أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب وسيم جدا وعلى دين وخلق جيد، مع العلم أنني على قدر متوسط من الجمال.
مشكلتي هي أن الشاب المتقدم لخطبتي كان يدرس مع أختي الأكبر مني والأكثر مني جمالا وكان معجبا بها، وكان ينوي الزواج منها؛ لكن القدر شاء أن تتزوج أختي بشخص آخر قريب من العائلة، ورزقها الله بطفلين.
الآن بعدما علمت أختي بأنه يود الزواج مني لم أسمع منها لا تشجيعا ولا تحفيزا وتتفادى الكلام بخصوص هذا الموضوع؛ وفي كل مرة تسمعني تعليقا أو نظرة بأنني لا أناسب خطيبي؛ وأن شكلي غير جميل، حتى أمي لا تفتأ أن تذكرني بأن خطيبي كان يريد الزواج من أختي وأنه تألم لزواجها بشخص آخر، وفي مرة قالت لي إني سأدمر له حياته، وفي عدة مرات تحاول أختي أن تسألني عن موعد قدومه للبيت، لكي تلتقي به.
أنا خائفة جدا بأن أتزوج من شخص ما يزال في قلبه شيء لأختي والعكس صحيح، وهذا الأمر يقض مضجعي، وإن أغمضت عيني عن هذا الأمر أخاف أن أفيق على كابوس الحقيقة المرة بعد الزواج، وأن يكون فتنة لي توقد هواجس الشك في قلبي فتضعف إيماني ويجد بها الشيطان بابا ومدخلا لنصب مصائده لقطع الرحم والتفريق بيني وزوجي.
أخاف برفضي أن أتسبب في جرح عميق لخطيبي، خصوصا أنه انتظرني لمدة سنة لكي أتم دراستي، وأنه حتى الآن يحسن معاملتي ويحترمني ولم يبدر منه أي تصرف غير صائب في حقي وأنا لا أحب أن أظلمه برفضي له.
أدعو الله أن ينير بصيرتي لكي أتخذ القرار الصائب والذي يرضي الله عز وجل.اختى.. جميل أنك واعية للمشكلة.. أو على الأقل لديك تصور أو حتى شكوك من إمكانية حدوث مشكلة.
والقضية لا علاقة لها بكونه وسيما وأنك أقل جمالا.. القضية كلها تتعلق بالسبب الذي دفعه للتقدم لخطبتك، هل هو يريد أن يعود بقرب حبيبته الأولى ولم يجد وسيلة لذلك سوى أن يتقدم لخطبتك ويتزوجك؛ وبالتالي تصبح لقاءاتهما طبيعية وفي قلب الأسرة ولا يجرؤ أحد على منعها؟
إن الزواج يا اختى رباط مقدس وعلاقة تقوم على تلاقي شخصين في الفكر والمشاعر مع تمام وجود الكفاءة بكل أبعادها على أن يتكاملا معا.. وينشئا بيتا سعيدا وينجبا أطفالا إن شاء الله يكونون لهم امتدادا وذخرا.. يتشاركان كل شيء.. المشاعر والأفكار والمكان والزمان.
رجل وامرأة وجدا أنهما يكونان أفضل إذا تحولا إلى كيان واحد يتفاعل مع بعضه، فهل هو تقدم لك من أجل كل هذه الأفكار الجميلة؟؟ ووجد عندك ما يريده لحياته القادمة؟؟
هذا سؤال يجب أن يجيب عنه بصدق وأمانة وصراحة، فإن التلاعب به هو تلاعب بمستقبلكما.. بل ربما في هذه الحالة يصبح التلاعب بأسرة كبيرة كاملة، لو وضعنا في الاعتبار أي هدف آخر غير مقبول.
قلت في رسالتك إن أختك تتحسس منك المعلومة لتعرف مواعيد وجوده لزيارتك ولكنك لم تذكري رد فعله تجاه ذلك.. هل تجدينه ينسجم معها في الكلام وكأنه كان ينتظر منها هذا التواجد؟؟ هل تلاحظي أنها تنظر إليه بشغف أو بحب.. والعكس هل ترين ذلك في عينيه؟ فالمشاعر لا نستطيع إخفاءها مهما فعلنا، بالذات مشاعر الحب والرغبة.
كل هذه الأمور وجب أن تتأكدي منها قبل إقدامك على الزواج منه.
ما تعجبت منه أن يكون رأي والدتك أيضا هو أنك لا تصلحين له.. إذن ممن خطبك؟ ومن الذي قبل هذه الخِطبة في أسرتك؟ أولم تكن أمك على علم بالحب السابق قبل أن توافق مع أبيك على هذا المتقدم؟ لماذا لم تخبر أباك بما تخبرك به الآن؟ أنه لا يصلح لك ولا تصلحين له، أم هل اكتشفت القصة القديمة بعد أن وافقت عليه؟ ولكني أراها قصة معروفة في بيتكم بدليل أنك تعرفينها.
لا تتهاوني يا اختى في اكتشاف السبب الحقيقي وراء تقدمه إليك ورغبته في الارتباط بك؛ لأنه لو كان بالفعل يحاول أن يقترب من حبه الأول الذي ما زال يسيطر عليه فهذه الزيجة قد تجر على الأسرة كلها الهم والحزن والتعاسة وربما أكثر من ذلك.
فمن تصرفات أختك –أو ما تذكرينه أنت على الأقل– أنها سعيدة بعودة هذا الحبيب الأول إلى حياتها.. وتسعى إلى رؤيته والحديث معه أو على الأقل على التواجد معه حيث يتواجد.
وهذا يا اختى لا يصح ولا يجوز لأنها امرأة متزوجة، ومعظم النار من مستصغر الشرر، وربما هما اليوم يتحدثان فقط في وجودك، ولكن بزواجك منه وتواجده الطبيعي بينكم قد يفتح الشيطان لهما أبوابا أخرى للعلاقة والشيطان لا يسعده شيء في الدنيا قدر قدرته على إغواء اثنين ليقعا في الذنوب والخطايا.
تأكدي من سبب رغبته في الزواج منك، وانسي تماما قصة أنك أقل جمالا من أختك أو أنه وسيم أكثر من اللازم كما قلت، فالبيوت لا تقوم على فن تصوير الوجوه، بل تقوم على فن إدارة علاقة تواصل ومحبة بين عقلين وقلبين.
2 التعليقات
المهم هو التأكد من سبب التقدم للخطبة والزواج هل هو الزواج فعلا أم لغيظ وكيد الأخت الكبرى أم لاحداث مشكلات وفرقة بين العائلة
والأفضل في رأيي هو الإعراض عن هذه الزيجة من الأساس
والحل النهائي لهذا الموضوع هو صلاة الاستخارة فلو أن هذه الزيجة فيها الخير يسرها الله ولو فيها غير ذلك سوف تتعقد الأمور بطبيعة الحال ولن تتم
اطلبي العون من الله
إرسال تعليق