الحائر عبده من المغرب: انا شاب ابلغ من 26 سنة بعد بحث طويل عن النصف الاخر تقدمت لخطبة فتاة على الطريقة التقليدية اي انها كانت من اختيار والدتي التي كلفت بالمهمة، ولم أر تلك الفتاة ولو لمرة واحدة من قبل. حددنا اليوم الذي سنوقع فيه على عقد الزواج، وكانت المرة الاولى التي سأراها فيه وبمجرد ان نظرت اليها أدركت انها ليست شريكة حياتي وليست الفتاة المناسبة لي . وكان من الصعب ان ارفض، ووقعت على عقد الزواج. ولكن في اليوم التالي جاءت حبيبتي التي اتمناها زوجة لي تطلب مني ان اطلق زوجتي لكي اتزوجها، علما ان الاوان قد فات فهل من حل؟
عزيزي عبده: ان ما اقدمت عليه هو موقف سلبي يدل للاسف على تردد غير محبب في شخصيتك وما فعلته لا تقره الشرائع السماوية ولا الاعراف الاجتماعية فالاسلام اباح لك النظر الى شريكة حياتك والى الفتاة التي تريد خطبتها وبناء عليه يقرر المرء اذا كان سيمضي في مشروع الزواج أو لا . الخطأ الاول الذي ارتكبه هو توقيعك عقد القران رغم معرفتك ان تلك الفتاة غير مناسبة لك، فقد كان عليك أن تبلغ والدتك بقرارك وأن لا تجني على نفسك وتظلم تلك الفتاة التي عقدت قرانك عليها وكان عليك إخبارها بما في نفسك أما ان تصبح زوجتك شرعا وأنت كاره لها فهذا ما لا يقره منطق ولا عقل، أنت تقول أنه كان من الصعب عليك إبلاغ والدتك وهذا ليس مبرر ا كافيا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولا يحق لاحد اجبار أحد على الارتباط بشخص لا يريده مهما بلغت صلة القرابة بينهما، والاسلام شرع للرجل كما شرع للمراة حرية الارتباط دون اكراه. الموقف الآخر المستغرب جداً من قبلك هو اقدامك على عقد القران على فتاة مع وجود فتاة أخرى في حياتك تتمناها زوجة لك فما الذي منعك من اخبار والدتك برغبة بالزواج من الفتاة الاولى ولماذا تتحدث عن رحلة بحث طويلة وعن اختيار والدتك لزوجتك ما دامت شريكة حياتك التي تريدها موجودة اصلا، ان تصرفاتك غير منطقية وتنم عن ضعف في الشخصية والقدرة على اتخاذ القرارات، اذا كنت فعلا تحب الفتاة الاولى في حياتك واذا كنت لا ترغب في اكمال مشوارك مع الفتاة التي عقدت قرانك عليها فعليك فسخ العقد ما دام الزواج لم يتم وعليك مصارحة والدتك برغبتك فهذا افضل من الطلاق بوجود اولاد أما اذا كان الزواج قد تم بهذه السرعة بعد عقد القران وتم الدخول والخلوة الشرعية وفات الأوان على فسح العقد دون وقوع ظلم على زوجتك فعندهاعليك تحمل مسؤولية قرارك والمضي في هذا الزواج عسى أن يوفقك الله فيه ويكون اختيار والدتك افضل من اختيارك، وهداك الله تعالى للحل القويم .
0 التعليقات
إرسال تعليق