| 0 التعليقات ]

في البداية أحب أشكر القائمين على هذا الموقع لأنه يمد الكثيرين بالنصح والإرشاد، ويحل بعض المشاكل التي تقابل شبابنا وبناتنا. لا أعرف إذا كنتم سترون أن لدي مشكلة حقيقية أم لا؛ ولكن سوف أفضفض بما عندي ولكم المشورة. 

أنا شاب في العقد الثاني من عمري، أحب فتاة هي الآن كل حياتي، وهي كل ما أحلم به وأتمناه، وهي التي تشد أزري على هذه الحياة. ليست هذه هي المشكلة.. المشكلة هي خوفي المستمر من المجهول والمستقبل. أخاف أن أفقدها وسط مجتمع لا يعترف بعلاقة مثل علاقتنا ويكون الحل هو الارتباط الرسمي. ولكني مازلت أدرس وأمامي عدة سنين لأتمكن من الارتباط بها، والله وحده هو الذي يعلم أين النصيب. مع العلم أن هناك فارقا اجتماعيا أرى أنه قد يؤثر على إمكانية الارتباط. 

وفي النهاية أود أن أوضح للقراء أن علاقتنا عذرية لا يشوبها شائب، والله شاهد على ذلك.. مشكلتي هي الخوف من المجهول، ولا أعرف لماذا أطرحها؛ ولكنها فضفضة.. فأرجو منكم الرد.


هناك نوعان من الخوف يا صديقي، المرغوب فيه، والمذموم. أما المذموم فذلك الذي يقعد بنا عن السعي، ويسد أمامنا منافذ الحياة، ويستلّ من قلوبنا الإيمان بالله والثقة في جميل عطائه وثقة رحمته. وأما الخوف الإيجابي والمسئول؛ فهو ذلك الذي يستثير قدراتنا على التحدي، ويجعل عقولنا تنضج قبل أوانها، وتبدأ التفكير في المستقبل، وما ينبغي عليها عمله لإزالة أسباب هذا الخوف؛ فلا تجعل خوفك سيدك وتاج رأسك، ولكن كن أنت أمامه وهو الذي يسير خلفك.

هل تابعت بعينيك مرة عصفورة ضعيفة وقليلة الحجم، تخرج صباحاً، ثم تعود مساءً وفي فمها الطعام لها ولأبنائها؟ لاشك أنك مرة قد فعلت. فهل تعتقد أن هذه العصفورة صاحبة أملاك مثلاً، تدر عليها دخلاً شهرياً تشتري به الطعام لأبنائها، أم هي تأخذ معاشاً شهرياً، أو حتى تقف في محل لتسد جوع أبنائها؟! لكنما هو الله ربي الذي يرزق الطير -على ضعفها- تذهب أول النهار جائعة تسعى لرزقها الحلال، فتعود ليلاً وقد أزاح الله سبحانه وتعالى عنها شبح الجوع.

إنه الله سبحانه وتعالى يا صديقي الذي نتكلم عنه، مالك خزائن الأرض والسماء، الرحمن الرحيم، الذي سبقت رحمته غضبه، الذي خلقنا ويعلم ضعفنا، الذي سخر لنا الدنيا بأسرها لتكون في خدمتنا، الذي منحنا من النعم ما لا يعد ولا يحصى، الله سبحانه وتعالى، الملك، الواحد الأحد، الذي لا شريك له، والذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون. فكيف تخاف الغد؟ وكيف تقلق على رزقك {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}؟!

لكن ما زرع هذا في أعماقنا هو تكالبنا على الدنيا، ونسياننا عظمة خالقنا، وطغيان المادة على كل شيء في حياتنا.

صديقي:

إن كنت تحب هذه البنت، فحافظ عليها، ولا تدنس حبك بموبقات الشباب، لا تخرج معها بمفردكما، لا تتحدث فيما حرم الله عز وجل، وفي نفس الوقت اسعَ للحصول على عمل مناسب، وابذل أقصى جهدك للتقدم عندما تتيسر الظروف. وليفعل الله عز وجل ما يرى فيه صالحكما في النهاية.


0 التعليقات

إرسال تعليق