| 0 التعليقات ]

زينة رمضان..
حبل متين يربط بين البيوت وبعضها!

قبل أسبوع أو أقل أو أكثر قليلاً من بداية شهر رمضان، تجد الأطفال من حولك يتجمّعون ويُخططون ويعدون العدة للكيفية التي سيصنعون بها زينة رمضان، وقبل كل شيء لابد من جمع المال اللازم لهذه العملية، وكل واحد وحظه، فإذا كانت العملية بسيطة وصغيرة وستقتصر على شوية ورق وشوية نشا والسلام، فلن يتجاوز ما ستدفعه الجنيهات الخمس، أما إن تطلب الأمر زينة فاخرة والعديد من لمبات الإضاءة وعدداً من الفوانيس، فإنك ستدفع من جيبك عشرة جنيهات كاملة وقد يزيد المبلغ على هذا، ورغم ذلك فلا تجد من يرفض أن يدفع أو يرد الأطفال ويكسر فرحتهم وبهجتهم، أنت نفسك تدفع وأنت سعيد وتتذكر أيام كنت طفلاً تصنع الزينة من ورق كراساتك القديمة التي لا تحتاج إليها، بل إن البعض كان يحتفظ في نهاية كل عام دراسي بما لديه من كراسات ويقول سأحتفظ بها لكي نصنع بها زينة رمضان.. يا لها من أيام جميلة بالفعل..

نعم.. لقد كان كل طفل يجود بذخيرته من الكراسات القديمة والحبال وقليل من النشا وكل ما يلزم لعمل فروع الزينة، التي سينافس بها زينة الشوارع الأخرى في المنطقة.

الزينة مثلها مثل جميع مظاهر رمضان أصابتها رياح التغيير، زمان كنا نصنعها من ورق الكراسات أو الأكياس البلاستيكية باستخدام المقص، نقطع الورقة على شكل نجمة أو هلال أو فانوس، أو مثلث أو أي شيء آخر، ثم نثني طرف الورقة ونضع به قليلاً من عجين النشا ثم نضع الورقة على الخيط المشدود، وبعد أن يمتلئ الخيط بالأشكال الورقية، نقوم بتعليقه بعرض الشارع، وهكذا حتى يغطى الشارع بأوراق الزينة، ولم يكن الورق وحده هو زينة الشارع، ولكن كان هناك فانوس كبير يُوضع في منتصف الشارع أو الحارة لتتجلى المظاهر الاحتفالية بالشهر الكريم.

وفي السنوات الأخيرة هبّت رياح التغيير على هذه المظاهر، فتحوّلت الزينة الورقية إلى زينة بلاستيكية متعددة الأشكال والألوان، فتجدها على شكل أهلة ونجوم ومساجد وفوانيس مرصعة بالأهلة الصغيرة والعديد من الأشكال الأخرى، بل إن الزينة لم تنجُ من التنين الصيني -مثل الفانوس- فظهرت في الأسواق مؤخراً الزينة الصيني الكهربائية وهي عبارة عن أفرع من اللمبات الصغيرة على شكل نجوم تضيء وتطفئ في منظر بديع.

إن أفرع الزينة تقرّب بين الجيران وبعضهم، فلو أن بالنفوس حقداً أو غلا بين الجيران وبعضهم، تأتي زينة رمضان لتصلح بين المتخاصمين، فكيف سيعلّق الجار الزينة مع جاره وبينهما مشاحنة؟!! هي الزينة إذن التي ستؤلف القلوب وتقرّب بين الجيران وتوثق وصال الحب بينهم، فتشعر أن خيوط الزينة تربط برباط بين البيوت وبعضها فتزيد التماسك بين أصحابها.. كل زينة ورمضان وأنتم بخير...



0 التعليقات

إرسال تعليق