنى أنك ترفضين العلاج النفسي لأنكم عائلة محافظة؟! ولا أعرف لمتى سيظل العلاج النفسي يعني العلاج من الجنون أو التعامل مع دكتور خشبة؟!، أو لمتى سيظل المريض يعاني نفسياً حتى يصبح مرضه مزمناً أو يحتاج لعلاج طول الحياة؟!، فأنت يا ابنتي تعانين من أسخف اضطرابات تتعلق بالأكل وهما اضطرابي البوليميا والانوروكسيا، فهما من أشهر اضطرابات الأكل التي تسبب الاكتئاب والوسواس أو يظهرا نتيجة للاكتئاب، ويظل الوضع في شكل حلقة مفرغة أحدهما يسبب الآخر حتى يصل في النهاية المريض للطبيب النفسي لا للطبيب الباطني، ورغم أن ما يهمك هو قصة الحب بينك وبين محبوبك، إلا أن الحقيقة هي أن اكتئابك بسبب هذين الإضطرابين سيفسدا عليك قصة حبك إن لم تعالجي علاجاً نفسياً وسلوكياً ودوائياً بشكل جاد، وانظري معي كيف يؤثر اكتئابك على علاقتك به؛ فأنت تشعرين بالذنب الشديد تجاه محبوبك، وتفكرين في الانتحار، وتنطوي على نفسك وتحتقرينها وتشعري بكرهك لها، وكل هذه الأعراض أعراض اكتئاب صريحة إن لم يتم تداركها ستزداد حياتك سوءا وتعقيدا.
وأرجو أن تسامحيني في صراحتي ولكن واجبي يجعلني أنقذك من نفسك، وللأسف وللعجب أن محبوبك يحبك حباً مرضياً، فالحب لا يتناغم مع الانتحار أو التنازل عن المبادئ الأساسية من أجل المحبوب، فمحبوبك واقع هو أيضاً تحت اضطراب نسميه"اضطراب التعلق" وهو يبعد كثيراً عن الحب، فالحب أمان وتكامل وليس ذوبان في شخص المحبوب أو محاولات انتحار حين يحدث من المحبوب سلوك معين، والفرق بين الحب والتعلق في ابسط شرح ممكن هو؛ أن الحبيبين حين يفترقا لسبب ما يستطيعا كلا من الطرفين أن يكملا مشوار حياتهما رغم وجود ألم بسبب الفراق ولكنهما يستطيعا أن يحيا ويكملا حياتهما، أما التعلق فهو أمر آخر فيه الطرف المتعلق يشعر أن علاقته بالطرف الذي يتعلق به علاقة حياة أو موت وبدونه لا يستطيع أن يحيا أو يقوم بأي دور مطلوب منه تجاه نفسه أو دراسته أو غيره، وأخشى كثيراً إذا ظللتما على هذا الحال دون فهم وعلاج نفسي أن يحدث بينكما ما يعرف"بالتواطؤ المتعمد"وفيه يظل الطرفين على ما هما من خلل نفسي أو إدراكي وتظل المعاناة طول الوقت أو تحدث معاناة أشد، أعتذر مرة أخرى لصراحتي معك ولكن أتصور أن البداية ستكون في علاجك النفسي والسلوكي حتى تخف حدة اكتئابك ونوبات الشره أو عدم الاقتراب من الطعام، وان تتدرجي مع محبوبك في ارتباطه بك حتى لا تتحول العلاقة بينكما لعلاقة مرضية من الوزن الثقيل.
وانصحك ايضا اختى باللجؤ الى الله والمداومه على الصلاه فى اوقاتها وذكر الله كثيرا وقراءه القران ففيه شفاء وراحه للصدور
فمن يعرض عن ذكره فان له معيشه ضنكا
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى (124)قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126) . سورة طه
وأنصحك بالتواصل مع أحد الأطباء النفسيين، وفقك الله.
0 التعليقات
إرسال تعليق