| 0 التعليقات ]





كتبت إليك حضرتك لأننى أثق فى رأيك و مشورتك كثيراً أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عاماً تزوجت من شاب يبلغ 23 عاماً و شهرين تعرفنا عليهم منذ 3 سنوات عن طريق المسجد أبى تعلق بأخو زوجى كخطيب للمسجد ، وأراد أن يناسبه ، و هذا الشيخ أيضاً و كنت فى بداية تدينى صلاة ليل و حفظ القرآن و لبس النقاب ، ووافقت على هذه الزيجة لأننى أحسسست أنهم سيجلعون منى داعية ، وأنا كنت أحتفظ بكل مشاعر الحب لزوجى فأعطيته كل مشاعرى بدون حساب لدرجة أنه فى فترة الخطوبة بعد عنى لأنه لم يكمل تعليمه الجامعى وأنا تخرجت وهو لازال يدرس وأنا من أقنعه بالمواصلة ، كنت من أنصار "عش العصفور يكفينا و لقمه صغيره تكفينا "، بعد الزواج فوجئت بأشياء كثيرة والدته بتنقل الكلام و المشاكل خارج البيت و داخله ، وإخوات زوجى يأخذون منها ، و يتم التأثير على زوجى بذلك ، حملت بسرعة و كان حملي موافقا لمرض أبى ، ولكن زوجى لم يقف بجانب الأسرة بعد و أثناء مرض أبى بدون مبرر ، المهم كانت سنة زواجى الأولى سنة كئيبة و عصيبة و كثر الكلام و لم أكن أقدر أن أدافع عن نفسى فى ظل بعدى عن أهل أسرتى ، و كان رد فعلى هو البكاء و انخفاض فى الضغط حتى إنهم قد صدقوا أنفسهم بأننى الغلطانة و فى عيوب كتيرة .

بعد وفاه أبى أحسست أنى من غير سند العلاقة بينى و بين زوجى أصبحت هزار حتى الجد ، و بدأ يسب و يشتم بهزار فغضبت فقال لى أنه يقصد يا بنتى و بعدين يا كذا ، حاولت معه كثيراً ، و لم يجدى نفعاً حتى أننى شكيت لإخوته و لكنه لا يستمع لأحد و لا يريد أن يظهر غلطان أمام أحد حتى ولو كنت أنا ، من كتر الضغط عليا رحت بيت أبى و كنت ناوية أريح أعصابى شوية و لكنه حولها بكلامه إلى غضوبة و كبر الموضوع و ساعده أهله و بعض من أهلى الذين يريدون المشاكل لنا ، وانتهت بأنى طلبت من الدكتور أنى أضع الحمل قبل ما تظهر علامات الولادة من كثر اليأس ، ووضعت ابنى زياد و بعد ذلك رجعت بدون ما أهلى (أعمامى ) يصلحوا شىء من المشاكل.

و حاولت أنا و لم أجد متسع منهم لى لأن أهلى أهدروا حقى و استمرت العلاقة بعد ذلك سنة على نفس الحال ، وزادت سوءاً بأن العلاقة بين زوجى و بين أمى وخالى وهم من بقوا لى فى هذه الدنيا -- أصبحت سيئة جداً لأنهم يريدون أنا يدافعو ما تحدث مشكله يقول لى انا هامشى مع بنات و هاكلم بنات و يسب بألفاظ بذيئة إلى أكبر حد و أصبح الهزار يتحول إلى جد و أمام أهله فلم أستطيع أن أنتظر أن يكبر ابنى و يرى أباه هكذا فتركت البيت ثانياً ، و أنا الآن عند بيت أهلى و قد طلبت أن أتكلم مع أخيه الأكبر على الرغم من عدم سماعه لى فى المرة السابقة و لكنه هو المسئول عنه ، ماذا أفعل ؟ أحس بالذنب والندم الشديد على هذه الزيجة مع أننى أحبه جداً و لا أريد أن يربى ابنى أحداً غيره (ملحوظة زوجى لا يواظب على الصلاة و خاصة عندما تكون على علاقة طيبة مع بعضنا البعض ، و لكن عند المشاكل يتجه للصلاة لد رجة أنه ممكن أن يعطلنى عن الصلاة لأنه لم يصلى أو لا يريد أن يصلى و طبعاً شدنى لأسفل من بعد صلاة الليل إلى ترك بعض الفروض أحياناً .


شمس – مصر


سيدتي أهلاً بك ، كل الخلافات التي تسردينها بينك وبين زوجك تقريباً عادية ، وتحدث في كل بيت وفي كل أسرة ، حتي الخلافات علي الصلاة ومعرفة البنات او التهديد بمعرفتهن أو غير ذلك كل هذه أمور عادية، لأن الزواج ليس قصة حب وردية وليس حياة مخملية ناعمة رومانسية طوال الوقت ، وليس شرطاً ان تكون الحياة الزوجية مطابقة تماماً لما حلمت به وتمنيته ، فالاحلام شيء والواقع شيء آخر ، والزواج حياة واقعية تشمل كل ما في الواقع من مشكلات وحيوات حقيقية حلوة كانت أو مرة ، وأظن أن ذلك هو ما دفعك للاستمرار في الزواج رغم شكواك منه خاصة وأنك تحبين زوجك رغم كل مساوئه وعيوبه ، لذلك أقول لك صديقتي إن عيوب زوجك عيوب عادية وليست قاتلة ، عيوب قابلة للتغيير فموضوع الإهمال في الصلاة سهل علاجه إن وجد الصحبة الصالحة التي يستعين بها ويحتمي بها من وسواس الشيطان ، هذا من جهة ومن جهة ثانية أنا لا أنصحك ولا أنصح أي زوجة أن تترك بيتها في حالة نشوب أي خلاف مع زوجها ، لأن ذلك من شأنه أن يزيد هوة الخلاف بينكما ، فقد أخطأت في كل مرة تقوم فيها خلافات بينك وبين زوجك تتركين البيت وتعويدن إلي أهلك فأنت بهذه الطريقة توسعين دائرة الخلاف وتقللين فرصة وأد الخلاف سريعاً ، وتوغرين صدر أهلك جهة زوجك فيكرهونه ويتحاملون عليه وتزداد الخلافات سوءاً .

والأفضل لك ولزوجك أن تحلي الخلافات بينك وبين زوجك فقط ودون تدخل أي من الطرفين من أهلك أو أهله ، قاعدة تعلميها تعيشين أسعد الناس ، إن أي مشكلة بين زوجين حلها سهل طالما لم تخرج عنهما ، واجعلي بيتك هو الأساس والمستقر ، وكفي عن الغضب والانتقال إلي بيت أهلك بسبب وبدون ، فكل هذه أمور سلبية لا شك أنها سبب في ازدياد مشكلاتك ومعاناتك ، اغلقي أي باب للخلاف والجفاء الذي يولده ابتعادك وتركك للبيت ، وافتحي كل أبواب الود والتفاهم بالتقارب والتواصل ، والنصح اللطيف المغلف بالرقة والحنان وليس التوجيه الآمر والانتقاد المباشر وكأنك ناظرة مدرسة ، ولست زوجة محبة مخلصة تبحث عن صالح زوجها ، وزوجك شخص ناضج وليس طفلاً في حاجة إلي اللوم والتقريع في كل وقت

ثانياً اشغلي نفسك بطفلك وعيشي سعادتك المنقوصة معه وعوضي به ما تفتقدينه، وابحثي عن سعادتك في علاقاتك بأهلك وأصدقائك ، ولا تحصرينها في الدوران حول عيوب زوجك ومشكلاتك معه ، فربما لو نظرت إلي الحياة بشكل أوسع لوجدت السعادة التي تبحثين عنها ولأمكنك أن تري حياتك بشكل أفضل ، وسوف تتمكنين وقتها من النظر إلي الزواج بشكل أكثر واقعية ، ولا تتوقعي أن تكون الحياة مثالية طوال الوقت كي لا تصابي بالإحباط والقلق ، فينعكس ذلك علي حياتك واستقرارك ، بل ارضي بعيوب زوجك وتعاملي معها بواقعية ، ولا تتوقفي عن تنمية علاقتك بزوجك ومحاولة التواصل معه ، لأن ذلك قد يعطيك قوة في احتمال الخلافات والقدرة علي استئصالها ، وحافظي علي صلاتك وصلتك بربك كما كنت ، وامضي في طريك كما أنت فقد يكون لذلك الأثر الإيجابي لدي زوجك .

0 التعليقات

إرسال تعليق