| 0 التعليقات ]

الحب يقود 33% من الشباب إلى الخطيئة
النتيجة ترجمة للخلط بين الحب والمتعة الجنسية لدى الشباب


Image
كم من "الخطايا" ترتكب باسمك أيها الحب، هذا تحديدًا ما أثبتته نتائج الاستطلاع الذي أجرته شبكة "إسلام أون لاين.نت" خلال الفترة مابين 17 إلى 20 فبراير 2008، حول مدى اقتران الحب بين الجنسين بالوقوع في الخطيئة، وأبرز الأسباب وراء ذلك.. شارك في الاستطلاع 3358 زائرًا أجابوا على سؤالين؛ الأول: "هل قادك الحب يومًا إلى خطيئة؟"، والثاني "في رأيك.. لماذا يقترن الحب غالبًا بالخطيئة؟".
وكان أمام المشاركين ثلاثة إجابات لكل سؤال للاختيار من بينهم، حيث كانت إجابات السؤال الأول تنحصر في (نعم -  لا - تراجعت في اللحظة الأخيرة).. وكانت إجابات السؤال الثاني المتعلق بالأسباب على النحو التالي (أسباب اقتصادية - تطور وسائل الاتصال - غياب الوازع الديني).
نتائج ودلالات
وحتى الخميس 21-2-2008 كانت نتائج الاستطلاع على النحو التالي:
فيما يتعلق بالسؤال الأول أجاب 32.66% من المشاركين بأن الحب قادهم إلى الخطيئة، بينما قال 11.01% منهم أنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة، وكانت نسبة المشاركين الذين مروا بتجارب حب "نظيف" خال من الخطيئة 56.34%.
نتيجة السؤال الأول تعد صادمة بكل المقاييس، إذ كشفت أن نحو ثلث من شارك في الاستطلاع قد مر بتجربة خطيئة، ويتبدى ذلك أكثر بجمع هؤلاء مع الذين أجابوا بأنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة، أي أنهم في النهاية قد خاضوا مقدمات الخطيئة، أو على الأقل كانوا ينوون أو يتجهون إلى الوقوع فيها، وتبلغ نسبة الفريقين معًا 43.67% من مجموع المشاركين، بما يقارب النصف.
غير أن الأمر الذي قد يقلل من كآبة النسبة المتقدمة، هو غياب تعريف فعلي للخطيئة، فعندما يتعلق الاستطلاع بموقع كـ"إسلام أون لاين.نت" أكثر من يرتاده من الملتزمين دينيًا، فإن معنى الخطيئة قد ينصرف إلى الخلوة غير الشرعية أو الاتصالات الهاتفية والمحادثة عبر الشات أو ما شابه ذلك، من المحرمات التي لا تصل لممارسة جنسية كاملة.
أما بالنسبة للسؤال المتعلق بأبرز الأسباب التي تدفع الشباب للانزلاق في هاوية الخطيئة، أرجع 5.15% من المشاركين الأمر للعوامل الاقتصادية، وكأنهم يقولون إن الظروف المادية الصعبة التي باتت تسد منافذ الزواج الشرعي أمام الشباب هي التي تدفعهم للقيام بممارسات جنسية خارج إطار الزواج، بينما أجاب 10.24% منهم بأن ذنب تلك العلاقات يتحمله التطور التقني في وسائل الاتصال، بما يفهم منه توجيه أصابع الاتهام لنمط حياة الرفاهية ومنطق الإتاحة السائد في وسائل الاتصال والتواصل.
في حين جاءت النسبة الكاسحة من المشاركين، بما يمثل 84.6% منهم، مع التعويل على غياب الوازع الديني والكابح الذاتي لدى الشباب كسبب أساسي للزلل والوقوع في الخطيئة، وربما جاء هذا الخيار بسبب تشوش مفهوم التدين لدى الشباب، أو حتى عدم اهتمام المؤسسات الرسمية والأهلية بما فيهم مؤسسة الأسرة بالعمل على تنمية القيم الدينية داخل نفوس الناشئة ومن ثم الشباب، ومحاولة فك الربط في عقولهم بين الحب والمتعة الجنسية.
الارتكاز على الجنس
وتعليقًا على الارتباط الذي يجمع كلا من الحب والخطيئة في أذهان الشباب، على الرغم من كونهما معنيين متضادين تمامًا، يقول د. عمرو أبو خليل، الأخصائي النفسي والمستشار الاجتماعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت":
لقد اختفى الحب الرومانسي وحلت محله العلاقات التي يمثل الجنس محورها وارتكازها.. فأصبح تحول العلاقة بين الشاب والفتاة إلى علاقة جنسية هو مسألة وقت ليس إلا، لذا أصبح حب النظرات والرسائل الغرامية والسهر لمناجاة القمر.. شيئا مملا لا يستهوي الشباب، وارتبط معنى الحب بالاستمتاع الجنسي حتى أصبحت الخطيئة ظاهرة لا تخطئها العين الراصدة..
ومع سيل الرسائل والمشاكل التي تأتي إلى صفحة مشاكل وحلول الشباب، نلحظ أن الجنس بدرجاته المختلفة بدءا مما يسمونه الجنس "السوفت" وانتهاء بالممارسة الكاملة، أصبح قاسما مشتركا لعلاقة يسمونها المصاحبة حينا، والحب حينًا آخر..
ويتابع: الإعلام هو المتهم الأول مما يقدمه من ثقافة أدت إلى حالة من الإثارة الجنسية الجماعية إن صح التعبير، فهناك حالة من التدفق والإتاحة على أعلى درجة، بدءًا من مزاعم نشر الثقافة أو التربية الجنسية التي قامت معها القنوات الفضائية والصحف بفتح المواضيع الجنسية دون ضابط أو رابط أو منظور ثقافي أو علمي.. ولتكن الإثارة والرغبة في جذب الجمهور بأي وسيلة هو الهدف الذي تهون من أجله أي تجاوزات..
ثم تأتي الأفلام لتكرس هذه الثقافة.. ثقافة العلاقات المفتوحة والقائمة على الجنس، واعتبار الجنس والحب وجهين لعملة واحدة، سواء كانت تلك الأفلام أمريكية تروج لثقافة مادية قائمة على إعلاء قيمة المتعة واعتبار حضارتهم هي حضارة المتعة بحق، أو أفلاما عربية تقلد هذا الوافد وتعتبر نفسها معبرة عن الواقع الجديد وهي في الحقيقة سبب تغييره بوعي أو بغير وعي.
ويضيف د.أبو خليل أنه كان من نتيجة ذلك أن أصبح العري والسعار الجنسي نمطًا سائدا، ضحاياه هم الشباب الذي أصبحوا في حالة عالية من الإثارة لا تسمح لهم بالانتظار لزواج شرعي سيأتي بعد الثلاثين أو ربما لن يأتي أبدًا.
ولتكن كليبات الجنس عبر التليفونات المحمولة والدخول المواقع الإباحية عبر الإنترنت قوى دافعة تسير معها العلاقة بين الولد والبنت، مع استدعاء ثقافة المصاحبة، بصورة حتمية في اتجاه العلاقة الجنسية، خاصة مع إتاحة الأماكن لقيام هذه العلاقة ممثلة في آلاف الشقق التي يعيش فيها هؤلاء الشباب والشابات وحدهم لسفر الأهل أو شقق المصايف أو شقق متاحة لذلك الأمر معروفة للجميع، أو حتى أماكن عامة خاصة يسمح فيها للعلاقات أن تتجاوز كل الحدود.
ومع التركيز المكثف على اعتبار هذه العلاقات حرية وتحضرا، نسير في نفس طريق المنظومة الغربية التي تعتبر احتفاظ البنت ببكارتها بعد سن معينة أمرا يحتاج للعلاج النفسي.
ويوضح د.عمرو أبو خليل أنه يتواكب مع ما سبق حالة من الفراغ النفسي والعاطفي الذي يحاول الشباب ملأه بهذه الصورة المادية المتجسدة من العلاقات للحصول على المتعة الجنسية لملء لهذا الفراغ؛ فيزداد إحساسه بالجوع العاطفي والنفسي ويزداد نهمه للمتع الحسية حتى يصل لحالة من عدم الشعور بالطمأنينة والأمن تؤدي به للدخول في دائرة مفرغة..
إن الجميع مسئول.. الإعلام.. الأسرة.. الفراغ الثقافة المادية.. لا بد من إعادة الاعتبار للقيم الأصلية.. ولا بد من وقف زحف السعار الجنسي على مجتمعاتنا وذلك من خلال ملء الفراغ النفسي والعاطفي والعقلي والسياسي والاجتماعي لشبابنا، وإلا فلن يكون للحب مكان بيننا وستسكن الخطيئة وتعشش في حياتنا

| 0 التعليقات ]


السلام عليكم..

أرجو منكم الإجابة على استشارتي بأسرع وقت، فأنا في حيرة من أمري، ويكاد التفكير يقتلني منذ فترة.

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما، والحمد لله خلوقة ومؤدبة، وأصلي ومتعلمة، وعلى قدر جيد من الجمال، وأرغب في الزواج والاستقرار وتكوين عائلة مثل باقي الفتيات، لكن إلى الآن لم يحدث النصيب.
تقدم لي شاب قبل أسبوع ووجدت فيه عددا من الصفات التي أرغب فيها، ولكن في نفس الوقت فيه شيء لا أعرف كيف سأغض النظر عنه، وهو أنه لم يكمل تعليمه، والآن أنا أحاول إقناع نفسي به ولا أدري ما العمل؟! سأكتب لكم ما الذي أعجبني فيه وما الذي لم يعجبني.
إيجابيات الشاب:
أكبر مني بسنة ونصف، فأنا لا أحب فرق العمر الكبير، ارتحت له هو وعائلته، وضعه المادي جيد جيدا، حيث إنه يعمل في تجارة السيارات، فهو شريك مع والده في أحد المعارض، وأنا أجد وضعه المادي ميزة؛ لأنه لا رغبة لي في العمل بعد إنجاب الأولاد، وهو يشجعني على الحجاب، حيث إن عندي رغبة في ارتدائه، ولكني محتاجة إلى تشجيع، ووجدت عنده هذا التشجيع، ومبدئيا يبدو الشاب مؤدبا ومريحا، يرغب في الطريقة التقليدية بالزواج، ولقد احترمت هذا الشيء، بالإضافة إلى أنني من أشد مؤيدي الطريقة التقليدية.
سلبياته:
مستواه التعليمي، فهو لم يكمل الثانوية العامة، ولا رغبة عنده في إكمال تعليمه، ويسكن مع عائلته في عمارة واحدة، وأخاف أن لا أشعر باستقلاليتي مع أنه سيكون لي شقتي المستقلة، وأيضا طوله لا يعجبني كثيرا، حيث إنه أقصر مني بقليل، ولكني أدرك أن هذه أمور ثانوية، وهو هادئ بعض الشيء، فهو ليس من النوع المتكلم، وأنا أحب الإنسان المتحدث، ويقطع في صلاته، ولا أدري إلى أي درجة، ولكنه أخبرني أنه أحيانا ينشغل في العمل فيفوته وقت الصلاة.
أرجو منكم إجابتي سريعا لأنه ينتظر جوابي، ولقد تأخرت عليه بالرد لأني محتارة، ولم أستطع اتخاذ قرار.
أخاف إن رفضته أن يتأخر بي العمر وأنا عزباء، أو أن يأتيني شخص لا أشعر بالراحة معه، أو أن يكون كبيرا بالعمر، أو أن لا يكون وضعه المادي جيدا وأضطر إلى العمل.
أتمنى أن أجد عندكم الراحة من الحيرة والقلق الذي أعاني منه.

حين نقول إن التكافؤ العلمي شرط من شروط الاختيار؛ لا نعني بذلك أنه شرط جازم وحاسم بين كل اثنين يرغب أحدهما في الارتباط بالآخر؛ لأن هناك شروطا أخرى وجودها "قد" يجبر غياب أحد تلك الشروط.

ولا نعني بالتكافؤ الثقافي التكافؤ التعليمي، فقد يحمل الشخص درجة علمية جوفاء؛ لأنه حصل عليها فقط لتمتعه بقدرة حفظ دروسه وقدرة استرجاعها جيدا وقت الامتحان، أو لأنه يستوعب نظريا، ولكنه في الحقيقة لم ينقل علم الكتب التي يحفظها عن ظهر قلب قيد أُنملة لعلاقاته وتصرفاته وقراراته في حياته.
فقد نرى أستاذا جامعيا مفوها وأكاديميا رائعا يتنقل بين أسفاره ومؤتمراته، ولكنه أب فاشل أو زوج غير مسئول، فهؤلاء يحملون العلم ويجهلون تطبيقه، فهم أميون مقنعون، فالقصة إذن قصة "رأسه".. كيف يفكر؟ وكيف يثقف نفسه؟ وما هي آراؤه؟ وكيف يتعهد نفسه في الحياة ليجبر هذا الأمر؟ وما هي خططه لتعليم أبنائه ورأيه في تعليمهم؟
فاستعجالك على الرد لا ينبغي أن يكون استعجال موافقة بقدر استعجال للاستكشاف، فكل ما عليك هو أن تبدي موافقة مبدئية بأن يتم تعارف بينكما قبل الموافقة على فكرة الارتباط؛ على أن تركزي في استكشاف طريقة تفكيره وآرائه، فقد تجدينه وقد اكتفى بكونه شخصا ناجحا في الحياة وكسب المال، ولكنه يؤمن تماما بأهمية الدراسة وسيسعى لتشجيع أولاده وتحفيزهم على ذلك، وسيبذل كل الجهد له، فلا ضير إذن ما دمت اطمأننت لطريقة تفكيره وثقافته العامة.
وقد تكتشفين أنه تحول لتاجر لا يعرف إلا لغة التجارة والمال، ولا يشغل باله العلم ولا التعلم ولا الثقافة، ولا يضع هذه المساحة في اهتماماته، ولن تكون نقطة جوهرية مع أولاده، وهنا ستكون الأزمة، فلا تكملي معه المشوار حتى ولو كان مليونيرا، أما باقي ما يقلقك فهو في الحقيقة ليس بالشيء العظيم ما دمت كما اتفقنا قد اطمأننت لتفكيره وشخصيته وروحه ودرجة تدينه.
فوجودك بين أفراد العائلة مع زوج مستقل ولكنه ودود في نفس الوقت أتصوره ميزة وليس عيبا؛ ولكن إن كان ممن سيلزمك بالتواجد مع عائلته والانخراط فيها لدرجة ضياع الحدود وتدخل الأفراد في قراراتكم أو شئونكم الخاصة فهذا عيب يأتي من ورائه مشكلات لا حصر لها، فلا تغفليه لتصرخي بعد ذلك.
وكذلك سقوط بعض الفرائض منه أثناء العمل يمكن تداركه بتشجيعك أنت له ورؤيته الدائمة لك بالمواظبة على الفرائض وقربه من الله سبحانه؛ فها أنت غير محجبة ولكنك تصلين، ولم يمنعه ذلك من قرار الزواج منك، ولم يجعلنا هذا نحكم عليك بشكل سطحي كمتبرجة، فالعلاقة بين البشر والله عز وجل سبحانه أعمق وأدق من الحكم على شخص بشكل حاد حين يقع منه بين الحين والحين أمر من أوامر الله سبحانه، حتى لو كان معلوم الوجوب.
فلنظن به الخير مادام يصلي ويحافظ على صلاته وترجى مداومته عليها، كأني أريد أن أقول "كلمة السر" في اكتشافه والاطمئنان على نفسك معه، وليس في تعليمه.
لا أحد يجري وراءك بالعصا لتقرري الآن مناسبته لك أم لا، ولكن خذي فرصة حقيقية وأنت في حالة الحياد العاطفي تجاهه لتري وتكتشفي شخصيته وطريقة تفكيره؛ لتضعي النقاط فوق الحروف فيتضح مناسبته أو عدم مناسبته لك عن يقين.

| 0 التعليقات ]

إحنا أربع أخوات ووالدتي غريبة عن البلد (عراقية)، وعندي اتنين أخوات ما كملوا تعليمهم، ما فيش غيري أنا وأخوي اللي تعليم عالي، وتعبنا أوي في حياتنا، ووالدتي عانت الكثير كي تصل بنا إلى بر الأمان. المشكلة إن إخواني الولاد ما بيشتغلوا، ومعتمدين كل الاعتماد على والدتي، وطبعا ما في غيرها سند لينا بعد الله سبحانه وتعالى.

والمشكلة إن والدتي اتحاربت كتير من أهل والدي، وبعدوا عننا، وكمان إخواتها بعد ما أخذت ورثها تركوها 25 سنة غربة بعيد عن أهلها، وكان والدي مقتدر ماديا، وكان عندنا شركة وكنا مبسوطين جدا؛ لكن كل ده راح وراح معاه والدي وتعب وتوفي، ووالدتي تولت بعده المسئولية.

ولأن الدلع كان له أثر كبير علينا؛ خلق مننا أشخاص ضعفاء ما نتحمل أي مسئولية، والظروف اللي مرينا بيها في حياتنا كمان أثرت تأثير سلبي علينا.

الحمد لله إحنا راضيين باللي الله قسمه لينا؛ لكن إحنا تايهين في الدنيا، نعمل إيه؟ والظروف الماديه كمان الله يعلم بيها، وأنا بافكر كتير في المستقبل؛ نفسي آخد كورس لغات وأتخرج وأشتغل الوظيفة اللي أتمناها؛ نفسي أكون مضيفة طيران؛ لكن إزاي وإحنا ظروفنا كده، والفلوس هي العائق الوحيد في حياتنا، وكل ده وأكتر من كده بكتير؛ لكني باحاول أختصر بقدر الإمكان.

وغير كل ده دخل جوانا اليأس -أستغفر الله- إحنا ما نيأس من رحمة الله؛ لكن بنشعر بالعجز؛ حتى أختي الكبيرة تزوجت واحد متزوج مرة قبلها غصب عنها، ومن بيئة ما تناسبنا. إحنا كلنا بشر وما فيش حد أحسن من حد؛ لكن مستوى التفكير والنسب والله أقل مننا بكتير.

وأنا دلوقت كمان بافكر أقبل بابن خالتي اللي مش معاه شهادة، وأنا طالبة في كلية حقوق؛ لكنه غني ومعاه فلوس، هو من العراق؛ لكن باعمل كده علشان أهلي والله يشهد.

أنا نفسي أدرس اللغات وآخد شهادتي. الحمد لله ماما معانا للآخر؛ لكن هي الفلوس اللي تعجزنا، إزاي بعد اللي كنا فيه والمستوى الاجتماعي اللي عشنا فيه دلوقت نعاني من قله الفلوس وكل اللي كان حاببنا بعد عننا.

أنا ما أطلب مساعدة مادية، أنا كل اللي عايزاه مساعدة معنوية دفعة للأمام تساعدنا على تخطي الصعاب في حياتنا وجزاك الله خيرا.
 نانو

  

على قدر ما ترين أنت يا صديقتي في قصة حياتك من موجبات اليأس، أرى أنا من بشائر رحمة المولى سبحانه وتعالى، وحسن وعده للصابرين؛ فإن الأمور عندما تضيق لهذه الدرجة، ونشعر أننا وصلنا للقاع، يكون هذا هو الوقت المناسب لانفراج كل شيء، لأنه ليس بعد الوصول للقاع، إلا العودة للارتفاع للسطح من جديد.

كثيرون مروا -ويمرون وسوف يمرون- بما هو أسوأ من ظروفك يا صديقتي، لكن لو توقّف كل منا ليبكي حظّه ويندب ظروفه، لو أقلع كلٌ منا عن الفعل، وصادر على رحمة الله سبحانه، لما استطاع أي أحد أن يحقق أي شيء! إنه الحزن الذي يدفعنا للبحث عن الفرح، والظلام الذي يزرع في أحشائنا التوق للنور، والأبواب المغلقة التي تعلّمنا التفتيش عن المفاتيح والتنقيب عن النوافذ التي تسمح لنا بالدخول.

فالحياة السعيدة ليست هي التي تخلو من المشاكل -فبعض الدول ذات الرفاهية المبالغ فيها تعاني من كثرة حالات الانتحار-  ولكن التي نُجابِهُ فيها المشاكل، ونصارعها وجها لوجه، فنؤكد بشريتنا، ونستخدم فيها جميع أسلحتنا، للتغلب عليها وتذليلها، وتحقيق الانتصار.

فلا تقنطي من رحمة الله سبحانه وتعالى يا صديقتي أبدا، هذه هي الخسارة الحقيقة بل مصيبة المصائب، وتحايلي لتحقيق حلمك، فربما يمكنك تعلم اللغة عن طريق استعارة كتاب من مكتبة عامة، عن طريق الإنترنت، عن طريق اللجوء لصديقة تتقنها، وحتى إن لم تكن هذه هي أفضل الوسائل؛ فعلى الأقل أنت بهذا الفعل تتحركين للأمام، وتأخذين بالأسباب، لعل الله سبحانه وتعالى يكرمك.

لا توافقي على العريس الغني؛ لأنك لن تكوني سعيدة؛ فليست التضحية بنفسك -من وجهة نظري- هي أفضل الحلول لمشاكلك! وربما يكون البحث عن عمل ملائم، أنسب كثيرا من هذا القرار الصعب.

وأهم شيء أن تعتمدي على الله، وتثقي أن فرجه آت، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك، لم يكن ليصيبك، والله سبحانه وتعالى عند حسن ظن عبده به.

أسأل الله أن يفرج كربكِ، ويعوّضكِ خيرا عن كل ما لاقيته، ويعِنكِ على الأيام القادمة، ويلهمك التصرف الملائم والقرار السديد لكل الخيارات التي نجد أنفسنا طوال الأربع والعشرين ساعة مضطرين للمفاضلة بينها!

| 0 التعليقات ]

أنا مش عارفة هي مشكلة ولا لأ وممكن إنتم تشوفوها إزاي، أنا مشكلتي إني باخاف أوي من كل حاجة حتى في العبادات والعلاقة بربنا، الحمد لله باصلي كل الفروض ونوافل وباصوم وباقرأ القرآن، وإلى حد ما كويسة بس جوايا إحساس مرعب بيقتلني وهو إن ربنا ما بيحبنيش ومش هيقبل مني الصلاة ولا الصوم ولا أي عبادة. أنا ما أعرفش ما لي، بس أنا باخاف ربنا أوي وباعمل كل اللي أقدر عليه علشان أقرب منه.. أنا مؤمنة بربنا الحمد لله وأحسن الظن به بس الخوف شعور غريزي لا إرادي. أنا آسفة للإطالة بس يا ريت حد يرد عليّ ويريّح بالي من الإحساس بالخوف اللي ماليني.

salena


أسعدتني رسالتك يا عزيزتي الطاهرة، وأعلم أنك تتّقين الله وتخافين عقابه وهذا جميل جدا، فسيدنا أبو بكر الصديق قال لو إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر ربي.. أي ما اطمأننت أن يتركني ربي لنفسي في لحظة فأقع فريسة للشيطان حتى نتعلم أن الله هو الذي يعين الإنسان على العبادة وعلى الصلاح وليس الأمر شطارة من أحد..

ولكن الله جميل يحب الجمال.. والله طيب لا يقبل إلا طيبا.. تلك من صفاته سبحانه التي أخبرنا عنها رسول الله.. الله جميل وطيب فكيف بالجميل الطيب أن يرد من وقف على بابه طالبا رضاه.. وكيف بالجميل الطيب أن يترك من لجأ إليه..

إن حياتنا الإيمانية لها جناحان يا صغيرتي: جناح الخوف وهو موجود وقوي عندك.. وجناح الرجاء وهو ما أنت في حاجة إليك حتى يطير قلبك فرحا بحب الله والوقوف على باب طاعته..

أتدرين ماذا يقول الله تعالى لمن هو مثلك: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}.. هل الله يريد لنا العذاب والحيرة وأن نعبده على خوف.. الله يريد عبادا يعبدونه على حب.. عبادا يثقون في أن رحمته سبقت غضبه، وعفوه سبق عقابه..

ثم إنك من الذين أحسن الله إليهم بالطاعة والقرب فكيف يوفقك للطاعة ثم لا يتقبلها.. كيف يعطيك الخوف منه ثم لا يعطيك الرجاء فيه؟ أحبي الله واعبديه عن حب لا عن خوف يزرعه الإيمان ثم يتدخل الشيطان ليحوله إلى مرض ليفسد علينا فرحتنا بعطاء الله.. لك أن تفرحي بنصر الله على نفسك وعلى شيطانك فلجأت إليه.. لك أن تفرحي بنصر الله على خواطرك التي تبعدك عنه.. لا أن تركني للخوف الذي يفسد عليك حلاوة الإيمان..

أتدرين.. لقد أرادت الجبال أن تدك ابن آدم لمعاصيه والسماء تنطبق عليه والأرض أن تنخسف به فما كان من الله الرحيم إلا أن قال لهم: لو خلقتموه لرحمتموه.. هذا من رحمته بالعصاة والمذنبين فكيف برحمته بعباده الطائعين..

إن من حسن الظن ألا نترك للشيطان سبيلا يفسد علينا فرحتنا بالله.. فافرحي بما وفقك إليه من الطاعة وما وجهك إليه من الصالحات ولتستشعري قربه يهدأ قلبك وينشرح صدرك فمن لم يفرح بربه وبطاعته له لا يتذوق طعم الفرحة الحقيقية أبدا..

أسعد الله قلبك وملأه رجاء فيه وحبا له وسعادة بقربه.. وأسعد بك من يتزوجك وأسعدك بالزوج الصالح فإنك تستحقين ذلك وما ذلك على الله بعزيز.

| 0 التعليقات ]

أنا بنت كان نفسها تعيش قصة حب زي أي بنت عادية بدون ما يحصل مشاكل وتبقى الحياة حلوة.
قصتي بدأت وأنا صغيرة خالص كان عندي 5 سنين وكنت باروح عند بيت عمي كتير وبانام هناك، في يوم جه ابن عمي وحاول إنه يعمل معايا حاجة مش كويسة، وفعلا عمل.


المهم أنا كبرت وبقيت أخاف أبات عندهم؛ بس شبح الخوف بدأ يمشي ورايا في كل حتة لحد ما وصلت الثانوية العامة، وكنت باخد درس في مادة علم النفس، وكان المدرّس لسه ما اتجوّزش، وفي يوم وأنا باخد عنده الدرس حكيت له على خوفي!!! فقال لي إنتِ لازم تعيشي قصة حب، واتكررت لقاءات بينا، وكنت كل مرة باتعلّق بيه أكتر وأكتر لحد ما وصل عندي جنون اسمه هو.


المهم أهلي عرفوا قصتي معاه، وهو أنكر إنه بيحبني قدامهم؛ بس كلمني وقال لي إنه قال كده عشان مصلحتي وأنا بسذاجة صدقته، وفضلت علاقتنا مستمرة يومين وتقطع، ونرجع تاني وكده، لحد قريب في الفترة دي بقى أنا اتحولت 180 درجة؛ كلمت شباب كتير أوي واتعرفت على أكتر؛ بس جيت وقلبي مال لواحد تاني شاب من بلدي، لقيت فيه حاجة شدتني ليه رغم إنه ما كانش ينفع لي لأنه أقل مني في دراستي؛ بس كلمته، وفي نفس الوقت كنت باكلم مدرسي عادي، وكنت دخلت الكلية خلاص.


جه حبيبي التاني ده مات، واتصلت بالمدرس وأنا منهارة ورحت قعدت معاه بناء على طلبه، وقال لي إنه لسه بيحبني؛ رغم إنه كان خطب خلاص، وإني مش لازم أحب حد غيره أنا أول ما سمعت منه كده اتأكدت إنه بيخدعني، وقررت انتقم منه، ورجعت سامحته؛ حاول يوقعني تاني في شباكه؛ بس الحمد لله وقف ربنا جنبي.


أنا دلوقتي رجعت لربنا والحمد لله، علاقتي بيه كويسه؛ بس نفسي أنتقم من المدرس ده أوي لأنه كان سبب في كل ذنوبي.

إنسانة


اختي: إن كل إنسان في هذه الدنيا يخطئ، ولكن المهم ألا يستمر في هذا الخطأ، وأن يحاول أن يتعلم من أخطائه، ولقد قال النبي الكريم "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، لذا يا اختي وعلى الرغم من أنني استأت كثيراً عندما قرأت رسالتك، لما حدث لك، ولما اقترفتيه في حق نفسك من تهاون، وفي حق أسرتك من خيانة للثقة التي أعطوك إياها؛ إلا أنني سعدت أنك في نهاية رسالتك، بدأت قدماك تطأ الطريق الصحيح، ألا وهو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى، وأتمنى أن تستمري في السير في هذا الطريق؛ لأنه هو المنجي لك من أي شيء أو أي شخص من الممكن أن يتلاعب بك.


أما فيما يتعلق بموضوع المدرس؛ فأنا أرى أنه كان شخصاً بلا ضمير، وأنه خان الأمانة، وإن كنت ألقي باللوم عليك أكثر مما ألقي باللوم عليه، وألقي باللوم أيضاً على أسرتك؛ فكيف يتركونك دون رقابة، وأنت في مثل هذه السن الخطرة، فأنت في سن المراهقة، كيف يأمنون أن تذهبي بمفردك لمدرس، دون أن يكون هناك أي رقيب، وكيف تتهاونين في حق نفسك، وتسمحين لهذا المدرس أن يتلاعب بك بهذا الشكل.


أعتقد أنك كنت في سن تعرفين فيها الصواب من الخطأ، وكان من المفترض أن المدرس قدوة لك ولغيرك من التلميذات؛ ولكنه للأسف كان قدوة للأشياء القبيحة، وللفساد.


وفيما يتعلق بموضوع الانتقام من هذا المدرس، فأنا أجد أنه كما أخطأ أخطأت أنت أيضاً، وأنك من فتح له الباب للدخول إلى حياتك، وأنك من تهاون في نفسه، ولو كنت أوقفتيه عند حده من البداية ما كان تمادى أبداً، ووصل الأمر إلى هذا المنعطف الخطير؛ ولكنك أنت من فعل هذا في نفسك، وأفضل شيء أن تنسي الماضي تماماً، وأن تتعلمي من أخطائك وأن تعزمي على عدم العودة للوقوع في مثل هذه الأخطاء مجدداً.


عليك بالتوبة والتزام التقرب إلى المولى عز وجل، والمواظبة على الصلاة، والصوم والعبادة، والدعاء أن يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك، وانسي تماماً أمر الانتقام لأن الانتقام لا يؤذي إلا صاحبه، وعليك أن تفكري ألف مرة قبل أن تقدمي على أي تصرف يسيء إليك، واعلمي يا اختي أنك غالية فلا ترخصي من نفسك مجدداً إن شاء الله.

| 0 التعليقات ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أكتب إليكم الآن وفي عيني وقلبي آلاف الدموع والأحزان لم أكن أعلم أن كل تلك الأحزان ستتمكن مني فكانوا يقولون لي أكثر ما يحبونه فيّ الرضا والصبر، فأنا منذ أربع سنوات وما قبلهم كانت لديّ أسرة ليست بمثالية ولكن كعادة كل الأسر هناك خلافات شديدة، لم أنشأ بين أب ولا أم متفاهمين بكل ما تحمل الكلمات من معانٍ، لكن كان بينهما احترام وكنا نعيش في ستر الله، كانت حياتنا مثل الآخرين إلى أن توفي أبى على يدي.. حزنت حزنا شديدا لفراقه لكني صبرت.. كنت أحلم أن يسلمني إلى زوجي وأن يعبر بي إلى بر الأمان كأي فتاة مثلي، ولكن الله يبتلينا كي يختبر صبرنا..


صبرت والحمد لله فقد عوّضني الله بصديقة لم أحلم أن تكون لي مثلها من قبل، وأعجبت بشخص بعد سنتين من صدقتنا فإذ بها تبعد بدون أي أسباب غير أنها ملّت، رغم أني تعلقت بها مثل تعلقي بأمي، وكنت أفعل لها كل ما تريده، لم تكن لي عيوب في صداقتي معها إلا أنني كنت أحب دائما ألا تفعل الخطأ، هي نفسها كانت تقول ذلك، كنت معها ملاكا ليس بنا شخص كامل لكني كنت معها على أفضل وجه.. عانيت كثيرا جدا لن أستطيع مهما قلت أن أصف كم تألمت لبعدها غير المبرر وأجدها أمامي تصادق أخرى، وتفعل معها مثل ما كانت تفعل بي كنت أعاني حتى تحديت وصبرت، والحمد لله نسيتها..


ذلك الشخص الذي أعجبت به ظلمني هو وأصدقاؤه كثيرا وأطلقوا عليّ كلام لا يمتّ لى بأي صلة أنا لم أكلم أي ولد في جامعتي، وكنت ملتزمة جدا حتى علموا بذلك بعد مرور أول سنة من دراستنا، وشخص منهم أوصل لي ذلك الكلام مع صديقة، ولكن ماذا يفيد؛ فقد تألمت كثيرا وقتها لم أكن أقدر على التحمل فأصعب ما يتهمك الشخص هو أن يتهمك بما ليس فيك خاصة أني كنت على خلق ودين، وأحافظ على نفسي أكثر من أي شخص، أختي أصبحت مخطوبة بعد وفاة أبي بمدة بسيطة، وظلت هي وأمي يبعدونني، كنت دائما وحيدة وكانوا لا يرغبون في أن أتواجد في مكان عريس أختي ظنا منهم أن تلك عادات الكل، فتحملت قمة وحدتي بوجود أختي دائما مع أمي يتناقشون ويعيشون فترة خطوبتها، أما أنا فقد كنت وحيدة حتى فسخت أختي الخطبة وهي قد تزوجت الآن..


أما بالنسبة لأمي تلك فقد كنت أعشقها، كنت أغار عليها من أبي رحمه الله، كانت لديّ مثل الماء، وتعرفت على شاب أحبني وأحببته، فذلك الوحيد الذي كلّمته وقال لأهله وقلت لأهلي هو في كلية طب، والظروف المادية وطول فترة دراسته تمنعنا من الزواج لكنه رائع وأكثر..


بعد وفاة أبي فتحت أمي شركة تجارة وتعرفَت على شخص عن طريق أخي وإذ بها تحبه وتفرض علينا أن نتقبله ولكني لم أتقبله بأي صورة، فكنت أصرخ، وكانت تعلم كم كنت مجروحة، كم كنت أتقطع أمامها وتراني ولا تبالي.. من هي؟ تلك ليست أمي حتى اكتشف أخي أن ذلك الشخص كان ينصب علينا كي يأخذ إرث أبي الذي تركه لنا ليس لأمي، فانفصلا حتى جاء شخص آخر أيضا عن طريق أخي ووقف إلى جانبنا بشدة، وكان لنا مثل الأخ، فكان يكبرني ببعض سنين حتى اكتشفت أنه تزوج أمي عرفيا وأنه سرق منا كثيرا جدا بأنه كان يكتب إيصالات أمانة وأمي كانت تدفع من إرثنا حتى لا يسجن، وأنهما كانا يتقابلان في شقة تحت شقتنا، كانت أول شقة عشنا فيها.. باعت أمي نصف عمارتنا، وتزوجت أختي، وذلك الشخص سرقنا ووقفت أمامها أتحداها وهي تحمل له من الحب وتدافع عنه حتى هرب وتركها لم يعد لدينا غير باقي نصف عمارة عبارة عن شقتين، وأيضا علمت أن أمي تزوجت من الأول ولكنه زواج شرعي وأن ذلك الشخص ساوم أخي على العمارة لكن أخي خدعه وهرب..


لماذا تفعل أمي ذلك؟ لقد تربيت على الأخلاق والدين، ، حياتنا أصبحت فقرا ولم نجد حتى ما نأكله، كما أنني منذ سنتين وأنا لا أرى أمي غير ساعة أو ساعتين وأحيانا لا أراها.. كنت وحيدة جدا وكلما كنت أكلمها كانت تقول المال وأخي على أنه في جامعة خاصة وزواج أختي.. مللت الوحدة يأخذ كل أصدقائي كورسات ولكني أتحجج بأي شيء ولكن السبب أنه ليس لدينا مال بسبب أمي حتى أن ذلك الشخص جعلها توقّع على إيصال أمانة..


الحمد لله على كل شيء.. الآن تقدّم لي حبيب عمري لخطبتي بعد حب ثلاث سنوات، وحاولنا أن نراعي الله فيه بقدر ما نستطيع ولكن لم نملك من المال إلا القليل وكما أنني سعيدة لكنني حزينة ففرحتي به ليست كاملة أبدا بسبب دموعي وأحزاني الدائمة، أحلم باليوم الذي سأمشي فيه من هنا، كما أنني أدعو الله دائما أن أمشي، وذلك الشخص أمامه ثلاث سنوات، سأتحمل وأنتظره لكني الآن لم أعد أتحمل تلك الحياة.. لم أعد أحب أمي.. لم أقدر.. حاولت مرارا وتكرارا.. يا رب ماذا أفعل عندما أقف إلى جانبها أتعب هل أنا على خطأ أم على صواب؟ هل كل ذلك يستحق الحزن أم إنني أكبّر كل شيء؟ أرجوكم الرد وعذرا على التطويل.


مليئة بالأحزان


تمنيت فور قراءتي لرسالتك أن أقابلك لأربت عليك بكل الحب والاحترام وأن أهمس لك: هوّني على نفسك، فما هكذا تعاش الحياة، ومازلت في بدايات الشباب الجميل، وأدعو لك بإتقان النظر إلى الحياة بواقعية لكي تحصدي النجاح والسعادة طوال حياتك..

وأؤكد لك أنه لا توجد أسر مثالية لأننا جميعا بشر ولدينا عيوب ولسنا ملائكة، ومن الطبيعي أن تحدث خلافات بين الأزواج، ومن الرائع أن يتعامل والداك باحترام فهذه عملة أصبحت "نادرة" مع الأسف، وأتمنى الاحتفال بسابق وجودها في حياتك، وأن تحرصي على الالتزام بها مع زوجك بمشيئة الرحمن..

واحترمت بشدة حزنك على والدك، رحمه ربي وأعزه، وسعدت بصبرك وكنت أتمنى ألا تتعاملي مع صديقتك على أنها "تعويض" عن فقدان والدك، حتى لا تبالغي في حبها، وأتمنى أن تتذكري دائما أن خير الأمور الوسط، حتى تحمي نفسك من مخاطر الاندفاع العاطفي، وأرجو ألا تتعاملي مع أي مخلوق في الكون على أنه مصدر للأمان؛ فالخالق عز وجل وحده هو الذي يمنحنا الأمان؛ لأنه وحده الباقي والرحمن واللطيف بعباده، بينما البشر يرحلون ويتغيرون؛ لأن هذه طبيعتنا كبشر..

وأتمنى أيضا أن تتعلمي من تجربة صداقتك المؤلمة ألا تضعي البيض في سلة واحدة، أي أن تحرصي على تنوع علاقاتك الإنسانية بين الصديقات والزميلات، وأن تكوني أفضل صديقة لنفسك عن طريق حمايتها من كل ما يؤذيك وكنت أتمنى أيضا ألا تبالغي في الاهتمام بالكلام السيئ الكاذب الذي أطلقه عليك الشخص الذي أعجبت به، وأن تتعلمي من هذه التجربة المؤلمة أنه لم يكن يستحق إعجابك، وأن ليس كل ما يلمع ذهبا، وأن تدخري إعجابك لمن تثقين أنه محترم ويستحق إعجابك فضلا عن جديته ومبادرته للفوز بك كزوجة واستعداده المادي لذلك أيضا..

وقد تألمت كثيرا لتورط والدتك في هذه العلاقات بعد وفاة والدك، ولا شك أنها تمر بأزمة نفسية وعاطفية كبيرة، وأن هذين الرجلين استغلا ذلك، ولا أبرر تصرفاتها بالطبع، ولكن من الضروري تفهم ذلك ولا يعني القبول أو الترحيب..

وأتمنى ألا تقعي أو تقتربي أبدا من دائرة العقوق لوالدتك، فالعقوق من الكبائر، وأن تتذكري أنه كما قيل -عن حق -أن الخالق لم يترك مبررا للأبناء للعقوق، فحتى الكفر لم يقبل الخالق -عز وجل- أن يقوم الأبناء بعقوق الوالدين الكفار وإن جاهدا لإقناع الأبناء بالكفر..

ووالدتك، رغم أخطائها العاطفية والمادية، ليست بكافرة بالطبع، وقد خفت عليك كثيرا؛ لأنك قلت إنك قمت "بتحديها" وأخشى عليك كثيرا من العقوق، وصدقيني أتفهم غضبك المشروع لقيام والدتك بالتصرف السيئ في أموالكم، وأيضا صدمتك في تصرفاتها العاطفية بعد رحيل والدك، ولكن كل هذا لا يبرر الإساءة إليها لا دينيا ولا دنيويا..

ومن الناحية الدنيوية، فكيف تتوقعين علاقة جيدة معها وأنت لا تظهرين لها الحب ولا الاحترام..
ولا تقولي: هذا يحدث رغما عني، فهذا غير صحيح، فقد قمت بشحن نفسك ضدها لفترات طويلة، بدءا من انفرادها وأختك بالحديث أثناء خطبتها، ومرورا بقصة زواجها العرفي، ثم الشرعي، وانتهاءً بضياع جزء كبير من إرثكم..

لذا أتمنى التخلص من كل هذا الغضب المتراكم؛ لترحمي نفسك من كل هذه الأحمال النفسية وأن تطلبي من الخالق -عز وجل- أن يعوضك وإخوتك خيرا عما فقدتموه من أموال، كما أدعو لكم من كل قلبي، أما عن عدم قدرتك على الحصول على دورات تدريبية، فبإمكانك الالتحاق بها في أماكن تُقدمها بصورة ممتازة وبأسعار زهيدة مثل الكثير من الجمعيات الخيرية وجمعية جيل المستقبل..

وأتمنى الفرح بتقدم من أحببت لخطبتك وطرد الأحزان، وألا تحكي له أشياء سيئة عن والدتك حتى لو كانت حقيقية، حتى لا يعايرك بها بعد الزواج، كما حدث في حالات مشابهة عايشتها بنفسي..

وأرجو أن تنتصري على إبليس اللعين الذي يوسوس لك بأنك لا تحبين والدتك، فالحقيقة أنك تحبينها ولكنك تتألمين من تصرفاتها، والتي لا أرحب بها بالطبع، ولكن لابد أن نتذكر أننا كأبناء لا يحق لنا الحكم على الأباء أو معاقبتهم فذلك مرفوض دينيا، ويؤذينا دنيويا أيضا؛ لأنه يحرمنا من الاستمتاع بأي قدر من التواصل بينهم..

تصالحي مع حياتك ومع والدتك ومارسي أية أعمال ولو كانت تطوّعية وتفاءلي وابتسمي للحياة؛ لترد عليك بما هو أجمل، وأتمنى قراءة هذا الرد كثيرا، وكلما حاول إبليس اللعين "سرقة" سلامك النفسي اسحقيه بقدميك؛ لأنك تستحقين حياة أفضل أدعو لك بها، وأثق أنك ستحققينها بمشيئة الرحمن، ولن تتراجعين أبدا.. وفقك ربي.

| 0 التعليقات ]


فوجئ العاملون بشركة أتوبيس غرب الدلتا بزميلهم أعلى محطة التقوية داخل الجراج الخاص بالشركة يحاول الانتحار ويرفض العدول عن قراره والامتثال لتوسلات زملائه.

 يعمل رشاد بالشركة منذ ١٣ عاماً كأمين مخزن، ويتقاضى ١٦٨ جنيهاً حسب ما يقول، ويضيف: هذا الراتب لا يسمن ولا يغنى من جوع في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نمر بها؛ خاصة أن لدىّ أسرة ونحن مقبلون على عيد الأضحى المبارك، ولا نستطيع شراء كيلو لحم واحد.

وأضاف رشاد: الحافز ١٠ جنيهات فقط شهرياً، بالإضافة إلى تأخر الأرباح وهى عبارة عن ١٠ أشهر منذ عام ٢٠٠٨، والشركة ترفض صرفها لنا دفعة واحدة، فقامت بصرف شهرين قبل رمضان الماضي، وشهرين قبل عيد الفطر، وإلى الآن لم تصرف لنا جنيهاً واحداً على الرغم من أن هذه الأرباح من عام ٢٠٠٨.

 وأضاف أنهم أرسلوا شكاوى عديدة إلى وزير الاستثمار ومسؤولي الشركة، حتى إن مسؤولاً بالشركة قال لي: احمد ربنا إنك عايش وبتقبض.

 ورفض رشاد العدول عن محاولة الانتحار والنزول من على محطة المحمول رغم محاولات عديدة من أمن الشركة والمسئولين بها ومسئولي اللجنة النقابية إلا بعد وصول اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، لسماع شكواه ورفع الظلم عنه.

| 0 التعليقات ]

اخلع النظارات السوداء



التشاؤم هو مادة من مقررات مدرسة الشيطان، وقد حذَّرنا الله تعالى من ذلك فقال: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة:268]، فإذا أوحت لك نفسك الأمَّارة بالسوء بأنك سوف تفشل وتخفق وتفتقر غداً، وبأنك في المستقبل سوف تُصاب بمصيبة وتقع في كارثة فهذا كلّه كذب وأراجيف، ومشكلتنا أنّنا إذا خلونا الى أنفسنا انتقلت بنا النفس إلى الخانة السوداوية فحدَّثتنا عن الآلام والمصائب، والأوجاع والنّكبات، ولكن للأسف لا تنقلنا إلى خانة التفاؤل، ولا تخبرنا بما عندنا من النِّعم وما حققناه من النجاح وما أحرزناه من التّفوق والإنتصار، فتجد الكثير منا يفكر في المفقود ولا يشكر الله على الموجود، ويبقى عمره ينتحب على فقد ولد أو ولدين، ولكنّه لا يفرح ببقاء العشرة من أبنائه، وتجد البعض يتحسَّر لأنّه سوف يمرض غداً، ويتأسَّف لأنّه سوف يفتقر بعد سنة، ويتحسَّر لأنّه سوف يموت بعد ستين عاماً، وأنت إذا أنصفت نفسك وجدت أن الحياة أجمل مما تتصور، وأنّها أروع مما تتخيّل، فمكاسبك فيها أكبر من خسائرك، ونِعَم الله عليك أعظم من المصائب التي حلَّت بك، الحياة جميلة متى ما نظرت إليها بتفاؤل ومتى ما أحسنت توظيف نِعَم الله عليك ومتى ما استقبلت المواهب الرّبانية بقبول حسن، لكنَّك لن تجد للحياة طعماً لذيذاً، ولن ترى لها صورة حسنة ما دمت تحمل بين جنبيك نفساً متشائمة ونظرة سوداوية، فلو سكنت قصراً مشيداً وحللت حديقة غنّاء وأشرفت على نهر مطّرد وملكت كنوز الدنيا فسوف تبقى كئيباً تعيساً منغَّصا؛ لأنك صدّقت الشيطان في أخباره السيئة ووعوده الكاذبة، ولو صدَّقت الرحمن وآمنت به لرضيت بقضائه وقدره ولقنعت برزقه، فتجدك متبسِّماً سعيداً وأنت تسكن كوخاً وتأكل خبزاً جافاً وتنام على الرمل، إنّ أكثر الشقاء الذي يعيشه كثير من النّاس أوهام مزيّفة وأخبار مغلّفة بالكذب؛ لأنّهم وضعوا على عيونهم نظارات سوداء من التشاؤم والنظر إلى الجانب السلبي المظلم من الحياة فأصبحوا لا يرون إلا سواداً في سواد، فهم لا يتمتَّعون ببهاء الشمس الساطعة وإنما يشكون حرارتها، ولا يتلذّذون بشرب الماء الزلال ولكنّهم ينـزعجون من برودته، وإذا ناولت أحدهم وردة جميلة نظر إلى شوكها، ولهذا يقول إيليا أبو ماضي:

أيّها المشتـكي وما بـك داء *** كيف تغدو إذا غدوت عليلا

وترى الشوك في الورود وتعمى *** أن تـرى فوقها الندى إكليلا

والذي نفسـه بغيـر جـمال *** لا يرى في الوجود شيئاً جميلا


فاخلع نظاراتك السوداء التشاؤمية ونظِّف ذاكرتك السوداوية من الأوهام والإحباط والخرافة وأقبل على الحياة بإيمان ورضا وعزيمة، وسوف تجد الحياة تعطيك أكثر مما تطلب، وسوف تراها أبـهى وأبـهج ممّا تتوقع، وقد ذكروا في التاريخ المعاصر أنّ فرنسا في ثورتها العارمة سجنت شاعرين من شعرائها، متفائلاً ومتشائما، فأمّا المتفائل فأخرج رأسه من النافذة ونظر نظرة إلى النجوم وضحك، وأمّا المتشائم فنظر إلى البائسين في الشارع المجاور فبكى. وقد قسَّم الوحي النّاس في استقبالهم للقرآن العظيم إلى قسمين حسب نظراتهم في الحب والتفاؤل والكره والتشاؤم {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ(124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ(125)}[التوبة:124-125]، كم مرّة ظننا أنّها النهاية فإذا هي البداية، كم من يوم اعتقدنا أنّه الإخفاق والإحباط فإذا هو الانتصار والنّجاح، كم من مصيبة حسبنا أنّها ساحقة ماحقة فإذا هي نعمة وهبة ربّانّية قوَّتنا وأيقظتنا، كم مرّة خِفنا ولكن لم يحدث ما نخاف، وكم مرّة تشاءمنا ولكن لم يحصل مكروه، فعلينا جميعاً أن نستقبل أيّامنا بالتفاؤل والنفس الراضية والهمة العالية {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران:139].


| 0 التعليقات ]

الشتاء...



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

في هذه الأيّام يتردد على أسماعنا الحديث عن الشتاء، بل ونحسه ونستشعره استشعاراً، فنشتاق إلى لياليه، وننتظر أيامه. وقد نكون الآن ممّن يعيشه. ولذا لنا مع هذا الفصل وقفات لعلَّ الله عز وجل يفتح لها القلوب:

الوقفة الأولى: تأمل وتفكر

إنّ أحسن ما اتفقت فيه الأنفاس التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمّة به دون شيء من مخلوقاته. وكم لله من آياته في كل ما يقع الحس عليه، ويبصره العباد، وما لا يبصرونه، تفنى الأعمار دون الإحاطة بها وبجميع تفاصيلها. لكن تأمل معي هذه الحكمة البالغة في الحر والبرد، وقيام الحيوان والنبات عليهما. وفكر في دخول أحدهما على الآخر بالتدريج والمهلة حتى يبلغ نهايته. ولو دخل عليه مفاجأة لأضنَّ ذلك بالأبدان وأهلكها، وبالنبات، كما خرج الرجل من حمام مفرط الحرارة إلى مكان مفرط البرودة، ولولا العناية والحكمة والرحمة والإحسان لما كان ذلك، فهل من متأمل ومتفكر؟!

الوقفة الثانية: آيات الله في الشتاء

1 - الصواعق: قال تعالى: {وَيُرسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُم يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ} [الرعد:13]. وقد جاء في سبب نزولها أنّ رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله تعالى فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيش ربّك الذي تدعوني إليه؟ من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته.

2 - الرعد والبرق: عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: «ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله». قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: «زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر». قالوا: صدقت. [السلسلة الصحيحة للألباني:1872].

3 - المطر والبرد: قال تعالى: {أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ} [النور:43].

الوقفة الثالثة: شكوى

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتكت النّار إلى ربّها فقالت: يا رب. أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء ونفس في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها» [رواه البخاري ومسلم].

فتذكر يا أخي شدة زمهرير جهنّم بشدة البرد القارس في الدنيا، وإنّ ربط المشاهد الدنيوية بالآخرة ليزيد المرء إيماناً على إيمانه.

يقول أحد الزهاد: "ما رأيت الثلج يتساقط إلاّ تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر".

الوقفة الرابعة: التوحيد في الشتاء

يكثر في هذه الأيّام من بعض المسلمين نسبة المطر إلى الأنواء (منازل القمر) وهذه النسبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1 - نسبة إيجاد: أي أنّها هي الفاعلة المُنزلة للمطر بنفسها دون الله وهذا شرك أكبر مخرج من الملة الإسلامية.

2 - نسبة سبب: أي أن يجعل هذه الأنواء سبباً مع اعتقاده أنّ الله هو الخالق الفاعل، وهذا شرك أصغر؛ لأنّ كل من جعل سبباً لم يجعله الله سبباً لا بوحيه ولا بقدره فهو مشرك شركاً أصغر.

3 - نسبة وقت: وهذه جائزة بأن يريد بقوله: مطرنا بنوء كذا، أي جاءنا المطر في هذا النوع أي في وقته، لهذا قال العلماء: "يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا، ويجوز مطرنا في نوء كذا". والأفضل من هذا أن يقول العبد كما جاء في الحديث: «مطرنا بفضل الله ورحمته».

الوقفة الخامسة: الشتاء وعمر الإنسان

بإدراكنا هذا الشتاء يكون قد مضى وانصرم من أعمارنا عاماً كاملاً سيكون شاهداً لنا أو شاهداً علينا. والمؤمن يقف مع نفسه وقفة صادقة ويقول لها: إنّما هي ثلاثة أيّام. قد مضى أمسٌ بما فيه. وغداً أملٌ لعلك لا تدركه. إنّك إن كنت من أهل غد فإنّ غداً يجيء برزقه. ودون غد يوماً وليلة تخرم فيه أنفاس كثيرة. لعلك المخترم فيها كفى كل يوم همُّه.

ثمّ قد حملت على قلبك الضعيف همّ السنين والأزمة، وهمَّ الغلاء والرخص وهمَّ الشتاء قبل أن يجيء الشتاء، وهمَّ الصيف قبل أن يجيء الصيف فماذا أبقيت من قلبك الضعيف لآخرته؟

كل يوم ينقص من أجلك وأنت لا تحزن.

مضى الدهر والأيّام والذنب حاصل *** وجاء رسول الموت والقلب غافل

نعيمك في الدنيا غرور وحسرة *** وعيشك في الدنيا محال وباطل


الوقفة السادسة: الجسد الواحد

أحدهم يقسم بالله العظيم أنّ عنده جدّتين لأمه وأبيه تنامان في لحاف واحد من شدة البرد.

أخي الحبيب:

إنّ هذا الفصل نعيشه ويعيشه معنا أناس يستقبلون قبلتنا، ويصلون صلاتنا، ويحجون حجنا فلهم حق. إنّ هذا الفصل وما يمر علينا فيه من الشدائد هنا وهنا فقط، لابد وأن نستشعر جميعاً أنّ هناك من هو أحوج بالرأفة والمساعدة منّا، لابد أن نتذكر أولئك الذين لامس بل اخترق بردُ الزمهرير عظامهم. إنّ هناك مسلمون لا يحلم بل لا يتصور أحدهم وإن شئت فقل لا يتوقع في الحسبان أن يصل إليه ثوب قد جعلته أنت ممّا فضل من ثيابك وملابسك.

أخي في الله:

قل لي بربّك كم يملك أحدنا من ثوب؟ وكم يُفصِّل أحدنا من ثوب؟ وكم.. وكم.. وكم..؟ خير كثير كثير. ونِعَمٌ لا تحصى.. ولكن أين العمل؟ إلى الله المشتكى فلا تحقرن صغيرة إنّ الجبال من الحصى. فهيا أخي امضِ وتصدق ولو بشيء يسير، فربّما يكون في نظرك حقير وعند ذلك الفقير المحتاج كبير وعظيم.

الوقفة السابعة: من أحكام الطهارة في الشتاء

1- ماء المطر طهور: يرفع الحدث ويزيل الخبث قال تعالى: {وَأَنَزَلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً} [الفرقان:48].

2- إسباغ الوضوء في البرد كفارة للذنوب والخطايا: والإسباغ مأمور به شرعاً عند كل وضوء.

3- يكثر في فصل الشتاء الوَحَلُ والطين فتصاب الثياب به ممّا قد يُشكِل حكم ذلك على البعض.

فالجواب: أنّه لا يجب غسل ما أصاب الثوب من هذا الطين؛ لأنّ الأصل فيه الطهارة. وقد كان جماعة من التابعين يخوضون الماء والطين في المطر ثم يدخلو المسجد فيُصلون. لكن ينبغي مراعاة المحافظة على نظافة فُرش المسجد في زماننا هذا.

4- يكثر في الشتاء لبس النّاس للجوارب والخفاف ومن رحمة الله بعباده أن أجاز المسح عليهما إذا لُبسا على طهارة وسترا محل الفرض، للمقيم يوماً وليلة - أي أربعاً وعشرين ساعة - وللمسافر ثلاثة أيّام بلياليهن - أي اثنتان وسبعون ساعة - وتبدأ المدة من أول مسح بعد اللبس على الصحيح وإن لم يسبقه حدث بأن يمسح أكثر أعلى الخف فيضع يده على مقدمته ثمّ يمسح إلى ساقه، ولا يجرى مسح أسفل الخف والجورب وعقبه، ولا يُسن.

ومن لبس جورباً أو خفاً ثمّ لبس عليه آخر قبل أن يحدث فله مسح أيّهما شاء.

وإذا لبس جورباً أو خُفاً ثمّ أحدث ثمّ لبس عليه آخر قبل أن يتوضأ فالحكم للأول.

وإذا لبس خُفاً أو جورباً ثمّ أحدث ومسحه ثمّ لبس عليه آخر فله مسح الثاني على القول الصحيح. ويكون ابتداء المدة من مسح الأول.

وإذا لبس خُفاً على خُف أو جورباً على جورب ومسح الأعلى ثمّ خلعه فله المسح بقية المدة حتى تنتهي على الأسفل.

5 - من مخالفات الطهارة في الشتاء:

أ - بعض النّاس لا يسبغون الوضوء لشدة البرد بل لا يأتون بالقدر الواجب حتى إنّ بعضهم يكاد يمسح مسحاً. وهذا لا يجوز ولا ينبغي.

ب - بعض النّاس لا يسفرون أكمامهم عند غسل اليدين فسراً كاملاً - أي يكشفون عن موضع الغسل كشفاً تاماً - وهذا يؤدي إلى أن يتركوا شيئاً من الذراع بلا غسل، والوضوء معه غير صحيح.

ج - بعض النّاس يُحرَجُون من تسخين الماء للوضوء وليس معهم أدنى دليل شرعي على ذلك.

الوقفة الثامنة: من أحكام الصلاة في الشتاء

1 - الجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في وقت إحداهما سنة إذا وجد سببه وهي المشقة في الشتاء، من مطر أو وحلٍ أو ريح شديدة باردة، وهي رخصة من الله عز وجل والله يحب أن تؤتى رخصه. وتفصيل أحكام الجمع مبسوطة في المطولات.

2 - من مخالفات الصلاة في الشتاء:

أ - التلثم: صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يغطي الرجل فاه. فينبغي للمسلم إذا دخل المسجد أن يحل اللثام عن فمه، ولا بأس أن يغطي فمه أثناء التثاؤب في الصلاة ثمّ ينزع بعده. بل هو المشروع سواءً أكان باليد أم بشيء آخر.

ب - الصلاة إلى النّار: يكثر في الشتاء وضع المدافئ في المساجد أو في البيوت وتكون أحياناً في قبلة المصلين. وهذا ممّا نص أهل العلم على كراهته لأنّ فيه تشبهاً بالمجوس، وإن كان المصلي لا يقصد ذلك ولكن سداً لكل طريق يؤدي للشرك ومشابهة المشركين.

3 - الصلاة على الراحلة أو في السيارة: جائزة خشية الضرر إذا خاف الضرر وإذا خاف خروج وقتها وهي ممّا لا يجمع مع غيرها في الشتاء.

قال ابن قدامة في المغني: "وإن تضرر في السجود وخاف من تلوث يديه وثيابه بالطين والبلل فله الصلاة على دابته ويؤمئ بالسجود".

الوقفة التاسعة: الدعاء في الشتاء

1 - عند رؤية الريح: ((اللّهم إنّي أسألك خيرها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به)).

2 - عند رؤية السحاب: ((اللّهم إنّي أعوذ بك من شرها)).

3 - عند رؤية المطر: ((اللّهم صيباً هيئاً)) أو ((اللّهم صيباً نافعاً)) أو ((رحمة)) ويستحب للعبد أن يكثر من الدعاء عند نزول المطر لأنّه من المواطن التي تطلب إجابة الدعاء عنده، كما في الحديث الذي حسنه الألباني في الصحيح [1469].

4 - إذا كثر المطر وخيف منه الضرر: قال: ((اللّهم حوالينا ولا علينا، اللّهم على الآكام والظرب وبطون الأودية ومنابت الشجر)).

فائدة: يستحب للمؤمن عند أول المطر أن يكشف عن شيء من بدنه حتى يصيبه (لأنّه حديث عهد بربّه) هكذا فعل النبي وعلل له.

الوقفة العاشرة: النّار في الشتاء

ينبغي للمؤمن أن يحذر في الشتاء وغيره من إبقاء المدافىء بأنواعها مشتعلة حالة النوم لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق. جاء في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ هذه النّار إنّما هي عدو لكم فإذا نمتم فاطفئوها عنكم» وفي رواية: «لا تتركوا النّار في بيوتكم حين تنامون» والسلامة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

الوقفة الحادية عشرة: فرح السلف بالشتاء

قال عمر رضي الله عنه: "الشتاء غنيمة العابدين".

وقال ابن مسعود: "مرحباً بالشتاء تتنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام".

وقال الحسن: "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه". ولذا بكى المجتهدون على التفريط - إن فرطوا - في ليالي الشتاء بعدم القيام، وفي نهاره بعدم الصيام.

ورحم الله معضداً حيث قال: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما بالبيت أن أكون يعسوباً".

هذا خبر من قبلنا، أمّا خبر أهل زماننا فنسأل الله أن يصلح الأحوال؛ تضييع للفرائض والواجبات، واجتراء على حدود ربّ الأرض والسموات، وسهرٍ على ما يغضب الله، ويظلم القلب، ويطفىء نور الإيمان.

فيا إخوتاه...

جدّوا في طلب مرضاة الرحمن في ليال الشتاء الطوال وفي غيرها.. وأكثروا من صيام نهاره. فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة»، إيه وربّي إنّها لغنيمة فأين المشمرون المخلصون؟!

الوقفة الثانية عشر: أحاديث ضعيفة في الشتاء

تتردد على ألسنة بعض النّاس من العامة، ومن أهل الصحافة - ممّن يلبسون ثوب العلم الشرعي فيفتون فيُضلَّون ويضلُّون - أحاديث ضعيفة بل باطلة سنداً ومعنى ومتناً وإن كان منها ما معناه صحيح لكن لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومنها:

1 - (الشتاء ربيع المؤمن).

2 - (أصل كل داء البرد).

3 - (إنّ الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء لما يكون على الفقراء من الشدة والبلاء).

4 - (اتقوا البرد فإنّه قتل أخاكم أبا الدرداء).

5 - (قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك أن الله خلق آدم من طين، والطين يلين في الشتاء).

أسأل الله عز وجل في ختام هذه الوقفات التي هي بعدد شهور السنة أن يشرح قلوبنا للإيمان وأن يستعملنا في طاعته.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


| 0 التعليقات ]

العشر... فرصة



إلى من فاتهم أن تعتق رقابهم من النّار في رمضان فعادوا من بعدها تائهين، ومن لذات الطاعات محرومين ما زالت أمامكم فرص... أدركوها.. أبواب المغفرة واسعة والأمل فى الفوز يتجدد هيا انطلق..

اعلموا أنّ الله عز وجل اختار الزمان، وأحب الزمان إلى الله الأشهر الحرم وأحب الأشهر الحرم إلى الله ذو الحجه وأحب ذي الحجة العشرة الأولى وعشرنا هذه ليست كأي عشر، بل فيها فضائل:

1- أنّ الله عز وجل أقسم بها فقال: {وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر:1-5]

2- أنّ الله عز وجل سماها الأيّام المعلومات فقال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحج: من الآية 28].

3- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل أيّام الدنيا أيّام العشر».

4- أنّه صلى الله عليه وسلم حث على أفعال الخير فيها.

5- أنّه صلى الله عليه وسلم أمر بكثرة التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فيها.

6- فيها يوم التروية.

7- فيها يوم عرفة يكفر صيامة سنة ماضية وسنة قادمة.

8- الحسنات فيها تتضاعف، عن أنس بن مالك قال: "كان يقال في أيّام العشر لكل يوم ألف يوم ويوم عرفة عشر آلاف يعني في الفضل".

9- أنّ فيها الحج.

10- أنّ فيها يوم النحر الذي هو أعظم أيّام الدنيا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيّام العشر-. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء»

ومن أحب الأعمال في هذه الأيّام:

الصيام: لأنّه من أحب الأعمال إلى الله وهو العمل الصالح الوحيد الذي اختص الله نفسه به.

وأيضا الصدقة: لأنّها تطفئ غضب الربّ، ولا أقصد الصدقة المالية فقط بل أيضا عندما نذكر الله تكتب لنا صدقة ففي كل:

تسبيحة صدقة..

وكل تهليلة صدقة..

وكل تكبيرة صدقة..

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صدقة..

والابتسامة في وجه الآخرين صدقة..

ومساعدة النّاس صدقة..

التكبير:يسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. ويكفينا أن الله سبحانه وتعالى جليس من يذكره. وصفة التكبير: ((الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد)). ولها أيضاً صفات متعدره وارده في السنة.

الأضحية: ومن الأعمال الصالحة في أيّام العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي والتبرع بثلثها للفقراء والمساكين مشاركة منّا لآلامهم ورغبة منّا في إسعادهم.

التوبة والاقلاع عن المعاصي وجميع الذنوب:حتى يترتب علـى الأعمال المغفـرة والرحمة، فالمعاصي سبب البعد والطرد، والطاعات أسباب القرب والود، ففي حديـث عن أبـي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله يغار، وغَيْرَةُ الله أن يأتي المرء ماحرم الله عليه» [متفق عليه].

إن الله سبحانه وتعالى رحيم.. يحب أن يجعل لعباده فرص التوبة.. ويحب أن يرى عباده يتقربون إليه بالطاعات.. لذلك جعل الله لنا كل عام أيام خير وبركة.. يضاعف الله لنا فيها الثواب لترغيبنا في العمل فيها..

فادعُ الله أن يبلغك تلك الأيّام وتنعم بها على طريقة المؤمن الصالح.

وأخيراً: سبل الخير كثيرة، يجب علينا اغتنام أوقاتنا بما ينفعنا بالآخرة قبل الدنيا.

اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ... واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا..


| 0 التعليقات ]

أقوال أهل العلم في قول (صدق الله العظيم)



(1) الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله

السؤال :
إنني كثيرًا ما أسمع من يقول: إن (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن بدعة، وقال بعض الناس: إنها جائزة واستدلوا بقوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} وكذلك قال لي بعض المثقفين: إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يوقف القارئ قال له: << حسبك >>، ولا يقول: صدق الله العظيم، وسؤالي هو هل قول "صدق الله العظيم" جائز عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم، أرجو أن تتفضلوا بالتفصيل في هذا؟

الجواب:
اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا "صدق الله العظيم" عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده، بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة، فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن، ولكن ليس هذا دليلاً على أنه مستحب أن يقول ذلك بعد قراءة القرآن أو بعد قراءة آيات أو قراءة سورة؛ لأن ذلك ليس ثابتًا ولا معروفًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن صحابته رضوان الله عليهم.
ولما قرأ ابن مسعود على النبي -صلى الله عليه وسلم- أول سورة النساء حتى بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [سورة النساء الآية 41] قال له النبي << حسبك >> قال ابن مسعود: فالتفت إليه فإذ عيناه تذرفان عليه الصلاة والسلام، أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله سبحانه: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ} أي يا محمد {على هؤلاء شهيدا}، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل أحد من أهل العلم فيما نعلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي: << حسبك >>، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ "صدق الله العظيم" ليس له أصل في الشرع المطهر، أما إذا فعلها الإنسان بعض الأحيان لأسباب اقتضت ذلك فلا بأس به.

المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...=fatawa&id=215


==================================================


(2) الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

السؤال:
تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير.
يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول: ما حكم قول "صدق الله العظيم" عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم.

الجواب:
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين أحدهما الإخلاص لله عز وجل والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته ألا وجه الله والدارة الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسة ولا أن يمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدارة الآخرة فقط، وأما الشرط الثاني فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى { وما أمروا ألا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } وقوله تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } ولقوله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } وقول النبي صلى الله عليه وسلم << إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمري ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه >> ولقول النبي صلى الله عليه وسلم << من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد >> فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بد لكل عمل يتقرب به الإنسان لله عز وجل بأن يكون مبيناً على الإخلاص، الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة ألا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها و زمانها ومكانها فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موفقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام << كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار >> وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته صدق الله العظيم لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق { ومن أصدق من الله قيلاً } والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول صدق الله العظيم فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً } فقال النبي صلى الله عليه وسلم << حسبك >> ولم يقل عبد الله بن مسعود صدق الله العظيم ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم حتى ختمها ولم يقل صدق الله العظيم وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع صدق الله العظيم فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول صدق الله العظيم وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا قول يكون غير مشروع قد يقول قائل أليس الله تعالى قال قل صدق الله فنقول بلى إن الله تعالى قال قل صدق الله ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم نعم.

http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_6626.shtml

==================================================


(3) الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

السؤال :
هل من الصواب أن يقول المسلم‏:‏ ‏"‏صدق الله العظيم‏"‏ بعد قراءة القرآن وهل هي واردة‏؟‏

الإجابة:
لم يرد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أحدًا من صحابته أو السلف الصالح كانوا يلتزمون بهذه الكلمة بعد الانتهاء من تلاوة القرآن‏،‏ فالتزامها دائمًا واعتبارها كأنها من أحكام التلاوة ومن لوازم تلاوة القرآن يعتبر بدعة ما أنزل به من سلطان‏.‏
أما أن يقولها الإنسان في بعض الأحيان إذا تليت عليه آية أو تفكر في آية ووجد لها أثرًا واضحًا في نفسه وفي غيره فلا بأس أن يقول‏:‏ صدق الله لقد حصل كذا وكذا‏.‏‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ‏}‏ ‏[‏سورة آل عمران‏:‏ آية 95‏]‏‏.‏
يقول سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا‏}‏ ‏[‏سورة النساء‏:‏ آية 87‏]‏‏.‏
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول‏: <<‏ ‏‏إن أصدق الحديث كتاب الله‏ >> فقول‏:‏ "‏صدق الله‏" في بعض المناسبات إذا ظهر له مبرر كما لو رأيت شيئًا وقع، وقد نبه الله عليه سبحانه وتعالى في القرآن لا بأس بذلك‏.‏
أما أن نتخذ ‏"‏صدق الله‏"‏ كأنها من أحكام التلاوة فهذا شيء لم يرد به دليل، وإلتزامه بدعة، إنما الذي ورد من الأذكار في تلاوة القرآن أن نستعيد بالله في بداية التلاوة‏:‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ‏}‏ ‏[‏سورة النحل‏:‏ آية 98‏]‏‏.‏
وكان -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ بالله من الشيطان في بداية التلاوة ويقول‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في أول سورة سوى براءة أما بد نهاية التلاوة فلم يرد التزام ذكر مخصوص لا صدق الله ولا غير ذلك‏.‏


| 0 التعليقات ]

كفاك فخراً




كفاك فخراً أن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

أيها المسلم الحبيب...

حريٌ بك أيها الحبيب أن تفخر وتقول: أنا نبيي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

فهذا يفخر بفلان وهذا يفخر بفلان سواء كان من أهل العلم أو المال أو الجاه والسلطان... فلك أيها الحبيب أن تشرئب وتقول وتفخر بين الناس: إن نبيك هو محمد -صلى الله عليه وسلم-.

ولم لا؟! وهو صاحب المقام المحمود حيث كل الخلائق بما فيهم الأنبياء والمرسلين ليتطلعون إلى مكانته يوم القيامة، وهذا المقام الذي يقوم فيه -صلى الله عليه وسلم- تحمده فيه كل الخلائق.

فلك أن تقول: أنا أنسب إلى هذه الأمة المتسمية بالأمة المحمدية.

فانظر أيها الحبيب... إلى قول أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وهو يروي لنا عن حبيبنا وإمامنا وفخرنا، حيث قال: «يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهموا بذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا فيريحنا من مكاننا فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي عنها ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب سؤاله ربه بغير علم ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن قال فيأتون إبراهيم فيقول إني لست هناكم ويذكر ثلاث كذبات كذبهن ولكن ائتوا موسى عبدا آتاه الله التوراة وكلمه وقربه نجيا قال فيأتون موسى فيقول إني لست هناكم ويذكر خطيئته التي أصاب قتله النفس ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته قال فيأتون عيسى فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقول ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء تحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثانية فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذي لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من قد حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود ثم تلا الآية: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79]، قال: «وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم» متفق عليه.

فما أنت قائل أيها الحبيب...

آدم -عليه السلام- يقول: لست هناكم ائتوا نوحاً.

نوح -عليه السلام- يقول: لست هناكم ائتوا إبراهيم.

إبراهيم -عليه السلام- يقول: لست هناكم ائتوا موسى.

موسى -عليه السلام- يقول: لست هناكم ائتوا عيسى.

عيسى -عليه السلام- يقول: لست هناكم ائتوا محمداً.

فإذا أتوا محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا لها» متفق عليه.

فلتفخر أيها الحبيب انك منسوب إلى امة قائدها وإمامها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

أيها المسلم الحبيب...

أرأيت نبياً يبكي شفقة على أمته ويدعو ربه وهو يبكي: «اللهم أمتي أمتي» رواه مسلم، إنه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

يقول عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: «إن النبي -صلى الله عليه وسلم- تلا قول الله -عز وجل- في إبراهيم -عليه السلام-: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، وقال عيسى -عليه السلام-: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فرفع يديه فقال اللهم أمتي أمتي. وبكى فقال الله -تعالى-: يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يبكيه؟ فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما قال فقال الله لجبريل: اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» رواه مسلم.

فالله أكبر أيها الحبيب من كمال شفقة النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته واعتنائه بمصالحهم واهتمامه بأمرهم، وهذا بيان لعظم منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الله العظيم.

بل انظر أيها الحبيب... إلى نبينا وحبيبنا كيف خبأ دعوته ليوم القيامة وكل نبي طلبها في الدنيا، فهذا جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» متفق عليه.

ومن كمال شفقته -صلى الله عليه وسلم- على أمته دوام نصحه لهم:

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فتغلبوني فتقتحمون فيها» متفق عليه.

ألا يستحق هذا النبي أن يتبع ولا يترك؟! ألا يستحق هذا النبي أن نتمثل بسنته، وأن نمارس كل نواحي حياتنا على أساس من اتباعه -صلى الله عليه وسلم-، وهو الذي هداه الله -تعالى- وارتقى أعلى مراتب العبودية؟! {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(161)قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام:161-163].

هذا النبي أيها الحبيب...

الذي هو فرطنا على الحوض، وآخذ لنا طريق النجاة، يمد لنا -صلى الله عليه وسلم- يديه بالماء من حوضه لنشرب شربة لا نظمأ بعدها أبداً، فلقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «أنا فرطكم على الحوض من ورد شرب ومن شرب لم يظمأ أبداً» متفق عليه.

انظر أيها الحبيب وافخر... بشجاعة نبيك -صلى الله عليه وسلم-، فهذا أنس بن مالك -رضي الله عنه- يصف لنا من شجاعة نبينا الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، فيقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول: لم تراعوا، لم تراعوا وقال: وجدناه بحراً أو إنه لبحر وكان فرسا يبطأ» متفق عليه.

انظر أيها الحبيب وافخر... بجود نبيك -صلى الله عليه وسلم-، ولقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان وكان جبريل يلقاه كل ليلة في رمضان يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه.

وانظر أيها الحبيب وافخر... بسخاء حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فلقد قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: «ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا» متفق عليه.

وانظر أيها الحبيب وافخر... بطيب ريح النبي -صلى الله عليه وسلم- ولين مسه، فلقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «وما مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عنبرة أطيب من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم» متفق عليه.

فلتفخر أيها المسلم الحبيب... ولا أدري بأيها أفخر: بشفقته ورحمته -صلى الله عليه وسلم-، أم بشجاعته -صلى الله عليه وسلم-؟! أم بجوده وسخائه -صلى الله عليه وسلم-؟! أم بطيب ريحه -صلى الله عليه وسلم-؟! أم بغير ذلك من الخلال التي جمعت لنبينا وحبيبنا -صلى الله عليه وسلم-؟! وفوق كل ذلك لك أن تفخر بحسن خلق نبيك -صلى الله عليه وسلم-، ولقد قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً» رواه مسلم، وهذا مصداقاً لقول ربنا -تبارك وتعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

أيها المسلم الحبيب...

ما بالك لو جلست في مجلس جمع فيه من أصحاب الديانات السابقة، فما حالك مع هؤلاء وأنت نبيك -محمد صلى الله عليه وسلم- وأنت تنتسب إلى هذه الأمة المحمدية التي قائدها وإمامها خير من وطأت أقدامه الأرض، فحري بك أن تفخر.

ولكن قل لي بربك؟

لو كان مجلساً جمع فيه من الأنبياء، فما حال نبيك صلى الله عليه وسلم بك؟

أيفخر بك أمام الأنبياء، ويقول: هذا من أمتي؟

أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا من أتباع سنتي؟

أيفخر بك إمام الأنبياء ويقول: هذا يسير على منهجي؟

أم أنه يقول: «سحقاً سحقاً لمن غير بعدي» متفق عليه.

أيها الحبيب...

فحق للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يباهي بنا الأمم.

فإياك ثم إياك وخذلان نبيك -صلى الله عليه وسلم-.

كن أهلاً أن تكون من أتباعه ومن ناصري منهجه وسنته -صلى الله عليه وسلم-.

وهيا بنا أيها الحبيب نسير خلف رسولنا؛ فإنه قائدنا إلى جنة عرضها السموات والأرض.


| 0 التعليقات ]

متى نصر الله




في ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته على الأمم والشعوب، مع ما يقابله من استضعافٍ للأمم المسلمة، وانحسار نورها وخفوته، تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الأبلج، الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفاقةً في أرجاء المعمورة، وتنتشر فيه أنوار الحق تضيء للعالم الذي أثقلته قيود الكفر والطغيان .
ولكي تتحقق هذه الأماني الغالية يجب علينا أن نتلمّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع الكئيب، ولا يكون ذلك إلا بالعودة إلى كتاب الله تعالى؛ لنأخذ منه السنن الكونية والنفسية لتحقيق الأمل المنشود؛ فلذلك: اخترنا في هذا الصدد آيةً عظيمةً من كتاب الله تعالى، تصور حال الفئة المؤمنة وقت الشدة والأزمات، وهي قوله تعالى: {مَتَى نَصْرُ اللّهِ} [البقرة:214] لتكون منطلقاً للحديث عن هذه القضية المهمة .
يقول الله سبحانه في كتابه العزيز: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214] هذه الآية الكريمة نزلت يوم الخندق، حينما عانى المسلمون أقسى لحظات الأذى النفسي والجسدي من البرد وضيق العيش، وتكالبت قوى الكفر عليهم لتزيل وجودهم، وتجعلهم أثراً بعد عين، وليس أبلغُ في وصف حالهم من قوله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} [الأحزاب:10-11] وبالرغم من ذلك الهول الذي واجهه المسلمون فقد صبروا على ما أصابهم، وأدّوا ما أمرهم الله حتى جاءهم النصر المبين، واندحرت جيوش الكفر تجرّ أذيال الهزيمة، وتتجرّع كؤوس المهانة، وكانت تلك الواقعة درساً عظيماً للأمة المسلمة، كشفت بجلاء عن حقيقة النصر، والسبل التي تؤدي إليه .
ومن خلال فَهْمنا لذلك الدرس، نستطيع أن نجيب على تلك التساؤلات التي يرتفع صوتها بين الحين والآخر قائلةً: " أما آن للظلم أن يندحر؟ أما آن للقيد أن ينكسر؟ متى يأتي ذلك اليوم الذي يبزغ فيه فجر الإسلام، ويزول فيه ليل الظلم والطغيان؟ " أسئلة كثيرة تدور في الأذهان، وجوابها أن الله تعالى قضى بحكمته أن تكون المواجهة بين الحق والباطل سنةً كونيةً من سنن الحياة منذ عهد أبينا آدم عليه السلام وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، لكن العاقبة للمتقين، والغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين، وفي هذا يقول الله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:21]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ{171} إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ{172} وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ [الصافات: 171-173]. وبشّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بذلك، فعن تميم الداري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدرٍ ولا وبرٍ الا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر» [رواه أحمد في " مسنده " و البيهقي في " سننه "].
وهذا النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين ليس مقتصراً على الدنيا فحسب، كما دلّ عليه قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51] وقد يتساءل البعض فيقول: "قد عُلِمَ أن بعض الأنبياء قتله قومه، كيحيى و زكريا عليهما السلام، ومنهم من ترك قومه مهاجراً كإبراهيم عليه السلام، فهل يتعارض ذلك مع ما جاء في الآية السابقة ؟ " والجواب البديهي والسريع على ذلك أن نقول: لا تعارض في ذلك أبداً؛ وذلك لأن الانتصار لأولئك الأنبياء قد حصل بعد مماتهم، كما فعل الله بقتلة يحيى و زكريا عليهما السلام، فقد سلّط الله عليهم من أعدائهم من يهينهم ويسفك دمائهم، وأما النمرود فقد أخذه الله أخذ جبّار منتقم، وانتصر الله لنبيه إبراهيم عليه السلام، وتحقق بذلك موعود الله تبارك وتعالى، وفي " صحيح البخاري " عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقدآذنته بالحرب» [رواه البخاري]، وهكذا نصر الله أنبياءه على من خالفهم وكذبهم، وجعل كلمته سبحانه هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، وأنجى الله تعالى المؤمنين من بين أظهرهم، ونصرهم على عدوهم .
ما سبق كان جواباً سريعاً وبدهيّاً يحسنه كل أحد، ولكن ليس هذا هو مكمن الأمر، وحقيقة السر، لقد أخبرنا الله عزوجل بقصة أصحاب الأخدود، حين قال تعالى في محكم كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10] إنها نهاية مؤلمة يتفطّر لها قلب كل مؤمن، ولا يملك عينه من الدمع عندما يتراءى له ذلك المشهد أمام مخيّلته، وبالرغم من ذلك لم يخبرنا الله تعالى بأنه أرسل جنوداً من السماء على أولئك القتلة المجرمين، ولم يخبرنا أيضاً بأنه خسف بهم الأرض أو أرسل عليهم حاصباً، كل هذا لم يخبرنا الله به، فأين النصر؟!! إن الله عزوجل يريد أن يعلم الأمة درساً عظيماً، وأمرا جليلاً، ألا وهو: أن النصر لا يكون بالأسباب الظاهرة، والعقوبات العاجلة فحسب، لكن حقيقة النصر الثبات على المبادئ.
إن أولئك الشهداء المؤمنين قد انتصروا في حقيقة الأمر؛ لأنهم استطاعوا أن يثبتوا على مبدأ الإيمان مع كل تلك الخطوب العظيمة، والآلام الجسيمة، تلك هي حقيقة النصر التي يجب أن تتعلمها الأمة وتعيها جيداً.
على أن هذا النصر الظاهر قد يتأخر، ويستبطئه المؤمنون؛ لحكمة يريدها الله، ولأسباب لا يعقلها إلا من وهبه الله نظراً ثاقباً وفهماً عميقاً للأمور والأحداث، ومن تلك الأسباب كون الأمة الإسلامية غير مؤهلة لحمل راية الإسلام، فلو نالت النصر لفقدته سريعاً، لعدم قدرتها على حمايته طويلاً، وقد يبطيء النصر لأن الله سبحانه يريد من المؤمنين أن يزيدوا صلتهم بالله، ويجردوا نواياهم من كل ما يشوبها من حب للظهور أو طلبٍ لأطماع دنيوية أو مآرب شخصية، فإذا توافرت أسباب النصر عند الأمة كانت الأمة جديرة بنصر الله تعالى لها، ومن ناحية أخرى قد يتأخر النصر؛ لأن الباطل الذي تحاربه الفئة المؤمنة لم تنكشف حقيقته للبسطاء من الناس، وبالتالي لم يقتنعوا بعدُ بفساده، وضرورة زواله، فيحتاج الأمر إلى مزيد من الوقت والجهد لكشف زيفه، وبيان بطلانه، كي يتقبّل الناس ذلك النصر، ويكون له أعظم الأثر في نفوسهم بعدما تبيّنت لهم حقيقة الباطل، وأثره السيء على دينهم ودنياهم. فإذا غلبه المؤمنون حينئذٍ لم يجد من يذرف الدموع عليه، ويأسف على زواله .
وخلاصة القول: إن الله سبحانه وتعالى سوف يعلي كلمته، وينصر دينه، ولن يتم ذلك إلا بالأخذ بأسباب النصر، وعوامل تحققه، ومهما طال ليل الهزيمة، فإن فجر النصر آت بإذن الله ووعده، وحينئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ويتم الله الأمر لهم، وتنتشر الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، نسأل الله تعالى أن يرينا ذلك اليوم، وما ذلك على الله بعزيز .

| 0 التعليقات ]

إلى كل كاتب ومتصفح.. احذر السيئات الجارية!!


عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا» [رواه مسلم]، وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي قال: «ليس من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه كان أول من سن القتل».

أخي.. أخيتي احذروا..... من اقتراف السيئات الجارية عليك في حياتك، وبعضاً من تلك السيئات جارية حتى بعد الممات فبادر بالفكاك منها قبل أن تأسرك عقوبتها.

ومن أمثلة لسيئات الجارية المنتشرة عبر الإنترنت نذكر:

(1) الدعوة إلى المعتقدات والطوائف الباطلة ونشر ضلالهم وبدعهم ونقل أفكار ومزاعم العلمانية المحاربة لدين الله والمخالفة لمنهج الله القويم، ونقل أفكار الذين تأثروا بمنهجهم الخبيث.

(2) ذم أو النيل من العلماء علماء الحق والهدى وولاة أمور المسلمين والدعاة إلى الله وأهل الاستقامة والطعن فيهم ومحبة إظهار عيوبهم وانتقاص قدرهم وتشكيك الناس بهم، ومن زعم النصح فليناصح سراً فإن تعذر عليه ذلك شخصباً أو عبر الإنترنت لمن يريد نصحه، أخبر من يثق به لتقديم تلك النصبحة، كالنصح لولاة الأمور يكون عبر ممن يصل نصحه لهم أمثال علماء الشريعة.. بدلاً من الإشهار وإيغار الصدور بلا جدوى؛ بل لتحصيل السيئات.

(3) نقل الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم التأكد والتحري في النقل.. ولقد وجدت من الأحاديث المنكرة والضعيفة في (مواضيع دعوية) في الإنترنت.... فلا يجرنا التساهل والكسل إلى أن ننسب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وننشره. وكذلك لا بد من التثبت في نقل الآثار المروية عن السلف وكلام العلماء، ونقل الأخبار الثابتة الصحة على كل حال.

(4) أبراج الحظ التي هي ضرب من الكهانة وإدعاء معرفة المغيبات.
قال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم يقبل له صلاة أربعين ليلة» [صححه الألباني]. وقال عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرافاً أو كاهناً ، فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد» [صحيح].

(5) التوقيع وما فيه من صور خاصة صور النساء ووجه المرأة عورة ويكون ثابتاً يراه من أراد ذلك والآثام جارية.

(6) تنزيل صور النساء في موضوع معين أو كخلفية لقصيدة أو لغير ذلك.

(7) شعر يدعو إلى التلاقي المحرم أو يصوره أو يأجج الفتنة بين الجنسين، وهذا طبعاً يؤدي إلى شر وفحش... وهذا لاشك في تحريمه لأن الوسيلة لها حكم المقصد وبعض الكلمات تحرك إلى سلك المقصد المحرم فتكون بذلك محرمة.

(8) وضع ملف غنائي والغناء محرم بالكتاب والسنة، ويُعصى الله ويجاهر بالمعصية ويدعى إليها ثم نجد من يشكره على ما قدم ولو يعلم ما ذا قدم له ما شكره!!

(9) كتابة موضوع عن أهل الفن والطرب ويتعرض لشيء من أخبارهم والاحتفاء بالفسقة مروجي الضلال والمعاصي.

(10) الكتابة عن الممثلين والممثلات أصحاب الاختلاط وكشف العورات وأهل والكذب و هدم القيم وإضلال الناس.

(11) الدلالة على موقع فيه منكرات أو صور خليعة وأشياء محرمة، يظن بأنه قدم خدمات نافعة للأعضاء والزائرين، وهو حقيقة قدم سيئات لهم، تجري عليه بقدر ما دل على هذا الضلال.

(12) إيراد النكت وهذا مما يشاع وينتشر وتعمر به مجالس ويسميه البعض (بالمزاح) وحقيقته كذب يقال لقصد إضحاك الناس وقد قال صلى الله عليه وسلم: «ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له»، ومن أراد المزاح فليفعل بلا كذب وبدون محاذير شرعية وأن يقلل منه ولا يستكثر ، بل يفعله على الصفة المشروعة وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح، ولا أقول إلا حقا» [صحيح الجامع 2494].

أثر تلك المشاركات على صاحبها:

إن كل من يسمع أو يرى المنكر أو يوزعه وينشره في المنتديات وغيرها فإنه يكتب على صاحب ذلك الموضوع آثامهم كاملة..

فكم من عضو وزائر ستضل؟، وقد يُنشر إلى مواقع آخرى وتزداد عليك السيئات وقد يفتتن البعض بصورة أو كلمة أو معنى... ويذهب لمقارعة الفواحش فهل تتحمل كل ذلك؟!

وينتشر موضوعك بين الأعضاء وكم من عضو مشارك في أكثر من منتدى، وقد تأخذ هذه المشاركة زمناً طويلاً وهي تتنقل من بين منتدى إلى آخر، ومن بريد إلى آخر وهكذا، ويجري إثمها عليك وأنت في بيتك وفي عملك وكذلك و أنت نائم... وقد يرسل موضوعك عبر مجموعات بريدية ذات الأعداد الهائلة... ومتى يكتب لهذه المشاركة التوقف عبر هذه الشبكة العنكبوتية الله أعلم.

فهل تستطيع أن تحمل آثامهم جميعاً..
ثم هل تعلم أن الذنوب تورث التثاقل عن العبادة وكراهيتها وحب المعصية وإدمانها ونسيان الآخرة، لأن المعاصي تجر إلى معاصي بعكس الطاعات.. وهل تعلم أن سيئة واحدة يوم القيامة قد ترجح بالميزان ويدخل صاحبها النار والعياذ بالله، فما بالي أراك من الذنوب تستكثر.

ثم كم من الساعات والأوقات صرفوها أولائك في موضوعك الداعي للمحرم، وهل تعلم أن المرء يوم القيامة سيحاسب على عمره فيما أفناه، فما بالي أراك تفني عمرك وأعمار فوق عمرك من الذين تشاركهم آثامهم.

وكم من الأموال ستصرف وقت التصفح والمشاهدة والاستماع، أم أن كهرباء الجهاز والاتصال الهاتفي لا تستهلك مالاً؟!، أما علمت أن المرء في يوم القيامة سيحاسب عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ولقد كنت سبباً في إضاعة أموالك وأموال هؤلاء فيما حرم الله أيسرك أن تلقى الله بهذه السيئات العظام.

فالأمر جد خطير، وأنت لم تبال في كتابته أو نقله!!!
إذا لم تستطع على فعل الخيرات وإرشاد الناس إليه فلا تظلم نفسك وتتعدى على غيرك... ثم كيف تتجرأ على إعلانها وحث الناس عليها ولا ترى بذلك بأساً؟!

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب (الجواب الكافي 1/37): "حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها فيقول يا فلان عملت كذا وكذا وهذا الضرب من الناس لا يعافون وتسد عليهم طريق التوبة وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين».

وقفة للمتأمل:

قال تعالى في الحديث القدسي: «يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه» [رواه مسلم 2577].

وقفة قبل الندم:

هل تحدث نفسك بعد ذلك بسلوك نفس الطريق وأنت تعلم ما منتهاه وما ذا سيجر عليك من وبال لا يعلم مدى ذلك إلا الله..

أم أنك ستستغفر الله وتقلع وتعلنها توبة إلى الله.. ،،، وفقنا الله وإياكم طريقه القويم.

وأعذروني فما نحن إلا إخوة والتناصح بيننا واجب.

| 0 التعليقات ]

كلمات من ذهب إلى الشباب


اصنع تاريخك بنفسك

ما زال يدأب في التاريخ يكتبه***حتى غدا اليوم في التاريخ مكتوباً

إن الأمم التي مّرت على هذه الأرض.. وعاشوا في هذه البسيطة كثر لا يحصيهم محصٍ ولا يعّدهم عاّد إلا ربهم تبارك وتعالى، ولكن الذين برعوا وأبدعوا، وسجلوا أسمائهم بمداد من ذهب قّلة قليلة، وما سطع نوُر هذه القلة إلا بالهمة العالية، والعزيمة الصادقة،فمن علت همته طال همه، أولئك هم الذين بكاهم الدهر ورثاهم التاريخ.

إذا مامـات ذو عـلم وتتقـوى *** فـقـد ثلمت مـن الإسلام ثلمـة
ومـــــوت العـابــــد الـقــــوام *** ليـلاً ينـاجي ربه في كـل ظلمة
وموت فتى كثير الجود محـل*** فـــإن بقـــاءه خصـــب ونـعـمــــة
وموت الحاكم العدل المولـى*** لحكــم الأرض منقصـة ونـقــمــة
أولئك خـمسة يبكى عـليهم *** وبـاقي النـاس تخفيف ورحمــة
وباقي الخـلق دهمـاء رعــاع *** وفـــي إيجـــادهــم لله حـكـمـــة


أخي الشاب يا رعاك الله عندما تبدأ المعركة بينك وبين نفسك،فأنت عندئذ شخص تستحق الذكر، ولتحذر في طريقك ومسلكك من أعداء أربعة:الدنيا، والهوى،والنفس،والشيطان، فمن أمن جوانب هؤلاء الأربع وقليل من يطيق ذلك، فليهنأ.

وميض/ للعظيم قلبان : قلب يتأمل ، وقلب يتألم.

............


2 .. رق الأحرار

أحسن إلى الناس تستأسر قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان

إن الإحسان إلى الناس هو رق الأحرار، تستعبد به قلب من أحسنت إليه فالقلوب جبلت على حب من أحسن إليها، ترفع عنه ضائقة ، تسد عنه حاجته ، تجود عليه بما تستطيع ، فلا يرد عنك بابه، يتمنى أن يراك، يسعد بلقائك .. بالتالي لن يرد دعوتك، بل يتقبلها بصدر منشرح، وقلب واسع {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة:١٩٥] ثم لا تنس البشاشة، فالعطاء مع الوجه البشوش حسنة مضاعفة، وليكن دوماً شعارك.

ازرع جميلاً ولو في غير موضعه *** ماخاب قط جميلاً أينما زرعا

وكما قيل: الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير بطعمه، فإن شعرت بهم عظيم، وكرب جليل، وخطب فادح فافزع إلى الإحسان {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص:٧٧] فهو يزرع الابتسامة على شفتك قبل غيرك، ويسعد قلبك قبل غيرك.

خلّ إذا جئته يوماً لتسألــه *** أعطاك ماملكت كفاه واعتذرا
يخفي صنائعه والله يظهرها *** إن الكريـم إذا أخـفيتة ظهــرا


فهذه امرأة تدخل النار في هرة حبستها، وتلك بغيٌ دخلت الجنة في شربة ماء تسقيها كلباً يلهث، فلله در الإحسان ما أعظمه.

وميض / يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "لا يتم المعروف إلا بثلاث: تعجيله،وتصغيره، وستره، فإذا عجله هنأه، وإذا صغره عظمه، وإذا ستره تممه".

.............

3.. لا تلبس نظارة سوداء

رويدك فالهموم لها رتاج *** وعن كثب يكون لها انفراج
ألم تر أن طول الليل لما *** تناهى حان للصبح انبلاج


إن التشاؤم والنظرة السوداوية المظلمة للأمور من حولنا ماهي إلا محاولات لإخماد شعلة الأمل في القلوب، وزرع بذور اليأس في الصدور، وهي وسيلة فتاكة يستخدمها الشيطان وأولياءه ،عاملهم الله بما يستحقون، للقضاء على دعوتنا، ومحق بركتنا، ثم إنها لاتزيد ك أخي الشاب إلا ضعفاً وخوراً عن مواصلة المسير ، أعني المسير إلى الرحمن .

فمن علامات هذا المرض الخطير، أن تشعر في قرارة نفسك أن هذا هو زمان غلبة الفساق، وانتشار الفساد، وضعف تأثر النصيحة، فتشعر بأن الناس، كل الناس، معرضون عن دعوتك، كارهون لما تقول، مبغضون لما تدعو إليه.

إذا شعرت بذلك كله {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت:٣٦] ثم ثق تمام الثقة أن الضربة التي تقتلك تقويك ، ثم انسف هذه الوساوس بمدفع الإيمان ودمرها بدبابة التوكل ، واسحقها بكتائب الأمل المشرق.

وميض/ المتشائم هو من يقول: لو اتجرت في الأكفان لما مات أحد.

.......

4... أعز مفقود .. وأهون موجود

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيع

أخي الشاب – حفظك الله – إنما الوقت صفحات من عمرك إذا طويت لا تعود، وأنفاس إذا خرجت لا تعود، فهذا الوقت هو الذي يزيدك من الرحمن قرباً، وهو الذي يزيدك منه بعداً، عياذاً بالله، فهو محل الأعمال، وظرف الاشتغال، ونفس المرء خطاء إلى حيث أجله.


هذا ابن الجوزي رحمه الله يقول: "يجب على كل من لا يدري متى يبتغيه الموت، أن يكون مستعداً، ولا يغتر بالشباب والصحة ولذا قليل من يكبر في عمره، والله المستعان، وقد أنشد أحدهم:

يعمر واحد فيغر قوم *** وينسى من يموت من الشباب

أخي المبارك رعاك الله ليكن شعارك: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح) ضع هذه العبارة نصب عينيك، وسطرها على صفحات صدرك ، وانقشها في سويداء قلبك.

يقول ابن العربي (الفقيه المالكي) رحمه الله: "ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ، ينام ليلها فيذهب الثلث من عمره لغواً، ومن الجهالة والسفالة أن يتلف الباقي في لذة فانية، ولا يتلف عمره في لذة باقية عند الغني الكريم".

وميض/ لكل شمس مغرب.

| 0 التعليقات ]

نصائح وتوجيهات للشباب المسلم


نصائح وتوجيهات للشباب المسلم تجاه نفسه ودينه وأمَّته
سؤالي: ما هو دور الشباب المسلم في بناء المجتمع والأمة الإسلامية؟ يلاحظ أن القرآن الكريم ذكر الشباب في أكثر من موضع، قال تعالى: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60]، وكذلك السنَّة النبوية الصحيحة، وما هي نصيحتكم للشباب المسلم في العالم كله، تجاه دينه، ومجتمعه، وأمَّته؟ وجزاكم الله خيراً .

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

"الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة، والحيوية؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة، والعطاء المتجدد، ولم تنهض أمَّة من الأمم - غالباً - إلا على أكتاف شبابها الواعي، وحماسته المتجددة".

ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريقهم، أو تغيير اتجاههم، إما بفصلهم عن دينهم، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم، والرأي الصائب، في أمتهم، أو بإلصاق الألقاب المنفِّرة منهم، أو وصفهم بصفات ونعوت، غير صحيح ، وتشويه سمعة من أنار الله بصائرهم في مجتمعاتهم، أو بتأليب بعض الحكومات عليهم".

- فتاوى الشبخ ابن باز " ( 2 / 365 ) .

ثانياً:

لما سبق بيانه كان على الشباب المسلم دورٌ مهم، وأعمال بالغة الأهمية؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم، وليكونوا حرَّاساً للدين تجاه ما يكاد به.

ويمكن أن نلخص ذلك الدور، وتلك الأعمال فيما يلي:

1. العلم الشرعي .

قال تعالى : {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم «طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ» [رواه ابن ماجه، وهو حديث حسن ] .

فالعلم واجب شرعي على كل مسلم، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه، ولا أن يدافع عنه في المحافل، والمنتديات، والجاهل لا تستفيد منه أمته، ولا مدينته، ولا قريته، ولا أهله، فلذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى حلقات العلم، في المساجد، والمراكز الإسلامية، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن، وقراءة الكتب .

2. الدعوة إلى الله، وتعليم الناس .

قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران:104].

والدعوة والتعليم: زكاة العلم، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره، وأن يساهم في هداية الكفار إلى الإسلام، وهداية العصاة إلى الاستقامة.

3. الصبر على أذى الناس .

قال تعالى – على لسان لقمان وهو يعظ ابنه -: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان: 17] .

ولا بدَّ – غالباً – للداعية من أن يصاب بأذى قولي، أو فعلي، ولا ينبغي لذلك أن يصده عن الاستمرار في الدعوة إلى الله، وليعلم أن الأنبياء والمرسلين قد أصابهم من ذلك الشيءُ الكثير، وهو يسير على هديهم، وطريقهم، فليصبر، وليحتسب.

4. الطاعة للأوامر، والاجتناب للنواهي .

والشاب المسلم مطيع لربه تعالى، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه تعالى، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... » [متفق عليه] .

5. تزكية النفس .

ومما يحتاجه الشاب المسلم، ويجب علينا نصحه به: أن يجعل لنفسه نصيباً من التزكية، فيجتهد على نفسه فيربيها على القيام بما يتيسر من العبادات النوافل، كقيام الليل، وصيام الأيام الفاضلة، وقراءة الأوراد والأذكار اليومية؛ فهي زاد الشاب للثبات على طريق الهداية، مع الالتزام بحفظ البصر عن المحرمات، وصيانة السمع عن المنكرات، وهكذا باقي جوارحه يجعلها مصونة عن ارتكاب ما يبغضه ربه، ولا يرضاه منها.

ومما يحرص عليه الشاب المسلم في هذا الباب: إعفاف النفس؛ تنفيذاً للوصية النبوية منه صلى الله عليه وسلم حين خاطب الشباب فقال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» [متفق عليه] و "الباءة": هي القدرة على تكاليف الزواج، من مهر، ونفقة، و"الوجاء: الوقاية؛ لأن الصوم يكسر حدّة الشهوة.

6. الالتفاف حول العلماء الثقات .

قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].

والشاب المسلم لا توجهه عاطفته، ولا تقوده حماسته، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات، والشيوخ الكبار، ممن لهم علم واسع، وتجارب نافعة، فيهتدي بنصحهم، ويعمل بمشورتهم، ويُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعاً لأمته، ودينه، ويكون أكثر حماية ممن يكيد بالشباب لصرفهم عن رسالة الحق، ونشر النور في الأرض .

7. أن يكونوا قدوة حسنة للناس .

وهذا هو حال طلاب العلم، والدعاة إلى الله، فالشباب المسلم الذي يقوم على تعليم الناس ودعوتهم ليس له أن يخالف فعلُه قولَه، بل هو متحلٍّ بالفضائل التي يدعو إليها، وقائم بالطاعات التي يرغب الناسَ بها، وهو قدوة لغيره في الأمانة، والاستقامة، والصدق، والعفاف، وغير ذلك من الأخلاق الواجبة والفاضلة.

8. الاعتزاز بدينهم، وترك تقليد الكفار .

قال تعالى – في هذه النقطة والتي قبلها - : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} إلى قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الممتحنة: 4 – 6].

وأكثر من نراه اليوم في عالَم تقليد الكفار في لباسهم، وهيئاتهم، وحركاتهم: هم طائفة الشباب، وللأسف، لذا كان من الدور المهم للشاب المسلم: أن يكون فخوراً معتزّاً بدينه، لا يخجل من إظهار شعائره، ولا يتوارى من الناس حين يقوم بعبادة خالقه، وهو يبغض في قلبه الكافر، وفعله، فلا يتشبه بهيئته، ولا بلباسه، وهو بهذا يكون قدوة لغيره من الشباب الذي انماع في قبائح الحضارة الغربية الكافرة .

9. الجهاد، وبذل النفس في سبيل الله .

والأمة الإسلامية تحتاج لكل طاقة في الشباب المسلم، فلذا يبذل الشاب نفسه رخيصة في سبيل إعزاز دينه، فإذا ما غزا كافرٌ بلاد الإسلام سارع للذب عنها، والدفاع عن حرمات المسلمين، وإذا شُرِّدت العائلات: قام على رعايتها، والعناية بها، وهو في كل ذلك جندي للإسلام، يُرَى حيث تكون الحاجة لنشاطه وقوته فيبذلها رخيصة لربه تعالى، وقدوته في ذلك: الشباب المسلم من الصحابة الأجلاء، كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة، وكعبد الله بن أبي بكر، حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزوِّد بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر رضي الله عنه، وكأسامة بن زيد رضي الله عنهما، حين قاد جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم .

ونسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين، وأن يهدي شبابهم للعمل بما يرضي ربهم، وأن يجعلهم هداة مهتدين.



والله أعلم