| 0 التعليقات ]







عمري34متزوجه وعندي ولدان وبنت زوجي كان كل حياتي أحببته ونحن على المقاعد الدراسية بالجامعة وكبرنا وكبر حبنا معنا ، وقفت بجانبه منذ كان موظفاً بسيطاً حتى أخذ الماجستير وأصبح مديراً ، وأنا أقوم بدوري كحبيبة وزوجة وأم تعمل وأب لأبنائي في معظم الأوقات  ، بسبب غيابه وانشغاله بالعمل ، كل هذا وأنا فرحه وسعيدة بنجاحه ولم أتذمر أو أقصر يوماً .

 إلى أن كافئني بعد كل هذا بخيانته لي مع زميلة  له في العمل ، وحين واجهته قال إنه يحبها وسيرتبط بها ، ولكن سرعان ما تراجع عن كلامه ، وقال أنه لا يمكن له الاستغناء عني وأنه سيتركها وأن أهلها غير موافقين على الزواج وجعلني مخدوعة لمدة عام كامل ، وهو يراوغ بأكاذيب مختلفة وأنا أشتعل ناراً وألماً ولا أعرف كيف أصدقه ، وهو يعدني أن يتركها في كل مرة أكتشف استمرار علاقته بها إلى أن أخبرت أنا أم الفتاة عن الموضوع ، وثارت الأم ووقفت معي وأنهت كل شي بينهم ، ولكني للآن في شك دائم وعدم ثقة وأبكي كثيراً وأتذكر كل المواقف المؤلمة ، بحذافيرها وزوجي يحاول أن يرضيني ويحاسب كثيراً على مشاعري ، ولكن جرحي وألمي ، وصدمتي أكبر كرهت الحب بكل مشاهده وفقدت الثقة حتى بنفسي كيف أنسى هذا الجرح ؟ وكيف أشفى من الشك؟؟ وكيف أصدقه وأنا احس انه مازال يحدثها وليس لدي دليل سوى إحساسي؟ أرجو الرد السريع فأنا متعبة حقاً
مني – البحرين
رغم أن جرحك مؤلم حقاً ، إلا أنني أشفق عليك مما أنت مقدمة عليه لأن فقدانك الثقة بالنفس وبقيمة الأشياء من حولك قد يؤدي بك إلي الاكتئاب ، وهو شيء كثير
أنا أعلم أن مشكلتك كبيرة لأن وقع الخيانة علي النفس أشد وطأة من القتل، بل هو في بعض الأحيان قتل لكل المعاني والقيم الجميلة التي نعيش عليها .

وربما كان خطأك الوحيد هو أنك وفرت لزوجك كل وسائل الراحة حتي أصبحت حياته مريحة لدرجة الملل وهادئة لدرجة الرتابة فبدأ عن الجديد المثير الذي يلقي بحجر في مياه حياته الراكدة فيحرك ساكنها ، فكانت علاقة الحب مع زميلته بمثابة ذلك الحجر الذي يحرك المياه الراكدة .

أنا لا أتهمك بأنك السبب لكنها طبيعة بعض الرجال الذين لا تعجبهم الرفاهية الزائدة في حياتهم ، فيبدءون في البحث عن التغيير عما يحرك هذا الملل لأن التغيير سمة من سمات الحياة والثبات يولد الركود والملل
لذلك نصيحتي لك هي أن تتفهمي زوجك جيداً وتفهمي طبيعة شخصيته وتجددي في نفسك وفي علاقتك بزوجك وتشركيه معك في أمور المنزل وتطلبي مساعدته ولا تخجلي من طلب مساعدته في كل ما تحتاجينه ولا تعتمدي علي نفسك في كل شيء .

لأن إشراك الرجل في شئون بيته يجعله مقدراً لقيمة هذا البيت الذي هو شريك فاعل فيه يعطي ويأخذ ، ولا يكون فقط مجرد ضيف يأخذ فقط

والأهم من ذلك هو أن تسامحي زوجك علي خيانته فالتسامح قيمة عظيمة جداً ستجعل زوجك يعرف قيمتك ويعرف كم أنت عظيمة، وكم هو مخطئ في حقك ، بل ولسوف يستفز تسامحك معه قدراته الخفية وتستخرجين منه أجمل الصفات ، بل وتستخرجين أنت أيضاً أفضل ما في داخلك ، وستجدين في التواصل مع زوجك عن طريق التسامح والصفح ما يعوضك عما فعله ، لأن العلاقة بينك وبين زوجك لا يجب أن تكون صارمة جافة ، بل يجب أن تكون علاقة مرنة تقبل الأخطاء وتتحملها ، لأننا بشر ولسنا آلات تدور في تروس ولا تخطيء الدوران ،إنك بحبك لزوجك تستطيعين فعل المعجزات وتغيير كل شيء لصالحك.

أخيراً أنصحك بالتغيير في كل شيء في نفسك وفي علاقتك بزوجك كزوجة محبة مخلصة ، تعاملي بقلب عطوف رحيم يغفر ويسامح وافتحي الباب أمام مبادرات الإصلاح إصلاح ما فسد بينك وبين زوجك  ، ولا تغضبي منه أبداً بل راجعي نفسك فربما كان في علاقتك به  شيء ينقصه جعله يبحث عنه في لدي الأخرى ابحثي عما ينقصه وقدميه له ، وابحثي عما ينقصك وعززيه ، وانسي قصة خيانته هذه ولا تذكريه بها أبداً ولا تذكريها لأحد وحافظي علي  احترامك له بينكما وأمام الآخرين كل ذلك سوف يجعله  يندم كثيراً علي أنه أخطأ في حقك ،بل وسيجعله يفكر ألف مرة قبل أن يكرر هذا الخطأ مرة أخري .

فلا شك أنه يحتاج إلي دعمك ومساندتك للتخلص نهائياً من هذه النزوة فلا تتخلي عنه ، ومدي له يد العون والمساعدة ولا تتخلي عنه لأنه يحتاج إليك الآن أكثر من أي وقت سابق وتصرفي بعقلية الزوجة المحبة الحنون ، ولا تتركي الغيرة تأكلك وتدمر كل ما بينته مع زوجك طوال سنوات زواجكما ، دافعي عنه بكل ما أؤتيت من قوة ولا تتركي له فرصة يعلقها كشماعة ثم تصبحين أنت السبب ، أكدي له أن ثقتك به لم ولن تهتز وأنك مقدرة أن ما مر به هو نزوة عابرة راحت وانقضت ، إنه بثقتك وعدمك له سيفعل المستحيل ليؤكد لك أن  ثقتك به في محلها وأنه لن يخون هذه الثقة أبداً ، إذا فعلت كل ذلك فسوف تعود حياتك كما كانت وأفضل مما كانت ، المهم أن تكوني واسعة الفكر طويلة البال متسامحة رحيمة بنفسك وبزوجك ، مدركة أننا بشر وكل البشر مخطئون .

0 التعليقات

إرسال تعليق