‏إظهار الرسائل ذات التسميات بيان للناس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات بيان للناس. إظهار كافة الرسائل
| 1 التعليقات ]


حتى تكون أسعد الناس..
.إجعل الفرح شكرا..والحزن صبرا..
والصمت تفكرا..والنطق ذكرا..والحياة طاعة..
.كن مثل الطائر يأتيه رزقه في صباح مساء..ولا يهتم بغد..ولا يثق بأحد..ولا يؤذي أحدا..خفيف الظل رفيق الحركة
."كن في الدنيا كأنك غريب
أو عابر سبيل"
."صل صلاة مودع"
."ولا تتكلم بكلام تعتذر منه غدا"
.لا تنس"حسبنا الله ونعم الوكيل"
فإنها تطفئ الحريق..وينجو بها الغريق..ويعرف بها الطريق..
.أمس مات
واليوم في السياق
وغد لم يولد
وأنت إبن الساعة..فاجعلها طاعة..تعد لك بأرباح بضاعة

.الإستغفار يفتح الأقفال..ويشرح البال
ويذهب الأدغال..وهو عربون الرزق
.من الذي يجيب المظطر إذا دعاه..
وينقذ الغريق..إذا ناداه..
ويكشف الكرب عنا..من؟!
إنه...الله..
.الزم"ياذا الجلال والإكرام"
وداوم على"ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث" لترى الفرج والفرح والسكينة..

| 0 التعليقات ]

يُحكى أنه كان هناك مجموعة من القنافذ تعاني البرد الشديد؛ فاقتربت من بعضها وتلاصقت طمعاً في شيء من الدفء؛ لكن أشواكها المدببة آذتها، فابتعدت عن بعضها فأوجعها البرد القارص، فاحتارت ما بين ألم الشوك والتلاصق، وعذاب البرد، ووجدوا في النهاية أن الحل الأمثل هو التقارب المدروس؛بحيث يتحقق الدفء والأمان مع أقل قدر من الألم ووخز الأشواك.. فاقتربت؛ لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم.. وابتعدت لكنها لم تبتعد الابتعاد الذي يحطّم أمنها وراحتها.

وهكذا يجب أن نفعل في دنيا الناس؛ فالناس كالقنافذ، يحيط بهم نوع من الشوك غير المنظور، يصيب كل من ينخرط معهم بغير حساب، ويتفاعل معهم بغير انضباط.

وانظر تَرى كيف أن رفع الكلفة والاختلاط العميق مع الناس، يؤذي أكثر مما يُفيد، ويزيد من معدل المشاحنات والمشكلات.

إن النبيه من يتعلم الحكمة من القنافذ الحكيمة؛ فيقترب من الآخرين اقتراب من يطلب الدفء ويعطيه، ويكون في نفس الوقت منتبهاً إلى عدم الاقتراب الشديد حتى لا ينغرس شوكهم فيه.

بلا شك الواحد منا بحاجة إلى أصدقاء حميمين يبثّهم أفراحه وأتراحه، يسعد بقربهم ويُفرغ في آذانهم همومه حيناً.. وطموحاته وأحلامه حيناً آخر.

لا بأس في هذا.. في أن يكون لك صفوة من الأصدقاء المقرّبين؛ لكن بشكل عام، يجب -لكي نعيش في سعادة- أن نحذر الاقتراب الشديد والانخراط غير المدروس مع الآخرين؛ فهذا قد يعود علينا بآلام وهموم نحن في غنى عنها.

احذر يا صديقي أن تكون بوابة القلب بلا مفتاح، يدخلها من شاء دون أن يؤدّي طقوس الصداقة، ويوقّع على شروطها.
عِش في الدنيا وبينك وبين سكانها مساحة ثابتة تتيح لك أمان غَدَراتهم، وسوء تدبيرهم.
وتذكّر دائماً أن الناس قنافذ.. فاقترب ولا تقترب, وابتعد دون أن تبتعد.


بقعة ضوء: الأصدقاء ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا نستغني عنه، وطبقة كالدواء لا نحتاج إليه إلا أحياناً، وطبقة كالداء لا نحتاج إليه أبداً.

| 0 التعليقات ]

د.محمد المهدي -استشاري علاج  زواجي  ورئيس قسم الطب النفسي – كلية طب دمياط - جامعة الأزهر

أنماط من الشخصيات يجب الانتباه إليها عند الزواج:
ولما كان موضوع الاستشارة يعتمد أساسًا على الآخرين وأمانتهم وبصيرتهم, ونظرًا لاحتمالات الخداع في هذا الجانب بسبب ضعف التواصل بين الناس وعدم معرفتهم ببعضهم بدرجة كافية حتى ولو كانوا جيرانًا متقابلين في عمارة واحدة أو حتى أقارب, لذلك يصبح للمقابلة الشخصية أهمية كبيرة في قرار الزواج لأنها رؤية فعلية للآخر دون وسيط (خادع أو مخدوع أو مجامل).

ولكن هذه الرؤية أو المقابلة الشخصية المباشرة تحتاج لعلم ومهارة لكي نتمكن من فهم مفاتيح الشخصية وتحديد نمط سلوكها الحالي والمستقبلي. وقد أصبح هذا ممكنًا بناءً على الدراسات المستفيضة في العلوم النفسية بحيث تم تقسيم الشخصيات إلى أنماط لها خصائص محددة ومفاتيح تسهل قراءتها إلى حد كبير. والناس كثيرًا ما تتجمل وتلبس أقنعة ولكنهم لا يستطيعون طول الوقت أن يُخفوا صفاتهم الحقيقية كلها فتفلت منهم أشياء تسهل قراءة بقية السمات التي حاولوا إخفاءها بقصد التجمل أو الخداع, خاصة إذا تكررت المقابلة أكثر من مرة قبل بداية الخطوبة أو أثناء فترة الخطوبة. وهناك مجموعة من الشخصيات يصعب جدًا التعايش معها, ومجموعة أخرى من الشخصيات يمكن التعايش معها مع وجود بعض المتاعب والمشكلات وسنوضح ذلك فيما يلي ليكون مفتاحًا مهمًا في يد المقبلين على الزواج وذويهم ولنقلل من احتمالات الخداع لأقل درجة ممكنة.

                                                                  أولاً:
                                                 شخصيات يصعب الحياة معها


1. الشخصية البارانوية (الشكاك المتعالي):
محور هذه الشخصية الشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع العداء والإيذاء منهم فكل الناس في نظره أشرار متآمرون. هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه في طفولته المبكرة لم يتلقَّ الحب من مصادره الأساسية (الوالدين), لذلك لم يتعلم قانون الحب. وهو دائم الشعور بالاضطهاد والخيانة ممن حوله, وهذا الشعور يولد لديه كراهية وميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم. ويتخذ عدوانه صورًا كثيرة منها النقد اللاذع والمستمر للآخرين, أو السخرية الجارحة منهم وفي نفس الوقت لا يتحمل أي نقد من أحد فهو لا يخطئ أبدًا (في نظر نفسه) وهو شديد الحساسية لأي شيء يخصه.

والشخص البارانوي لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير, ولذلك فالكلام معه مجهد ومتعب دون فائدة, وهو يسيء تأويل كل كلمة ويبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة ويتوقع الغدر والخيانة من كل من يتعامل معهم. وهو دائم الاتهام لغيره ومها حاول الطرف الآخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه وسوء ظنه, بل إن محاولات التودد والتقرب من الآخرين تجاهه تقلقه وتزيد من شكوكه. وفي بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد وكراهية للناس ولذلك يسعى لامتلاك القوة (امتلاك المال أو امتلاك المناصب أو غيرها) فإذا استقرت أوضاعه المالية والاجتماعية ووصل إلى ما يريده فإنه يشعر بالاستعلاء والفخر والعظمة ويتعالى على الآخرين وينظر إليهم باحتقار.


والسؤال الآن: كيف نكتشفه في فترة التعارف أو في فترة الخطوبة؟
نجده كثير الشك في نوايا خطيبته, يسألها كثيرًا أين ذهبت ومع من تكلمت, وماذا تقصد بكلامها, ويجعلها دائمًا في موقف المتهمة المدافعة عن نفسها, وهو شديد الحساسية تجاه أي نقد, في حين يتهكم ويسخر من الآخرين بشكل لاذع. وإذا كانت فتاة نجدها شديدة الغيرة بشكل مزعج حتى من أقرب الناس شديدة الحساسية لأي كلمة أو موقف, كثيرة الشك بلا مبرر, وخطيبها في نظرها كذاب ومخادع وخائن, تعبث في أرقام الهاتف لتعرف أرقام من يتصلون به, وتتنصت على مكالماته وتعبث في أوراقه أو أجنداته أو درج مكتبه للبحث عن دلائل الخيانة. وهذه الشخصيات لا يجد الطرف الآخر أي فرصة معها للسعادة فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء.

والسمات البارانوية ربما نجدها بشكل ما في العوانس والمطلقين والمطلقات وفي الأشخاص ذوي الميول المتطرفة، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرًا صعبًا وأحيانًا مستحيلاً.

2. الشخصية النرجسية (الطاووس - المتفرد - المعجباني):
وكلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ Narcissus ومصدرها أسطورة يونانية تقول إنه كان هناك شاب يوناني يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات.

فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب, يرى نفسه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم, يعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق وبالتالي هو محور الكون, والكل يدورون حوله يؤدون له واجبات الولاء والطاعة، ويُهيّئون له فرص النجاح والتفوق ويمتدحون صفاته المتفردة. تعرفه حين تراه فهو شديد الاهتمام بمظهره وبصحته وبشياكته, يتحدّث عن نفسه كثيرًا وعن إنجازاته وطموحاته. مغرور إلى درجة كبيرة لا يرى أحدًا بجواره، يستخدم الآخرين لخدمة أهدافه ثم يلقي بهم بعد ذلك في سلة المهملات. ليس لديه مساحة للحب, فهو لا يحب إلا نفسه وإذا اضطر للتظاهر بالحب فإن حبه يخلو من أي عمق وأي دفء. يميل كثيرًا للتباهي والشهرة والظهور ويهتم بهذه الأشياء أكثر من اهتمامه بجوهر الأشياء.

ربما يستطيع من خلال تقديره العالي لذاته أن يحقق نجاحات شكلية ظاهرية تدعم لديه شعوره بالتميّز, ولكن الحياة معه تكون غاية في الصعوبة فهو غير قادر على منح شريكة حياته (أو شريك حياتها) أي قدر من الحب بل هو يستغل الشريك لصعود نجمه وتألّقه ثم يلقيه بعد ذلك في أقرب سلة مهملات إذا وجد أنه استنفد أغراضه.

3. الشخصية الهيسترية (الدرامية - الاستعراضية - الزائفة):
هذه الشخصية نجدها أكثر في الفتيات والنساء عمومًا, وهي شخصية مثيرة للجدل ومحيرة وتشكل هي والشخصية السيكوباتية أهم الشخصيات التي كتبت فيهن الأشعار وعنهن الروايات. فهي شخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض, تراها غالبًا جميلة أو جذابة, تغري بالحب ولا تعطيه, تغوي ولا تشبع, تَعِد ولا تفي, والويل لمن يتعامل معها.

تبدي حرارة عاطفية شديدة في الخارج في حين أنها من الداخل باردة عاطفيًا. تبدي إغواءً جنسيًا يهتز له أقوى الرجال, في حين أنها تعاني من البرود الجنسي في الحقيقة, وتكره العلاقة الجنسية وتنفر منها. تعرفها من اهتمامها الشديد بمظهرها, فهي تلبس ألوانًا صارخة تجذب الأنظار مثل الأحمر الفاقع والأصفر الفاقع والأخضر الزاهي والمزركشات. وحين تتكلم تتحدث بشكل درامي وكأنها على المسرح وتبالغ في كل شيء لتجذب اهتمام مستمعيها. ولها علاقات متعددة تبدو حميمية في ظاهرها؛ لأنها قادرة على التلويح بالحب وبالصداقة, ولكن في الحقيقة هي غير قادرة على أي منها.

وفي بدايات العلاقة تراها شديدة الحماس وترفع الطرف الآخر في السماء، ولكن بعد وقت قصير يفتر حماسها وتنطفئ عواطفها الوقتية الزائفة وتهبط بمن أحبته إلى سابع أرض.

يتعلق بها الكثيرون لجمالها وشياكتها وأحيانًا لجاذبيتها وإغرائها, ولكنها تكون غير قادرة على حب حقيقي, وهي متقلبة وسطحية وخادعة ومخدوعة في نفس الوقت, وبالتالي فإن الحياة الزوجية معها تبدو صعبة.

وهي شخصية هشّة غير ناضجة, عندما تواجه أي ضغط خارجي لا تتحمله. فتحدث لها أعراض هستيرية (إغماء - تشنج - شلل هستيري - فقد النطق - أو غيره)، وذلك لجذب التعاطف والاهتمام ممن حولها وإذا لم تجد ذلك فهي تهدد بالانتحار بطريقة درامية، وربما تحاوله بعد أن تكتب خطابًا رومانسيًا أو تهديديًا، كل هذا بهدف استعادة الاهتمام بها.


وهي أنانية لا تهتم إلا بنفسها, ولا تستطيع الاهتمام بزوجها أو بيتها أو أبنائها, لذلك فهي زوجة فاشلة وأم فاشلة تقضي معظم الوقت في شراء الملابس والمجوهرات والإكسسوارات، وتقضي بقيته في التزين والفرجة على نفسها في المرآة واستعراض كل هذا في المناسبات والحفلات.


4. الشخصية السيكوباتية (النصاب - المحتال - المخادع - الساحر):
كذاب, مخادع, محتال, نصاب, عذب الكلام, يعطي وعودًا كثيرة, ولا يفي بأيٍ منها.
 لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد، ولكن كل ولائه لملذاته وشهواته. يسخر الجميع للاستفادة منهم واستغلالهم وأحيانا ابتزازهم، لا يتعلم من أخطائه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد، لا يعرف الحب, ولكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به ويغريهم بالوعود الزائفة, ويعرف ضعفهم ويستغلهم.

عند مقابلته ربما تنبهر بلطفه وقدرته على استيعاب من أمامه وبمرونته في التعامل وشهامته الظاهرية المؤقتة ووعوده البراقة, ولكن حين تتعامل معه لفترة كافية أو تسأل أحد المقربين منه عن تاريخه تجد حياته شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل والتخبط والأفعال اللا أخلاقية, وربما يكون قد تعرض للفصل من دراسته أو من عمله أو دخل السجن؛ بسبب قضايا نصب أو احتيال أو انتحال شخصيات, أو أنه يتعاطى المخدرات بكثرة.

وهذا النموذج يعرفه أصحاب الخبرة في الحياة ولكن تنخدع به الفتيات الصغيرات, فهو ينصب الفخ لفتاة قليلة الحظ من الجمال ويوهمها بالحب, ومن خلال هذا الوهم يبتزها ويستنزفها (ماديًا أو جنسيًا), ويدفعها للصراع مع أهلها لإرغامهم على الموافقة على الزواج منه, وإذا حاولوا أن ينصحوها بالابتعاد عنه (لما يعرفونه عنه وعن أسرته من انحراف) تزداد هي عنادًا وتمسكًا به, وإذا وافق الأهل مضطرين تحت ضغط ابنتهم المخدوعة وإلحاحها فإنه سرعان ما يتهرب منها ويغدر بها, وإذا حدث وتزوجها فإنه يذيقها الأمرين بسبب نزواته وانحرافاته وفشله وعدم تقديره للمسئولية.


5. الشخصية الإدمانية (الباحث عن اللذة دائمًا):
هذا الشخص دائمًا لديه رادار يبحث عن اللذة في أي شيء وفي أي موقف؛ فاللذة هي المحرك الأساسي لسلوكه ولذلك نراه يجرب سائر أنواع المخدرات والمسكرات ويفاضل بينها وينشغل بها, ويجرب سائر أنواع العلاقات العاطفية والجنسية؛ بحثًا عن الأكثر لذة والأكثر متعة, فهو أولاً وأخيرًا ذواقة للأشياء وللبشر ولا يعرف الوفاء لأي شيء ولا لأي شخص وبالتالي لا تدوم معه الحياة ولا يشعر بالمسئولية الدائمة تجاه أحد. وحياته شديدة التقلب شديدة الاضطراب.

تعرفه وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق دخانها بعمق شديد منسجمًا ومستمتعًا, وتجد لديه تعلقات كثيرة بمشروبات أو مأكولات فهو عاشق متيم بالتدخين وبفنجان القهوة وبسيجارة الحشيش أو البانجو, وكثير التعاطي للمهدئات والمسكنات والمنشطات والمسكرات. والمرأة بالنسبة لهذا الشخص لا تعدو كونها موضوع جنسي استمتاعي مثل أي شيء يستمتع به ثم يلقيه على قارعة الطريق مثل الزجاجات الفارغة أو يضعها في الطفاية مثل أعقاب السجائر.

وهو رغم ذلك عذب الحديث وجذاب بالنسبة للجنس الآخر ويوهمهم بأنه عازم على ترك إدمانه وأن الحب هو الدواء العظيم له, وتنخدع الضحية وتعتقد أنها ستقوم بدور عظيم في علاج وهداية هذا الشاب الطيب الذي ظلمته الحياة وظلمه الناس ولم يفهموه, وتصر على إتمام الخطبة والزواج منه رغم معارضة أهلها لما يعرفوه عنه من سلوك إدماني, وبعد ذلك تحدث الكارثة وتكتشف المخدوعة أن الإدمان في دمه وليس في يده.

وعلامات هذه الشخصية التي يمكن أن تظهر في فترة التعارف أو الخطوبة: التدخين بشراهة, استعمال أنواع متعددة من المخدرات والمسكرات، وليس شرطًا أن يكون مدمنًا لها جميعًا, تعدد علاقاته العاطفية والجنسية, اضطراب مسار عمله.

وللحديث بقية..

| 0 التعليقات ]

لعل جسدك هو أكثر شيء يلازمك منذ الميلاد وحتى الممات؛ لكن ما أقل ما نعرفه عن أجسادنا. وفيما يلي عشر حقائق نشكّ

1.    بقايا الذيل

معظم الفقاريات لديها ذيل تستخدمه لحفظ توازن الجسم، وهو يمثل امتداداً للعمود الفقري. الغريب أن الإنسان لديه بقايا ذيل قديم، والأغرب أن جنين الإنسان يكون له ذيل في بعض مراحل نموه، ويضمر هذا الذيل شيئاً فشيئاً مع نموّ الجنين حتى لا يتبقى منه سوى ذلك الجزء الصغير الذي يسمى "العصعص".
الغريب أن الإنسان لديه بقايا ذيل قديم

*************************


ضروس العقل هي أشياء أخذناها ضمن التركة التي ورثناها من الإنسان القديم
2.    سرّ ضروس العقل
ضروس العقل هي أشياء أخذناها ضمن التركة التي ورثناها من الإنسان 
القديم

مع كل الآلام والمشاكل التي تسببها، لا يبدو أن لضروس العقل فائدة أخرى سوى أنها مصدر رزق لا يستهان به لأطباء الأسنان! لكن لماذا تظهر لدينا هذه الضروس أصلاً؟
في حقيقة الأمر، ضروس العقل هي أشياء أخذناها ضمن التركة التي ورثناها من الإنسان القديم الذي كان يعتمد في غذائه على اللحوم؛ لكن بعد أن تغيرت أحوالنا وكبرت أمخاخنا بدرجة كبيرة على حساب حجم الفك، أصبحت هذه الضروس زائدة ومحشورة في مساحة ضيقة، وبالتالي أصبحت تسبب كل هذه المشاكل.


*************************



3.    وضع الجسم يؤثر على الذاكرة

من المعروف أن بعض الأشياء تذكّرنا ببعض الأحداث في حياتنا؛ فمثلاً: إذا سمعت أغنية معيّنة؛ فإنها تذكّرك بالحبيبة القديمة الخائنة، وإذا رأيت المسطرة تذكّرتَ مشاكلك مع مسائل الميكانيكا.
الجديد الذي اكتشفه العلماء هنا هو أن الجسم إذا كان في نفس الوضع الذي كان عليه عند تسجيل المعلومة في المخ؛ فإن هذا يجعله يتذكّرها أفضل؛ لهذا فلا داعي للاستذكار مرة أخرى وأنت نائم في السرير.



*************************

4.    العظام تتحلل عند الحاجة إلى مكوّناتها
العظام تتحلل عند الحاجة إلى مكوّناتها

العظام تتحلل عند الحاجة إلى مكوّناتها
إضافة إلى وظيفتها في حمل أعضاء الجسم وربطها معاً؛ فإن العظام أيضاً تعمل على موازنة مستوى الكالسيوم والفوسفور في الجسم. تحتاج عضلات وأعصاب الجسم إلى هذين المعدنين؛ فإذا لم تكن هناك كمّيات كافية منهما، سحب الجسم الكميات المطلوبة من العظام.

*************************

مخك يأكل معظم وجباتك
مخك يأكل معظم وجباتك
5.    مخك يأكل معظم وجباتك!

رغم أن المخ لا يمثل سوى حوالي 2% من وزن الجسم؛ إلا أنه يستهلك أكثر من 20% من حاجة الجسم إلى الأكسجين والسعرات الحرارية، ولهذا فإن ثلاثة من الشرايين الرئيسية في الجسم تضخّ الدم باستمرار إلى المخ، العضو الحيوي جداً وأهم أعضاء الجسم.




*************************

آلاف من البويضات تظل غير مستخدمة
آلاف من البويضات تظل غير مستخدمة
6.    آلاف من البويضات تظل غير مستخدمة

عندما تصل المرأة إلى نهاية الأربعينات أو بداية الخمسينات، تتوقف الدورة الشهرية وتتوقف عملية نضج البويضات وتهيئتها للتبويض، والتي تتم بمعدل بويضة واحدة كل شهر. الغريب أن هناك حوالي 34 ألف بويضة غير ناضجة في المبيضين، وحوالي 350 بويضة فقط هي التي تنضج خلال سنوات الخصوبة.





*************************

البلوغ يؤدي إلى تغيير شكل المخ
البلوغ يؤدي إلى تغيير شكل المخ
7.    البلوغ يؤدي إلى تغيير شكل المخ

تتميّز فترة المراهقة بفوران من الهرمونات يؤدي إلى تغييرات جذرية في شكل الجسم خلال فترة قصيرة؛ لكن لماذا تتميّز هذه الفترة بالكثير من التقلبات العاطفيّة والمزاجيّة؟ هذا لأن الهرمونات تُجري الكثير من التغييرات في الخلايا العصبيّة المكونة للمخ نفسه أيضاً.






*************************

عندما تضحك يضحك العالم معك.. فعلاً!
عندما تضحك يضحك العالم معك.. فعلاً!
8.    عندما تضحك يضحك العالم معك.. فعلاً!

إن مجرد مشاهدة شخص يتثاءب -حتى ولو كان هذا الشخص في التليفزيون- فإننا نشعر على الفور بالحاجة إلى التثاؤب، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الضحك أيضاً مُعدٍ؛ فمجرد سماع صوت ضحكة، يؤدي إلى تنشيط منطقة من المخ مسئولة عن تحريك حركات الوجه، وتجد الابتسامة طريقها إلى وجهك.





*************************
جلدك له أربعة ألوان!
جلدك له أربعة ألوان!
9.    جلدك له أربعة ألوان!

إذا لم يكن للجلد لون؛ فإنه كان سيظهر بلون أبيض كريمي؛ لكن هناك ثلاثة ألوان أخرى -إضافة إلى الأبيض- تتحكم في لون الجلد الحقيقي: أحمر قادم من الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد، والميلانين ذو اللون البني الغامق، وصبغة أخرى صفراء. وتتحكم نسب وجود هذه الألوان في اللون النهائي للجلد.




*************************

معدتك تفرز حمضاً حارقاً
معدتك تفرز حمضاً حارقاً
10.    معدتك تفرز حمضاً حارقاً

هناك سائل خطر تحظر أجهزة الأمن دخوله إلى المطارات أو صعوده على الطائرات، الغريب أن هذا السائل يتم إفرازه في معدتك (حمض الهيدروكلوريك)، ويستخدم لمعالجة المعادن في المصانع، هذا السائل السام الذي يفرز لهضم الطعام يستطيع أن ينخر الصلب؛ لكن الغريب أن الغشاء المخاطي للمعدة يتحمله.



| 0 التعليقات ]

العشر... فرصة



إلى من فاتهم أن تعتق رقابهم من النّار في رمضان فعادوا من بعدها تائهين، ومن لذات الطاعات محرومين ما زالت أمامكم فرص... أدركوها.. أبواب المغفرة واسعة والأمل فى الفوز يتجدد هيا انطلق..

اعلموا أنّ الله عز وجل اختار الزمان، وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجه وأحب ذي الحجة العشرة الأولى وعشرنا هذه ليست كأي عشر، بل فيها فضائل:

1- أنّ الله عز وجل أقسم بها فقال: {وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر:1-5]

2- أنّ الله عز وجل سماها الأيّام المعلومات فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: من الآية 28].

3- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيّام الدنيا أيّام العشر».

4- أنّه صلى الله عليه وسلم حث على أفعال الخير فيها.

5- أنّه صلى الله عليه وسلم أمر بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فيها.

6- فيها يوم التروية.

7- فيها يوم عرفة يكفر صيامة سنة ماضية وسنة قادمة.

8- الحسنات فيها تتضاعف، عن أنس بن مالك قال: "كان يقال في أيّام العشر لكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشر آلاف يعني في الفضل".

9- أنّ فيها الحج.

10- أنّ فيها يوم النحر الذي هو أعظم أيّام الدنيا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيّام العشر-. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»

ومن أحب الأعمال في هذه الأيّام:

الصيام: لأنّه من أحب الأعمال إلى الله وهو العمل الصالح الوحيد الذي اختص الله نفسه به.

وأيضا الصدقة: لأنّها تطفئ غضب الربّ، ولا أقصد الصدقة المالية فقط بل أيضا عندما نذكر الله تكتب لنا صدقة ففي كل:

تسبيحة صدقة..

وكل تهليلة صدقة..

وكل تكبيرة صدقة..

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة..

والابتسامة في وجه الآخرين صدقة..

ومساعدة النّاس صدقة..

التكبير:يسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى جليس من يذكره. وصفة التكبير: ((الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)). ولها أيضاً صفات متعدره وارده في السنة.

الأضحية: ومن الأعمال الصالحة في أيّام العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والتبرع بثلثها للفقراء والمساكين مشاركة منّا لآلامهم ورغبة منّا في إسعادهم.

التوبة والاقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب:حتى يترتب علـى الأعمال المغفـرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، ففي حديـث عن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه» [متفق عليه].

إن الله سبحانه وتعالى رحيم.. يحب أن يجعل لعباده فرص التوبة.. ويحب أن يرى عباده يتقربون إليه بالطاعات.. لذلك جعل الله لنا كل عام أيام خير وبركة.. يضاعف الله لنا فيها الثواب لترغيبنا في العمل فيها..

فادعُ الله أن يبلغك تلك الأيّام وتنعم بها على طريقة المؤمن الصالح.

وأخيراً: سبل الخير كثيرة، يجب علينا اغتنام أوقاتنا بما ينفعنا بالآخرة قبل الدنيا.

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا..


| 0 التعليقات ]

متى نصر الله




في ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته على الأمم والشعوب، مع ما يقابله من استضعافٍ للأمم المسلمة، وانحسار نورها وخفوته، تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الأبلج، الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفاقةً في أرجاء المعمورة، وتنتشر فيه أنوار الحق تضيء للعالم الذي أثقلته قيود الكفر والطغيان .
ولكي تتحقق هذه الأماني الغالية يجب علينا أن نتلمّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع الكئيب، ولا يكون ذلك إلا بالعودة إلى كتاب الله تعالى؛ لنأخذ منه السنن الكونية والنفسية لتحقيق الأمل المنشود؛ فلذلك: اخترنا في هذا الصدد آيةً عظيمةً من كتاب الله تعالى، تصور حال الفئة المؤمنة وقت الشدة والأزمات، وهي قوله تعالى: {مَتَى نَصْرُ اللّهِ} [البقرة:214] لتكون منطلقاً للحديث عن هذه القضية المهمة .
يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214] هذه الآية الكريمة نزلت يوم الخندق، حينما عانى المسلمون أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي من البرد وضيق العيش، وتكالبت قوى الكفر عليهم لتزيل وجودهم، وتجعلهم أثراً بعد عين، وليس أبلغُ في وصف حالهم من قوله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} [الأحزاب:10-11] وبالرغم من ذلك الهول الذي واجهه المسلمون فقد صبروا على ما أصابهم، وأدّوا ما أمرهم الله حتى جاءهم النصر المبين، واندحرت جيوش الكفر تجرّ أذيال الهزيمة، وتتجرّع كؤوس المهانة، وكانت تلك الواقعة درساً عظيماً للأمة المسلمة، كشفت بجلاء عن حقيقة النصر، والسبل التي تؤدي إليه .
ومن خلال فَهْمنا لذلك الدرس، نستطيع أن نجيب على تلك التساؤلات التي يرتفع صوتها بين الحين والآخر قائلةً: " أما آن للظلم أن يندحر؟ أما آن للقيد أن ينكسر؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي يبزغ فيه فجر الإسلام، ويزول فيه ليل الظلم والطغيان؟ " أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، وجوابها أن الله تعالى قضى بحكمته أن تكون المواجهة بين الحق والباطل سنةً كونيةً من سنن الحياة منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لكن العاقبة للمتقين، والغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي هذا يقول الله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات: 171-173]. وبشّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك، فعن تميم الداري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ الا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر» [رواه أحمد في " مسنده " و البيهقي في " سننه "].
وهذا النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين ليس مقتصراً على الدنيا فحسب، كما دلّ عليه قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51] وقد يتساءل البعض فيقول: "قد عُلِمَ أن بعض الأنبياء قتله قومه، كيحيى و زكريا عليهما السلام، ومنهم من ترك قومه مهاجراً كإبراهيم عليه السلام، فهل يتعارض ذلك مع ما جاء في الآية السابقة ؟ " والجواب البديهي والسريع على ذلك أن نقول: لا تعارض في ذلك أبداً؛ وذلك لأن الانتصار لأولئك الأنبياء قد حصل بعد مماتهم، كما فعل الله بقتلة يحيى و زكريا عليهما السلام، فقد سلّط الله عليهم من أعدائهم من يهينهم ويسفك دمائهم، وأما النمرود فقد أخذه الله أخذ جبّار منتقم، وانتصر الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، وتحقق بذلك موعود الله تبارك وتعالى، وفي " صحيح البخاري " عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقدآذنته بالحرب» [رواه البخاري]، وهكذا نصر الله أنبياءه على من خالفهم وكذبهم، وجعل كلمته سبحانه هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وأنجى الله تعالى المؤمنين من بين أظهرهم، ونصرهم على عدوهم .
ما سبق كان جواباً سريعاً وبدهيّاً يحسنه كل أحد، ولكن ليس هذا هو مكمن الأمر، وحقيقة السر، لقد أخبرنا الله عزوجل بقصة أصحاب الأخدود، حين قال تعالى في محكم كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10] إنها نهاية مؤلمة يتفطّر لها قلب كل مؤمن، ولا يملك عينه من الدمع عندما يتراءى له ذلك المشهد أمام مخيّلته، وبالرغم من ذلك لم يخبرنا الله تعالى بأنه أرسل جنوداً من السماء على أولئك القتلة المجرمين، ولم يخبرنا أيضاً بأنه خسف بهم الأرض أو أرسل عليهم حاصباً، كل هذا لم يخبرنا الله به، فأين النصر؟!! إن الله عزوجل يريد أن يعلم الأمة درساً عظيماً، وأمرا جليلاً، ألا وهو: أن النصر لا يكون بالأسباب الظاهرة، والعقوبات العاجلة فحسب، لكن حقيقة النصر الثبات على المبادئ.
إن أولئك الشهداء المؤمنين قد انتصروا في حقيقة الأمر؛ لأنهم استطاعوا أن يثبتوا على مبدأ الإيمان مع كل تلك الخطوب العظيمة، والآلام الجسيمة، تلك هي حقيقة النصر التي يجب أن تتعلمها الأمة وتعيها جيداً.
على أن هذا النصر الظاهر قد يتأخر، ويستبطئه المؤمنون؛ لحكمة يريدها الله، ولأسباب لا يعقلها إلا من وهبه الله نظراً ثاقباً وفهماً عميقاً للأمور والأحداث، ومن تلك الأسباب كون الأمة الإسلامية غير مؤهلة لحمل راية الإسلام، فلو نالت النصر لفقدته سريعاً، لعدم قدرتها على حمايته طويلاً، وقد يبطيء النصر لأن الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يزيدوا صلتهم بالله، ويجردوا نواياهم من كل ما يشوبها من حب للظهور أو طلبٍ لأطماع دنيوية أو مآرب شخصية، فإذا توافرت أسباب النصر عند الأمة كانت الأمة جديرة بنصر الله تعالى لها، ومن ناحية أخرى قد يتأخر النصر؛ لأن الباطل الذي تحاربه الفئة المؤمنة لم تنكشف حقيقته للبسطاء من الناس، وبالتالي لم يقتنعوا بعدُ بفساده، وضرورة زواله، فيحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت والجهد لكشف زيفه، وبيان بطلانه، كي يتقبّل الناس ذلك النصر، ويكون له أعظم الأثر في نفوسهم بعدما تبيّنت لهم حقيقة الباطل، وأثره السيء على دينهم ودنياهم. فإذا غلبه المؤمنون حينئذٍ لم يجد من يذرف الدموع عليه، ويأسف على زواله .
وخلاصة القول: إن الله سبحانه وتعالى سوف يعلي كلمته، وينصر دينه، ولن يتم ذلك إلا بالأخذ بأسباب النصر، وعوامل تحققه، ومهما طال ليل الهزيمة، فإن فجر النصر آت بإذن الله ووعده، وحينئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويتم الله الأمر لهم، وتنتشر الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، نسأل الله تعالى أن يرينا ذلك اليوم، وما ذلك على الله بعزيز .

| 0 التعليقات ]



Image
إن اتساع ظاهرة "فالنتاين" وانتشارها لتشمل العديد من العواصم العربية كالقاهرة وتونس وبيروت ودمشق وغيرها يعكس مدى انتشار هذا النمط الجديد المغري عاطفيًّا وربحيًّا؛ باعتباره نمطاً عصريًّا متحضرًا.
لكن الاحتفال بـ"عيد الحب" بدا مبالغًا فيه إلى حد كبير لدرجة إقامة تظاهرات شعبية في بعض الدول، وإذا لم تحتفل بهذا اليوم أو لم تقدم أو تتلقَ هدية فلا بد أنك تفتقد شيئًا ما مهمًّا؛ وبيَّن استطلاع في نيوزيلندا أن الرجال يشعرون بضغط كبير لشراء هدايا في عيد الحب، وأن النساء يشعرن باستياء إذا لم يقدم لهن أحباؤهن هدية، بل إن بعض النساء اللاتي لا يتوقعن تسلم رسائل حب في هذه المناسبة يرسلن بطاقات إلى أنفسهن أو كلابهن!!
ولم يكن من قبيل المصادفة أن يحمل أحد فيروسات الحاسب الشهيرة عنوان "أحبك"؛ ذلك أن ذكاء المصمم -أو لنقُل خُبثه- أرشده إلى كلمة في غاية الحساسية؛ لما تختزنه من مشاعر، وتذيب كل برود.
لا نريد الحديث هنا عن الفيروس، بل الإشارة إلى أن اشتغال فيروس على كاريزما الحب جلب خسائر بمليارات الدولارات وعطَّل ملايين الأجهزة؛ ما يصور مدى الهوس "بالغرام" الذي جعل فالنتاين ينفلت من نطاق تقليد ثقافي خاص إلى ظاهرة كونية يمكن استثمارها وتحقيقها لمكاسب مالية ضخمة بقدر الخسائر التي تحققت بفعل الفيروس. خاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت زيادة نفوذ الآلة الإعلامية التي كانت قنطرة لتسويق العولمة، وإعادة التشكيل الثقافي، كما شهدت أحداثًا مأساوية جعلت الكثيرين في العالم يتطلعون إلى يوم الحب.
قصة فالنتين  
إن ظاهرة الاحتفال تشمل أبعادًا دينية وثقافية واقتصادية فضلاً عن العاطفية، يتجسد البُعد الديني في الترميز الذي يشير إلى القديس فالنتاين أحد شهداء المسيحية سنة 270م، وحسب الرواية الأكثر شهرة من الروايات الثلاث التي توردها الموسوعة الكاثوليكية كان قد كتب قبل إعدامه رسالة وقَّعها بقوله: "مع حبي" لابنة الإمبراطور الروماني كلايديس الثاني الذي كان حرّم الزواج على الجنود؛ رغبة في تفريغ الجنود للحرب؛ لأن العُزّاب كانوا أثبت وأقوى في ساحة المعركة؛ فكان فالنتاين يعقد عقود الزواج سرًّا، ولما افتضح أمره تم إعدامه.
وفي العصر الفكتوري تحول العيد إلى مناسبة عامة عندما طبعت لأول مرة بطاقات تهنئة بهذا اليوم، وكانت الملكة فكتوريا ترسل مئات البطاقات المعطرة بهذه المناسبة إلى أفراد وأصدقاء الأسرة الملكية، وترجع أقدم رسالة حب كتبت باللغة الإنجليزية لهذه المناسبة إلى سنة 1477م. وطقوس هذه المناسبة تتنوع من تبادل الورود الحمراء إلى بطاقات التهنئة إلى صورة "كيوبيد" (إله الحب عند الرومان) إلى غير ذلك من الإبداعات.
وإذا كان هذا الحدث -إن تأكد- يشكل مشروعية للاحتفال بيوم الحب حينها؛ فما مبررات استدامته وعَوْده كل سنة؟ وهل يمكن لهذه الخصوصية أن تفلت من أَسر الزمان لتمتد بامتداده وتتعدى نطاق الجغرافيا؟ فما الذي يدفعه إلى الكونية؟ الأسباب لا تقتصر على البعد الديني؛ فثمة العاطفي والثقافي والاقتصادي.
المشاعر = استهلاك  
 
فالتنميط الاستهلاكي الذي كرّسته الرأسمالية كان له أثر كبير في التحولات الثقافية والاجتماعية، وخاصة في مجال العلاقات الناظمة للمجتمع؛ ففي ظل النظام الرأسمالي تم تَشْييء الإنسان (أي تحويله إلى شيء)؛ وهو ما قلّص من الشحنة التراحمية التي كانت تتمتع بها المجتمعات التقليدية، حتى تحول إلى ما يشبه "الآلة"؛ الأمر الذي ربما يؤكده شكل العلاقات الأسرية النووية وتهميش الممتدة منها.
هذا النمط الجديد من الحياة الذي حوَّل الإنسان إلى "كائن استهلاكي" جعل لهاثه الدائم لتلبية احتياجاته يهمِّش المشاعر والأحاسيس؛ لتخرج من حيز الممارسات اليومية في المجتمعات التقليدية إلى حيز المناسبات السنوية؛ ما ينم عن فقر في المشاعر الإنسانية المتبادلة، وهنا تكون المبالغة في الاحتفاء بها -في أحد جوانبها- تعويضًا عن النقص والحرمان باقي الأيام. أمر آخر نلحظه، وهو أن سهولة الاتصال وعولمته لم تفلح في تقريب الناس من بعضها؛ فالواضح أنه كلما زادت سهولة الاتصال وأدواته تضاءلت العلاقات الإنسانية المباشرة، وانعكس ذلك على فقر عام في المشاعر، ولم تقدم التقنية إلا نسيجًا من العلاقات وهميًّا أكثر منه حقيقيًا.
ومن جانب آخر تعتبر المبالغة تلك إرضاء للنزعة الاستهلاكية؛ حيث تُنفَق الملايين على الزهور وبطاقات التهنئة ورسائل الحب والشوكولاتة، وتربح كولومبيا –مثلاً– نحو 600 مليون دولار سنويًّا من زراعة وتصدير أكثر من 50 نوعًا من الزهور، 40% من الورد يباع في عيدي الحب والأم، وأنفق البريطانيون في عيد الحب سنة 2000م نحو 35 مليون دولار، وترتفع نسبة بيع الورود في هذا اليوم إلى 400% عنها في الأيام العادية.
الحب على الطريقة العصرية  
هذا التأثير ربما يكون له صلة ببعض التغيرات اللغوية حتى شهدت كلمة "الحب" تغيرا وتحولا من الدلالة على المعنى المعروف لها؛ لتربطها بالإيحاءات والممارسات الجنسية، وتقترن في اللغة الإنجليزية بالفعل "يمارس" (make love). هذه التغيرات كان لها انعكاسات على شكل العلاقات بما يتناسب مع ديناميكية الحياة الجديدة وسرعتها؛ فظهرت تقليعات مثل "الحب على الطريقة العصرية"، و"الحب على الطريقة اليابانية"، و"الحب الإلكتروني" و…
ففي "الحب على الطريقة العصرية" مثلا، وهو وصفة أمريكية، يتم تقديم تسهيلات لأولئك الذين يتوقون شوقًا للمواعيد الغرامية خلال 7 دقائق، بدأ ذلك في لوس أنجلوس وسط التجمع اليهودي، ثم انتقل إلى نيويورك ولندن وغيرها. هذه "الخدمة العاطفية" تقدمها بعض المقاهي والحانات كخدمة إضافية، ولهذه "اللعبة" قواعدها التي تتناسب مع الفكرة والهدف، وللجسد فيها دور كما للسان.
وفي "الحب الإلكتروني" الذي اجتاح العالم تدخل المشاعر المجال الافتراضي؛ ليكون بديلاً مُرْضيًا. يقول المعنيون في اليابان تعليقًا على هذه الظاهرة: "إن الأسلوب الإلكتروني الجديد في الغزل لا يعني أن الرومانسية في المجتمع الياباني قد اندثرت". لكن ربما لا يستطيع هؤلاء نفي أن تلك الظاهرة تعكس حالة مجتمع يفضل أن يبقى مجهول الهوية في الوقت الذي يبحث فيه عما يلبي حاجاته في العالم الافتراضي، والأمر نفسه يقال في تفسير كثافة الحضور الذي تشهده غرف الدردشة العربية.
غرائب وابتكارات  
والأمر الذي يسترعي الانتباه هو الاستباق المحموم لابتكار غرائب من الهدايا والطقوس للاحتفال بهذا اليوم من نحو قيام قمر صناعي في وكالة "ناسا" الأمريكية بالدوران حول كوكب المريخ، وبث صور للمريخ تحمل بطاقة تهنئة لم يسبق لها مثيل، تصور سهلاً في القطب الجنوبي لسطح المريخ الأحمر على شكل قلب، وتم نشرها على الإنترنت سنة 2000م ليتسنى للعشاق إرسالها، فيما قدم ملياردير الملاحة اليوناني "أرسطو أوناسيس" إلى مغنية الأوبرا "ماريا كلاس" أغلى بطاقة تهنئة، وكانت سبيكة من الذهب الخالص المرصع بالألماس والزمرد داخل معطف من المنك الأسود، وقام باحث في بيولوجيا الميكروبات في رجبي بوسط إنجلترا بتقديم بطاقة تضم 500 مليار بكتيريا جمعها ليكتب بها "أحبك"... إلى آخره من غرائب أخرى لا تنتهي.
وإذا كان هذا الاستباق المحموم يوحي بغياب القضايا الكبرى التي تشغل المجتمعات الغربية؛ فإن عالمنا العربي المثقل والمثخن بقضاياه المصيرية العالقة منذ عقود لم تشغله خلال السنوات الماضية عن أن يشهد بعض الاحتفالات الخارجة عن السياق؛ فهل تمنعنا الأوضاع المتأزمة حاليًّا وأجواء الحرب المخيمة على المنطقة من الاحتفال بعيد فالنتاين؟!