| 0 التعليقات ]


السائل :
لينا

الســؤال
السلام عليكم من فضلكم أغيثوني، فأنا أحب شخصا وهو يحبني، لكنه يعرف واحدة ثانية وهو دائما يقول لي إنك أنت التي أنوي أن أكمل حياتي معها فهي سوف أتركها يوما ما، وأنا انفصلت عنه، لكنه يهاتفني، ولا أريد أن أرفع السماعة عنه لأنه في البداية عندما تشاجرنا قال لي هنا تنتهي علاقتنا. والآن لم يستطع نسياني، وهو يهاتفني ولم أجب لكنني في قلبي نار شاعلة، ولم أستطع أن أنساه رغم أنني عرفت من بعده! لكن لم أجد لهم مكانا كما المكان الذي يحتله هو، وعندما أراه أحس بالرعشة! لماذا؟ فأنا أعيش في العذاب يوما بعد يوم، ولم أعرف ماذا أفعل!! وحتى إن فكرت أن أنساه لم أستطع لقد تغلب عني، ماذا أفعل؟ وعندما أستخير يرجع إلي ونعود لنفس الحكاية فلم أعرف ما الذي يحدث لنا! مع أنه لم ينقصه شيء معي. أريد أن أعرف لماذا أبعدته عني؟ ما الذي وجده عندها ولم يجده عندي؟ أغيثوني من فضلكم لأنني أعاني يوما بعد يوم، فقد أوصلت بنفسي للهلاك من أجله، شكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
هنا سؤال: هل هذه العلاقة التي بينك وبينه علاقة مشروعة؟ هل هذا الرجل عقد عليك؟ كأنه يبدو من الرسالة أنه لم يعقد عليك عقدًا شرعيًا ولم يتقدم لخطبتك بطريقة شرعية، فهو شخص عادي أجنبي عنك، ولذلك هذه العلاقة - أختي الكريمة لينا – ليست صحيحة، وأنا أعلم أنك فتاة تحبين الله ورسوله، وأنك متدينة، والدليل على ذلك أنك دخلت هذا الموقع وأنت تعلمين أن هذا الموقع موقع إسلامي يعالج القضايا بمنظور إسلامي. فأنا أقول: هذه العلاقة - أختي الكريمة – ليست صحيحة، وهذه علاقة غير مشروعة. تحبين شخصًا ويحبك وليس بينك وبينه أي علاقة شرعية.. هل هذا يجوز شرعًا؟ هذا يا بنيتي لا يجوز شرعًا بحال من الأحوال، هذه علاقة محرمة، ولذلك ترتب عليه هذا السوء الذي أنت فيه، يعني هذا الذي تعانينه الآن ووصلت بنفسك إلى الهلاك وتعذبين عذابًا أليمًا هذا بسبب المعصية، لأن هذه العلاقة الله لا يريدها لك، الله لا يحبها لك، الله - تبارك وتعالى – يغار، ومن غيرة الله تعالى غيرته عليك أن عرضك يضيع هباءً منثورًا أو تقيمين علاقة مع شخص تعطينه قلبك وتعطينه جسدك بلا مقابل. أختِي الكريمة انتبهي - بارك الله فيك – هذه العلاقة كما ذكرتُ لا تنبغي بحال من الأحوال. ثانيًا على ذلك: هذا الرجل الآن لا يصلح أن يكون زوجًا لك، رجل يعرف امرأة أخرى وبينه وبينها علاقة ويقول لك أنت التي أنوي أن يكمل معها حياته، معنى ذلك أنه تعود النساء وتعود إقامة علاقات مع النساء، حتى وإن كان يحبك. أنت تحبينه نعم، لكن لماذا؟ لأنه أولاً أول من طرق قلبك، فهو أول من فتح قلبك وفُتح قلبك له، ولذلك الحب كما قالوا (وما الحب إلا للحبيب الأول)، هذا ليس لأنه متميز، ولكن لأن قلبك كان شاغرًا وليس فيه شيء فعندما تعرفت عليه وأنت تبحثين عن الحب باعتبار أنك في هذه المرحلة التي أنت فيها كان هذا هو الذي أمامك ولو تقدم غيره صدقيني لكان كذلك، ولذلك أنت عرفت أناسا بعده ولم تجدي لهم مكانا لأن هذا عمل إشغال المكان في قلبك، فهذا ملأ قلبك بحبك له، ولذلك ينبغي أن تنتبهي. انفصالك عنه هو الحق، وإغلاقك الهاتف في وجهه هو الصواب، ولذلك أقول: هذا رجل عاصٍ يعصي الآن على طريقين: يعصي الله معك ويعصي الله مع المرأة الأخرى، وهذا رجل لا ينبغي أن تفرح به امرأة مسلمة أبدًا؛ لأن الرجل الذي يبدأ حياته بهذه العلاقات المحرمة المتعددة رجل لا خير فيه، هل هو يرضى هذا لأمه؟! هل يرضاه لأخته؟!، هل يرضاه لابنته؟! أن تكون لها علاقة مع أكثر من رجل، وهذا يأخذ منها وهذا يأخذ منها، ويستحل ما حرم الله على خطين! أقول لك - بارك الله فيك – هذا لا يصلح، ولذلك إغلاقك للسماعة في وجهه هذا عين الحق، ودعك من الاستخارة وغيرها لأن الاستخارة لا تكون في الحرام، أنت تتوقفين عنه نهائيًا نعم سوف تعانين، ولكن - بإذن الله تعالى – تنجين، تكتب لك النجاة بهذا التوقف، وسوف يعرف قيمتك - بارك الله فيك – فأنت الآن لا تتصلي معه أبدًا ولا تتكلمي معه ولا تردي على رسائله واتركيه، واسألي الله - تبارك وتعالى – أن يُخرج محبته من قلبك لأن الحب عبودية، فهو الآن يستعبدك، فأنت كالعبدة عنده لا تستطيعين الحياة بغيره ولا تستطيعين الحياة بدونه ولا تستطيعين الحياة بعيدة عنه، هذه عبودية أخِتي الكريمة، والحب هذا الأصل فيه أنه لا يكون إلا لله - تبارك وتعالى -، فأنت الآن أعطيته حق الله تعالى فهذا حب محرم، ولذلك أقول: لا تتصلي به، ولا تتواصلي معه، ولا ترفعي سماعة الهاتف أبدًا عندما يتصل بك واتركيه، فإن تاب هذا الرجل إلى الله - تبارك وتعالى – توبة نصوحًا وترك فعلاً هذه الأخت وتركها لحال سبيلها وقطع علاقته بها وتأكدت يقينًا من ذلك عن طريق بعض المعارف أو عن طريق من يراقبه من يتتبعه وعن طريق أن يقسم بالله تعالى إلى غير ذلك -وإن كنت أنا لا أئتمنه، لأنه قد يقسم لك حتى يحصل على مبتغاه- فهنا لا مانع -بارك الله فيك– أن تعود العلاقة لكن ليست كسابقتها وإنما علاقة شرعية، فقولي له لابد أن نبدأ حياة شرعية صحيحة، فلا تكلمني ولا أكلمك حتى تتقدم لي شرعًا، وليست الخطوبة مجرد خطوبة، وإنما عقد شرعي، حتى تتأكدي أنك فعلاً قد أقمت علاقتك معه على نظام شرعي، فإذا أراد أن يرجع في كلامه، وأن يعبث معك وبك وأن يخرج معك وأن يستمتع بك – عفوًا– بأي صورة ثم يرميك بعد ذلك كالورقة التي يتفل فيها الإنسان ثم يرميها على الأرض، فهذا لا يليق بك يا ابنة الإسلام، ولا يليق بك يا ابنة محمد - عليه الصلاة والسلام – فهذه علاقات محرمة، نحن لسنا كفارًا، نحن مسلمون مؤمنون موحدون، والله - تبارك وتعالى – حرم إقامة أي علاقة بعيدة عن العلاقة الشرعية. فأنا أقول لك لا تتكلمي معه مطلقًا وقاومي واعلمي أن الله معك، وأكثري من الدعاء أن يعافيك الله من هذه العلاقة ومن هذا الحب، ألحي على الله بالدعاء، الدعاء - أختي الكريمة لينا – فالنبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، ويقول - صلى الله عليه وسلم – أيضًا: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد) يعني أن هذا البلاء الذي فيك الله قادر أن يدفعه عنك بالدعاء، والبلاء الذي سوف يأتي في المستقبل الله قادر أن يعافيك منه - بإذن الله تعالى – بالدعاء أيضًا. فتوجهي إلى الله بالدعاء أن يعافيك من هذا الحب، وأن يخرج هذا الرجل من قلبك، حتى تصبحي قوية قادرة على إدارة نفسك بطريقة صحيحة، فإذا ما قطع علاقاته مع هذه المرأة أو غيرها، وإذا ما استقام على منهج الله وتاب إلى الله وليس مجرد أن يقول لك أنا قطعت مباشرة تقبلي منه ذلك، لا ، ليس مجرد أن يقول لك أنا قطعت تقولين له خلاص تعال، لا...إنما يُترك فترة ويتابع هل هو يصلي أو لا يصلي؟ هل يعرف الله أو لا يعرفه؟ هل هو مستقيم على منهج الله أم لا؟ هل يشرب المخدرات وله علاقات محرمة أم لا؟ يجب أن تتأكدي من كل شيء كما ذكرت لك، وبعد ذلك قولي له لا علاقة بيني وبينك، أنا أحبك، ولكن لن تستطيع أن تنال مني شيئًا إلا بالطريق الشرعي. والطريق الشرعي ما هو؟ أن يتقدم إلى أهلك ويعقد العقد الشرعي عليك، ساعتها يكون لك حلالاً وتكونين أنت له حلالاً. ثقي وتأكدي أن خلاف ذلك أنت التي ستدفعين الثمن، وأنا واثق أنه إن رجع إليك وأخذ منك شيئًا فوالله ووالله سيرميك كالورقة ولن ينظر إليك أبدًا، لأنه سيقول إن هذه التي أعطتني كل شيء بلا مقابل ستعطي غيري ذلك ولن يصدقك، لأنه سيحكم عليك من خلال واقعك، لأنه له علاقات متعددة محرمة فسيقول إنك مثل من أقمت معهم علاقة، مهما كان حبك له قاومي واستعيني بالله، وأكثري من الدعاء، ولا تعطيه كلمة واحدة ما لم يعقد عليك العقد الشرعي، حتى تضمني لنفسك النجاة في الدنيا والستر في الدنيا أيضًا وتضمني أن تكوني من أهل الجنة في الآخرة. أسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يبصرك به، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على فعل ما يرضيه، وأن يسترك بستره الذي لا ينكشف في الدنيا ولا في الآخرة، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

0 التعليقات

إرسال تعليق