تجتمع الأسرة في تمام التاسعة صباحا على مائدة الإفطار وقد تناولت الابنة الصحيفة اليومية من يد الأب الذي انتهى لتوّه من قراءتها وانتقلت البنت بشكل تلقائي إلى صفحة الحوادث التي تحب تصفحها رغم ما فيها من مآسٍ، وما هي إلا ثوانٍ قليلة قبل أن تنطلق البنت في شهقة مكتومة تابعها احمرار في الخدين واتساع في حدقة العين مما لفت انتباه الأسرة كلها إلى ابنتهم المذعورة في صمت كسره الأب بسؤال حاسم..
الأب: في إيه يا ندى؟! قريتي إيه في الجورنال عفرتك بالشكل ده؟ندى بدون أن تنطق حرفا واحدا ناولت أباها الجريدة ويدها اليسرى مازالت ملازمة لفمها غير مصدقة ما رأته لتوها، فتناول الأب الجريدة في ثبات وقال:
الأب: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى الأطفال الصغيرين مش عارفين نحميهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. حتّى الأيتام.. احفظ عيالنا يا رب.
قام الابن الأصغر بخطف الجريدة من يد الأب وقرأ بصوت عالٍ الخبر الذي أفزع الجميع..
كشفت نيابة أول المنصورة عن إجراء تقارير وتحقيقات داخل مؤسسة تربية البنين للأيتام في المنصورة، تؤكد ممارسة الشذوذ بالتراضي بينهم.وأفادت النيابة أن التحقيقات التي أجراها هشام ناصف نائب المدير، ومها شادي رئيسة القسم الاجتماعي، وأشرف توكل ووليد مصطفى الأخصائيان الاجتماعيان - أكدت ممارسة الشذوذ داخل المؤسسة، بالإضافة لممارسته "بشكل جماعي" حسب أقوال علاء عوض، مدير المؤسسة السابق خلال التحقيقات، الذي قدم 88 صورة ضوئية لمستندات تثبت وقائع الشذوذ داخل المؤسسة للنيابة..
المصري اليوم
الأم وهي تنكّس رأسها في الطبق المقابل لها ويداها قد ارتطمتا بخديها في حركة عنيفة، وطبقة دموع قد بدأت تلمع في عينيها: يا نهار مش فايت!، حتى العيال الصغيرة، إحنا إيه اللي جرى لنا؟ إيه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي؟ حبة عيال وأيتام كمان مش عارفين نحافظ عليهم؟!
الأب يعود من جديد ليتناول طرف الحديث: طالما مش عارفين يمنعوهم من اللي ممكن يحصل في الشارع يبقى نسيبهم للشارع أحسن، أهو على الأقل في ناس رايحة جاية يمكن يخافوا منهم إنما بالشكل ده الدار موفّرة لهم المكان والسترة اللي يعملوا فيها العمايل دي.
إيه مالك اتصدمت كده ليه؟الأب: في إيه يا ندى؟! قريتي إيه في الجورنال عفرتك بالشكل ده؟ندى بدون أن تنطق حرفا واحدا ناولت أباها الجريدة ويدها اليسرى مازالت ملازمة لفمها غير مصدقة ما رأته لتوها، فتناول الأب الجريدة في ثبات وقال:
الأب: لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى الأطفال الصغيرين مش عارفين نحميهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. حتّى الأيتام.. احفظ عيالنا يا رب.
قام الابن الأصغر بخطف الجريدة من يد الأب وقرأ بصوت عالٍ الخبر الذي أفزع الجميع..
كشفت نيابة أول المنصورة عن إجراء تقارير وتحقيقات داخل مؤسسة تربية البنين للأيتام في المنصورة، تؤكد ممارسة الشذوذ بالتراضي بينهم.وأفادت النيابة أن التحقيقات التي أجراها هشام ناصف نائب المدير، ومها شادي رئيسة القسم الاجتماعي، وأشرف توكل ووليد مصطفى الأخصائيان الاجتماعيان - أكدت ممارسة الشذوذ داخل المؤسسة، بالإضافة لممارسته "بشكل جماعي" حسب أقوال علاء عوض، مدير المؤسسة السابق خلال التحقيقات، الذي قدم 88 صورة ضوئية لمستندات تثبت وقائع الشذوذ داخل المؤسسة للنيابة..
المصري اليوم
الأم وهي تنكّس رأسها في الطبق المقابل لها ويداها قد ارتطمتا بخديها في حركة عنيفة، وطبقة دموع قد بدأت تلمع في عينيها: يا نهار مش فايت!، حتى العيال الصغيرة، إحنا إيه اللي جرى لنا؟ إيه البلاوي اللي بتتحدف علينا دي؟ حبة عيال وأيتام كمان مش عارفين نحافظ عليهم؟!
الأب يعود من جديد ليتناول طرف الحديث: طالما مش عارفين يمنعوهم من اللي ممكن يحصل في الشارع يبقى نسيبهم للشارع أحسن، أهو على الأقل في ناس رايحة جاية يمكن يخافوا منهم إنما بالشكل ده الدار موفّرة لهم المكان والسترة اللي يعملوا فيها العمايل دي.
آه شذوذ.. وشذوذ جماعي كمان.. أطفال في دار لرعاية الأيتام بيمارسوا الشذوذ الجنسي الجماعي في قلب الدار، الدار المليئة بمشرفين وأخصائيين اجتماعيين ومدرسين ومسئولين حدث فيها شذوذ، كذلك الذي يحدث بين أطفال الشوارع أسفل الكباري وداخل مقالب القمامة الرئيسية وعلى ضفاف النيل في أحياء القاهرة المنسية وفي الخرابات.. أي نعم أي لا فرق إذن بين الدار والخرابة سوى أن الأول هو مكان آمن لممارسة موبقات الشارع بأمان.
إحنا مش هنضيع وقت في الكلام من نوعية: إيه اللي جرى للأخلاق؟!! وإيه اللي جرى للمجتمع؟!! وإن عمرنا ما سمعنا إن الحاجات دي بين ولادنا.. لا يا سيدي الحاجات دي معرض ليها أي طفل في المرحلة دي من عمره؛ لأنه بيكون مضطرب وفي مرحلة التحول من الطفولة للرجولة.
السؤال بقى:
الكلام ده حصل إزاي في دار لرعاية الأيتام مفترض أن الرقابة فيها على مدار الساعة إلا فيما يتعلق بساعات النوم بس، حلو سامعك بتقول لي إن ساعات النوم هي الجو المناسب للكلام ده، هارجع وأقول لك برضه مستحيل ده يحصل إلا إذا كانت السراير مشتركة ودي في حد ذاتها كارثة أكبر.
بلاش نفترض افتراضات مش أكيدة، خلينا في الأكيد.. ماحدش سأل نفسه من الأخصائيين الاجتماعيين الأطفال اللي بيبلغوا سن الرشد بيفضلوا ليه جوه المؤسسة، واللي بيخرج وبيرجع بيرجع ليه، ماحدش لاحظ إن تصرفاتهم غريبة وتعاملهم مريب، خصوصا وإنهم أطفال هيظهر عليهم أي تغيير، وهيكون صعب عليهم يداروا، وإن داروا هييجي يوم وهيتكشف سرهم.
طيب بلاش نتكلم في تفاصيل بما إننا هنا مش نيابة ولا جهة تحقيق، بس عايزين نعرف لما أطفال لسه بيكتشفوا دنيتهم فجأة يبدأوا حياتهم بالشذوذ.. وشذوذ جماعي مش مجرد حالة فردية، إيه اللي هيحصل بعد 10 أو 15 سنة لما يصبحوا رجالة.. المجتمع هيجرى له إيه وهو مبني على مجموعة من الشواذ؟
المجتمع هشّ، بينخر فيه السوس من كل جزء فيه، الأمراض من جهة (الطاعون - إنفلونزا طيور - إنفلونزا خنازير) والبطالة من جهة تانية، والهوس الجنسي (لدى البعض ويبقى الجزء الأكبر سليما معافى) من جهة ثالثة، آخر ما ينقصنا هو أن نُفسد في أساسات هذا المجتمع، أن نفسد في الخرسانات التي تقوم عليها أعمدة المجتمع وإلا انهار وسقط على رؤوس الجميع سوي وشاذ، غني وفقير، صغير وكبير، فواقعة الشذوذ التي كُشف عنها مؤخرا وإن لم يثبت تكرارها في أعداد كبيرة من الدور المخصصة لنفس الغرض إلا أنها بالتأكيد بتدل على وجود مشكلة، بالتأكيد بتدل على خلل أصابنا، أصابنا كمجتمع، وأصاب أخلاقنا، خلل في التربية.. خلل في النظام كله.. مجتمع وبشر ومؤسسات وحكومة.خلينا نكون صرحاء مع بعض، صرحاء حتى لو كانت صراحة صادمة، طالما هذه الدور مش قادرة إنها تسيطر على سلوكيات الأطفال ومش قادرة تحميهم من قاذورات الشارع يبقى تسيبهم للشارع، أيوه على الأقل في الشارع هيخافوا من الناس، في الشارع هيدوروا على مكان يستخبوا فيه، في الشارع هتلهيهم لقمة عيشهم عن الشذوذ، هيلهيهم البرد عن ممارسة الرذيلة مع بعضهم البعض.. إيه؟ كلام جنان مش كده؟، شيء طبيعي؛ لأن اللي بيحصل جنان فلازم الرد عليه يكون على نفس المستوى في موضوع لا يحتمل أي هزار وآخرته انهيار.
لكن كالعادة أنت شبعت من الصراخ، وما أكثرهم من يجيدون فنون العويل، وكما تعودنا في أول كلمة أن نكون محاولة للحل وليس وسيلة لاجترار الألم والحسرة، وبالتالي خلاص ما بقاش ينفع تقرا وتمصمص شفايفك، ما بقاش ينفع تسمع وتتأثر وتكمل حياتك عادي، لازم تاخد موقف وتتحرك، لازم تساهم بأي حاجة مهما كانت صغيرة فهي مهمة، وعشان ما نبقاش بنتكلم كلام قهاوي خليني أديك حبة تفاصيل..
أكيد تعرف أو حد من أصحابك يعرف دار رعاية أيتام معينة قريبة من بيتك، خصص لها يوم في الأسبوع للزيارة، وفي الزيارة مش ضروري تدفع فلوس لو مش قادر، ومش ضروري تشتري لعب للأطفال لو مش مالك، ومش ضروري تجيب أكل لو ما بتعرفش تطبخ، بس على الأقل روح وشاركهم المكان، هوّن عليهم غربتهم عن أهلهم، اتعرف عليهم وصاحبهم، قرّب منهم واسمع، ولما تسمع هتعرف أسرارهم، هتقدر تكتشف أي انحراف وهتلاحظه، هتقدر تعرف الفساد رائحته طالعة منين وتبلغ عنه، هتقدر تحافظ على طفل أو طفلة كان ممكن جدا تكون أنت بس القدر ما اختاركش.
تفتكر إحنا ساهمنا في الوضع الحالي بعدم الاهتمام بهذه الفئة؟
تفتكر الناس ممكن يكون ليها دور في منع السلوكيات الحرام وإنقاذ الأيتام؟
ناوي تعمل إيه عشان تمنع طفل من الانحراف، بعيدا عن الزعيق والنقاش والخلاف؟
عبّر عن رأيك.. شاركنا بفكرك..يمكن الفكر لما يكون بكر..بيتحول لأفعال مش بس أقوال
عبّر عن رأيك.. شاركنا بفكرك..يمكن الفكر لما يكون بكر..بيتحول لأفعال مش بس أقوال












0 التعليقات
إرسال تعليق