نوال – طنطا
سيدتي أهلاً بك ، أسفت جداً لحالتك ولما وصلت إليه ، وتعجبت ما الذي يجعل امرأة في نضجك وعمرك وعملك الراقي تستسلم إلي هذه الدرجة لزوج لا يملك أي قدر من النخوة أو المروءة ، إنه لم يذكر الرجولة إلا مقترنة بالخسة فهو يريد الاستيلاء علي أموالك لأنه رجل ، ونسي أن الرجولة تعني القوامة والإنفاق وفقاً لقول الله تعالي " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ .. إلي آخر الآية، فكيف يكون رجلاً ذا نخوة وكرامة من يقبل علي نفسه أن تنفق عليه زوجته من مالها، وإذا كان هو كذلك فما هو دوره في الحياة وما هي فائدته كزوج ؟
لن أقول أخطأت منذ البداية بتنازلك عن أبسط حقوقك وهو احتفاظك براتبك وإنفاقه، لكن المهم الآن هو أن استمرار الوضع علي ماهو عليه معناه خطأ وعدم استقامة الأمور علي هذه الحالة ، لكنني في الوقت ذاته لا أنصحك بطلب الطلاق قبل ان تستنفذي كل السبل والوسائل ، فالحياة ليست أبيض أو أسود ولكن بينهما ألوان أخري ، حاولي أن تبلوري الحياة مع زوجك بشكل يفيدك ويفيد ولدك ،حاولي أن تتفاهمي معه وتناقشيه بعقل وتلتقي معه في منطقة وسط كي تستقيم الأمور، وبالطريقة التي لا تشعرين خلالها بأنه يظلمك أو يبخسك حقك ، وامتنعي عن تسليمه راتبك واحتفظي به لنفسك وطالبيه بالإنفاق عليك وعلي ابنك لأن ذاك هو أبسط حقوقك ، إذا قتنع بكلامك وشعر بقوة شخصيتك وامتثل للحق وأمر الرسول صلي الله عليه وسلم " اتقوا الله في النساء " ، فخيراً فعل ، وإن ركب رأسه وأخذته العزة بالإثم فالجأي إلي حكم من أهلك وحكم من أهله لوضع حد للمهزلة الحياتية التي تعيشينها ، إنك حين تفعلين كل ذلك تفعلينه من أجلك ومن أجل ولدك الذي يجب أن يحيا حياة طبيعية بين أم وأب ، ولا يتعرض للتمزق النفسي وفقدان الاستقرار والأمان ، لأن والده يهددك بحرمانك منه ، لذا افعلي كل ما بوسعك أولاً لتجنبي نفسك مرارة الطلاق ، وثانياً لتجنبي ولدك أي تمزق بينك وبين والده .
حاولي بكل الطرق أن تدافعي عن حقك وحق ولدك في الحياة فإذا التزم فقد ربحت وكسبت المعركة ، وإن رفض وتمادي في غيه ، فليس أمامك سوي التفكير في حل آخر حل يتوائم وشخصيتك ، وقفي واعرفي وقتها هل أنت قادرة علي الحياة من دونه ؟ وهل ترين في وجوده علي هذه الصورة فائدة لك ؟ هل تكونين قادرة علي الاستمرار والتأقلم مع زوج يستغلك طول العمر ولن يتغير أم هل تفضلين وضع حد لحياة كهذه والبدء من جديد ، كلها أسئلة أنت وحدك القادرة علي الإجابة عنها ، وبصرف النظر عن رأي أهلك لأنها حياتك وليست حياتهم وأنت وحدك الأقدر علي الحكم ، وزوجك يجب أن يعلم أن للزواج مسئوليات جسام وأن الرجولة تعني الإلتزام والإنفاق والمسئولية ، ولا تعني الخسة والسيطرة وأكل مال الزوجة بالباطل ، فكري واعرفي من أين ستبدأين رحلة التغيير المهم ألا تستلمي للأخطاء ثم تندمين بقية عمرك ، هذا قدرك يا سيدتي فجاهدي في سبيل الحفاظ علي بيتك وكوني قوية الشخصية مع زوجك ولا تدعيه يستولي علي اموالك دون وجه حق دافعي عن حقك في الاستقلال براتبك وفي الوقت نفسه طالبيه بالإنفاق عليك لأن هذا حقك الذي أقره الشرع وواجبه الذي فرضه عليه ، ولا تنسي ان الحق يحتاج إلي قوة تدافع عنه وتحميه ، يؤسفني أن أقول لك ذلك ، ويؤسفني أنتكون القوة المستخدمة مع زوج المفترض فيه أن يكون حاميك وسندك وراعيك والمدافع عنك وليس هو الخصم .
0 التعليقات
إرسال تعليق