الســؤال
كيف أتغلب على همومي؟ عمري 41 سنة، غير متزوجة, وعندي ديون كثيرة، لا أعرف ماذا أعمل؟ والحمد لله على كل حال.
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ افراح حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، فإن من يفرّج الهموم ويذهب الغموم، من لا تأخذه سنة ولا نوم، وأرجو أن تتأملي فيما قاله الشاعر الحكيم: "يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج الله" ومرحبًا بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك. ولا يخفى عليك أن الذي أخرج يونس من الغمّ، ورفع عن أم موسى الهمّ، هو الذي سيرفع همك ويسهل أمرك، وقد قال عليٌ – رضي الله عنه -: إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بهمها الصدر الرحيــب وأوطنت المكاره واطمأنــــــــــت *** وأرست في أماكنها الخطـوب ولم ير لانكشاف الضر وجــــــــه *** ولا أغنى بحيلته الأريـــــــــب أتاك على قنوط منك غـــــــــوث *** يجيء به القريب المستجيـب وكل الحادثات إذا تناهـــــــــــت *** فموصول بها الفرج القريــــــب ولا يخفى عليك أن هناك دعاء مأثورا عن النبي - صلى الله عليه وسلم – لمن ركبته الديون ولزمته الهموم يتعوذ فيه المؤمن من غلبة الدين، وهذه بعض الإرشادات التي سوف تعينك بعد توفيق الله على الخروج من الأزمة، وهي كما يلي: (1) عليك بكثرة اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه، قال تعالى: {أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}، وأرجو أن تلحي في الدعاء وتوقني الإجابة، واختاري الأوقات الفاضلة، وكرري اللجوء، ونسأل الله أن يفرج عليك. (2) عليك بكثرة الاستغفار فإنه يذهب الهموم والأخطار، وهل تقع علينا المصائب إلا بذنوبنا، كما قال العباس عمّ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفع إلا بتوبة". (3) عليك بكثرة الصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإنها سبب لذهاب الهموم، كما جاء في حديث أُبي - رضي الله تعالى عنه – حيث قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذًا يكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك). (4) احرص على تقوى الله فإنه سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرًا}، ووعدهم بالخروج من الورطات والأزمات فقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}. (5) أكثري من ذكر الله، وكرري دعاء نبي الله يونس – عليه السلام – الوارد في قوله تعالى: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين}. (6) أكثري من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فإنها كنز من كنوز الجنة، وهي ذكر واستعانة بالله. (7) أعلني رضاك بما قدره الله؛ فإن ذلك باب إلى السعادة، وكان الأخيار يرون سعادتهم من مواطن الأقدار. (8) اشكري ما عندك لتنالي بشكرك المزيد، قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}. (9) كوني في معاونة للضعفاء ليكون العظيم في حاجتك، (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). (10) احرصي على بر والديك وصلة؛ رحمك فإن ذلك من أسباب التوفيق، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه). ونسأل الله لك التوفيق والسداد. وبالله التوفيق.
المجيب :
د. أحمد الفرجابي
0 التعليقات
إرسال تعليق