طلقني بسبب المخدرات..هل أعود من أجل ابنتي ؟ ن- م / مصر أهلاً بك اختى، 10سنوات في حب مدمن مخدرات ، نسأل الله للجميع العافية ، لن أقول لك لماذا وافقت منذ البداية، لأن الإجابة معروفة ومرآة الحب عمياء كما يقولون وبالتأكيد كنت متفائلة كما تتفاءل كل الفتيات في بداية زواجهن بإمكانية تغيير الطرف الآخر ، ولو كانت صفة لأمكن تغييرها وتعديلها وأمكنك التعايش معها ، لكنها ليست صفة بل هي سلوك منحرف ومرض يستلزم علاج وإرادة ، حتى لو كنت تحبينه وهو أول حب وآخر حب كما تقولين ، فالبيوت لا تبني علي الحب وحده وإلا ماذا فعل لك الحب خلال فترة ارتباطك وزواجك منه إن حبك له لم يشفع لك عنده ولم يجعله يحسن معاملتك بل أساء إليك منذ اليوم الأول لزواجك به والقسوة المتكررة تميت الحب وتفتك بالعشرة الطيبة ولا تبقي في النفس إلا المرارة والألم والحسرة ، هو يقول لك إنه تعافي مما كان فيه وتم علاجه فهل أنت متأكدة من ذلك ؟ إن تاريخه معك يؤكد أنه لم يصدق ولو مرة واحدة فيما قاله لك ولم يحسن معاملتك ولم يترك لنفسه ولو ذكري واحدة حسنة ، تساعدك علي إعادة التفكير ، ولم يترك لك سيرة طيبة تركنين إليها تدعم موقفك وتؤيد رغبتك في الرجوع إليه ، الغريب أنك تفكرين في العودة إليه من منطق أنك تحبينه ، فهل هو يحبك ؟ ، إن مثل هذه التصرفات لا تنجم عن شخص محب إنما تدل علي شخص أناني غاب عنه عقله بفعل المخدرات . وكما قلت لك إن الزواج لا يقوم علي الحب فقط وإنما أساس الزواج الاستقرار والأمان والإنفاق، فما فائدة الحياة مع زوج يأخذ منك مالك ولا ينفق عليك، ولا تشعرين معه بالأمان، وإلا فما معني القوامة وأن يكون هو الرجل المسئول عنك وعن طفلتك وقد أحسن أهلك صنعاً حين فرقوا بينكما لأن مثل هذا النوع من الرجال يظل علي حاله هكذا ويبقي الأمل في إصلاحه مرهون بمعجزة إلهية ونحن لم نعد في زمن المعجزات ، وأهلك لديهم كل الحق لأنهم الأكثر خبرة وحكمة والأكثر فهماً لأمور الحياة. وإذا كنت ترغبين في العودة إليه لأجل طفلتك فهي حجة ضعيفة جداً لأن من مصلحة هذه الطفلة البريئة ألا تنشأ لتجد والدها مدمناً للمخدرات أو يتطاول علي أمها بالشتم والضرب وإنما هي في حاجة لأن تتربي في جو صحي لتنشأ نشأة سوية ، فلا تجني عليها مرتين ، مرة باختياره أباً لها وأنت تعرفين حقيقته ، وهذه المرة وأنت تفكرين في العودة إليه ، الأفضل أن تفكري في مستقبل طفلتك . إنك لم تمنحيه فرصة واحدة بل عشرات الفرص ، يكفيك أنك كنت علي علم بحقيقة أمره قبل الزواج ومع ذلك منحته فرصة وتزوجت به ، ولن أقول إنك أخطأت لأنه النصيب والقدر وإرادة الله ، والله لا يرضي الظلم لعباده لكننا بعجزنا وقصر نظرنا نظلم أنفسنا ونحن نجهل ذلك ونتصور أن الخير كل الخير فيما نفعله وقد صدق الله العظيم حين قال "وعسي أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم " وهذا أبلغ رد إلهي علي قولك إنه حب عمرك وأنك لم تحبي غيره لأنه ليس كل ما نحبه يكون خيراً ، ولذلك أمرنا الحق سبحانه وتعالي أن تدعو بالخير الذي يعلمه هو ولا نعلمه نحن ، وهو ما أطلبه منك الآن أن تبتعدي عن هذا الرجل وأن تطلبي من الله أن يقدر لك الخير من طريق آخر ، كما أنك تعلمين أنك لو فاتحت اهلك فسوف يرفضون لأنهم يفكرون في الأمر بعقل وخبرة عمرية كبيرة ، عكسك أنت فأنت تفكرين بعاطفتك وحدها رغم أنك لو فكرت لحظة بعقلك لوجدت أن في الرجوع إليه مخاطرة كبيرة بحياتك وحياة طفلتك ونجاح هذه المخاطرة غير مضمون ولو بنسبة معينة بل العكس كل عوامل الفشل ماثلة أمامك ، والذكريات السيئة أكبر بكثير من الذكريات الحسنة ، وهو ما يؤيد ما أقوله لك وما يؤيد وجهة نظر أهلك فاستمعي لصوت العقل وجنبي الحب والعواطف لأنها أمور هلامية لا تصنع حياة، واتركي الأيام تثبت لك صدق نواياه فإن كان تعافي تماماً فسوف تتأكدين من ذلك وإن لم يكن فأنت بعيدة بابنتك ، وكل ذلك يستغرق وقتاً طويلاً فلا تتسرعي كي لا يكون الندم أكبر هذه المرة . |
0 التعليقات
إرسال تعليق