أهلاً بك ، هوني عليك إن مشكلتك بسيطة وتكمن بساطتها في أنك في أعوام الزواج الأولي وهي الأعوام التي لا تخلو من مشاكل يحسبها الكثيرون كبيرة وهي ليست كذلك ، فزوجك إنسان محترم وشخص هادئ يحبك ويقدرك وهو ذا خلق ودين لكنه مستكين وغير طموح ولا ينظر لبعيد ولا يفكر في المستقبل ، لكن كل هذه الصفات قابلة للتغيير إذا ما وجد الظروف المواتية لذلك ، أنا أعرف أن الشخص القوي الناجح هو الذي يجعل الظروف طوع يمينه وملك يديه ولا يستسلم للانهزامية ، بل يحول خسائره إلي مكاسب ، ويتحرك دون أن يقف مكانه بل يسعي لاكتساب الخبرات اللازمة ، التي من شأنها أن تعزز مكانته في سوق العمل وتجعله يتفوق علي العالم حوله ، وأعرف أيضاً أنه من الخطأ أن يعتمد زوجك علي والده بهذا الشكل المهين دون أن يخجل أو يتحرك للعمل وكسب الرزق مكتفياً بوظيفته الحكومية ، لكن صديقتي التغيير لا ]اتي هكذا وأنت من واجبك أن تسانديه وتحثينه علي البحث عن عمل آخر .
وتذكري أن أغلب الرجال لا يستطيعون تقبل فكرة أن زوجاتهم تقودهم ، فهو رجل و يحب أن تكون قراراته نابعة من نفسه حتى لو كنت أنت من أوحي إليه بها ، فكوني ذكية ولا توجهينه مباشرة ، فما الذي يمنع أن تتحدثي مع والدي في هذا الأمر وتقنعينهم بتوجيهه إلي عمل آخر بدخل أكبر وأفضل من جهة لإثبات ذاته ومن جهة أخري لتامين مستقبله ومستقبل أولاده .
وتذكري أن زوجك رجل عاقل راشد ، حتى وإن شابته بعض الشوائب ، فلا تتخلي عن دعمك له ولا تستسلمي لليأس والإحباط وأنت في بداية الطريق ، وفكري في كافة الاتجاهات الممكنة ، ولا تقصري تفكيرك علي السفر للخارج فقط ، لأن الطموح وتحقيق الذات لا يكون في الخارج فقط ، فلا تضغطي علي وزجك أكثر وتجبريه علي تحمل تبعات السفر ، واعلمي أنك لن تجبري زوجك علي التطبع بطباعك أو التغير وفقاً لطموحاتك ولما تريدين ، فلا يقدر إنسان علي تغيير إنسان إلا إذا كان التغيير نبع من نفسه ورغبة الشخص ذاته في التغيير ، إن ذلك لا يعني أنك علي خطأ وأن إنما زوجك علي صواب أو العكس ، إنما يعني أنها فروق في التفكير فلكل منكما شخصيته وكل له قناعاته التي يصعب تغييرها ، ولا يغيب عن ذهنك أنكما شخصين مختلفين في كل شيء حتى لو جمعكما الحب والزواج إن كل ما يمكنك عمله الآن هو أن تقنعي بزوجك وترضي به علي حاله ، وتحثينه علي الطموح والبحث عن عمل مناسب يجعله فخوراً بنفسه لأنه يكفي بيته ولا يحتاج لمن يمد إليه يد العون ، وهكذا تمضي الحياة من دون مشكلات كبري .
0 التعليقات
إرسال تعليق